دكتور سَــــيد غُنــــيم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع
الأستاذ الزائر بالناتو والأكاديمية العسكرية الملكية ببروكسل
 
هل يوافق الناتو على منح أوكرانيا حق استهداف العمق الاستراتيچي الروسي بأسلحة الدعم الغربي؟
يجتمع وزراء خارجية دول الناتو في براغ اليوم الخميس 30 مايو 2024 مع دعوات متزايدة للحلفاء الرئيسيين لرفع القيود التي تمنع كييف من استخدام الأسلحة الغربية لشن ضربات داخل روسيا. ويهدف الاجتماع الذي يستمر يومين في العاصمة التشيكية إلى التركيز على الجهود المبذولة للتوصل إلى حزمة دعم لأوكرانيا في قمة الناتو في واشنطن في يوليو. لكن الجدل الدائر حول ما إذا كان سيسمح لكييڤ باستخدام الأسلحة التي يرسلها الداعمون الغربيون لضرب قواعد عسكرية داخل روسيا قد يلقي بظلاله على الاجتماع.
وتضغط أوكرانيا على مؤيديها – وعلى رأسهم الولايات المتحدة – للسماح لها باستخدام الأسلحة الأطول مدى التي يقدمونها لضرب أهداف داخل روسيا. وترفض الولايات المتحدة وألمانيا حتى الآن السماح لكييڤ بتوجيه ضربات عبر الحدود خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى جرهما إلى صراع مباشر مع موسكو.
كيف يفكر الناتو؟
يرى أمين الحلف “ينس ستولتنبرغ” إن الوقت قد حان لكي يعيد الأعضاء النظر في تلك الحدود لأنها تعرقل قدرة كييف على الدفاع عن نفسها. وبدا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غير موقفه يوم الثلاثاء 28 مايو عندما قال إنه ينبغي السماح لأوكرانيا “بتحييد” القواعد العسكرية داخل روسيا والمستخدمة لشن الضربات ضد أوكرانيا. ومع ذلك، ظل المستشار الألماني أولاف شولتز أقل التزاماً، قائلا إن أوكرانيا يجب أن تتصرف ضمن القانون – ولم تقدم برلين الأسلحة لضرب روسيا على أي حال. أما واشنطن، فما زالت تعارض استخدام أوكرانيا للأسلحة الأمريكية لضرب روسيا، على الرغم من أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن ألمح إلى أن هذه الاستراتيجية يمكن أن تتغير.
دعم واشنطن والناتو لأوكرانيا
وبينما يتصارع حلفاء الناتو مع هذه القضية، يحاول وزراء الناتو في براغ أيضًا التوصل إلى حزمة دعم تبقي أوكرانيا راضية، حيث لا تزال آمالها في العضوية النهائية بعيدة المنال. وبعد ضغوط شديدة خلال قمة العام الماضي، أبلغت دول الحلف، بقيادة الولايات المتحدة وألمانيا، كييف بحزم بأنها لا ينبغي أن تتوقع أي تقدم ملموس نحو الانضمام إلى الحلف في واشنطن. ويريد أمين عام الناتو بدلاً من ذلك إقناع أعضاء الحلف بتقديم التزامات واضحة لعدة سنوات بشأن مقدار المساعدة التي سيقدمونها لأوكرانيا في المستقبل. وطرح الشهر الماضي رقما مستهدفا إجماليا قدره 100 مليار يورو على مدى 5 سنوات.
أما أحد المجالات التي يبدو فيها الناتو أقرب إلى الاتفاق، هو خطة يتولى فيها الحلف مهمة تنسيق إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا بدلاً من الولايات المتحدة. وحتى الآن، تتولى واشنطن المسؤولية، بينما ظل الناتو بعيدًا عن المشاركة في تسليم الأسلحة بسبب المخاوف من أن ذلك قد يحرض روسيا. إلا أن تحميل التحالف المسؤولية الشاملة يمكن أن يساعد في عزل عمليات التسليم المستقبلية ضد العودة المحتملة لدونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة. أهم ما يهدف له الناتو هو ألا يكون النظام المأمول بأن يتولى الحلف إمداد أوكرانيا بالأسلحة أقل فعالية من النظام الحالي الذي تقوم فيه الولايات المتحدة بذلك.
رد فعل روسيا:
وفي الوقت نفسه، يحذر بوتين من أنه ستكون هناك “عواقب وخيمة” إذا وافقت الدول الغربية على دخول أوكرانيا بقواتها بأي صورة.
كما يستند بوتين على تراجع دول كالمجر، وهي إحدى الدول الأكثر ودية تجاه روسيا في الناتو، حيث يتوقع عدم اشتراك بودابست، نظراً لأن الناتو منحها حق اختيار عدم المشاركة في الأمر.
شارك

administrator

استشاري الأمن الدوَلي والدفاع، رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع، الإمارات العربية المتحدة، وأستاذ زائر في العلاقات الدولية والأمن الدولي في أوروبا وشرق آسيا، (مصري)