بقلم: سيد غنيم، 14 يونيو 2020
تعد أهداف تركيا في ليبيا (فرعية) ضمن أهدافها الاستراتيجية في المنطقة، وفي البداية يمكن تلخيص أهداف تركيا الاستراتيجية في المنطقة في الآتي:
1- ضمان حصة كبيرة من الثروات الاقتصادية شرق المتوسط، وذلك من خلال الآتي:
أ – الاعتراف الإقليمي والدولي بترسيم الحدود البحرية التركية وبحدود تركيا الاقتصادية معها، والاعتراف بالحصة في الثروات التي تقرها تركيا لنفسها شرق المتوسط.
ب- عدم تجاهل تركيا إقليمياً وإشراكها في منتدى غاز شرق المتوسط.
2- تصدي تركيا للمنافسين الإقليميين (إيران – إسرائيل – اليونان – روسيا)، ومواجهة أوروبا، وإحكام النفوذ الأمني من خلال التواجد العسكري في مناطق الاتصال البحري الآتية:
أ – الخليج العربي (القاعدة العسكرية التركية المتواجدة بالدوحة).
ب- خليج عدن ومدخل البحر الأحمر (القاعدة العسكرية التركية المتواجدة بمقديشيو).
جـ- ممر البحر الأحمر (مساعي تركيا محتملة لإنشاء قاعدة عسكرية ببورسودان).
د – شرق المتوسط (مساعي تركيا لإنشاء قاعدة عسكرية بطرابلس).
3- دعم تنصيب واستمرار قيادات موالية لتركيا وحزب العدالة والتنمية التركي بعدة دول عربية.
ولتحقيق الأهداف الثلاث الرئيسية السابقة وأهداف أخرى، تهدف تركيا لتحقيق عدة أهداف في ليبيا (ذات الأهمية الاستراتيجية) كالآتي:
1- استمرار حكومة الوفاق ليس الأهم لتركيا بقدر أهمية استمرار الاتفاقيات التركية معها.. ومن ثم فإن حماية الاتفاقيتين الاقتصادية والأمنية مع ليبيا يعد هدف شديد الأهمية لتركيا وبما يحقق الآتي:
أ – ضمان حصة تركية من الغاز شرق المتوسط.
ب- إرباك اتفاقيات تصدير غاز دول الجوار الإقليمي شرق المتوسط إلى أوروبا.
جـ- ومن ثم، إجبار دول منتدى غاز شرق المتوسط على عدم تجاهل تركيا، بل وإشراكها بالمنتدى.
د – تأمين موطئ قدم عسكري تركي وإنشاء قاعدة عسكرية تركية في ليبيا.
هـ- ومن ثم، ضمان حماية حكومة السراج الموالية لتركيا، واستكمال إحكام النفوذ الأمني التركي إقليمياً. مع ملاحظة أنه حالة سيناريو يحكم فيه حفتر كل ليبيا، تدرك تركيا أنها مصالحها في ليبيا ستغلق تماماً، مما يعرض بشكل أساسي جميع مصالح أنقرة البحرية في البحر المتوسط ​​لخطر شديد. وفي هذا السيناريو يكمن الكابوس الحقيقي لتركيا، حيث ستُترك بالكامل تحت رحمة حفتر وحلفائه مصر والإمارات، وسيتأكدوا من أنه بعد انضمام اليونان وإيطاليا وإسرائيل لهما، لن تحصل أنقرة على قطعة من كعكة شرق المتوسط.
2- تدرك أنقرة حقيقة أن الفجوة التي خلفها فك الارتباط الأمريكي في ليبيا ستملأ بسرعة من قبل قوى أخرى مثل روسيا والإمارات ومصر، لذا فهدف تركيا الثاني في ليبيا هو سد الفراغ الأمني بواسطتها. إن اتفاق أنقرة – طرابلس الذي ينطوي على ترسيم الحدود البحرية هو وسيلة لتركيا لتعزيز موقعها كقوة رئيسية في المنطقة.
3- كما تهدف تركيا للحصول على مركز قوة بتواجدها على الأرض في ليبيا، الأمر الذي يدعم مواقفها في كافة المفاوضات الإقليمية الآتية:
أ – مع روسيا بشأن سوريا وليبيا.
ب- مع أوروبا بشأن مشاكل تركيا مع اليونان وقبرص واتفاقيات الغاز الشرق متوسطية ومشاكل اللاجئين.
جـ- مع مصر لإقناعها بعدم تجاهل تركيا في منتدى غاز شرق المتوسط واتفاقيات الغاز الإقليمية وترسيم الحدود البحرية المرتبطة بها. مع الوضع في الاعتبار أن تركيا تظهر دائماً أنها تدعم شرعية الحكومة المعترف بها دولياً في ليبيا كما تدعم روسيا حكومة الأسد المعترف بها دوليا في سوريا. كما تضغط تركيا على وتر شديد الحساسية، حيث تعلن دائماً أنها تريد بقاء الديمقراطية في ليبيا وأن أنقرة ستدعم هذه الحكومة حتى لا تعود الأنظمة الديكتاتورية.
شارك

administrator