معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع:
القسم الأمني والعسكري
دكتور سَــــيد غُنــــيم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع
الأستاذ الزائر بالناتو والأكاديمية العسكرية الملكية ببروكسل

 

أولاً: مقدمة:

حتى وقت قريب، كان يعتقد أن الشكل الرئيسي والوحيد للحرب هو الصراع المسلح بين دولتين، كل منهما يسعى لفرض إرادته على الآخر، مما يؤدي إلى الدمار. ومع ذلك، في الوقت الحالي، إزدادت المواجهات غير العسكرية بأشكال هائلة وغير تقليدية، مثل الحرب الإيديولوجية والاقتصادية والحرب السبرانية، وغيرها. تفاعلت هذه الوجوه الجديدة للحروب مع قدراتها المختلفة المؤثرة بشكل كبير إلى حد أن نتائجها تجاوز الحروب التقليدية.

ثانياً: مفاهيم وتعريفات:

  • النــزاع:

“النزاع” هو الدرجة التي تأتي بعد “الخلاف” مباشرة.. وعادة ما لا يكون مسلحاً، ويحدث فيه تواصل بن الأطراف المتنازعة. وعادة ما يكون النزاع بين الناس وبين الطوائف والمجتمعات، وهناك نزاع بين الدول أيضاً والذي عادة ما يأخذ الشكل القانوني في محاولة لإيجاد آليات لفض النزاعات.

ولكن إذا تطور النزاع فقد يتحول لصراع غير مسلح أو صراع مسلح.

  • الصراع

“الصراع” ظاهرة اجتماعية تعكس حالة من عدم الارتياح أو الضغط النفسي الناتج عن عدم التوافق أو التعارض بين ارادتين أو أكثر.

  • الصراع الاجتماعي هو حالة سببها تعارض حقيقي أو متخيل للاحتياجات والقيم والمصالح. يمكن أن يكون الصراع داخليا (في الشخص نفسه) أو خارجيا (بين اثنين أو أكثر من الافراد).. وهذا الخارجي قد يكون غير مسلح وقد يكون مسلح ولكنه بالطبع لا يصل لدرجة الحرب.. وفي حالة زيادة حدة الصراع المسلح بين طوائف المجتمع الواحد فيعتبر بالفعل أحد أنواع الحرب.
  • وهناك الصراع الدولي: والذي يعكس حالة من تعارض المصالح أو اختلاف القيم بين مجموعة بشرية وأخرى. والذي قد يؤخذ شكل صراع غير مسلح أو صراع مسلح أي (حرب).
  • وهناك أيضاً الصراع الطبقي والذي ينشب في المجتمعات التي تتسم بالطبقية.
  • الحرب

“الحرب” هي صراع مسلح بين دولتين أو أكثر من الكيانات غير المنسجمة، بهدف إعادة تنظيم الحدود الجغرافية السياسية وتحقيق أهداف سياسية محددة.

في حين أن بعض العلماء يرون “الحرب” على أنها أحد مُحدثات الطبيعة البشرية دولياً وتاريخياً.

ويرى آخرون أن “الحرب” حدث عنيف ينشب نتيجة لظروف اجتماعية وثقافية وبيئية معينة.

أما الخبير العسكري البروسي “كارل فون كلاوزفيتز” في كتابه عن “الحرب” قال “الحرب عمل يتسم بالعنف لهزيمة إرادة الخصم وإجباره على الخضوع لإرادة المُنتصر”.

وأرى أن “الحرب” هي حالة أو فترة من القتال بين البلدان أو مجموعات من الناس تفرض فيها الدولة حقوقها باستخدام القوةعلى أرض معينة أو في مجال جوي أو بحري معين، يخوضها أفراد مدربون، حيث يستخدمون فيها الأسلحة والمعدات والأجهزة والمهمات. وقد تكون بواسطة قوات نظامية/ حكومية أو دون ذلك، وقد يستخدم فيها وسائل أخرى إليكترونية غير فتاكة جسدياً ولكنها تؤثر على أجهزة ومعدات الخصم وبنيته التحتية والروح المعنوية لقواته، وقد تكون من خلال العقوبات والحصار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي. وقد تكون الحرب في أي مما سبق أو في مزيج من بعضه أو كله.

وفي المقابل، ليس كل صراع مسلح حرب. حيث لا تعتبر الحرب بين الأفراد، وبين العصابات، وعصابات المخدرات، وما إلى ذلك، حرباً. ومع ذلك، فإن معظم الحروب تسمى “صراعات مسلحة”.

  • ويحكم الصراعات “القانون الدولي الإنساني”

هو مجموعة من القواعد التي تحاول الحد من آثار الحروب. يعترف القانون الدولي الإنساني بنوعين من الحروب. وهي:

  • “الصراعات المسلحة الدولية” بين دولتين أو أكثر.
  • “النزاعات المسلحة غير الدولية” بين حكومة ومجموعة غير حكومية أو بين جماعتين من هذا القبيل.

الدوافع من وراء أي حرب غالباً ما تكون معقدة للغاية، يبقى الدافع الحقيقي للحرب في الأساس هو فرض الإرادة على الخصم لتحقيق أهداف استراتيجية معينة. أما الأسباب، فيتم خوض الحروب لأسباب كثيرة منها، السيطرة على الموارد الطبيعية، ولأسباب دينية أو ثقافية ومن أجل تحقيق التوازنات السياسية للسلطة. حيث تنشب الحرب تحت مظلة شرعية (صحة) قوانين معينة. كما قد تنشب الحرب لتسوية من أجل الاستيلاء على الأرض والأموال أو من أجل حمايتها، والعديد من القضايا الأخرى. ولذا، ما يحدد أهم عنصر في التخطيط للحرب وهو “الهدف الاستراتيجي السياسي العسكري للحرب”، فهو دوافع الحرب وليس أسبابها.

ثالثاً: مكونات الحرب:

  • المكون الفكري:
  • عقيدة المستوى الأعلى (الفلسفة والمبادئ).
  • عقيدة المستوى الأدنى (الممارسات والإجراءات).
  • التعليم والابتكار والدروس المستفادة.
  • فهم الصراع والقتال.
  • المكون المادي:
  • القوى البشرية.
  • المعدات.
  • التدريب.
  • الاستدامة.
  • تنمية القدرات.
  • المكون المعنوي:
  • التحفيز.
  • التماسك المعنوي.
  • الأساس الأخلاقي (القيمي).

رابعاً: “أجيال الحروب”

مؤلفها الخبير “المُنَظِر” العسكري الأمريكي “مقدم/ وليم إس. ليند” (وهو حاصل على درجة الماجستير في التاريخ، وعمل كمساعد للتشريع لعضو مجلس الشيوخ روبرت تافت الإبن عن ولاية أوهايو). حيث حاضرنا “ليند” أثناء دراستي في المرحلة التمهيدية لدرجة الماجستير في الأمن العالمي بالكلية الملكية للعلوم في جامعة كرانفيلد بإنجلترا عام 2004، حيث يرى أن أجيال الحروب تتغير مع إحداث ما أسماه “نقلة نوعية جدلية – A Dialectically Qualitative Shift” في طبيعة الحرب بغض النظر عن تكنولوجيا التسليح، حيث يرى أن أجيال الحروب أربعة  وهو ما أتفق عليه كافة الجامعات والأكاديمات ومراكز البحث العلمي الدولية حتى الآن، وهي كالآتــي:

  • حرب الجيل الأول: 1st Generation of War – 1GW

وهي حروب الحقبة من 1648 حتى 1860 والتي كانت تُدار بين جيوش نظامية بتكتيكات (الخطوط والصفوف)، على أرض قتال محددة بين جيشين يمثلا دولتين في مواجهة مباشرة، العسكريين فيها مميزين عن المدنيين في كل الأمور سواء في الزي أو التحية أو التدرج الدقيق في الوظائف والرتب، وبما يعزز ثقافة “النظام”.

