أولاًالأعمال السابقة والحالية

عام:


في مؤتمر صحفي بالنتاجون، قال مسؤول أمريكي يوم 11 مارس أن الطائرات الحربية الروسية تقوم بمهام أكثر بنحو 20 مرة من نظيراتها الأوكرانية، على الرغم من أن العديد منها يقذف صواريخ بعيدة المدى من داخل المجال الجوي الروسي، وأن ما يقرب من 200 طلعة جوية يومية مرتبطة بأوكرانيا تقارن بحوالي خمس إلى 10 طلعات جوية يوميا من قبل أوكرانيا، والتي تنخفض إلى حوالي 56 طائرة حربية عاملة. وأن هناك عدة أسباب للاستخدام المحافظ للقوة الجوية فوق أوكرانيا من كلا الجانبين. أولا، تمتلك روسيا صواريخ أرض جو، أو صواريخ سام، في مواقع كافية يمكنها إسقاط الطائرات الأوكرانية في جميع أنحاء البلاد تقريبا لذلك يعود الأوكرانيون بطائراتهم.

وعلى الأرض، ومع استمرار نزوح المدنيين الفارين من أوكرانيا إلى الدول المجاورة، بدأت القوات البرية الروسية التي حاولت تطويق كييف والاستيلاء عليها، تنفيذ وقفة تعبوية لإعادة ملئ الوحدات القتالية في 11 مارس بعد الهجمات الفاشلة خلال المدة من 8 – 10 مارس. ويبدو أيضاً أن القوات الروسية في طريق مسدود إلى حد كبير حول خاركيف.

نجحت روسيا في تصعيد عملياتها العسكرية سواء من حيث القصف الجوي والصاروخي والذي أسفر عن تدمير ٣٤٩١ هدف عسكري أوكراني، أو محاصرة كبري المدن (خاركيف – ماريبول – اوديسا) بهدف السيطره عليها و استكمال الضغط علي اوكرانيا، إلا أننا نجد أنه لم يحرز تقدم خلال اليوم السادس عشر عمليات 11 مارس. ونفس الشيئ بالنسبة للتقدم الروسي من شبه جزيرة القرم تجاه ميكولايف وزابوريزهيا وفي الشرق حول دونيتسك ولوهانسك.

وتقول التقارير أن القوات الروسية في الجنوب تواجه مشاكل معنوية ولوجستية، وكلاهما مرتبط في رأيي، خاصة مع قيام القوات الأوكرانية باستهداف رتل دعم لوجيستي للإمداد بالذخيرة والاستيلاء على مؤنه. وقد صرحت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في اليوم السادس عشر عمليات 11 مارس أن القوات الأوكرانية “تدافع بنشاط وتنفذ هجمات مضادة ناجحة في عدة اتجاهات”، ومنها خاركيف وشما وغرب شبه جزيرة القرم، في الوقت الذي تقول فيه القوات الروسية أن حققت نجاحات على كل الاتجاهات. إلا أن العمليات الهجومية الروسية غير المنسقة والمتفرقة ضد المدن الأوكرانية الكبرى في رأيي تدعم فكرة أن القوات الروسية تواجه مشاكل معنويات متزايدة وقضايا إمداد وفقدت زمام المبادرة، الأمر الذي يؤيد عدم نجاح القوات الروسية على معظم الاتجاهات على الأقل.

وقالت تقارير أنه ساعة 14:30 بالتوقيت المحلي خلال اليوم السادس عشر عمليات 11 مارس أن طائرتين مجهولتين الهوية قد شنتا هجمة جوية على بلدة كوباني البيلاروسية، وقد نفت القوات البيلاروسية تعرض أراضيها لهجمات جوية. وحالة تأكد المعلومة بشأن الهجمة الجوية المجهولة على كوباني البلاروسية فمن المحتمل أن تكون من القوات الجوية الأوكرانية، إلا إنه أمر يصعب ترجيحه حيث لا تسعى أوكرانيا بالتأكيد لجذب قوات أكبر بجانب روسيا لجبهتها، ومن المحتمل أيضاً أن تكون طائرتين من القوات الجوية الروسية بهدف استدراج القوات البيلاروسية للقتال ضد أوكرانيا بجانب القوات الروسية، خاصة أن بيلاروسيا تتجنب الدخول في القتال لتجنب العقوبات الغربية المكلفة وخسائر القتال البيلاروسية. وفي كل الأحوال قد يسعى الكرملين إلى زيادة قوته القتالية من خلال جذب بيلاروسيا إلى الحرب والاستفادة من الوكلاء الأجانب من الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الجهود المستمرة لتعويض الخسائر القتالية الروسية بشكل مباشر من خلال المجندين الأفراد الذين من غير المرجح أن يكونوا مدربين جيداً أو متحمسين لتوليد قتال جديد قوي وفعال. وتقول تقارير واردة أن بوتين يجري تطهيراً داخلياً للعروض العامة وأفراد المخابرات ويعيد ضبط المجهود الحربي الروسي لمواصلة العمليات القتالية لفترة أطول بكثير مما خطط الكرملين في البداية. وحسب وكالة الإعلام الروسية الخاصة “ميدوزا” أن الوحدة الخامسة بالمخابرات الروسية ربما زودت بوتين بمعلومات كاذبة حول الوضع السياسي في أوكرانيا قبل غزوه خوفاً من تناقض توقعات بوتين المنشودة بأن الحرب في أوكرانيا ستكون مهمة سلسة.

