“رؤية تحليلية”
عادة ما تكون القواعد العسكرية إما برية أو بحرية أو جوية أو قواعد عسكرية للإتصال والمراقبة أو قواعد مُختلطة، ومهمتها الرئيسية تأمين مصالح بلادها في مناطق عملها من خلال اتفاقيات الدفاع، وتمكين إنتشار أي قوات تابعة لبلادها أو حليفة معها حالة دفعها في نطاقات عملها.. وهناك عشر دول تمتلك قواعد عسكرية حول العالم وهي:
أمريكا: لديها حوالي (800) قاعدة عسكرية موزعة على أمريكا وأكثر من 50 دولة حول العالم من ضمنها دول الخليج الست وتركيا وإسرائيل وجيبوتي في منطقتي الشرق الأوسط والقرن الأفريقي.
بريطانيا: وتمتلك ما يزيد عن (150) قاعدة عسكرية وجميعها في بريطانيا وآسيا وأوروبا وكندا وأفريقيا (سيراليون وكينيا فقط)، ولم تكن تمتلك لا تمتلك أي قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط.. إلا أنها خططت منذ عام 2014 لإنشاء قواعد عسكرية في ثلاث دول خليجية على الأقل وهي (الإمارات والبحرين وعمان).، وبدأت في إجراءات إنشاءها بالفعل.
روسيا: وتمتلك فضلاً عن القواعد العسكرية بالأراضي الروسية (9) قواعد خارجها في كل من (أرمينيا وبيلاروسيا وجورجيا كازاخستان وقرقيزيا ومولدوفا وطاجيكستان وأوكرانيا وفيتنام، وفي الشرق الأوسط وتحديداً في “طرطوس وحميم” بسوريا) وهما الوحيدتين المطلين لها على البحر المتوسط.
الصين: وتمتلك قاعدة عسكرية واحدة خارج بلادها وهي تحديداً في (جيبوتي) لدعم مرافقها العسكرية العابرة بحراً.
فرنسا: فضلاً عن القواعد العسكرية بالأراضي الفرنسية فهي تمتلك (11) قاعدة خارج أراضيها في كل من (ألمانيا وغينيا والجابون وساحل العاج والسنغال، فضلا عن الإمارات وجيبوتي).
ألمانيا: لا تمتلك قواعد عسكرية خارج بلادها سوى في أمريكا.
إيطاليا: وتمتلك قاعدتين فقط خارج بلادها في الإمارات وجيبوتي.
اليابان: وتمتلك قاعدة واحدة خارج بلادها في (جيبوتي) لمكافحة القرصنة البحرية.
الهند: وتمتلك خارج بلادها (6) قواعد عسكرية في (بوتان وطاجيكستان وسيشل ومدغشقر وقواعد رادارات بجزر المالديف وموريشيوس).
تركيا: ولديها خارج بلادها (4) قواعد عسكرية في قبرص التركية، والعراق لصالح الكتلة السنية، وفي قطر والصومال.
قد نستخلص الآتي:
أولاً: أربع دول تمتلك قواعد عسكرية في دول الخليج العربي حتى عام 2016 وهي أمريكا وفرنسا وإيطاليا وتركيا (بريطانيا لم تكن بينهم)، وتصبح خمس دول بإضافة برطانيا التي بدأت بالفعل في إنشاء قواعدها العسكرية في المنطقة.. ودولة واحدة تمتلك قواعد عسكرية في سوريا والمطلة على البحر المتوسط وهي روسيا.. ودولة واحدة تمتلك قاعدة عسكرية في إسرائيل وهي أمريكا.. وست دول تمتلك قواعد عسكرية في القرن الأفريقي وتحديداً في جيبوتي والصومال، وهي (أمريكا والصين وفرنسا وإيطاليا واليابان وتركيا)، ويتواجد بأحد أهم هذه القواعد العسكرية مركز القيادة المتقدم للقيادة المركزية الأمريكية.
ثانياً: تتميز منطقة القرن الأفريقي بموقعها المطل على مضيق باب المندب بالبحر الأحمر والذي يُعد مدخلاً لمسرح النفوذ ذات الأهمية الإستراتيجية، ليس لدول الخليج وإيران والدول المحيطة ومن أهمها مصر فحسب، ولكن للعالم أجمع.. فمضيق باب المندب يتحكم في طريق المواصلات الرئيسي بين البحرين الأحمر والمتوسط وهو المدخل الجنوبي الشرقي لقناة السويس ويمر به كافة السفن التجارية والعسكرية وناقلات النفط كشريان حياة لدول العالم.