تتسم القوات بحروب هذا الجيل بالطابع والزي العسكري المتشدد، و”الطاعة” فيه مقدمة على “المبادأة”، وقد ظهر في الحرب الأهلية الأمريكية وكذا الإنجليزية والحرب الأنجلوميكسيكية وخلال حملات نابليون العسكرية وحرب المكسيك.

إلا أنه ومع منتصف القرن التاسع عشر بدأت ساحة تلك المعارك في الانهيار. الجيوش الجماهيرية، فطبيعة القتال تغيرت مع تطور الأسلحة، حيث تأثرت المنظومة المنضبطة بساحة القتال، والتي تميز حروب الجيل الأول، فتطور سائل النيران وزيادة حجم تدميها حول ساحة القتال لميدان من الفوضى يصعب فرض النظام في أنحائه، والذي جعل الاستمرار في القتال بالتشكيلات الخطية وتكتيكات الصفوف والخطوط أحد صور الإنتحار.

  • حرب الجيل الثاني: 2nd Generation of War – 2GW

عالجت مشكلة الجيل الأول، والتي وضعتها الجيش الفرنسي خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، وذلك من خلال القوة الشاملة للنيران معظمها من المدفعية غير المباشرة، ومن ضمنها مدفعية الدبابات. ولخصت فرنسا عقيدتها القتالية في هذا الجيل في أن “نيران المدفعية تقهر العدو – والمشاة تحتل الأرض”. تنفذ من خلال خطط مُفصلة، يتم إستخدام النيران بشكل مركزي متزامن، يُسيطر عليه بعناية فائقة متزامنة مع قوة النيران التي يتم التحكم فيها مركزيا بعناية، وذلك باستخدام خطط وأوامر مفصلة، للمشاة والدبابات والمدفعية، في معركة القائد فيها هو مايسترو الأوركسترا.

وأعتبر الجنود بشكل عام والضباط بشكل خاص أن حرب الجيل الثاني قد جائت كنجدة عظيمة لهم، لأنها حافظت على ثقافة “النظام” في أرض القتال. حيث ركزت في الداخل على القواعد والضوابط والعمليات والإجراءات. فـ”الطاعة” في الجيل الثاني أيضاً مُقدمة على “المبادأة” لتجنب التعرض للخطر خاصة مع منظومة النيران المتزامنة. أما الانضباط فكان جبرياً يأتي (فرضاً) من أعلى إلى أسفل وليس (ذاتياً). وفي هذا الجيل حلت نيران القوات الجوية محل نيران المدفعية لقوة تدميرها.

  • حرب الجيل الثالث: 3rd Generation of War – 3GW

جائت نتيجة لعيوب ظهرت خلال الحرب العالمية الثانية. وكان أول من إنتهجها محدثاً هذا التطويرالجيش الألماني فيما أسموه بـ”حرب المناورة”.

ويستند الجيل الثالث من الحروب على السرعة والمفاجأة والتشتيت الذهني للعدو وتشتيت قواته بحرمانه من السيطرة عليها أثناء القتال. ومن الناحية التكتيكية، تسعى القوات في الهجوم للوصول الى عمق العدو والعمل على إنهيار أنساقه التالية وإحتياطياته بهدف الإلتفاف حول العدو لسرعة إنهيار أنساقه. أما في الدفاع، فإن القوات المدافعة تسعى دائماً لحصار العدو ثم تجزئته.. ولا مجال للمنافسة التقليدية على الخطوط المنتظمة في حروب الجيل الثالث، فهي حرب ليست خطية بالشكل الذي كانت تقاتل به القوات في حروب الجيل الأول.

“المبادأة” تُقدم فيها على “الطاعة” وهو عكس ما قبلها، حيث يمكن التسامح مع الأخطاء، طالما أنها نتيجة للمبادأة الإيجابية، في إطار الإعتماد على الانضباط “الذاتي”، وليس “فرض” الانضباط. وقد وضحت حروب الجيل الثالث في حروب الخليج وحرب أكتوبر وغيرها.

  • حروب الجيل الرابع: 4th Generation of War – 4GW

والتي أطلق مصطلحها لأول مرة عام 1989 عُرفت بالنزاع في منطقة غير واضحة المعالم بين دائرتي الحرب والعمل السياسي ويشغل هذه المنطقة مقاتلون أو/و سياسيون.

وتُعرف أيضاً بأنها عنصر العنف غير الحكومي A Violent Non-State Actor (VNSA) والذي يحارب دولة أخرى بأسلحته الخاصة.. وقد صيغت من خلال نفس المفهموم على أنها “الحرب اللا متماثلة – Asymmetric War”  أي الصراع الذي يتميز بعدم تكافؤ التسلح ولامركزية الإجراءات.. وقد طُور الجيل الرابع إلى 4.6GW، لتُستخدم فيه وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني والمعارضة السياسية والعمليات الأستخباراتية.

  • أهم ما يميز أسلوب الجيل الرابع من الحروب:

قد يتميز بالعنف الجسدي كما في حالات الإرهاب، وقد يتميز أيضاً بقوة العنف الذهني كما فعل “غاندي” و”مارتن لوثر كينج”، فكانا يصران على تخفيض كافة مستويات العنف التي يقابلونها دون أدنى مستويات العنف الجسدي. ومن ثم قد يدار أيضاً بواسطة من مثلهم من المعارضين في دولهم سواء ضد استعمار عسكري أو فكري.

كما يتميز الجيل الرابع من الحروب بأن يتضمن صراعات معقدة وطويلة الأجل، قد تعمل بتكتيكات الإرهاب، تستند على قاعدة غير وطنية أو عبر الأوطان، فهي تدار بشكل شديد اللامركزية. تشن هجوماً مباشراً على ثقافة ,ايدولوجية العدو، كما تقوم أيضاً بأعمال إبادة جماعية ضد المدنيين.

تتميز أيضاً بعدم وجود التسلسل الهرمي بها ربما لصغر حجمها، ولذا فهي تعتمد على أساليب التمرد وحروب العصابات. ويظهر فيها نوع من العمليات النفسية المتطورة للغاية، وخاصة من خلال التلاعب بوسائل الإعلام، فهي تستخدم جميع الضغوط المتاحة (سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية). وأفضل بيئة لها هي فترة ما يُعرف بـ”الصراعات خفيفة الحدة” والتي تنشب بين الجماعات المسلحة والجيش الحكومي. العنصر الأكثر تعقيداً في التعامل معه في تلك الحروب هم السياسيون غير المسلحون والذين ينتهجون أسلوب العنف الذهني.

  • ويتميز من يقومون بحروب الجيل الرابع بالآتي:
  • عدم وجود سلطة عليهم أو تركيب تنظيمي هرمي مُقنن لهم.
  • المثابرة والصبر والمرونة والعمل بعيداً عن الاضواء عند الحاجة.
  • صغر حجم عناصرهم وقد يلجأوا لتكتيكات مسلحة أو أعمال إرهابية ضد البنية التحتية للدولة المُستهدفة، مستهدفين جميع الجبهات الاقتصادية، والسياسية، والعسكرية، والمدنية، ووسائل الإعلام.
  • الأهداف الإستراتيجية للجيل الرابع من الحروب:
  • هزيمة الإرادة السياسية للدولة المستهدفة وفرض إرادة سياسية مخالفة عليها.
  • البقـــــاء.
  • إقناع صناع القرار السياسي أن أهدافهم إما قابلة للتحقيق، أو أنها ستكون مكلفة للغاية مقابل ما تتوقعه الدولة المُستهدفة حالة محاولة القضاء عليهم بالعنف.
  • تحول هوية وأيدولوجية الدولة من القومية إلى العقائدية أو العكس.
  • أفضل أسلوب للتصدي لحروب الجيل الرابع:

العمل على تجزئة عناصره وتفتيتها وإفقادهم الثقة فيما إلتفوا حوله.. والذي يحقق نجاحاً كبيراً حالة أن عناصره سواء مُسلحة أو سلمية تعمل من أجل مصالح خاصة وليس عقيدة راسخة. والحكومات الرشيدة فقط هي القادرة على التصدي لهم بهذا الأسلوب.