أعلن الكرملين عن خطط لنشر مقاتلين أجانب، بما في ذلك ما يصل إلى 16000 مقاتل سوري، في أوكرانيا كما فعلت سابقاً في ليبيا. وصرح بوتين أن روسيا ستساعد “المتطوعين” الدوليين الذين يريدون الدفاع عن دونباس للسفر إلى أوكرانيا، معتبراً هذا الجهد كقوة موازنة عن “المرتزقة الغربيين” الذين يقاتلون من أجل أوكرانيا. وأوضح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لاحقاً أن “المتطوعين” هم في الأساس سوريون وأن الكرملين لا يجند المتطوعين الروس بشكل منفصل في هذا الوقت.

لم ترد معلومات مؤكدة عن قيام القوات الروسية بالاستيلاء على أراض جديدة في شمال شرق أوكرانيا خلال يومي العمليات الماضيين، إلا أنها تقانل على حدودها مع احتمال تسرب عناصر خفيفة صغيرة متخفية في أحياء كييف. مع استمرار ضرواوة القتال في ماريوبول، مع ورود معلومات عن وقوع بعض القوات الروسية تحت الحصار في المدينة.

وخلال اليوم السادس عشر قتال 11 مارس زعمت القوات المسلحة الأوكرانية أن قواتها قد قتلت الجنرال الروسي أندريه كوليسنيكوف، قائد الجيش التاسع والعشرين بالمنطقة العسكرية الشرقية، وقد جاء ذلك في أعقاب مقتل الكولونيل الروسي أندريه زاخاروف، قائد الفوج السادس مدرع. وقد تشير الخسائر بين الضباط الروس إلى رداءة نوعية القيادة والسيطرة الروسية، مما يتطلب من الجنرالات الروس الانتشار إلى الأمام والمخاطرة بنيران الأوكرانيين لقيادة قواتهم.

– تواصل عمليات القوات الجوية والدفاع الجوي الأوكرانية إعاقة مناورة القوات البرية الروسية من خلال الحد من الدعم الجوي الروسي القريب على الأرجح وتعريض القوات الآلية الروسية للهجمات الجوية والمدفعية الأوكرانية.

استمرار تشكيل عمليات القوات الروسية على عدة محاور كالآتي:

محور كييف (اتجاه الضربة الرئيسية):
أظهرت صور الأقمار الصناعية اليوم أن القوات الروسية التي تسيطر على مشارف كييف تعيد تجميع صفوفها شمال غرب العاصمة الأوكرانية، ومحتمل أن يكون استعدادا لهجوم على المدينة في غضون أيام.

لم تحقق أعمال القتال على محور كييف تطوراً ملحوظاً، وتقول التقارير الورادة أن القوات الأوكرانية شنت هجمات مضادة محلية شمال غرب كييف. وذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن وتيرة الغزو الروسي تباطأت وأن القوات الأوكرانية تواصل إلحاق خسائر بقواتها. أوقفت القوات الروسية مرة أخرى العمليات الهجومية لإعادة تجميع صفوفها وإعادة الإمداد في 11 مارس، حيث تقوم القوات الروسية بإجراء وقفة تعبوية جديدة.

