- إسرائيل شنّت هجومًا على قيادات “حماس” في الدوحة:
- سأبدأ أولاً بالأهداف المحتملة من الضربة:
- إظهار إسرائيل النفي العملي لعلاقات ناتنياهو بقطر (قطر جيت)، والدفع الصريح بقطر من منطقة الشريك/ المتواطئ إلى منطقة الخصم.
- خطوة ثابتة لإخراج قطر من دور الوساطة، حيث تعتبرها إسرائيل داعمة لحركة حماس ولم تحقق في وساطتها أي مطالب لإسرائيل.
- إقناع قطر، بل ودول الخليج، بان علاقاتها العميقة مع دول الغرب، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لن تكون بديلا عن الانضواء في السلام المباشر مع إسرائيل.
- التأكيد على جدية اسرائيل في مطاردة قيادات حماس (التي صنفتها إرهابية هي والغرب والإمارات) وهي أحد قواعد الاشتباك التي أعلنتها ونفذتها إسرائيل كثيرًا حاليًا وفي السابق.
- تعبيرًا عن الضيق من قناة الجزيرة القطرية التي شكلت زراعًا إعلاميًا وناطقًا رسميًا مؤثرا لحركة حماس.
- معلومات عن العملية:
في 9 سبتمبر 2025 شنت إسرائيل هجومًا جويًا على قيادات حركة حماس المستقرة في العاصمة القطرية الدوحة، وتحديدًا في منطقة سكنية بمنطقة القطيفية (بحيرة الخليج الغربي)، في تصعيد غير مسبوق اتسع إلى منطقة الخليج. وقد استهدفت الضربة مسؤولين رفيعي المستوى من بينهم خالد الحية، أبرز مفاوضي التهدئة عن غزة، وعدد آخر من قادة الحركة فيما لاتزال الأضرار النهائية غير معلومة حتى الان.
مقر اجتماع القيادات السياسية لحركة حماس والذي تم استهدافه يوم 09 سبتمبر 2025
تعد هذه الضربة أول ضربة إسرائيلية مباشرة على حماس داخل قطر، التي تُعدّ وسيطًا رئيسيًا في الحرب بين إسرائيل وحماس. وقد استهدفت شخصيات بارزة في حماس، من بينهم خليل الحية (أحد كبار قادة حماس ورئيس مكتبها السياسي وفريقها التفاوضي في غزة) وآخرون. حيث وقعت بالتزامن مع اجتماع، حسبما ورد، بعض هؤلاء القادة لبحث اقتراح أمريكي لوقف إطلاق النار أو تبادل الأسرى. وحسب التقارير المتاحة، قُتل ما لا يقل عن 5 أعضاء من حماس من بينهم نجل خليل الحية ومساعده. كما قُتل ضابط أمن قطري. ومع ذلك، أفادت التقارير أن كبار قادة حماس نجوا، وزعمت حماس أن القيادة العليا لم تُقتل. ووُصفت العملية بأنها جاءت بعد هجمات أخيرة (بما في ذلك إطلاق نار عند مفترق راموت) وتهديدات مُتصوَّرة من حماس. كما أفادت التقارير بأن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة قبل وقت قصير من تنفيذ العملية، لكن مسؤولين أمريكيين يقولون إنهم لم يشاركوا في التخطيط لها أو الموافقة عليها. وبينما تزعم إسرائيل أنها استهدفتهم، تقول حماس إنهم على قيد الحياة. ولا يوجد حتى الآن أي تحقق مستقل.
أشارت تقارير أن الخطة الأصلية كانت سينفذها الموساد بواسطة عناصرها وعملائها على الأرض، لولا أن الموساد نصح بغير ذلك لضيق الوقت، وكذا خشية من أن تعتبر دول الخليج القريبة من إسرائيل كالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تجاوزًا يفسد كافة ما تم إنجازه مع هاتين الدولتين بالتحديد، وكذا يقطع آخر خط مع قطر.
وقد واجهت العملية ردود فعل عربية ودولية شديدة الحدة وانعقدت جلسة طارئة بمجلس الأمن أسفرت عن إدانة العملية دون ذكر اسم إسرائيل. وهناك بعض القلق من أن الهجوم قد يُقوِّض وقف إطلاق النار الجاري أو مفاوضات الأسرى.
- مسار الطيران الإسرائيلي لتنفيذ الضربات:
- المسار الأول: شمال إسرائيل، ثم سوريا ثم العراق ثم الخليج الفارسي مع القاء الذخائر من المياه الدولية واثناء مسار الرحلة سوف يتم تأمينها بإجراءات الحرب الإلكترونية ومقاتلات الحماية الجوية وطائرات التزود بالوقود. (هو الأكثر ترجيًحًا حيث انه أقصر الطرق جغرافيًا وسوف يمر الطيران الإسرائيلي عبر دول مثل سوريا والعراق ومن ثم، هي دول ذات امكانيات فقيرة بأنظمة الدفاع الجوي).
- المسار الثاني: جنوب إسرائيل ثم البحر الاحمر ثم مضيق باب المندب ثم بحر العرب ثم مضيق هرمز ثم الخليج الفارسي مع تأمين الرحلة بإجراءات الحرب الالكترونية وطائرات الحماية الجوية والحرب الإلكترونية. (هو الأقل ترجيحًا بسبب طول ذلك المسار جغرافيًا وكذلك اضطرار الطيران الإسرائيلي المرور بالقرب من دول الخليج المطلة على مضيق هرمز والتي تتمتع بإمكانيات دفاع جوى أكثر تطورًا).
- يشير استهداف القوات الجوية الإسرائيلية لمسئولين من حركة حماس بالعاصمة القطرية الدوحة إلى الآتي:
- وجود إختراق شديد لقيادة حركة حماس داخل قطر.
- الضربة في تقديري رمزية، إذ تم استخدام قنبلتين موجهتين يقدر وزن كل منهما بـ 225 رطل (بحسب فديو مصور بمحيط المبني)، ولم تستخدم قنابل ذات قوة تدميرية كبيرة، تضمن قتل كل من في مبنى الإجتماع حال كان هدف الهجوم قتل الحضور.
- تطبيق فعلي لإسرائيل لإعلانها السابق باستهداف كافة قيادات المقاومة الفلسطينية، بإعتبارهم قادة إرهابيين.
- يزيد الامر تعقيدًا بسبب قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالموافقة على اغتيال عناصر المكتب السياسي لحركة حماس في قطر نفذها الجيش الإسرائيلي عبر قواته الجوية وهو تصعيد خطير يمكن مناقشته عبر التالي:
- الدوافع والأهداف الإسرائيلية:
- إثبات الجرأة والقدرة على تنفيذ اعقد العمليات من الناحية الإستخباراتية والعسكرية وامتلاكها من النفوذ السياسي ما يمكنها من تنفيذ وتحمل عواقب تلك النوع من العمليات.
- إثبات قدرتها على التصرف خارج العباءة الأمريكية حيث من المعتقد أن إسرائيل قد اخطرت الولايات المتحدة قبل تنفيذ الهجوم بوقت قليل لتضعها في حيرة من أمرها مثلما تم عبر إستهداف الطيران الإسرائيلي القنصلية الإسرائيلية في دمشق عام 2024.
- الضغط على قادة الجناح السياسي لحماس عبر إقناعهم بعدم وجود مكان امان لهم في الخارج وإجبارهم على القبول بالشروط الإسرائيلية النهائية للمفاوضات.
- كسب الوقت عبر تعقيد المفاوضات لإجبار الجيش الإسرائيلي على الإستمرار في عملياته العسكرية في غزة.
- إجبار قطر على تعليق دورها كوسيط بشأن المفاوضات مما يضمن تعقيد مسار المفاوضات ووقفها بشكل غير معلوم وتحيدها عن مسار التفاوض.