  • توضيح علمي حول (ما أطلق عليه) الجيل الخامس من الحروب 5GW

برغم حداثة فكرة أربعة أجيال من الحروب، فقد ظهر بعض الباحثون يتحدثون عن الجيل الخامس.. حيث يراه البعض أنه نتاج للتكنولوجيا الجديدة مثل تكنولوجيا “النانو”.. كم أضاف أحد المراسلين العسكريين تعريفاً له على أنه “عمل إرهابي يقوم به مجموعة معينة تعبيراً عن رفضهم لإدانة وجهت لهم من قبل جراء عمل آخر تم تحميلهم مسئوليته وقد يكونوا لم يتورطوا فيه”.. وهو ما يعرف تقليديا باسم “العمليات الزائفة”.

أما جنود البحرية الأمريكية “المارينز” فقد عرفوه على أنه “حرب تقوم على تجنيد كيانات مختلفة التبعية مهمتها إشراك أتباعهم ومن حولهم من عامة الشعب ليكونوا أحد وسائلهم وأهدافهم في نفس الوقت، حيث تديرها عناصر من المخابرات الخارجية وتقودها القوى المعارضة (بمعاونة و/أو من خلال) الجمعيات المدنية والأهلية.. وآخر تلويح بشأنها كان من سنوات قليلة بواسطة الجيش الروسي والذي أطلقوا عليه “ألوان قوس قزح الثوري” والذي يحمل تقريباً نفس مفهوم “المارينز” الأمريكية.

والآن، هل نجد اختلاف جوهري يكون نظرية لتقديم جيل جديد من الحروب؟! أذكر أثناء دراستي العلوم السياسية بالكلية للملكية للعلوم بجامعة كرانفيلد ببريطانيا عام 2004 ما رواه “كولونيل/ وليم إس. ليند” (وقد إعتاد تسجيل جمله الهامة في كتبه):

“أحد أسباب إرتباك من يحاولون إيجاد جيلاً خامساً للحروب قد يكون سوء فهم مصطلح (الجيل) إرتباطاً بالحروب.. حيث يُعرف مصطلح (جيل) في هذه الحالة بأنه “نقلة نوعية جدلية – A Dialectically Qualitative Shift”.

والآن وربما الأهم، ماذا قد يكون الهدف من طرح نظريات جديدة بشأن الحروب؟

تحدث مارتن فان كريفيلد في كتابه “التكنولوجيا والحرب” والذي يُطلق عليه “المُحدد التكنولوجي”، حيث وضح أنه من الأفكار الخاطئة التي قد يتحدد بها نتائج الحرب فكرة “التفوق التكنولوجي في الأسلحة والمعدات” والتي نادراً ما تُعتبر العامل الحاسم لتوقع نتائج الحروب.. بالضبط كما حدث من الإدارة الأمريكية عندما أعلنت أنها قد حسمت نتائج الحروب من خلال ما أسموه “الثورة في الشئون العسكرية” في حين أن الهدف من (البروباجندا) التي صاحبت هذا المصطلح كان مجرد تحقيق أكبر مبيعات ممكنة للسلاح الأمريكي وقتها والتي أثبتت فشلاً أمام داعش وأخواتها اليوم.. وهو ما يكرر الآن مع محاولة تفعيل بروباجندا جديدة مع ما أطلق عليه (الجيل الخامس للحروب).

وأخيراً علينا أن نطلع جيداً على ما صدر بشأن (الجيل الخامس من الحروب)، وعلى آراء البعض بشأن الجيلين السادس والسابع من الحروب، والذان لا أساس علمي محدد ومتفق عليه لهما، كنظريات وهمية عن الحروب.. تخيل لو عاملت أي ظاهرة بعد الجيل الرابع على انها نظرية جيل جديد من الحروب وفكرت في وضع تفاصيل لها تتضمن عدة نقاط منها مثلاً (ما يميزه، وما يميز من ينفذونه، وأساليب تنفيذه، وأهدافه الإستراتيجية، وطبيعة أعماله، وأفضل أسلوب لمحاربة منتهجيه، ..)، هل ستجد إختلافاً أيدولوجياً يمثل نقلة نوعية تم حسم الجدل فيها؟ في الغالب ستكون الإجابة (لا) لأنك ستضطر لتأليف ما ستكتبه وليس إستنتاجه وإستنباطه بشكل علمي منطقي مسلسل.

لذا لن تجد أي نظرية حقيقية لأجيال أخرى سواء خامس أو سادس أو سابع موثقة علمياً وأكاديمياً بالجامعات المُعترف بها دولياً بذات الشأن وتُدرس، ولا بالأكاديميات الإستراتيجية العسكرية بشكل منهجي، عدا أفواه المتحدثين بمنطقتنا العربية.

خامساً: أنواع الحروب:

من حيث درجة التصعيد:

  • الحرب الباردة:

مصطلح يستخدم لوصف حالة الصراع والتوتر والتنافس عقب الحرب العالمية الثانية والتي كانت توجد بين (الولايات المتحدة الأمريكية والناتو وحلفاء آخرون) وبين (الاتحاد السوفييتي وحلف وارسو).

  • الحرب الدافئة:

المحادثات ما زالت مستمرة وهناك دائما فرصة التوصل إلى نتيجة سلمية، مع بقاء القوات المسلحة في حالة استنفار واستمرار تعبئتها بالكامل، مع وضع خطط الحرب إستعداداً لإصدار أوامر العمليات لبدء القتال.

  • الحرب المشتعلة (العسكرية):

وهي مواجهة العسكرية بين جيوش دولتين أو أكثر، وقد تُجرى الحروب في وقت واحد على مسرح حرب واحد أو على أكثر من مسارح الحرب المختلفة.

من حيث الحجم:

  • العملية العسكرية المحدودة:

صراع مسلح ضد خصم أو عدو محدد في نطاق مكاني وزمني محدود، لتحقيق أهداف سياسية او أمنية أو عسكرية محددة، وبما يفرض الإرادة على الآخر، دون الدخول في حرب شاملة.

  • الحرب/ العملية العسكرية الشاملة:

هي صراع مسلح بين دولتين أو أكثر  يستخدم فيها كافة وسائل الحرب المتاحة سواء مادية أو معنوية أو إليكترونية أو اقتصادية، …

من أجل تحقيق غرض معين:

  • الحرب العقابية:

حملة عسكرية يتم القيام بها لمعاقبة كيان سياسي أو أي مجموعة من الأشخاص خارج حدود الدولة أو الاتحاد المعاقب. يتم إجراؤها عادةً رداً على سلوك غير مطيع أو سلوك خاطئ أخلاقياً من قبل الأوغاد، كإجراء انتقامي أو إجراء تصحيحي، أو لممارسة ضغط دبلوماسي قوي دون إعلان رسمي للحرب (مثل الإضراب الجراحي).

 

  • الحرب الوقائية:

حرب أو عمل عسكري يتم الشروع فيه لمنع طرف محارب أو طرف محايد من اكتساب القدرة على الهجوم. الطرف حيث إن الطرف الذي يتم مهاجمته لديه قدرة تهديد كامنة أو أنه أظهر أنه ينوي الهجوم في المستقبل، بناءً على أفعاله ومواقفه السابقة. تهدف الحرب الوقائية إلى منع حدوث تحول في ميزان القوى من خلال شن هجوم استراتيجي قبل أن يحظى ميزان القوى بفرصة التحول لصالح الطرف المستهدف. تختلف الحرب الوقائية عن الضربة الوقائية، وهي الضربة الأولى عندما يكون الهجوم وشيكاً.