محور خيرسون والغرب:


توقفت الهجمات الروسية على كل من ميكولايف وزابوريزهيا خلال اليوم السادس عشر قتال 11 مارس. وذكر القائد الأوكراني في ميكولايف أن القوات الروسية تخلت عن العديد من المركبات بالقرب من المدينة وقد أحبطت معنوياتها بسبب انخفاض درجات الحرارة مع صعوبات الإمداد: “ليس لديهم إرادة للقتال. ليس لديهم حتى طعام. إنها -10 درجة مئوية مع تساقط الثلوج هنا، فهم لا يريدون التواجد هنا”.

محور إيربين، غرب وشمال غرب العاصمة كييف:
لم تشن القوات الروسية عمليات هجومية غرب كييف في اليوم السادس عشر عمليات 11 مارس بعد عدة هجمات فاشلة في وقت متأخر من يوم 10 مارس. توقفت القوات الروسية مؤقتاً لإعادة تجميع صفوفها وإعادة الملئ. وذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في منتصف الليل بالتوقيت المحلي يوم 10 مارس أن القوات الروسية حاولت اختراق الدفاعات الأوكرانية في أندرييفكا وجوفتنيف وكوبيليف وموتيزين وبوزوفا وهورينيشي وبوتشا (حلقة من الضواحي الشمالية والشمالية الغربية في كييف). وصرحت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن القوات الروسية “عانت من خسائر كبيرة” وتراجعت عن “المستوطنات التي تم الاستيلاء عليها سابقاً في منطقة كييف”، لكنها لم تحدد المواقع التي انسحبت منها القوات الروسية.

محور تشيرينهيف:
فشلت الهجمات الروسية على تشيرنيهيف في تأمين مناطق إضافية في 10 و11 مارس. شنت القوات الروسية عدة هجمات على تشيرنيهيف في وقت متأخر من يوم 10 مارس. وادعت القوات الأوكرانية أنها استعادت السيطرة على خمس مستوطنات في منطقة تشيرنيهيف في 11 مارس من خلال الهجمات المضادة المحلية، لكن لا يمكننا تأكيد موقع هذه الهجمات المضادة المحتملة بشكل محدد. وتدعي القوات الأوكرانية أنها تواصل القتال أمام ما يطلق عليه فوج السجناء الروس وأخذ أسرى منهم حول تشيرنيهيف، مدعية أن المعدات الروسية التي تم الاستيلاء عليها “عززت بشكل كبير” القوات الأوكرانية في المدينة.

ولم تشن القوات الروسية أي هجمات باتجاه شرق كييف في 11 مارس واقتصرت عملياتها على “الهجمات الجوية والاستطلاع”. وتقول تقارير أن القوات الأةكرانية قد دمرت واستولت على ما لا يقل عن ثماني دبابات روسية من طراز T-72 ونظام الدفاع الجوي Tor بالقرب من موكريتس، على بعد حوالي 60 كيلومتراً شمال غرب كييف.

محور سومي:لم يتغير الوضع العسكري على محور سومي بشكل جوهري خلال اليوم السادس عشر قتال 11 مارس. وزعمت القوات الأوكرانية أنها دمرت ما يقرب من 12 قطعة مدفعية روسية ومركبة قتال في موقع غير محدد في سومي أوبلاست في 10 مارس. وأفادت هالتقارير بأن القوات الروسية “أبقت سومي محاصرة” لكنها لم تشن أي هجمات جديدة في 11 مارس.

ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية بشكل منفصل في 10 مارس أن القوات الروسية تقدمت على بعد 40 كيلومتراً من شرق كييف، لكن “جزءاً من هذه القوات ربما يعيد تمركزه في اتجاه سومي”. لا يمكننا التحقق بشكل مستقل من عمليات إعادة الانتشار الروسية المبلغ عنها. ربما تسحب روسيا قواتها من الهجمات باتجاه شرق كييف لتعزيز دفاعات خط اتصالاتها البري الطويل في شمال شرق أوكرانيا ضد الهجمات المضادة الأوكرانية، كما توقعنا سابقاً.

محور خاركيف:
لم تشن القوات الروسية أي هجمات مباشرة على مدينة خاركيف في 11 مارس، وبدلاً من ذلك توقفت لإعادة تشكيل قواتها. واصلت القوات الروسية قصف المدينة وحققت مكاسب محدودة على أطرافها الجنوبية الشرقية، حيث استولت على مالايا روهان في وقت متأخر يوم 10 مارس. وأفادت تقارير أن الوحدات الروسية التي تهاجم خاركيف تستخدم جنود الاحتياط الروس بشكل متزايد.