- إجبار قطر على طرد ممثلي المكتب السياسي للفصائل الفلسطينية من الأراضي القطرية وفي تلك الحالة غالبًا سوف يتجهون الى تركيا بشكل اكثر احتمالية من إيران.
- الموقف القطري:
- حدوث إحراج داخلي من الشعب القطري الذي يعتقد بأنه محمي من الولايات المتحدة.
- حدوث إحراج للقيادة السياسية القطرية وعلى رأسهم الأمير القطري تميم والعائلة المالكة كلها.
- حدوث شرخ في أحد ركائز الإستراتيجية للسياسات الخارجية القطرية التي تعتمد على العمل كوسيط بين الدول الغربية وجماعات الإسلامية الجهادية والإرهابية والتي تتخذ من قطر مقر لها مثلما فعلت مع طالبان وفعلت مع حركة حماس، ومن ثمّ يساهم مثل تلك الهجوم الإسرائيلي بإحداث شرخ في الثقة التي بنتها قطر مع الجماعات الجهادية وبالتالي التأثير على الثقل الإستراتيجي القطري لدى الولايات المتحدة.
- الموقف الأمريكي:
سواء كانت الولايات المتحدة (خصوصًا إدارة ترامب) متواطئة منذ البداية او علمت في وقت متأخر فهي تضر بثقتها ومصالحها مع دول الخليج بشكل غير مسبوق وتثبت لهم أن توسيع إسرائيل لنفوذها الإقليمي في المنطقة قد يأتي في اولوية اكثر اهمية من أمن الدول الخليجية نفسها الأمر الذي يضر بالنفوذ الأمريكي على المدى المتوسط والبعيد عبر إجبار دول الخليج لزيادة اوجه التعاون مع القوى الدولية الاخرى مثل الصين وروسيا في مجالات جديدة مثل زيادة اوجه التعاون العسكري.
- التبعات المتوقعة للهجمة الجوية الإسرائيلية بالدوحة على المقاومة الفلسطينية بالخارج:
- فقدان المقاومة الفلسطينية ذو الخلفية الدينية (حماس – الجهاد) لثقتهما في حلفائهما الأيدولوجيين الأساسيين، إيران – قطر – تركيا، لعدم قدرتهم على ضمان أمن قادتهم أثناء استضافتهم. ما قد يدفع في المرحلة القادمة الروح من جديد في فصائل المقاومة ذو التوجهات الأخرى لزيادة دورهم في القضية الفلسطينية خارجيًا. مع إمكانية إعادة كل من حماس والجهاد صياغة ايدولوجيتهما لتتناسب مع الداعمين الجدد المحتملين ذو الثقة الأكبر.
- فقدان فصائل المقاومة الرئيسية لقدرتها على التعافي داخليًا وخارجيًا، سواء عسكريًا أو سياسيًا، من الضربات الإسرائيلية المدمرة ليس لقدراتهم فقط، ولكن لمقومات بقاء الفلسطينيين بشكل عام في أرضهم بقطاع غزة حاليًا، ويتوقع قريبًا أيضًا سكان الضفة الغربية.
- توقع لزيادة نشاط التنظيمات الإرهابية الحالية (داعش – القاعدة) في تجنيد عناصر المقاومة الفلسطينية الأكثر تشددًا، مع إحتمال حدوث إنشقاقات في المستقبل القريب داخل حركتي حماس والجهاد، لتكوين فصائل جديدة أكثر تشددًا قد لا تقبل الإنضمام لداعش والقاعدة.
وفيما يخص رد فعل حركة حماس على محاولة إغتيال قادة الجناح السياسي في قطاع غزة، من المحتمل أن نشهد أحد او مزيج من السيناريوهات التالية:
في حال بقاء نتنياهو في السلطة وإستمرار حالة التوافق بين قادة المكتب السياسي لحماس مع القادة العسكريين في قطاع غزة:
- السيناريو الأول (الأكثر ترجيحًا):
- انتقال قادة المكتب السياسي لحماس الى دولة اخرى مثل تركيا وهي الأكثر إحتمالًا من إيران ومصر والسعودية.