من حيث طبيعة الحرب:

  • الحرب التقليدية، ويطلق عليها: Conventional Warfare (CW)

وهي مواجهة عسكرية بين جيوش دولتين أو أكثر بأفرعها الرئيسية (برية – بحرية جوية – دفاع جوي – ..).
وقد تُجرى الحروب في وقت واحد على مسرح حرب واحد أو على أكثر من مسارح الحرب المختلفة.

وقد تكون حرب عسكرية عقابية حيث تنشب لتنفيذ قرار دولي صادر من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بمعاقبة حكومة دولة معينة عسكرياً (العقوبات العسكرية).

صور الحرب التقليدية:

  • العملية الاستراتيجية الهجومية.
  • العملية الاستراتيجية الدفاعية.
  • التقدم (في العقيدة الغربية).
المبادئ السوفيتية للعلوم العسكرية، من التكتيكات السوفيتية الجوية البرية ISBN 0-89141-160-7. ويستمر اتباع مبادئ مماثلة في بلدان رابطة الدول المستقلة.الولايات المتحدة (راجع دليل الجيش الأمريكي الميداني FM 3–0)
Preparedness           الاستعداد القتاليObjective          الهدف
Initiative          المبادأةOffensive          العمل الهجومي
Capability           القدرةMass  الكتلة: حشد تأثيرات القوة القتالية الساحقة في المكان والزمان الحاسمين
Cooperation          التعاونEconomy of Force          الاقتصاد في القوة
Concentration          الحشدManeuver          المناورة
Depth           القتال في العمقUnity of Command          وحدة القيادة
Morale                    المعنوياتSecurity          الأمن
Obedience          الطاعةSurprise          المفاجأة
Steadfastness          الصمودSimplicity          التبسيط
Security          الأمن 
Logistics          الإمداد والتموين 

 

  • الحرب غير التقليدية ويطلق عليها: UK: Unconventional Warfare (UW), USA: Irregular Warfare

وتنشب لدعم حركة تمرد أو مقاومة مدنية أو عسكرية محلية بدولة ضد حكومتها أو ضد قوة دولة تحتل أراضيها. في حين تستخدم الحرب التقليدية لتقليص القدرة العسكرية للخصم مباشرة من خلال الهجمات والمناورات، فإن الحرب غير التقليدية هي محاولة لتحقيق النصر بشكل غير مباشر من خلال قوات بالوكالة.

وتتناقض الحرب غير التقليدية مع الحرب التقليدية في نوعية القوات والتي غالباً ما تكون غير معلومة الحجم والتنظيم والتشكيل والتسليح وأساليب القتال.

  • أساليب الحروب غير التقليدية:
  • قد تنشب في صورة “الحرب الأهليةCivil War ” والتي تعد ضمن أحد أهم بيئات الصراعات الداخلية بالدول، وتعد ضمن فئة ما يطلق عليه صراع “منخفض الحدة – Low Intensity (LIC) Conflict”

وفي أحياناً كثيرة تنشب الحرب الأهلية بين أطراف يحاربون بعضهم البعض بشكل مباشر نيابة عن عن أطراف خارجية وفي هذه الحالة تكون “حرب بالوكالة – Proxy War”، ويتم فيها الاستعانة بأطراف أخرى كبدائل للأطراف المتضادة الرئيسية او لأحدهما.

  • كما قد تنشب الحروب غير التقليدية في صورة عمليات إرهابية، وهناك عدة تعريفات للإرهاب كالآتي:
  • الإرهاب كما جاء بقاموس أكسفورد البريطاني:

هو “استخدام أعمال العنف من أجل تحقيق أهداف سياسية أو لإجبار الحكومة على تصرف معين”.

The use of violent action in order to achieve political aims or to force a government to act. http://www.oxforddictionaries.com/definition/learner/terrorism

  • تعريف الأمم المتحدة للإرهاب:

أعمال إجرامية ترتكب ضد المدنيين بقصد القتل أو إلحاق إصابات جسمانية خطيرة، أو إحتجاز رهائن بغرض إشاعة حالة من الرعب بين عامة الجمهور أو جماعة من الأشخاص أو أشخاص معينين، أو لتخويف جماعة من السكان”، بهدف إرغام حكومة أو منظمة دولية على القيام بعمل ما أو عدم القيام به.

Criminal acts, including against civilians, committed with the intent to cause death or serious bodily injury, or taking of hostages, with the purpose to provoke a state of terror in the general public or in a group of persons or particular persons, intimidate a population or compel a government or an international organization to do or to abstain from doing any act, which constitute offences within the scope of and as defined in the international conventions and protocols relating to terrorism, are under no circumstances justifiable by considerations of a political, philosophical, ideological, racial, ethnic, religious or other similar nature.

  • تعريف منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو ) للإرهاب:

“الاستخدام غير القانوني أو التهديد باستخدام القوة أو العنف ضد الأشخاص أو الممتلكات في محاولة لإرغام أو تخويف الحكومات أو المجتمعات لتحقيق أهداف سياسية أو دينية أو أيديولوجية”.

The unlawful use or threatened use of force or violence against individuals or property in an attempt to coerce or intimidate governments or societies to achieve political, religious or ideological objectives.

  • كما تنشب الحروب غير التقليدية في بيئة حرب “غير متماثلة – Asymmetric Warfare“:

وتعرف “الحرب غير المتماثلة” على أنها “الاستراتيجيات والتكتيكات غير التقليدية التي تتبناها القوة عندما لا تكون القدرات العسكرية للقوى المتحاربة غير متكافئة فحسب، ولكنها تختلف اختلافاً كبيراً لدرجة أنها لا تستطيع شن نفس النوع من الهجمات على بعضها البعض”.

Unconventional strategies and tactics adopted by a force when the military capabilities of belligerent powers are not simply unequal but are so significantly different that they cannot make the same sorts of attacks on each other. https://www.britannica.com/topic/asymmetrical-warfare

كما يمكنني تعريف الحرب غير المتماثلة على أنها: “شكل من أشكال الحرب تستخدم فيه جهة فاعلة من غير الدول أدوات وتكتيكات غير تقليدية ضد نقاط ضعف الدولة لتحقيق تأثير غير متناسب، مما يقوض إرادة الدولة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية”.

In my point of view, I see that the asymmetric warfare could be defined as: “a form of warfare in which a non-state actor uses unconventional tools and tactics against a state’s vulnerabilities to achieve disproportionate effect, undermining the state’s will to achieve its strategic objectives”.

  • أشكال الحرب غير التقليدية:
  • حرب العصابات والتخريب: Guerrilla Warfare and Sabotage

حرب غير تقليدية، بين مجموعات قتالية يجمعها هدف واحد وجيش تقليدي، حيث تتكون هذه المجموعات من وحدات قتالية صغيرة نسبيا مدعمة بتسليح أقل عددا ونوعية من تسليح الجيوش. وتتبع أسلوب المباغتة في القتال ضد التنظيمات العسكرية التقليدية في ظروف يتم اختيارها بصورة غير ملائمة للجيش النظامي. ومقاتلوا حرب العصابات يتفادون الالتحام في معركة مواجهة مع الجيوش التقليدية لعدم تكافؤ الفرص، فيلجأون إلى عدة معارك صغيرة ذات أهداف استراتيجية يحددون هم مكانها وزمانها بحيث يكون تأثيرها موجعا للخصم. والاسم الأجنبي أصله إسباني ويعني الحرب الصغيرة.

وقد تكون في صورة حرب أهلية والتي في أحياناً كثيرة تكون بالوكالة عن أطراف خارجية وهنا يمكن أن نطلق عليها حرب أهلية Civil War أو حرب بالوكالة  Proxy War، وتلك الأخيرة تكون باستعانة قوتين متحاربتين بأطراف أخرى كبدائل لقتال بعضهم البعض بشكل مباشر.