محور لوهانسك:


واصلت القوات الروسية شن هجوم على سيفيردونيتسك (في لوهانسك أوبلاست) في 11 مارس. ولم يتغير الوضع العسكري في لوهانسك أوبلاست مادياً خلال اليوم السادس عشر عمليات.

محور ماريوبول:
قامت القوات الروسية بعدة هجمات على ماريوبول في 10-11 مارس واستمرت في قصف المدينة. وصرح وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف في 11 مارس أن القوات الروسية تواصل احتجاز ماريوبول “كرهينة” و”ترتكب أفعال إبادة جماعية حقيقية” ولكن القيادة العسكرية الروسية تنفي ذلك. وذكر ريزنيكوف أن أوكرانيا تحاول التفاوض على فتح ممرات إنسانية خارج المدينة، لكن القوات الروسية واصلت قصف المدينة خلال المفاوضات الرسمية. من غير المرجح أن تستولي القوات الروسية على ماريوبول من خلال هجوم مباشر دون تركيز أكبر للقوات. من المرجح أن تستمر روسيا في قصف المدينة لإجبارها على الاستسلام.

وقد حققت القوات الروسية والقوات بالوكالة مكاسب محدودة على الأراضي شمال ماريوبول في 11 مارس. وأعلنت قوات جمهورية دونيتسك الشعبية أنها استولت على أولجينكا وفليكا أنادول وزيليني هاي في 11 مارس بعد عدة أيام من القتال.

3- العمليات النفسية والسيبرانية للجانبين:

  • من الواضح تماماً أن هناك إجراءات منسقة يتضمنها هذا الموضوع. واعتقد أنها ضمن استراتيجية إعلامية غربية مشتركة ضخمة، تسخر فيها الولايات المتحدة وبريطانيا بالذات (أو على الاقل) كافة الأدوات المتاحة لديها، وبما يخدم أهدافها في الحرب الجارية خارج أراضيها.
  • كشفت مصادر أمريكية مُعلنة عن قيام شركة ميتا بالسماح المؤقت لمستخدمي فيسبوك وانستجرام بدعوات العنف ضد روسيا. والتي حالة صحة الخبر، فهي تعد إزدواجية فجة تصل إلى حد الإرهاب الالكتروني، ولا شك أن خلفيات هذا التصرف ومعرفة صاحب القرار فيه عليهما عامل كبير.
  • وفي المقابل، طالبت السفارة الروسية في الولايات المتحدة اليوم الجمعة واشنطن بوقف “الأنشطة المتطرفة” لمالك فيسبوك ميتا. ودعت السلطات الروسية إلى وصف ميتا (فيسبوك) بأنها منظمة متطرفة و إنها ستقيد الوصول إلى تطبيق إنستجرام الخاص بهاوحظر المنظمون الروس فيسبوك في البلاد. و يسعى المدعي العام الروسي إلى توجيه إتهام ما يسميه “دعوات غير قانونية لقتل مواطنين روس” من قبل موظفي ميتا.
  • تدفق الروس على الشبكات الافتراضية الخاصة حيث يغلق بوتين الإنترنت الروسي في حملة ضد المعارضة..
    و بدأ الكرملين في حظر أو تقييد الوصول إلى المنصات الأجنبية ومواقع التواصل الاجتماعي.

4- موقف الأطراف الدولية:
تستمر الأطراف الدولية في مواقفها كما في التقدير السابق، مع ملاحظة الآتي:

  • يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة اجتماعاً بناءً علي طلب روسيا لمناقشة الأنشطة البيولوجية العسكرية للولايات المتحدة على أراضي أوكرانيا، وهي خطوة وصفتها واشنطن بأنها (إشعال للبنزين).
  • وفي المقابل، حذر الرئيس جو بايدن اليوم الجمعة: من أن روسيا ستدفع “ثمناً باهظاً ” إذا استخدمت الأسلحة الكيميائية في أوكرانيا. وقال بايدن لمراسل سي إن إن: “لن أتحدث عن المعلومات الاستخباراتية لكن روسيا ستدفع ثمناً باهظاً إذا استخدمت المواد الكيميائية”.
  • والصين اتهمت الولايات المتحدة “بأنشطة عسكرية بيولوجية” في أوكرانيا و أن لديها 26 مختبراً حيويا ومنشآت أخرى في أوكرانيا و تسيطر عليها وزارة الدفاع الأمريكية و تقود جميع الأنشطة البحثية و يتم تخزين جميع مسببات الأمراض الخطيرة في هذه المختبرات.
  • طلب الرئيس التركي أردوغان من الرئيس الأمريكي بايدن في مكالمة هاتفية اليوم الخميس أن الوقت قد حان لرفع جميع العقوبات “الظالمة” المفروضة على صناعة الدفاع التركية.. و يمهد لشراء 40 طائرة مقاتلة جديدة من طراز F-16 وتحديث أسطوله اول ما تتحسن ظروفه.
  • أنباء عن إعلان بايدن أن الولايات المتحدة ستنضم إلى الاتحاد الأوروبي وحلفاء مجموعة السبع في الدعوة إلى إلغاء وضع العلاقات التجارية الطبيعية الدائمة لروسيا، مما سيسمح بفرض تعريفات جديدة على الواردات الروسية.
  • فرضت الولايات المتحدة عقوبات متعلقة بكوريا الشمالية و قد أعلنتها وزارة الخزانة الأمريكية والتي استهدفت مواطنيين روسيين و ثلاث شركات روسية ربطتها بأنشطة المشتريات للبرامج الصاروخية لكوريا الشمالية.
  • تبتكر روسيا خطة للاستيلاء على الشركات المهجورة بعد هوجة خروج الشركات الأجنبية من روسيا بعد غزو أوكرانيا. وأعلنت وزارة الاقتصاد إن الهدف هو بيع الأصول وليس التأميم.
  • أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية في 10 مارس فرض عقوبات على 386 نائباً روسياً “لتأييدهم العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا” وكانت الحكومة البريطانية أدرجت يوم 9 مارس سبع رجال أعمال روس على قائمتها السوداء وفرض حظر سفر عليهم وتجميد أصولهم.
  • المستشار الألماني السابق شرودر وصل موسكو لمقابلة بوتين يوم 10 مارس، علماً بأنه صديق حميم لبوتين وهو من وافق على مشروع انبوب الغاز نوردستريم – 2 الواصل من روسيا عبر أستونيا إلى ألمانيا.
  • وافق الكونجرس مساء 09 مارس علي مساعدات طارئة لأوكرانيا قيمتها 13.6 مليار دولار من المساعدات الانسانية و العسكرية مع تخصيص أموال لتغطية تكاليف القوات الأمريكية المنتشرة في أوروبا وتقديم المساعدة الطارئة لكل من الأوكرانيين الذين ما زالوا يعيشون في البلاد وأولئك الذين فروا.
  • تعقد مفاوضات الإتفاق النووي مع إيران بسبب طلب روسيا الحصول على ضمانات من الولايات المتحدة بأن العقوبات الغربية التي تستهدف موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا لن تؤثر على أعمالها مع إيران.
  • انخفاض مفاجئ 13% في قيمة سعر برميل النفط، وذلك بعد إعلان سفير الإمارات في واشنطن استمرار الإمارات في انتاج النفط.
  • روسيا تصدر قانون رداً علي العقوبات الغربية بالنسبة للطائرات المؤجرة من أوربا بحيث تدفع شركات الطيران الروسية عقود الإيجار بالروبل طوال عام 2022 و إذا أنهى المؤجر الأجنبي الاتفاقية فإن لجنة حكومية روسية خاصة هي التي تقرر بقاء أو إرجاع الطائرة.

ثالثاًالأعمال العسكرية المنتظرة:
1- الهدف السياسي العسكري من العملية:
دولياً:

  • تقويض التهديد العسكري للناتو والولايات المتحدة تجاه المجال الحيوي الروسي في منطقة البحر الأسود والبلقان، وتأكيد فكرة قدرة روسيا الاتحادية على التصدي لإستراتيجية الانتشار التدريجى لحلف الناتو في هذا الاتجاه.
  • إمكانية تحول الحرب إلى حرب بالوكالة مع الوقت داخل الجزء الغربي في أوكرانيا تمهيداً لانتشارها في مسرح أوروبا الشرقية من غير دول الناتو إن أمكن، وبما يجعلها أكثر اتساعاً وتعقيداً، دون مواجهة حقيقية مع الناتو والولايات المتحدة.