- تفويض المكتب السياسي لحركة حماس للجناح العسكري في قطاع غزة بسلطة الموافقة او الرفض النهائي لأى مقترحات قادمة.
- إستمرار القتال في قطاع غزة بنفس الوتيرة العسكرية لتكتيكات حركة حماس ووقف المفاوضات موقتًا.
- حفظ ماء الوجه عبر محاولة التصعيد العسكري من خلال إطلاق العديد من الصواريخ من قطاع غزة حتى مع علم قادة حماس ان تلك الصواريخ سيتم صدها.
- الإتجاه لإصدار حماس مقاطع مرئية للقتلى من الرهائن المدنيين او الأسرى العسكريين لإشعال الشارع الإسرائيلي بالتظاهرات ضد نتنياهو.
- إطلاق الذئاب المنفردة عبر تجنيد العديد من فلسطيني الداخل او تفعيل الخلايا النائمة لقتل مواطنين سواء كانوا مدنيين او عسكريين في الداخل الإسرائيلي.
- وقف التفاوض مؤقتاً لحين طلب الوساطة من دولة اخرى وغالبًا ستكون اما روسيا او الصين.
- السيناريو الثاني (متوسط الإحتمال):
- انتقال قادة المكتب السياسي لحماس الى دولة إسلامية ليست عربية غير معلومة.
- الإتجاه لإصدار حماس مقاطع مرئية للقتلى من الرهائن المدنيين او الأسرى العسكريين لإشعال الشارع الإسرائيلي بالتظاهرات ضد نتنياهو.
- تفويض المكتب السياسي لحركة حماس للجناح العسكري في قطاع غزة بسلطة الموافقة او الرفض النهائي لأى مقترحات قادمة.
- وقف التفاوض مؤقتاً لحين طلب الوساطة من دولة اخرى وغالبًا ستكون اما روسيا او الصين.
- السيناريو الثاني (الأقل ترجيحًا):
- انتقال قادة المكتب السياسي لحماس الىدول ذات حاضنة للجماعات الجهادية مثل باكستان وافغانستان وهو أخطر خيار في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إذا ما حدث.
- قتل الأسري والرهائن ودفن جثثهم في مناطق غير معلومة سوء في قطاع غزة او داخل البحر على ساحل قطاع غزة.
- الاتجاه لتبني أسلوب الهجمات الأنتحارية تجاه القوات الإسرائيلية في قطاع غزة بكثرة مستغلة انضمام العديد من مواطني القطاع الذين فقدوا ابائهم واخواتهم بسبب القصف الإسرائيلي للقطاع وهو ما سيؤدي لإنهاء التواجد العسكري لحركة حماس في قطاع غزة.
في حال بقاء نتياهو في السلطة وعدم وجود توافق بين قادة المكتب السياسي لحماس مع القادة العسكريين في قطاع غزة:
- هو السيناريو الأخطر على الإطلاق حيث سيؤدي حدوث حالة من عدم اليقين وعدم القدرة على التنبؤ داخل الهيكل القيادي لحركة حماس وقد ينتج عنه التالي:
- فقدان قناة الاتصال مع حركة حماس بشكل شبه نهائي في الوقت الحالي.
- اعمال تعذيب او قتل او تمثيل بجثث الرهائن والأسرى.
- إنتهاج أسلوب العمليات الأنتحارية تجاه القوات الإسرائيلية بقطاع غزة.
- افتراضات تطرح نفسها بشأن تداعيات الهجوم الإسرائيلي على قيادات حماس في قطر:
- هل سينفذ نتنياهو تهديده لقادة حماس في كل مكان، بما في ذلك قطر ودول أخرى مثل مصر وتركيا؟
لا شك أن استهداف قادة حماس أصبح مرحلةً فرضتها إسرائيل على حماس في قطر، وربما في تركيا، وإن لم يكن مرجحًا في مصر، وذلك للأسباب التالية:
- ترى إسرائيل حماس تنظيما إرهابيا، يصر على الاحتفاظ بالرهائن الإسرائيليين، رغم قبولها بالشروط الأمريكية الأخيرة كما هي، مع عجز الوسطاء عن الضغط على حماس بشكل جاد.