  • حرب المعلومات: Information Warfare (IW)

حرب المعلومات بمعناها الواسع هي صراع على عملية المعلومات والاتصالات.

Information Warfare in its broadest sense is a struggle over the information and communications process.

حرب المعلومات هي تطبيق القوة المدمرة على نطاق واسع ضد أصول وأنظمة المعلومات، ضد أجهزة الكمبيوتر والشبكات التي تدعم البنى التحتية الحرجة الأربعة (شبكة الكهرباء، والاتصالات، والمالية، والنقل). ومع ذلك، فإن الحماية من اقتحام الكمبيوتر حتى على نطاق أصغر هي في مصلحة الأمن القومي للبلاد.

Information warfare is the application of destructive force on a large scale against information assets and systems, against the computers and networks that support the four critical infrastructures (the power grid, communications, financial, and transportation). However, protecting against computer intrusion even on a smaller scale is in the national security interests of the country.

Federation of American Scientists, Intelligence Resource Program: https://irp.fas.org/eprint/snyder/infowarfare.htm

صور حرب المعلومات:

  • حرب المعلومات الهجومية. Offensive Information Warfare
  • حرب المعلومات الدفاعية. Defensive Information Warfare

تشغيل حرب المعلومات:

يتواجد داخل مراكز العمليات في السلم والحرب نظم القيادة والسيطرة والتوجيه والإنذار، وتتم أنشطتها في دائرة مغلقة وهى (OODA) والتي تتكون من: المراقبة والملاحظـة Observe – تحليل وتوجيه المعلومــات Orient – إتخاذ القـرار Decide – تنفيذ القــرار Act.

بدراسة هذه الدائرة يتضح وجود منطقة مشتركة بين مكونات دائرة (OODA)، وهذه المنطقة هي التي يتم من خلالها حرب المعلومات أي أنها أهم جزء في دائرة نظام القيادة والسيطرة والتوجيه والإنذار حيث يتم فيها تخزين و إستعادة البيانات، وعرض البيانات، ومعالجة البيانات للحصول على المعلومات المطلوبة، وإتخاذ القرار، وتبادل المعلومات .

المعلومات المضللة هي مجموعة فرعية من الدعاية وهي معلومات كاذبة يتم نشرها عمداً للخداع. في بعض الأحيان يتم الخلط بينه وبين المعلومات الخاطئة، وهي معلومات كاذبة ولكنها غير متعمدة.

Disinformation is a subset of propaganda and is false information that is spread deliberately to deceive. It is sometimes confused with misinformation, which is false information but is not deliberate.

  • الحرب السبرانية (الإليكترونية): Cyber Warfare

وتشير إلى استخدام بلد ما لهجمات رقمية، مثل فيروسات الكمبيوتر والقرصنة، لتعطيل أنظمة الكمبيوتر الحيوية في بلد آخر، بهدف إحداث الضرر والموت والدمار.

It refers to a country’s use of digital attacks, such as computer viruses and piracy, to jam and disrupt vital computer systems of the target state, with the aim of causing harm, death and destruction.

الحرب الإلكترونية هي استخدام الهجمات الرقمية ضد دولة معادية، مما يتسبب في ضرر مماثل للحرب الفعلية و / أو تعطيل أنظمة الكمبيوتر الحيوية.

Cyberwarfare is the use of digital attacks against an enemy state, causing comparable harm to actual warfare and/or disrupting the vital computer systems

وفي رأيي يمكن تعريف الحرب السيبرانية على أنها “مجموعة من الإجراءات التي تتخذها دولة أو تنظيم أو جماعة إرهابية أو عناصر متطرفة من المنظمات الإجرامية العابرة للحدود بهدف إختراق أجهزة الحواسب أو الشبكات الإليكترونية لدولة أو جهة معينة، وبما يحدث أضراراً جسيمة أو خللاً شديداً بمنظوماتها وشبكاتها الكمبيوترية. وكذا الإجراءات الوقائية التي تتخذها الدول لمكافحة ذلك التهديد المُعقد”

In my opinion, cyber war can be defined as “a set of measures taken by a state, an organization, a terrorist group, or extremist elements of transnational criminal organizations with the aim of targeting the computers or electronic networks of a country or a certain party, causing serious damage or severe disruption to its computer systems and networks. As well as a set of preventive measures taken by states to counter this complex threat.”

إلا ان هناك جدل كبير بين المنظمات الدولية والأكاديميين والخبراء حول تعريف الحرب الإلكترونية، وحتى إذا كان هذا الشيء موجوداً. حسب حلف الناتو فإن مصطلح “الحرب السبرانية” تسمية خاطئة، كما ترى مجلة المخابرات الأمريكية أنه لا يمكن وصف أي أعمال إلكترونية هجومية حتى الآن على أنها حرب. ويرى خبير الحرب الإليكترونية الأمريكي لوكاس جورج أن “الحرب السبرانية” هي تسمية مناسبة للهجمات السيبرانية التي تسبب ضرراً مادياً للأشخاص والأشياء في العالم الحقيقي.

  • العمليات النفسية / الحرب النفسية Psychological Operations/ Psychological Warfare

هي نوع من العمليات يتم خوضها في السلم والحرب، وتستهدف الروح المعنوية للخصم من خلال الشائعات والأخبار الكاذبة والمحبطة في محاولة لتحطيم المعنويات سواء للأفراد المقاتلين أو إرادة الشعوب ووعيهم، وقد يتم شنها منفردة في السلم أو خلال حرب تقليدية أو خلال أيً من الحروب غير التقليدية.

وفي رأي، يمكن تعريف الحرب أو العمليات النفسية على أنها “أي عمل نفسي يمارس باستخدام وسائل نفسية بهدف إثارة رد فعل نفسي مخطط له في الآخرين باستخدام تقنيات مختلفة. وتهدف إلى التأثير على منظومة القيم في جمهور معين واعتقاداته وعواطفه ودوافعه ومنطق تفكيره أو سلوكه. وهي تستخدم للحث على إعتناق أو تعزيز سلوكيات معينة. كما أنها تستخدم لتدمير الروح المعنوية للمُستهدفين سواء جنود أو حكومات أو شعوب أو منظمات أو جماعات أو أفراد.

ومن أهم وسائلها الإعلام المرئي والمقروء والمسموع ومواقع التواصل الاجتماعي ومنصات الخطابة وغيرها.

A type of operation that is waged in peace and war, targeting the opponent’s morale through rumors, false and frustrating news in an attempt to destroy the morale of either the fighting individuals or the people’s will and awareness.

In my opinion, Psychological Warfare/ Operations can be defined as “any psychological action that is practiced using psychological means with the aim of formulating a planned psychological reaction in others, using various techniques. It aims to influence the value system in a particular audience, targeting its beliefs, emotions, motives, and the logic of its way of thinking and behavior. As well as urging the embracing or reinforcement of certain behaviors and destroying the morale of the audience, whether soldiers, governments, peoples, organizations, groups or individuals.

The common means of Psychological Warfare/ Operations are visual, written and audio media, social media sites, public speaking platforms, and others.

  • الحرب الهجين: Hybrid warfare

يعود استخدام مصطلح “الحرب الهجين” إلى التسعينيات. حيث ظهر مصطلح “الحرب الهجينة” لأول مرة في كتاب توماس موكيتيس المعنون “مكافحة التمرد البريطاني في عصر ما بعد الإمبراطورية في عام 1995 (Mockaitis 1995، 14-39). في السنوات التي تلت ذلك، استخدم العديد من المؤلفين مصطلح “الحرب الهجين” للإشارة إلى مجموعة متنوعة من الحملات العسكرية (انظر على سبيل المثال، Walker 1998، Nemeth 2002، Dupont 2003، Carayannis 2003، Simpson 2005). في الواقع، لم تكن الطريقة التي وصف بها هؤلاء المؤلفون “الحرب الهجين” متشابهة مع بعضهم البعض. ومع ذلك، في التحليلات النهائية، يبدو من الصواب القول بأنهم استخدموا مصطلح “الحرب الهجين” للإشارة إلى نمط من الحرب يمكن من تصنيفها ببساطة على أنها ليست تقليدية بحتة أو غير نظامية. ومع ذلك، فيما يتعلق بموضوع “الحرب الهجينة”، كانت الآثار النظرية والعملية للمؤلفين المذكورين أعلاه محدودة نوعاً ما.

