دكتور سَــــيْد غُنــــيْم دكتوراه العلوم السياسية زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا، ورئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع
 
منتصف يوم 28 أكتوبر 2023
 
كما توقعنا بتقديرنا المفصل الصادر يوم 25 أكتوبر 2023 وبه الخريطة المرفقة (لم ينشر في الفضاء العلوماتي)، وما تم توضيحه أيضاً في تقديرنا يوم 09 أكتوبر 2023 والمتضمن توقعاتنا بشأن احتمالات قيام إسرائيل باجتياح غزة، والذي تم نشره في صورة تقرير صحفي حصري بموقع الشرق للأخبار، بتاريخ 12 اكتوبر 2023، تحت عنوان “الرهان الأخير.. سيناريو الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة”، أن ما يتم حالياً واعتباراً من ليلة يوم الجمعة 27 أكتوبر 2023، هو المرحلة الثانية من العملية وإجراءاتها كالتالي:
دفع المفارز والمقدمة بأعماق محدودة حتى 2 كم على ثلاث محاور (جباليا والبريچ ومدينة غزة)، بقوة عناصر من وحدات فرعية ووحدات فرعية صغرى بقوة (كتيبة عدا سرية مدعمة أو سرية مدعمة) مشكلة من عناصر مشاة ميكانيكي ودبابات مدعمة بالمدفعية والمقذوفات الموجهة المضادة للدبابات والحرب الإلكترونية والمهندسين العسكريين والقوات الجوية وأعمال قتال القوات البحرية، بمهمة الإستيلاء على أجزاء من الأرض والمنشآت (مراكز المقاومة) داخل قطاع غزة، واكتشاف وتحديد امتداد محاور الاقتراب وباقي الكمائن والشراكة الخداعية والستائر المضادة للدبابات وكذا مداخل الأنفاق واستهدافها، فضلاً عن استهداف المباني وتدميرها لعدم احتماء عناصر حماس بها، واضطرار عناصر المقاومة لمحاولة الهروب تجاه البحر فتتصدى لها القوة البحرية الإسرائيلية والمسؤولة حالياً عن تأمين ساحل غزة وتطهيره من أي عناصر مكتشفة تابعة للمقاومة.
تؤمن تلك المفارز والمقدمات بالقوات والنيران والمعدات الهندسية مثل أجهزة كشف الألغام والمتفجرات والجرافات الكاسحة لها فضلاً عن الموانع الهندسية المحمولة لتامين الخطوط والمناطق المستولى عليها، وكذا التأمينات بالمعلومات بواسطة أعمال الاستطلاع البشري والتكنولوچي وما تقدمه القوات الأمريكية من دعم معلوماتي.
وتستمر وحدات المدفعية والصواريخ والمجهود الجوي المخصص لدعم هذه المرحلة والمقذوفات الموجهة المضادة للدبابات طراز سبايك بمدى تدمير حتى 25 كم في قصف كافة المباني والأنفاق والنقاط الحصينة ومراكز المقاومة المكتشفة، مع التركيز على الكمائن المضادة للدبابات والقناصة من الفصائل الفلسطينية.
ستستند تكتيكات القوات الإسرائيلية على التدمير الإنتقائي المتتالي، من اتجاه الشمال إلى الجنوب ومن اتجاه الشرق إلى الغرب، بشكل يعمل على نزوح الجزء المتبقي من المدنيين الفلسطينيين تدريجيًا تجاه أقصى جنوب القطاع مع الحدود المصرية، وبما يدعم تنفيذ تصوري في التقدير السابق “طوفان الاقصي – 23” بتاريخ 20 أكتوبر 2023.
وتستمر كافة عناصر المفارز والمقدمات التي تم دفعها في المناطق المستولى عليها داخل القطاع ومعها وسائل التأمين النيراني والمعلوماتي والهندسي المصاحبة لها، وذلك لتهيئة أنسب الظروف لدفع القوة الرئيسية باستغلال اعمال المفارز والمقدمات ونيران المدفعية والصواريخ والقوات الجوية وبالتعاون مع القوات البحرية بمهمة استكمال الاستيلاء على الجزء الشمالي الواصل من معبر إيريز وبيت لاهيا وبيت حنون وجباليا وحتى نهر وادي غزة، بمهمة تطهيره من كافة الانفاق وعناصر المقاومة، ثم تحويل تلك المنطقة المستطيلة إلى منطقة عازلة، وإجبار الفلسطينيين النازحين إلى الجنوب على عدم العودة لبيوتهم شمالاً.
أتوقع من عناصر المقاومة الآتي:
1- تنفيذ عمليات نوعية سريعة ضد قوات المفارز والمقدمات المدرعة والميكانيكية المدعمة من خلال الكمائن المضادة للدبابات مستغلة المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات طراز كورنيت بمدى حتى 5 كم وجراز كونكور بمدى 2.5 كم ليلاً و 4 كم نهاراً لتدمير الدبابات المكتشفة من كافة الأجناب، والدرونز لقصف الدبابات من أعلى.
إلا أن عناصر حماس ستقارن بين كشف مخارجها وحجم القوات الإسرائيلية التي ستستهدفها مما قد يدفعها للانتظار لأطول فترة ممكنة دون اشتباك حقيقي مع حجم صغير من القوات الإسرائيلية يستلزم كشف حجم كبير من المعلومات عن المقاومة.
2- الإستمرار في شن الهجمات الصاروخية آلياً من المنصات تحت الأرض.
3- محاولة جر القوات المهاجمة للقتال داخل الأنفاق والقضاء عليهم.
4- شن ضربات ضد القوات البحرية ولما يمنع من إمكانية تنفيذ الإبرار البحري.
5- التلويح دائماً بخطورة موقف الأسرى والاعلان الفوري عن حالة حدوث وفيات بينهم في محاولة لشحن الرأي العام الإسرائيلي والعالمي ضد الاجتياح خاصةً مع تزايد رفضه داخل وخارج إسرائيل.
شارك

administrator

استشاري الأمن الدوَلي والدفاع، رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع، الإمارات العربية المتحدة، وأستاذ زائر في العلاقات الدولية والأمن الدولي في أوروبا وشرق آسيا، (مصري)