- تعتبر إسرائيل قطر، بقناتها الجزيرة التي تُعتبرها ناطقًا باسم حماس، وتعتبر تركيا، بقيادة أردوجان، داعما لجماعة الإخوان المسلمين في المنطقة، وتعتبرهما داعمين وراعيين لحماس.
ومن ثم، لا شك أن نتنياهو سينفذ تهديده، وبما يضغط بشكل مباشر على حماس لقبول أي شروط، ومن جهة أخرى، سيضغط بشكل غير مباشر على الوسطاء لإبرام أي اتفاق حالي أو مستقبلي.
- كيف يمكن أن نرى مستقبل التسوية؟
تتجه التسوية لمسار أصعب، فحماس لن ترد بسهولة على التهديدات الإسرائيلية بدعم أمريكي. الخيار الحالي هو الاستمرار مع الوسيط المصري، ومصر على الأرجح مرغوبة أكثر كوسيط من جانب إسرائيل، إذ تعتبر تل أبيب مصر أكثر مرونة وخبرة في التعامل مع حماس وأكثر حزمًا تجاهها. ونجد طلب مصر بقاء قادة حماس الموجودين حاليا في مصر في القاهرة. هذا يعني أن القاهرة تسعى بحزم لجولة مفاوضات حاسمة.
- ما هي خيارات الدوحة؟
- لن تنسحب قطر كوسيط بسهولة من المفاوضات، بل ستحاول الضغط على الولايات المتحدة مستغلة الإهانة والتهديد المباشر من جانب إسرائيل، بأنه موجهاً ضد جميع دول مجلس التعاون الخليجي، وجميع الدول العربية والإسلامية، الأمر الذي أحرج قيادة قطر وقادة باقي دول مجلس التعاون الخليجي، مستغلاً ورقة التطبيع التي تملكها الإمارات، والتطبيع الذي تسعى إسرائيل لإبرامه مع السعودية.
- وستعمل قطر خلال القمة العربية/الإسلامية على الخروج بقرار إدانة جماعية لإسرائيل وتهديدها بملاحقتها دوليا.. والدفع بحل الدولتين وحشد أكبر تجاه دولة فلسطينية، بمنطق الضغط المضاد على إسرائيل.
- ما هو رد فعل دول الخليج المحتمل؟
ومن المتوقع أن دول الخليج بشكل عام وقطر بشكل خاص سوف تحاول الضغط على ترامب بالعقود الإقتصادية والوعود المالية التي وعدت بها ترامب خلال زيارته الأخيرة الى دول الخليج وذلك للضغط على إسرائيل من اجل منع تكرار انتهاك السيادة لقطر ودول الخليج بأي شكل من الأشكال سواء عبر الأدوات العسكرية مثلما حدث مع قطر أو الاستخباراتية مثل عمليات التخريب والاغتيال. وفيما يتعلق بالاتفاق الإبراهيمية تزداد احتمالية تعليقها لفترة طويلة الأمد طالما لم يتم اتخاذ خطوات ملموسة لحل القضية الفلسطينية من اى حكومة اسرائيلية قادمة.
- نظرة أدق أكثر عمقًا في الموقف الإسرائيلي القطري من وجهة نظري”
كنت قد ذكرت من قبل في أكثر من موضع أن هناك قرار أصيل لإسرائيل متخذ منذ عقود، وهو التقويض التام للقضية الفلسطينية، وتحويل فكرة أن سبب عدم الاستقرار في الشرق الأوسط هو إيران التي تدفع أذرعها لفرض نفوذها في المنطقة من خلال الدول المحيطة بإسرائيل برًا وبحرًا، وليس بسبب تقويض إسرائيل للقضية الفلسطينية. ما جعل نتانياهو يستغل فترة ترمب1 ليسرع من تنفيذ الآتي:
- تسريع نتانياهو بتنفيذ إجراءات “الضم” في الضفة الغربية، وذلك بضم أراضي للفلسطينيين للمستوطنات الإسرائيلية.