كان أول تعبير منتشر على نطاق واسع لمصطلح “الحرب الهجين” هو خطاب الجنرال جيمس ماتيس في منتدى الدفاع بدعم من المعهد البحري ورابطة مشاة البحرية في سبتمبر 2005. بعد المؤتمر مباشرة، نشر جنرال ماتيس وهوفمان ورقة موجزة عن “الحرب الهجين” في نوفمبر 2005. في تلك الورقة، جادل المؤلفون بأن التهديدات المستقبلية ستكون مزيجاً من أنماط مختلفة من الحرب، وأطلقوا على هذا التوليف اسم “الحرب الهجين”. “. لم يتم تطوير مفهوم “الحرب الهجين” بالكامل في تلك المقالة، وقد وصف الكتاب الخصائص الرئيسية “لنموذج الحرب الهجين”، بدلاً من تعريفه (ماتيس وهوفمان 2005، 18-19).

بعد ذلك بعامين، نشر هوفمان دراسته الأساسية وصاغ مفهوم “الحرب الهجين” الخاصة به على أساس “حرب الجيل الرابع”، و”الحرب المركبة”، و “الحرب غير المقيدة”، و”استراتيجية الدفاع الوطني لعام 2005”. هذه المرة، قدم هوفمان تعريفاً جيداً منظماً ومفصلاً لـ “الحرب الهجين”. أيضاً، كانت دراسة هوفمان هي التي نشرت مصطلح “الحرب الهجينة” في الأوساط الأكاديمية والممارسين العسكريين في الولايات المتحدة. علاوة على ذلك، شكل تعريف هوفمان مفهوم الجيش الأمريكي “للحرب الهجين” إلى حد ملحوظ (انظر على سبيل المثال، Casey 2008، 28 ؛ US Army 2010، 1-1، US Army 2011، 1-5). لذلك، فإنني أميل إلى رؤية كتابه لعام 2007 باعتباره “نقطة انطلاق” النقاش الكبير حول “الحرب الهجين”.

مفاهيم شائعة لـ “الحرب الهجين”:

  • الحرب الهجين” هي الاستخدام المشترك للقوات النظامية وغير النظامية في مسرح عمليات واحد أو على اتجاه استراتيجي واحد.
  • “الحرب الهجين” هي توظيف لاندماج الأسلحة التقليدية والتكتيكات غير النظامية كالإرهاب والأنشطة الإجرامية في نفس مسرح القتال.
  • “الحرب الهجين” هي الاستخدام المشترك لمختلف الوسائل العسكرية وغير العسكرية لمجابهة العدو أو للقضاء عليه.
  • “الحرب الهجين” هي أنشطة مواجهة تتضمن مزيج من الوسائل العنيفة وغير العنيفة.
  • “الحرب الهجين” هي طريقة لتحقيق أهداف سياسية باستخدام أنشطة تخريبية غير عنيفة.
  • وأرى أن “الحرب الهجين” تعد مزيجاً من الحروب والعناصر والأسلحة المختلفة. فهي مزيج من كل أو بعض أساليب ووسائل الحرب التقليدية وغير التقليدية، كالاستفادة من عمليات الأسلحة المشتركة الحديثة، والحرب السبرانية، والتمرد، والإرهاب، والجريمة، والمعلومات المضللة، والعمليات النفسية، ..).

مظاهر الحرب الهجين

كان إدخال مفهوم “الحرب الهجينة”، بالرغم من ضبابيته، مفيدا في دفع المفكرين الاستراتيجيين العسكريين، إلى جانب المسؤولين والأكاديميين، إلى التفكير في ردود فعل أكثر مرونة وفاعلية. وقد وُجدت في سنة 2014 وضعيتان أدتا إلى تأكيد الحاجة إلى ذلك: الوضعية في أوكرانيا والوضعية في سوريا والعراق. وفي كلتا الحالتين زاد اندماج التكتيكات في حدة الصعوبات أمام من يواجهونها. تلا ذلك محاولة استخدام الحرب الهجين في العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، فبراير 2022.

روسيا في أوكرانيا

قال زعماء حلف الناتو في إعلان قمة ويلز عام 2014: “نشهد حملة منسقة من العنف تقوم بها روسيا، والانفصاليون الذين تدعمهم، بهدف زعزعة استقرار أوكرانيا كدولة ذات سيادة”.

كما ورد في مجلة “وول ستريت” عن أمين عام الناتو آنذاك أندروس فوج رسموسن قوله: “تلجأ روسيا إلى حرب هجين عبر تدريبات خاطفة والكومندوز السريين والصواريخ المهربة لمسرح العمليات”.

داعش في العراق وسوريا

تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، هو الآخر يستعمل مزيجاً من التكتيكات في حملته في سوريا والعراق من أجل تحقيق غايات متعددة:

  • يقوم بحملة عسكرية يجمع فيها القوات لاحتلال الأراضي والتمسك بها.
  • يسعى لتحقيق أهداف سياسية: إعلان دولة الخلافة، ويفرض قراءته للشريعة على الأراضي التي يحتلها، ويستفيد من قمع الحكومة للسنة في العراق، فضلا عن الحرب الأهلية الدائرة في سوريا.
  • إضافة إلى إعدام الكثير من الجنود والمواطنين المحليين، ينفذ حملة خطف رهائن من الصحفيين وعمال الإغاثة الغربيين وقتلهم.
  • يقوم داعش بعملية دعاية موسعة بإعداد أشرطة فيديو متطورة وتوزيعها عبر “اليوتيوب” والإعلام الاجتماعي وتطبيقات الهواتف الذكية.
  • عبر جذب المجندين من الدول الغربية، يمثل داعش تهديدا في بلدان هؤلاء المجنّدين.

بناء على ملامح استراتيجية الحرب الهجين، لوحظ أن هذه التكتيكات يجري إتباعها في صراعات أخرى في البلدان النامية، ففي مالي، مثلا، قامت مجموعات إرهابية ممولة عن طريق التجارة في المخدرات والأسلحة بالاستحواذ على انتفاضة الطوارق العلمانية أساساً. أما في نيجيريا فقد نفّذ التنظيم الإسلامي بوكو حرام عدة أنواع من الهجمات، وكان قد تحوّل من حركة تمرد إلى تنظيم مجهز بمعدات عسكرية من أسلحة وسيارات، وفي الوقت نفسه يقوم بالأعمال الإرهابية والاختطاف.

أفضل أسلوب لمواجهة الحرب الهجين

أمام تعقّد هذه الصراعات، تعلّمت الحكومات الدرس بأن هناك حاجة إلى سرعة أكبر لمعالجة التركيبات الجديدة للتكتيكات التي تستعملها التنظيمات المتمردة والإرهابية، لكنها تستغل أيضا تفوقها في المعدات التكنولوجية والعسكرية وثقلها الاقتصادي والشرعية الحكومية. ومن ثم شملت ردود الفعل تجاه التهديدات الهجينة التي تتعرض لها مزيجا من الخطوات العسكرية وزيادة النشاطات الاستخباراتية وأعمال المراقبة والعقوبات الاقتصادية.