ثالثاً: رغم قوة الجيش الصيني وكبر حجمه ليس للصين قواعد عسكرية حول العالم تحقق لها النفوذ الأمني وبما يتناسب مع حجم جيشها ولا مع كبر تطلعاتها الإقتصادية عالمياً. والقاعدة الصينية الوحيدة لوجيستية لدعم السفن الصينية العابرة.
تختلف أهداف الدول التي تمتلك قواعد عسكرية خارج بلادها كالآتي:
تهدف الولايات المتحدة لضمان بقاء هيمنتها وتأمين نفوذها وحماية مصالحها حول العالم، فضلاً عن تأمين شريان الملاحة الرئيسي في العالم (قناة السويس).
تهدف دول بريطانيا وفرنسا لضمان تأمين نفوذها وحماية مصالحها في مناطق الاهتمام حول العالم خاصة في مناطق حمايتها القديمة والتي توفر لها ضمان تحقيق هدفي الإزدهار والأمن اللازمين، فضلاً عن تأمين شريان الملاحة الرئيسي في العالم (قناة السويس).
تهدف روسيا لأهمية ضمان حماية نفوذها ومصالحها القومية في مناطق وسط آسيا والبلطيق والشرق الأوسط.. وتبقى أهمية سوريا في أنها الدولة الوحيدة المطلة على البحر المتوسط مُنشأ بها قواعد عسكرية سورية، وتكمن أهمية البحر المتوسط لسوريا في ضمان حماية مرور وغنتشار قوات سورية في البحر المتوسط وبما يهدد دول الناتو شرق وجنوب المتوسط، خاصة بعد ضم دولة الجبل الأسود (مونتنيجرو لحلف الناتو) مؤخراً، والتي أغلقت مع كرواتيا وألبانيا (أعضاء الناتو أيضاً) المنفذ الوحيد لها بشرق أوروبا من خلال أهم حلفاءها (صربيا)، وبما يهدد شرق إيطاليا وشمال اليونان فضلاً عن كرواتيا وألبانيا والمطلين جميعاً كدول تابعة للناتو على البحر الأدرياتيكي الواصل بالبحر المتوسط.
ولذا من المحتمل إستمرار محاولات روسيا بكل الطرق الممكنة لإستعادة نفوذها في مصر وليبيا بشكل رئيسي لضمان السيطرة على جنوب المتوسط وتهديد دول جنوب أوروبا التابعة للناتو من جانب، وكذا إيجاد فرص للتعامل مع أهم منافس للغاز الروسي والمتواجد باليحر المتوسط.
لا تسعى الصين حالياً لأي إنتشار عسكري دولي يؤخذ على سياستها السلمية المُعلنة والمغلفة بسياسة عدم التدخل في شؤون الغير.
هدف تركيا الرئيسي هو تأكيد سيطرتها على جزء من قبرص وضمان حماية نفوذها وأمنها ومصالحها في الشرق الأوسط وشرق أوروبا وبما يمنع من احتمال تقسيمها.
سيد غنيم
زميل أكاديمية ناصرالعسكرية العليا
رئيس مركز دراسات الأمن العالمي والدفاع – أونلاين
روابط فكرة قيام بريطانيا بإنشاء قواعد عسكرية بمنطقة الخليج العربي:
التليجراف: http://www.telegraph.co.uk/news/worldnews/middleeast/iraq/11086118/UK-forces-plan-three-new-bases-in-Middle-East-to-fight-Isis.html
روسيا اليوم: https://www.rt.com/uk/186624-bases-middle-east-isis/
الإندبندنت: http://www.independent.co.uk/news/world/middle-east/isis-response-uk-military-planning-to-set-up-new-bases-in-middle-east-9722545.html
روابط القواعد العسكرية حول العالم:
https://en.wikipedia.org/wiki/List_of_countries_with_overseas_military_bases#Italy
“Department of Defense / Base Structure Report / FY 2015 Baseline” (PDF). Retrieved October 10, 2016.
Jeffrey, James (May 3, 2016). “China is building its first overseas military base in Djibouti — right next to a key US one”. Public Radio International.
Feiges, Johannes (April 13, 2016). “Why China’s Djibouti Presence Matters”. The Diplomat.
2nd German Air Force Training Squadron USA in Pensacola, Florida (in German). Retrieved 18 September 2016.
September 2016.