دكتور سَــــيْد غُنــــيْم دكتوراه العلوم السياسية زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا، ورئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع
ارتباطاً بالفكر العسكري القتالي ومستقبل الحروب، تعمل الولايات المتحدة على تقييم التهديدات الذي تفرضها قدرات الصين وروسيا وجهود التطوير التي تبذلها القوتين العظمتين، وتسعى إلى استغلال نقاط الضعف في النهجين الروسي والصيني، وكذا استغلال المناطق العمياء بينهما وفي نطاق تطور كل منهما، مع التركيز على توسيع وتنويع تحالفاتها في جميع أنحاء العالم، ولذا ستزيد من إعلاء قيمها التي تجتمع حولها تلك التحالفات الكائنة والمستهدفة.
أما أوروبا فستعمل عسكرياً في نفس السياق على ثلاثة محاور:
الأول: الناتو، والذي يزداد ترابطاً وحجماً خاصة بالدول ذات الأهمية الچيوستراتيچية، كما سيعظم الناتو كتحالف من القدرات النوعية لقواته.
والثاني: تطوير قوات أوروبية كائنة وإفراز قوات أوروبية أخرى.
والثالث: منفرداً، وذلك بقيام كل دول ناتو بتطوير قدراتها الذاتية من جانب وعلى رأسها ألمانيا وبولندا ورومانيا ودول البلطيق، ومن جانب آخر تزايد مساعي دول أوروبية أخرى للإنضمام للناتو والتحالفات العسكرية الأوروبية الأخرى والاتحاد الأوروبي وعلى رأسها أوكرانيا وملدوڤا وصربيا، فضلاً عن البوسنة والهرسك ودول أخرى محيطة.
في المقابل، تعمل كل من روسيا والصين لتطوير قدرات الفرد المقاتل وتفهم الدروس المستفادة من حروب العقدين الماضيين.
فنجد روسيا تحاول الابتكار في نطاق أضيق من العقيدة والعمليات العسكرية في حين تعالج الإخفاقات التي وقعت فيها خلال حربها ضد أوكرانيا.
أما الصين فتهدف إلى انتهاج عقيدة قتالية جديدة وتكنولوجيا أكثر تطوراً في دمج بين الخبرات المدنية والعسكرية لجيش التحرير الشعبي، وذلك سعياً لتجاوز التفوق العسكري الأمريكي.
وهنا، يرى خبراء باحثون من الولايات المتحدة وأوروبا أن روسيا والصين تشتركا في هدف تحديث مشترك، وهو تحقيق الهيمنة في عملية صنع القرار في الحروب المستقبلية. وإن كنت اعتقد العكس تماماً، وهو أنا الولايات المتحدة تحاول الاستمرار في تحقيق الهيمنة في عملية صنع القرار في الحروب المستقبلية.