ففي أوكرانيا، لم ترغب الحكومات الغربية في التدخل العسكري لكنها أرادت أن تبعث لموسكو بإشارة مفادها أن تضامن الحلف الأطلسي مازال قوياً، وأن الحلف سيكون متأهبا عسكريا للوفاء بالالتزامات الدفاعية المشتركة إذا ما تم إزعاج أحد الحلفاء بشكل مماثل. وقد توصّل قادة الحلف إلى خطة عمل للجاهزية تتضمن حضورا جوياً وبرياً وبحرياً متواصلاً في بلدان أوروبا الشرقية الأعضاء وتكوين فريق عمل مشترك عالي الجاهزية في الصفوف الأمامية.

في الوقت نفسه عندما اجتاح تنظيم داعش شمال غرب العراق وهاجم أهدافا جديدة في سوريا تكوّن تحالف تقوده الولايات المتحدة لمجابهته. ومرة أخرى تضمنّت ردود الأفعال عناصر عسكرية، تتمثل في إرسال المزيد من المستشارين العسكريين إلى العراق ودعم القوات الكردية، فضلا عن الضربات الجوية على أهداف تابعة لداعش في كل من سوريا والعراق.

لكن القادة كانوا واعين بأنها غير كافية، ففي سياق عسكري بحت لا يمكن أن تنجح أي حملة في النهاية دون قوات برية، لكن لا يوجد على جدول الأعمال إرسال قوات مقاتلة إلى أرض المعركة. حيث تمثلت الاستراتيجية في الحرب على تنظيم داعش، في العراق وسوريا، في مساعدة القوات المحلية في تطوير قدراتها واستعمالها بالرغم من أن ذلك، وإن أمكن تحقيق جزء منه في العراق، فإنه بقي يمثل إشكالا كبيرا في سوريا. وكان من الواضح أن هذا النوع من الردود التقليدية لن يكون مناسبا للتعامل مع التهديدات “الهجينة”. من جانب آخر، كان من المهم الرد في معركة الخطاب لمجابهة الرسائل الدعائية التي أرهقت سمعة الولايات المتحدة وقوات الناتو في العراق وسوريا، لكن ذلك كان تحدياً للحكومات الديمقراطية، ومن ثم اتجه حلف الناتو والحكومات الأعضاء فيه إلى التركيز من جديد على “التواصل الاستراتيجي”.

مميزات الحرب الهجين

  • المرونة العالية في القتال ويقصد بها السرعة في الانتشار والمواجهة وتغيير الخطط حسب الحاجة وحسب تطورات القتال في الميدان وكذلك تكيف القيادة مع نوعية العمليات وطرق العدو القتالية واتخاذ تدابير وقائية فورية بدون اللجوء للتسلسل العملياتي في القيادة.
  • تجنب الصدام المباشر مع العدو لحرمانه من استخدام قوته النارية المتفوقة واختيار الأماكن والأوقات المناسبة لمواجهة العدو ومهاجمته في أسوء حالاته إلى جانب الاستفادة من طبيعة الأرض في كل الحالات.
  • اعتماد مفهوم ساحة الحرب المفتوحة دون الاعتماد على خطوط ثابتة وخنادق وتحصينات ضخمة ومراكز تحشد خلفية.
  • استثمار النجاحات الحاصلة من عمليات الإغارة والضربات المفاجئة واستغلال نقاط ضعف العدو لصالح المجهود الرئيسي نحو الهدف المحدد.
  • الاستثمار القليل في أفراد ومعدات غير مكلفة نسبياً يمكن أن يعرقل ويوقف قوات تقليدية اكبر عددا وأكثر تسليحا وتطوراً.
  • الاعتماد على القدرات الذاتية المحلية ومن ذلك تخزين الذخائر ومواد الإعاشة للقوات في أماكن متفرقة لتفادي الوقوع في فخ صعوبة الإمداد اللوجستي.
  • العمل بمبدأ الانتشار الواسع والمبكر للوحدات كأسلوب أمثل للدفاع السلبي ومقاومة الاستطلاع وتجنب الضربات الجوية المركزة مع القدرة على اتخاذ التشكيل المناسب للتعامل مع العدو عند وصوله إلى مناطق عمل تلك الوحدات.
  • اعتماد مفهوم (النوعي) بالنسبة للسلاح الثقيل بدلا من (الكمي) وعدم إقحامه في تشكيلات كبرى ثقيلة الحركة تكون عبئاً عند المواجهات الحاسمة والاستعاضة عنه بوحدات سريعة مضادة للمدرعات لصد مدرعات العدو وإنزال أكبر الخسائر بها.
  • التوسع في استخدام المنظومات الصاروخية والدرونز خاصة وأن لها عدة مميزات تعبوية منها الدقة وكثافة النيران والقوة التدميرية تجعلها أسلحة مناسبة وفاعلة ضمن أسلوب القتال الهجين.
  • إعداد القوات المسلحة والبنية التحتية للدولة للصمود أمام التفوق الجوي المعادي وذلك عن طريق إيجاد مراكز قيادة وتحكم بديلة ومتنقلة ومحصنة جيداً وكذلك تخصيص مواقع انتقالية لمراكز التحكم والسيطرة لضمان استمرارية القيادة للقوات في أصعب الظروف والعمل على توفير وسائل بديلة للأماكن التي تقدم خدمات لوجستية مباشرة وتعتبر أهدافاً حيوية يطالها القصف الجوي وذلك لتقليص الضرر الناتج من فعالية القصف الجوي ضدها واستمرار العمليات في الظروف الصعبة.

الحرب الهجين في أوكرانيا 2014 و 2022

في عام 2014، ظهر “الرجال الخضر الصغار” في صورة غامضة، بدون شارة عسكرية في شبه جزيرة القرم، وانتزعوا شبه الجزيرة من أوكرانيا تقريباً بدون إطلاق النار. بعد فترة وجيزة، في شرق أوكرانيا، استولت مجموعة متنوعة من القوات المسلحة الروسية على جيوب في منطقة “دونباس”، مدعية أنها تسعى إلى الاستقلال. تم تصنيف هذه الأحداث، والعديد من الأعمال الغامضة المنسوبة إلى روسيا منذ ذلك الحين – من الهجمات الإلكترونية إلى الاغتيالات في الخارج، والتدخل في الانتخابات في الغرب، والآن التهديد بالغزو – على أنها أشكال من “الحرب الهجين”.

وقبل الغزو الروسي لأوكرانيا مباشرة في فبراير 2022، شهدت أوكرانيا هجمات إلكترونية غير مسبوقة ضد كل من وزارة الدفاع ومصرفين أوكرانيين كبيرين: PrivatBank و JSC Oschadbank. تأثر العملاء الأفراد والنظام المصرفي الكامل عبر الإنترنت. تزامن ذلك مع تقارير من خط المواجهة في شرق أوكرانيا عن اشتباكات مكثفة بين المتمردين الذين تلقوا تدريبات روسية من لوهانسك ودونيتسك وقوات الجيش الأوكراني. كانت هناك أيضاً تقارير تفيد بأن البرلمان الروسي على وشك الاعتراف بالجمهوريات الشعبية المعلنة عن نفسها.

عقب ذلك، صرح المتحدث باسم هيئة الأمن السيبراني في أوكرانيا إنها تخوض حرباً في المجال الرقمي، وكذلك على الأرض. تقول الهيئة إنها تواجه هجمات إلكترونية متواصلة ضد حكومتها وشبكات البنية التحتية، مع استهداف المسؤولين الأفراد الآن. وزعمت أن دفاعاتها الإلكترونية تصد معظم الهجمات. لكنها أضافت أن الصراع السيبراني مع روسيا كان غير مسبوق، واصفة إياه بـ “الحرب الهجين”.

وفي أول مؤتمر صحفي منذ بدء الحرب، قال فيكتور زورا، نائب رئيس دائرة الدولة للاتصالات الخاصة: “هاتان الحربان [التي نخوضها] جزء من هذه الحرب الهجينة. هذا يحدث لأول مرة في التاريخ وأعتقد أنه لا يمكن إنهاء الحرب الإلكترونية إلا بنهاية الحرب التقليدية، وسنفعل كل ما في وسعنا لتقريب هذه اللحظة.”

