معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع:
القسم الأمني والعسكري
دكتور سَــــيد غُنــــيم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع
الأستاذ الزائر بالناتو والأكاديمية العسكرية الملكية ببروكسل
 
“الحرب”
عرفها الخبير العسكري البروسي “كارل فون كلاوزفيتز” في كتابه عن “الحرب” بأنها: “عمل يتسم بالعنف لهزيمة إرادة الخصم وإجباره على الخضوع لإرادة المُنتصر”.
وللحرب أوجه وتصنيفات متعددة، وهي في الأساس تنقسم إلى حرب تقليدية وحرب غير تقليدية.
والحرب التقليدية تنطبق بشكل عام على الحرب الروسية الأوكرانية ويمكن تعريفها بشكل أوضح على أنها: “فترة من القتال بين الدول باستخدام القوة على أرض معينة و/أو في مجال جوي أو بحري معين، يخوضها أفراد مدربون، يستخدمون فيها الأسلحة الفتاكة والمعدات والأجهزة. وعادة ما تكون بواسطة قوات نظامية/ حكومية، نادرا ما تكون دون ذلك، وقد يستخدم فيها وسائل أخرى إليكترونية غير فتاكة جسدياً ولكنها تؤثر على أجهزة ومعدات الخصم وبنيته التحتية والروح المعنوية للقوات والتي تقع ضمن العمليات السيبرانية والنفسية، وقد تدعمها العقوبات والحصار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعزل الدبلوماسي. وقد تكون الحرب في أي مما سبق أو في مزيج من بعضه أو كله وتسمى الحرب الهجين.
وفي المقابل، ليس كل صراع مسلح حرب. حيث لا تعتبر الحرب بين الأفراد، وبين العصابات، وعصابات المخدرات، وما إلى ذلك، حرباً. ومع ذلك، فإن معظم الحروب تسمى “صراعات مسلحة”.
أما الحرب غير التقليدية فتنطبق نسبياً على الحرب الإسرائيلية ضد الفصائل الفلسطينية في غزة، وعلى الحرب الإسرائيلية المحتملة ضد حزب الله في الجنوب اللبناني، وتعد ضمن فئة ما يطلق عليه صراع “منخفض الحدة”
Low Intensity Conflict (LIC)
حيث إن الأطراف الأخرى في الصراع ليسو قوات جيوش نظامية بل مليشيات مسلحة غير نظامية تنتهج حرب العصابات في الأساس فوق الأرض وتحتها في الأنفاق، ولا يمنع أن يستخدم فيها أيضاً وسائل إليكترونية غير فتاكة بالبشر، تؤثر على أجهزة ومعدات الخصم وبنيته التحتية والروح المعنوية للقوات.
إذن فالحرب في أوكرانيا بين دولتين، أما في غزة والمحتملة في جنوب لبنان، فبين دولة وعناصر مسلحة غير نظامية، وحالة تدخل إيران ضد إسرائيل فسترتقي درجة، لتكون بين دولتين كما في أوكرانيا، وكلا الحربين لا يرتقي لمستوى الحرب الإقليمية، والتي بالضرورة تشارك فيها تحالفات إقليمية من الدول في ذات الإقليم وفي مناطق متفرقة منه.
فما بالك بالحرب العالمية.
شارك

administrator

استشاري الأمن الدوَلي والدفاع، رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع، الإمارات العربية المتحدة، وأستاذ زائر في العلاقات الدولية والأمن الدولي في أوروبا وشرق آسيا، (مصري)