في أوكرانيا:

  • تحويل أوكرانيا من منطقة عازلة لصالح الناتو، إلى منطقة عازلة في صورة (نطاق أمن استراتيجي) لروسيا الاتحادية في الاتجاه الجنوبي الغربي.
  • اسقاط العاصمة كييف، وإعلان اسقاط النظام الأوكراني الحاكم أو تنحيه، واستبداله بنظام موالي لروسيا.
  • إعلان انفصال المدن الحيوية الهامة المستولى عليها (خيرسون – مايروبول – خاركيف) بهدف تفتيت الدولة وتحويلها إلى “لا دولة”، ثم ضم تلك الجمهوريات المنفصلة من جانب واحد إلى روسيا الاتحادية مستقبلاً.
  • حرمان أوكرانيا من كافة المزايا الجيوستراتيجية التي يسعى الناتو لتوسعه استناداً عليها أو للاستفادة منها.
  • السيطرة على مراكز الأبحاث البيولوجية الأوكرانية/الامريكيه لاستخدام ذلك في تبرير غزوها لاوكرانيا واستخدام تلك الورقة في الضغط على الولايات المتحدة وأوروبا، بل وإتخاذ إجراء روسي مضاد مماثل.

2- الهدف الاستراتيجي العسكري من العملية:

  • اتمام تأمين جمهوريتي “دونتيسك” و”لوجانيسك” المنفصلتين حديثاً من جانب واحد، والاستيلاء على باقي أراضيهما داخل العمق الأوكراني.
  • الاستيلاء على الأهداف الحيوية الأوكرانية الرئيسية على رأسها محطات الطاقة بالمفاعلات النووية، والمعامل البيولوجية الأمريكية (غير المعلن عنها من الجانب الأوكراني والأمريكي)، والمنشآت الإعلامية، والمالية، والمراكز الصناعية الكبرى بالدولة الأوكرانية.
  • نزع السلاح الأوكراني بكافة مستوياته وإحلال قواتها المسلحة بقوات حماية روسية تحت مسمى “قوات حفظ السلام” في العمق الاستراتيجي الروسي الجنوبي الغربي.

3- الهدف الاستراتيجي العسكري خلال (4) يوم عمليات قادمة:

سرعة الاستيلاء على مدينة أوديسا وعزلها إدارياً وعملياتياً عن العاصمة كييف، وفرض السيطرة الجوية على سماء أوكرانيا لسرعة حسم وإنهاء العمليات في خيرسون وميكولايف وماريوبول وخاركييف والعاصمة كييف وإعلان السيطرة على كافة الأهداف الحيوية شرق أوكرانيا، وعزل شرق أوكرانيا عن غربها، ونقل الحرب بالوكالة إلى الغرب.

4- تسلسل الأعمال المنتظرة:
تستمر موجات نزوح الأوكرانيين للدول المجاورة مما سيشكل أزمة لاجئين للدول الأوربيةسواء من الناحية الاقتصاديه أو المعيشيه.

بشكل عام، من المرجح أن تتحول الهجمات الروسية بشكل متزايد إلى الضربات على أهداف مدنية، وتنفيذ العمليات النفسية لتقويض الدعم المدني للحكومة والقوات الأوكرانية.

ومن المحتمل أن تتطلب روسيا موجة جديدة من جنود الاحتياط أو المجندين ذوي الخبرة القتالية في فترة زمنية قصيرة لتحقيق أهدافها في أوكرانيا، ولكن من غير المرجح أن تكون قادرة على توليد مثل هذه الموجة.

حيث من المنتظر قيام القوات الروسية بمحاولة تطويق كييف من الشرق والغرب و/ أو الاستيلاء على وسط المدينة نفسها خلال حتى أربعة أيام عمليات قادمة، إلا أنه من المحتمل أن تستمر معركة كييف لفترة زمنية أكبر من اللازم ما لم يتمكن الروس من شن هجوم أكثر تركيزاً وتماسكاً مما أظهروا حتى الآن القدرة على القيام به.

من المحتمل أن تحاول القوات الروسية شرق دنيبرو بالقرب من كييف تعزيز خطوط اتصالها ضد الهجمات المضادة الأوكرانية الكبيرة والتعطيل لتهيئة الظروف لمهاجمة العاصمة من الشرق. ربما تعيد روسيا نشر القوات التي تهاجم شرق كييف للدفاع ضد الهجمات المضادة الأوكرانية في سومي.

قد تتحرك القوات الروسية في مدينة زابوريزهيا نفسها في غضون حتى ثلثا أيام عمليات وحتى اليوم التاسع عشر عمليات 15 مارس، محاولاً على الأرجح التصدي لها من اتجاه الشرق، ووضع شروط للعمليات اللاحقة بعد سيطرة القوات الروسية على ماريوبول، التي تحاصرها حالياً.