سادساً: “الحكم الرشيد – Good Governance” في مواجهة الجيل الرابع من الحروب

  • مفهوم الحكم الرشيد

مصطلح سياسي يُستخدم في أدبيات التنمية الدولية لوصف قدرة الكيانات السياسية (الحكومات/ المؤسسات الوطنية) على إدارة شؤون البلاد بحكمة وكفاءة وجودة تضمن للدولة البقاء، وللشعب الرفاهية والقدرة على التنمية في كافة مجالاتها.

  • الخصائص الرئيسية للحكم الرشيد
  • المسؤولية (الرقابة) Accountability

الحكومة الرشيدة تخضع للمسائلة والرقابة الشعبية بمبادرة منها. والحكومة المحلية مُلزمة بالإبلاغ عن نتائج القرارات التي اتخذتها نيابة عن المجتمع الذي تمثله، وشرحها، والإجابة عن أي أسئلة تخصها وتحمل مسؤولية نتائجها.

  • الشفافية – Transparency

تمكين الشعب من متابعة وتفهم نتائج القرارات الحكومية المُتخذة من خلال تقارير دورية متخصصة وشاملة، ومدى تطبيق البنود الدستورية، إلخ.

  • التشاركية والتواصل – Participatory and bridging

يجب أن يكون للشعب صوت في صنع القرارات الهامة، وذلك إما بصورة مباشرة، بل وإعطاء الفرص للشعب لتقديم توصيات طبقاً لرؤياهم، وذلك عن طريق مؤسسات وسيطة شرعية تمثل مصالحهم، كمجلس النواب وأيضاً من خلال التواصل الإعلامي بكافة وسائله، وإستطلاعات الرأي بواسطة مراكز الأبحاث المتخصصة وغيرها.

  • سيادة القانون – Follows the rule of law

ويعني توافق القرارات الحكومية مع الدستور والقانون العام والتشريعات المُستجدة ذات الصلة، كما يُعني تطبيق القانون في كافة الأمور على الجميع بحياد تام ودون إستثناءات.

  • الإستجابة (التجاوب) – Responsiveness

وينبغي أن تحاول الحكومة المحلية دائما تلبية احتياجات المجتمع بأسره مع تحقيق التوازن بين المصالح المتنافسة والعمل على إذابة أي تناقض بينها (مثلاً: كالتنافس بين الأمن وحقوق الإنسان، وبين الإصلاحات وزيادة الضغوط والأعباء على عامة الشعب، وبين تنشيط السياحة وزيادة الإستثمارات وزيادة القيود على الإستثمارات والقيود الأمنية، إلخ)، وذلك في ظروف وبطريقة ملائمة ومتجاوبة.

  • العدالة والمساواة الإجتماعية الشاملة – Societal equitability and inclusivity

وتتحقق بتنامي رفاهية المجتمع بكافة فئاته، أي بشعور الشعب بكافة فئاته، خاصة أشد الفئات ضعفا، بالإستفادة المتكافئة من الخدمات المُستحقة على الحكومة من تعليم وعلاج وبنية تحتية وغيرها.

  • الفعالية والكفاءة – Effectiveness and efficiency

يجب على الحكومة المحلية تنفيذ القرارات ومتابعة العمليات التي تستفيد بشكل أفضل من الأشخاص والموارد والوقت والظروف المتاحة، لضمان أفضل النتائج الممكنة لتنمية مجتمعهم.

  • الوعي الجمعيConsensus orientation

فالحكومة الرشيدة تتوسط المصالح المختلفة للتوصل إلى إجماع واسع حول ما هو في صالح المجتمع كلما أمكن بشأن السياسات والإجراءات الصائبة. ولا شك أن أخطر تهديد قد يواجه أي دولة هو اضطراب وتدهور الوعي الجمعي لشعبها بمختلف توجهاته، والذي نتيجة للبعد عن سبل العلم والمعرفة الحقيقية والتفكر يؤدي لانهيار القدرات على الإبتكار والإبداع من جانب، وإلى كثرة الجدل والخلاف الأجوف والإنقسام المجتمعي من جانب آخر. ومن أهم سبل انهيار الوعي الجمعي تحرك المنصات الإعلامية والإعلام الفاسد وأدوات طرح الرأي كمواقع التواصل الاجتماعي لحشد الرأي العام في إتجاه الخلاف والكراهية والتناحر. وفي اتجاه تمييز مؤسسات بعينها والاستهانة بالمؤسسات الأخرى. وفي إتجاه تعظيم أشخاص بعينهم، بل وشخصنة كل الأمور مع تجاهل شديد للمواقف والحقائق والمناهج العلمية، مما يحشد الإرادة الشعبية في إتجاه حب النجاح من أجل الفرحة دون موضوعية، وليس تناول أدوات النجاح وانتهاج آلياته العلمية والقدرة على تحديد وتحقيق الأهداف المرجوة.

  • الرؤية الاستراتيجيةStrategic vision

يجب على الدولة قادة وشعباً أن يكون لديهم منظور واسع الأفق وطويل الأجل بشأن الحكم الرشيد والتنمية البشرية وبما يكون الرؤية الإستراتيجية، كما يجب أن يكون لديهم الوعي اللازم لتحقيق هذه الرؤية، والمقدرة على تفهم الأبعاد التاريخية والثقافية والاجتماعية التي تقوم عليها.

 

دكتور سَــــيْد غُنــــيْم

زميل الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية

رئيس معهد دراسات شؤون الأمن العالمي والدفاع – والأستاذ الزائر بالناتو والأكاديمية العسكرية الملكية ببروكسل

المصادر

Dictionaries & Encyclopedia Britannica.

Beyond Intractability, Conflict and Dispute, https://www.beyondintractability.org/essay/conflicts_disputes

NATO Review.

US Intelligence Journal.

Dangerous Disputes: A Study of Conflict Behavior and War, Russell J. Leng and Charles S. Gochman, American Journal of Political Science, Vol. 26, No. 4 (November, 1982), pp. 664-687 (24 pages). Published By: Midwest Political Science Association

Hybrid Warfare, Walker 1998، Nemeth 2002، Dupont 2003، Carayannis 2003، Simpson 2005, James, Paul; Friedman, Jonathan. Globalization and Violence.

Keeley, Lawrence H: War Before Civilization: The Myth of the Peaceful Savage.

Conway W. Henderson, Understanding International Law.

  1. Jongman & J.M.G. van der Dennen, ‘The Great “War Figures” Hoax: an investigation in polemomythology’

Definition of terrorism by UN and NATO:

http://www.un.org/press/en/2004/sc8214.doc.htm & http://www.nato.int/cps/en/natohq/topics_77646.htm

Roberto Muehlenkamp, ‘Germs vs. guns, or death from mass violence in perspective’

Matthew White, ‘Primitive War’

David McCandless, ’20th Century Death’

“Understanding Fourth Generation of War” – By William S. Lind, January 15, 2004

Federation of American Scientists, Intelligence Resource Program: https://irp.fas.org/eprint/snyder/infowarfare.htm

Understanding Fourth Generation of War: http://www.antiwar.com/lind/?articleid=1702

FOURTH-GENERATION WAR AND OTHER MYTHS:

file:///C:/Users/user/Downloads/Fourth+Generation+War+and+Other+Myths.pdf

Australian Government, Good Governance

http://www.goodgovernance.org.au/about-good-governance/what-is-good-governance/

UNDP (1997) Governance for Sustainable Human Development. United Nations Development Programme https://www.gdrc.org/u-gov/g-attributes.html

 

 

 

 

شارك

administrator

استشاري الأمن الدوَلي والدفاع، رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع، الإمارات العربية المتحدة، وأستاذ زائر في العلاقات الدولية والأمن الدولي في أوروبا وشرق آسيا، (مصري)