- بدء نتانياهو بتقسيم الشرق الأوسط عقائديًا على إنه ينقسم لأربعة طوائف، منها طائفة موقع معها اتفاقيات سلام كدول الخليج ومصر والأردن وهي العرب السنة وثلاثة طوائف أخرى تعتبر تهديد وهي (الإيرانية الشيعية برعاية النظام الملالي – الإخوان المسلمين برعاية إردوجان وقطر – السلفي الجهادي برعاية قطر جزئيًا، حيث كان يُقصد هنا جبهة النصرة وتنظيمات أخرى)، مع الوضع في الاعتبار أن نتانياهو كان قد قدم العلاج المصابين جبهة النصرة أثناء حربهم ضد الجيش السوري في عهد الأسد.
وقد تخلل فترة ترمب1 الانشقاق الخليجي وقرار المقاطعة الرباعي لقطر.
وخلال هذه المرحلة تجلت النظرة الكلاسيكية لقطر من قبل دول المقاطعة، وهو ما استغلته إسرائيل في تقاطعاتها مع قطر، والتي كانت ما بين العداء والموائمات. وتلك النظرة الكلاسيكية يمكن أن نعتبرها القاعدة العامة تجاه قطر وليس الاستثناء.
تزامن مع ذلك حدثين في الشرق الأوسط أثرا بشدة على المنطقة ودفعا إسرائيل للإسراع في تنفيذ كافة الإجراءات اللازمة لقرارين مرتبطين بهما:
- ثورات الربيع العربي، والتي دفعت لتعجيل قرار التطبيع (الاتفاق الإبراهيمي مع الدول العربية والإسلامية).
- الاتفاقية النووية مع إيران، والتي دفعت لقرار ضرب إيران واسقاط الحكم الملالي رغم افتاء المرشد الأعلى الإيراني بحرمانية امتلاك إيران للسلاح النووي.
تلا ذلك حدث شديد الأهمية، وهو عملية طوفان الأقصى التي نفذتها الفصائل الفلسطينية في غزة حركة بقيادة حماس ضد إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. وتجلى بشكل أكبر دور قطر في مساندة قطر لموقف حماس ضد إسرائيل خاصة من خلال قناة الجزيرة رغم وضع قطر التفاوضي، ولم يكن موقف تجاه حزب الله أو الحوثيين بالذات، بنفس موقفها تجاه حماس وكتائب القسام، حيث جعلت من قناة الجزيرة ناطقًا رسميًا لحماس (كما ذكرت في رؤى سابقة لي)، لتتربع قطر في موضع العدو لإسرائيل بعيدًا عن الموائمات.
وهو ما أدى لاستباحة حكومة نتانياهو الأراضي القطرية لضرب قيادات حماس يوم 9 سبتمبر 2025. وعاد ترمب صديق نتانياهو لحكم الولايات المتحدة لدعم قرارات نتانياهو في الحرب واستمر في إجراءات الضم خلال فترة ترمب2. وهو ما يتعارض مع الفترة الكلاسيكية تجاه قطر مرحلة القاعدة والتي كانت قبل 7 أكتوبر 2023، والتي حولتنا إلى مرحلة الاستثناء. الأمر الذي سيدفع قطر إلى التقارب بشكل أكبر وأسرع مع دول الخليج والدول العربية، خاصة دول المقاطعة السابقة.
معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع:
- فريق خبراء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
- فريق الباحثين المشاركين
لواء دكتور سيد غنيم
زميل الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية
رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع
المصادر:
- مصدر علنية.
- مصادر خاصة.