قد تحاول القوات الروسية تنفيذ أعمال الإبرار البحري من جنوب ساحل البحر الأسود المنطقة من أوديسا إلى مصب نهر بوغ الجنوبي خلال حتى عدد يومي العمليات قادمين.

تنفيذ القوات الروسية القيام لأعمال الإبرار البحري في أي مناطقة مناسبة على طول ساحل البحر الأسود من أوديسا إلى مصب نهر بوغ الجنوبي خلال يومي العمليات القادمين بهدف سرعة الاستيلاء على مدينة أوديسا وميكولايف.

رابعاً: “تصور للسيناريوهات المتوقعة في “الأزمة الروسية الأوكرانية”:
1- نقاط وجب وضعها في الاعتبار وقد وصلنا لبداية اليوم الـ(17) عمليات:

  • تأكد إصرار روسيا على الإستيلاء على العاصمة كييف وعلى أوديسا.
  • تأكد بطء تقدم القوات الروسية على كافة المحاور.
  • إصرار الولايات المتحدة والناتو وحلفاؤهم على استمرار تقديم الدعم لأوكرانيا في كافة المجالات.
  • استمرار المقاومة الأوكرانية في التمسك بالمدن. وهناك تصور نحو استغلال الأوكرانيين لفخ الربيع بالاستفادة من ظاهرة “راسبوتيتسا” التي تحول الثلج الممذوج بالطين الأرضي إلى مستنقعات تشكل موانع طبيعية في مواجهة القوات المهاجمة، خاصةً في المناطق الزراعية. وقد أكد ملحق الدفاع الأوكراني أن هذه النقطة لا يعتمدون عليها بشكل كبير حالياً في عملية المقاومة.
  • في المقابل تركز القوات الروسية هجماتها على المدن الأوكرانية ذات البنية الحديثة التي تتفادي آثار الراسبوتيستا.
  • قيام الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى بتنفيذ إجراءات منسقة ضمن استراتيجية إعلامية غربية مشتركة ضخمة، تسخر فيها البلدين كافة الأدوات الإعلامية المتاحة لديهما، وبما يخدم أهدافها في الحرب الجارية خارج أراضيها، الأمر الذي يفرض ضغط شديد على صناع القرار الروس ويرفع الروح المعنوية للأوكرانيين باعتبار بلادهم محور اهتمام العالم وتعاطفه.
  • تلويح الاعلام الأمريكي والبريطاني أن روسيا حالة نجاح عملياتها في أوكرانيا قد تبادر بمهاجمة دول أخرى خارج الإتحاد الأوروبي والناتو كجورجيا والبوسنة ومولدوفا.
  • إعلان أوكرانيا عن إمكانية استقبال متطوعين من جميع أنحاء العالم للالتحاق بفوج الأجانب الدولي في مواجهة العدو الروسي، وذلك دون أي ممانعة من الولايات المتحدة وأوروبا والناتو.

إعلان القوات المسلحة الروسية عدم فتح الاستدعاء لقوات من الاحتياطي غير العامل، تلاه إعلان روسي مماثل للإعلان الأوكراني، بفتح باب التطوع لمقاتلين سوريين من اتباع النظام الحاكم في سوريا.

2- التوقعات العسكرية/ السياسية على الارض:

  • مما سبق، وحالة صحة تقديري، يمكن استنتاج أن روسيا، الواقعة تحت ضغط شديد قابل للتزايد سواء من عقوبات أو ضغط إعلامي غربي أو مقاومة أوكرانية، واحتمالات استمرار تباطؤ معدلات تقدم قواتها مع صعوبة تدفق الإمداد اللوجيستي والمقاومة الأوكرانية وتقلبات الربيع البيئية، قد تعمل روسيا على تغيير استراتيجيتها في الحرب لتحويلها إلى حرب بالوكالة مع الوقت من خلال مقاتلين أجانب داخل أوكرانيا كمرحلة أولى، ثم انتشارها في مسرح أوروبا الشرقية وجعلها أكثر اتساعاً وتعقيداً، دون مواجهة حقيقية مع الناتو والولايات المتحدة. وذلك باستثمار الانقسام السوري المتزايد وربما الليبي، والعمل على نقل صراعاتهم إلى أوكرانيا، ثم شرق أوروبا إن أمكن. وذلك بهدف زعزعة الاستقرار الأوروبي ككل.

