دكتور سَــــيْد غُنــــيْم دكتوراه العلوم السياسية زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا، ورئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع
 
 

خلال نقاشاتي مع أحد صناع القرار الأوروبيين بشأن مجريات أزمة الحرب في غزة وإمكانية الخروج منها، توصلنا إلى أن لدينا احتمالين فقط للضغط لوقف القتال ومحاولة التوصل إلى اتفاق سلام جديد، وكلاهما عاملين داخليين، فأي محاولة خارجية لوقف الأعمال العدائية الإسرائيلية ستؤخذ بواسطة الحكومة والشعب الإسرائيلي على أنها شيء من قبيل: “العالم ضدنا”، “تلك هي رغبتكم في دعم حماس”، “نحن بحاجة إلى القتال من أجل بقائنا” وحجج كثيرة من هذا القبيل، نعم، الضغط الخارجي سيجعلهم يقولون ذلك.. من ثم، لا داعي لتضييع الجهد والوقت لدفعهم لتغيير موقفهم الحالي.

ولكن من الداخل هناك احتمالين كما ذكرت:

الأول: عسكرياً:

فعندما لا تتحقق نتائج الغزو، ولا يتم إنقاذ أي أسرى أو محتجزين، ولا يتوقف وقف إطلاق الصواريخ، ولا يتم إعلان مثلاً استسلام عناصر من الفصائل الفلسطينية وتسليم أسلحتهم، مع تصعيد الموقف في الضفة الغربية ووصولها إلى حد الانفجار. نتيجة لذلك يمكن لجزء من سكان إسرائيل أن يغيروا موقفهم ولأن إسرائيل لا تزال ديمقراطية، فالاحتجاج مسموح به ويمكن أن يزيد ضد نتانياهو بدرجة يصعب عليه تحملها.

الثاني: اقتصادياً وديموغرافياً:

فإن تأثير هجوم الفصائل الفلسطينية يوم 7 أكتوبر والغزو العسكري لغزة الذي تلاه ردًا عليه، يمكن أن يجبر حكومة إسرائيل على المجازفة باستراتيجيتها. إذا كان اليهود الموجودين في إسرائيل خاصة من هم من غير العرب يغادرونها، واليهود من خارج إسرائيل توقفوا عن الهجرة لها، كل ذلك بسبب تزايد عدم الأمان الحادث بها الآن. فقد يؤدي ذلك إلى زيادة وتسريع تحول إسرائيل من دولة يهودية غير عربية إلى دولة معظم سكانها عرب.

ربما ما سبق أيضاً يذكر البعض بشأن ما ذكرته في أحد محاضراتي وورقاتي البحثية أن أخطر تهديدين يواجهها إسرائيل هما تزايد السكان العرب في إسرائيل على حساب غير العرب، وتوقف الدعم الأمريكي لإسرائيل أو تقليصه.

شارك

administrator

استشاري الأمن الدوَلي والدفاع، رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع، الإمارات العربية المتحدة، وأستاذ زائر في العلاقات الدولية والأمن الدولي في أوروبا وشرق آسيا، (مصري)