11-May-2019

أقلعت أربعة قاذفات من طراز بي – 52 من قاعدة باركس ديل الجوية في لويزيانا لتهبط في قاعدة العديد الجوية في قطر. لاحظت الجميع أنه قد تم دفعها إلى المنطقة ضمن مجموعة قتال إستراتيجية هجومية مشكلة من (حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لنكولن – سفينة صواريخ موجهة – وأربع مدمرات صواريخ موجهة).

السبب الأول لدفع القاذفات الإستراتيجية بي 52 ومعها تلك الأسلحة والذي قد يحقق الهدف المباشر

أي سلاح إستراتيجي له أحد ثلاث أهداف رئيسية هي (الردع – مهاجمة الخصم – إجهاض أي أعمال فعالة للخصم قبل القيام بها). ولا شك أن القاذفة الإستراتيجية بي 52 الأمريكية قادرة على تنفيذ المهام الثلاث في الخليج العربي أمام إيران.

على صعيد آخر، فإن هذه القاذفة الضخمة يمكنها حمل حوالي 32 ألف كيلوجرامات من القنابل شديدة التأثير فضلاً عن الرؤوس النووية التكتيكية التي يمكن توجيهها من خلال ضربات نووية دقيقة لأهدافها، فتخيل ما تفعله (4) قاذفات منها بإيران التي لا تمتلك الوسائل الكافية للتصدي لها؟

ومما سبق يبدو أن إيران وأذرعها لا تحتاج لهذ الكم من الأسلحة إذا كان الموقف فقط من أجل الردع، وهو ما يسوقني للسبب الثاني.

السبب الثاني المحتمل والذي قد يحقق الهدف المكمل/ الأشد تأثيراً

أظن أن الولايات المتحدة تريد أن توجه رسالة ردع مباشرة للصين، والتي تتوقع دعمها لموقف إيران.

جديرٌ بالذكر أن البحرية الأمريكية قد قامت الأسبوع الماضي (استعراضاً للقوة) بإجراء مناورة عسكرية موسعة في بحر الصين الجنوبي والذي تطالب الصين بالسيادة عليه، وذلك بالتعاون مع اليابان والهند والفلبين شارك فيها (مدمرة أمريكية مزودة بصواريخ موجهة – حاملة طائرات يابانية – سفينتين تابعتين للبحرية الهندية – سفينة دوريات فلبينية).

ومن ثم، فإن كلا الإجرائين (دفع أسلحة إستراتيجية أمريكية في الشرق الأوسط والمناورات الإستراتيجية البحرية المشتركة ببحر الصين الجنوبي) يحققا هدف أمريكي وهو الردع العسكري للصين، والذي قد يكون داعماً للموقف الأمريكي في الحرب التجارية الدائرة بين البلدين.

لواء أ.ح. ســــيد غنــــيم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
رئيس مركز دراسات شؤون الأمن العالمي والدفاع – أونلاين
www.igsda.org

شارك

administrator