مراقبون دوليون: الهدف من هذا الاجتماع هو سعي بكين لتحقيق إنجاز كبير للصين، التي تعمل بقوة على تأكيد مكانتها كوسيط عالمي للسلام، ويُنظر إلى الشرق الأوسط باعتباره منطقة حققت فيها الصين بعض النجاح الدبلوماسي، حيث توسطت في إعادة العلاقات بين إيران والسعودية العام الماضي.
الرأي:
الهدف المعلن من جانب بكين من هذا الاجتماع هو محاولة لتشجيع المصالحة بين القيادتين الفلسطينيين من أجل مستقبل قطاع غزة. وهو ما لا يتسق كثيرآ مع الهدف الذي يراه المراقبون.
إذاً، كيف يمكن أن يكون الأهداف الأكثر واقعية (من وجهة نظري)؟
يحضرني هنا أربعة أمور للوصول للهدف الصيني الأهم في رأيي من هذا الاجتماع الآن.
– الأمر الأول: أن اللقاء السابق بينهم في بكين كان في أبريل 2023. وكان من المفترض زيارة شي چينبينج لتل أبيب بعدها في أكتوبر 2023 ولكن هجوم 7 أكتوبر أوقف زيارته المخططة.
– الأمر الثاني: حجم الضرر الكبير الواقع على الصين اقتصادياً وسياسياً إثر حربي أوكرانيا وغزة والتصعيد والانتشار اللذان لا يتوقفا تجاه لبنان والبحر الأحمر وإيران ، وما له من أثر سلبي شديد على مشروعات الصين الاقتصادية بل والسياسية في المنطقة.
– الأمر الثالث: أنه، وطبقا لمصادري المؤكدة، حاولت الصين إرسال مبعوثاً خاصاً إلى تل أبيب عقب 07 أكتوبر وقبل اجتياح القوات الإسرائيلية لغزة ولكن تل أبيب رفضت بشدة.
– الأمر الرابع: أنه، وطبقا لمصادري المؤكدة أيضاً، تسعى الصين بأي شكل لإيجاد مكان كبير في إعادة الإعمار في غزة في ظل ظروفها الاقتصادية الحالية.
من ثم، أتصور أن الصين صبرت لفترة طويلة علها تتمكن من تحقيق هدفيها الأهم وهما:
– إيجاد دور حقيقي في تل أبيب’ أو بالتواصل القريب معها، لتهدئة الصراع وإيقاف التصعيد بأي شكل دون جدوى.
– وفي نفس الوقت محاولة الحصول على حصة في إعادة الإعمار في غزة.
ولذا ذهبت الصين في برنامجها لتكرار الاجتماع للمرة الثانية على التوالي (بفاصل عام و ثلاثة أشهر) في محاولة لرعاية توافق فلسطيني/ فلسطيني لن يحقق أهدافه بسهولة، أو سينجح ظاهرياً في تحقيقها، وبما قد يجذب إسرائيل للحوار مع الصين حالة نجاحها في وضع خطوات ملموسة لمستقبل القطاع.
وإن كنت اعتقد أمراً صعب تنفيذه لحد كبير.