وفي هذه الحالة لا يمكن للمجتمع الدولي توجيه اللوم إلى روسيا، حيث إن أوكرانيا هي من لجأت لهذا الأسلوب قبلها، وبقبول أو على الأقل صمت أمريكي بريطاني.

  • على صعيد آخر، من منطلق حقيقة أن الغرب ملتزم بعدم إشراك أي قوات في أوكرانيا، فمن المرجح أن تحقق روسيا بعض أهدافها، أهمها، تأكيد سيادتها على شبه جزيرة القرم والمقاطعات الشرقية بإقليم الدونباس، وحرمان أوكرانيا من مزايا إستراتيجية بفقدانها تصبح غير مؤهلة ولا جاذبة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أو الناتو. وسيتحول الصراع على الأرجح إلى صراع مجمّد لا يتطور ولا يتوقف.
  • ويجب أيضاً أن ننظر إلى كيف سيكون التعامل مع ما بعد الأزمة، حيث يأمل العالم أن ينتهي هذا الصراع بشكل لا ينتهي معه العالم الحديث وبدايته حرب غربية شرقية لا ولن تنتهي ببساطة ولا هدوء.
  • وإذا نجحت روسيا في تحقيق أهدافها في أوكرانيا مع بقاء بوتين في الحكم، فكيف سيتعامل مع رفع العقوبات؟ هل يمكن للعالم المتشابك مصالحه مع روسيا تحمل إقصاء روسيا عن المجتمع الدولي لفترة طويلة، وهل تنوي الولايات المتحدة أن تجعلها منعزلة إلى ما لا نهاية؟

لا شك أننا أمام وضع لم يسبق أن عايشه العالم، وروسيا ليست دولة صغيرة. ويجب ألا ننسى أن روسيا وأوكرانيا مزودين رئيسيين للحبوب للعديد من البلدان (مثل السودان ومصر) التي لا يمكنها ببساطة قطع علاقاتها مع روسيا، فماذا عن الدول الأخرى.

3- السيناريوهات المحتملة:

  • السيناريو الاول (الأفضل):
    تزايد فرص وساطة دولة كبرى مثل الصين، وقبول للولايات المتحدة الدخول في تفاوض إيجابي من الولايات المتحدة وروسيا للوصول لحل نهائي يحافظ على عالم متوازن، ليس فقط في القوة ولكن في الإرادة.
  • السيناريو الثاني (الأكثر احتمالاً):
    حالة فشل جهود السيناريو الأول أو عدم اللجوء إليه، ومع استمرار الدعم الخارجي إلى أوكرانيا وإصرارهم على المقاومة، واستمرار الضغوط الإعلامية والعقوبات على روسيا، تقوم القوات الروسية باستغلال أعمال قتال قوات الشيشان (وباستغلال المرتزقة السوريين أو بدونهم) بتكثيف العمليات العسكرية الروسية غرباً بهدف  الاستيلاء على العاصمة الأوكرانية والمدن المهمة بها، وتأمين شرق أوكرانيا بالكامل من خلال السيطرة على الخط المار بغرب المدن (كييف – تشيركاسي – كيروفوجراد – أوديسا)، تقوم روسيا بالاستمرار في دفع المرتزقة السوريين لمواجهة الجيش الأوكراني والمرتزقة الموالين له في غرب أوكرانيا، وبما يحول المنطقة إلى مستنقع حرب بالوكالة  يطيل من مدة العمليات العسكرية، وهو ما لا يأتي في صالح روسيا، وقد تكون عواقبه شديدة الخطورة، ارتباطاً بـ “الضغط على قوة كبرى وهي روسيا وظهرها للحائط”، حيث قد تلجأ روسيا أخيراً لمذابح موسعة أو تنفيذ عمل متهور يتحسب له العالم.
  • السيناريو الثالث (بالتمني أو التنازلات):
    تنحي أو انهيار أحد النظامين الحاكمين سواء الأوكراني أو الروسي، أو تراجع أحدهما عن موقفه لأي سبب، وحسم الكفة لصالح روسيا أو الغرب.

دكتور سَــــيْد غُنــــيْم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع – أستاذ زائر بالناتو والأكاديمية العسكرية ببروكسل

المصادر:
مصادر معلنة دولية.

مصادر خاصة.

شارك

administrator

استشاري الأمن الدوَلي والدفاع، رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع، الإمارات العربية المتحدة، وأستاذ زائر في العلاقات الدولية والأمن الدولي في أوروبا وشرق آسيا، (مصري)