معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع:
القسم الأمني والعسكري
دكتور سَــــيد غُنــــيم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع
الأستاذ الزائر بالناتو والأكاديمية العسكرية الملكية ببروكسل
مقدمة:
أولاً: حول عملية مطرقة منتصف الليل:
1- سياق العملية وتطورها:
2- الوضع الإيراني بعد العملية:
ثانيًا: إسرائيل – الرؤية والتحديات:
1- الرؤية:
استراتيجية نتانياهو لجذب الولايات المتحدة للاشتراك في الحرب ضد إيران:
– الغاية القومية الإسرائيلية: “البقاء”، في بيئة تتسم بالأمن والإزدهار، وبما يحقق لها التفوق والاستقلالية وصولاً للانفراد بالقوة، لتتمكن إسرائيل من درء كافة التهديدات الخارجية، بل والتأثير في محيطها الإقليمي كأعماق استراتيجية لها.
– الهدف الاستراتيجي لنتانياهو في الشرق الأوسط: تغيير معادلة التوازن في النفوذ والقوة إقليميًا في المنطقة لصالح إسرائيل”. وبما يحقق لإسرائيل القوة الأكبر والانفراد بالبرنامج النووي غير السلمي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا كاملة.
– الهدف الاستراتيجي لنتانياهو في الداخل الإيراني: “اسقاط نظام الحكم الملالي الإيراني وتقويض نفوذه الخارجي وبما يقوض المشروع الإيراني في المنطقة بشكل تام، الأمر الذي يؤدي لتوسيع اتفاقيات السلام بين إسرائيل وجارتيها لبنان وسوريا”، وذلك من خلال (المحركات الاستراتيجية) تدمير/ تقويض كافة القدرات العسكرية والاقتصادية والنووية الإيرانية، والدفع بقلب الحكم أو توصيله لحافة الانهيار ذاتيًا، وتقويض كافة أذرع إيران في الدول المحيطة بإسرائيل.
تحركات عاجلة:
في خضم المفاوضات الأمريكية الإيرانية، رأى نتانياهو أنه على وشك مواجهة كارثة عودة الولايات المتحدة للتوقيع على الاتفاقية النووية مع إيران، ما يعيده للمربع رقم صفر في هذا الشأن، فضلاً عن إدراكه الكامل بعدم قدرة إسرائيل على تدمير القدرات العسكرية والنووية الإيرانية بدون دعم الولايات المتحدة. ما دفعه للتفكير في كيفية نقل الولايات المتحدة من “منطقة التفاوض مع العدو” إلى منطقة الهجوم الشامل على العدو. ولم يكن أمام نتانياهو إلا خلق منطقة وسطى يصنعها بنفسه، وهي شن ضربة نوعية ضد إيران يستخدم فيها القدر الكافي من القدرات في عملية متعددة المجالات (Multi Domain Operation).
وفي خضم جولات التفاوض الأمريكية الإيرانية وعلى وشك انعقاد الجولة السادسة، وبإعلام الولايات المتحدة متأخرًا لوضعها أمام الأمر الواقع، أمر نتانياهو بشن حملته النوعية (عملية الأسد الصاعد) ضد إيران يوم 13 يونيو 2025.
بُنيت استراتيجية نتانياهو (النصاب)، على أن تحقق العملية نجاحات كبيرة تُرجع ترمب (الطماع)، الساعي للحصول على جائزة نوبل، عن موقفه التفاوضي مع إيران، ويثير فيه غريزة الطمع الذي لا يترك نجاحًا أو مكسبًا دون نسبه لنفسه أو على الأقل الحصول على قسط كبير منه. في الوقت الذي تتوقف فيه إيران عن المفاوضات حفاظًا على كرامتها، لكيلا تتفاوض تحت ضغط الحرب، بل ولتخطئ وترد على ضربات إسرائيل بضرب قواعد أمريكية أو مناطق خليجية مجاورة تحدث خسائر في الأرواح. ليبارك ترمب العملية الإسرائيلية، بل ويتحرك مع كثافة الضربات ضد إسرائيل ومحيطها، والتي قد تشمل عناصر من القوات الأمريكية ومناطق إزدهار بدول عربية حليفة لواشنطن، فيتمكن ترمب من الحصول على موافقة الكونجرس بشن ضربة شاملة ضد إيران. وهنا تنتقل الولايات المتحدة من “منطقة التفاوض مع العدو” إلى “منطقة إعلان الحرب الشاملة على العدو”، ويتحقق هدف نتانياهو في هذه المرحلة الحرجة للغاية.
إطفاء النار بالنار:
اتصور أن دولة المؤسسات الأمريكية رأت أنها واقعة في فخ نتانياهو المحبوك بحرفية شديدة، فقررت اللجوء لفكرة أراها عبقرية، وهي إطفاء النار بالنار، حيث قررت اللجوء لعملية عسكرية محدودة لتجنب التصعيد وعدم اتساع الأزمة. وفي نفس الوقت تصدر رسالة قوة وردع لإيران، بل للصين وروسيا.
ومن منطلق الالتزام بمحددات واعتبارات الأمن القومي الأمريكي والأهداف الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط، ومنها الحفاظ على التوازن الإقليمي في القوة مع ضمان أمن إسرائيل دون ظهور قوة نووية جديدة، خاصة في دولة مارقة عن القانون الدولي، وهي إيران، دون التصعيد العسكري لتجنب التداعيات الأمنية شديدة الخطورة، استطاعت المؤسسات الأمريكية أن تقنع دونالد ترمب كرئيس للولايات المتحدة بشن ضربة نوعية محدودة ضد المنشآت النووية الإيرانية، تمثل رسالة ردع لإيران والمنافسين الكبار، يتبعها وقف تام لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران، مع قبول رد إيراني محدود، غير مؤثر في الأرواح والمنشآت الأمريكية، وبما يحفظ ماء الوجه لإيران.
وبالفعل نفذت القوات الأمريكية “عملية مطرقة منتصف الليل” ضد المنشآت النووية الإيرانية يوم 22 يونيو، أعقبها مباشرة رد إيراني محدود بعدد (6) صاروخ باليستية ضد قاعدة العُديد الأمريكية في قطر، والتي تم صدها بنجاح دون خسائر تُذكر.
2- التحديات التي تواجه إسرائيل كتداعيات لعملية مطرقة منتصف الليل الأمريكية ضد إيران:
ثالثًا: الأطراف الدولية والإقليمية:
1- الولايات المتحدة: التردد والتكلفة:
2- دول الخليج: بين الخطر والدبلوماسية
3- أوروبا: النفوذ المحدود والاعتمادية:
رابعًا: الاستنتاجات الرئيسية:
خامسًا: التوصيات الاستراتيجية:
1- الولايات المتحدة:
2- إسرائيل:
3- لإيران:
4- لدول الخليج العربي:
5- للاتحاد الأوروبي:
6- لمصر: