معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع:
القسم الأمني والعسكري
دكتور سَــــيد غُنــــيم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع
الأستاذ الزائر بالناتو والأكاديمية العسكرية الملكية ببروكسل
 
الجزء الأول:
التالي تصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا ڤون دير لاين في المؤتمر الصحفي المشترك عقب اجتماع المجلس الأوروبي في 6 مارس 2025:
– نخرج من هذا المجلس الأوروبي مصممين على ضمان أمن أوروبا، والعمل بالحجم والسرعة والعزيمة التي يتطلبها الوضع. نحن مصممون على استثمار المزيد، بشكل أفضل وأسرع معًا. من باريس إلى لندن إلى بروكسل، أظهرنا استعدادنا وقدرتنا على تكثيف جهودنا المشتركة والتنسيق الفعال.
– تواجه أوروبا خطرًا واضحًا وقائِمًا. ولهذا السبب عرضتُ خطة “إعادة تسليح أوروبا – REARM Europe” على القادة اليوم، وهي خطة لتزويد أوروبا بالقدرة العسكرية اللازمة لمواجهة تهديدات اليوم. يمكن أن تحشد هذه الخطة ما يصل إلى 800 مليار يورو لتحمل المزيد من المسؤولية عن أمننا.
– سننفذ الخطوات الخمس التالية:
أولاً – سنقترح تفعيل بند الانسحاب الوطني من ميثاق الاستقرار والنمو بطريقة منظمة ومنسقة ومحددة زمنياً. سيسمح هذا للدول الأعضاء بمرونة مالية أكبر تحتاجها ويمنحها المساحة للاستثمار في الدفاع – فوراً وبصورة جوهرية، ما يفتح المجال لما يصل إلى 650 مليار يورو من الإنفاق الدفاعي.
ثانياً – كإجراء استثنائي، سنقترح أداة مالية جديدة: سنقدم للدول الأعضاء 150 مليار يورو في شكل قروض لتسريع المشتريات المشتركة. يمكن استخدام هذه الأموال للقدرات الأوروبية في مجالات مختارة. يجب أن تكون عمليات التسليم سريعة، ويجب أن تمول هذه القروض عمليات الشراء من المنتجين الأوروبيين، ويمكن استثمار القروض في عقود متعددة السنوات – وهذا مهم للغاية لصناعة الدفاع. هذه أيضاً طريقة لتعزيز التوافق في المشتريات المشتركة، وبالتالي تقليل التجزئة. سيؤدي ذلك بالطبع إلى خفض التكاليف لأنه سيُمكّن من توسيع نطاق العمل، وهو أمر بالغ الأهمية للإنتاج. دفعةً واحدة وبسرعة كبيرة.
ثالثاً – وهو طوعي، ويتعلق بإمكانية إعادة توجيه ميزانية الاتحاد الأوروبي الحالية نحو الدفاع. وهنا، ينصب التركيز على صناديق التماسك.
رابعاً – وحول كيفية جذب المزيد من رأس المال الخاص. وهنا، من المهم جدًا أن ندفع قدمًا بالاتحاد الأوروبي للادخار والاستثمار. ولكن من الضروري أيضًا أن يُغيّر بنك الاستثمار الأوروبي ويُحدّث أنماط الإقراض الخاصة به.
خامسًا- يجب أن نضمن حصول صناعتنا الدفاعية، وخاصةً شركاتنا الناشئة والمتوسطة المبتكرة، على وصول كامل إلى التمويل.
سنقدم قريبًا الورقة البيضاء حول مستقبل الدفاع الأوروبي. سيُعقد هذا في 19 مارس، مباشرةً قبل انعقاد المجلس الأوروبي الدوري. وسنقدم حزمة شاملة لتبسيط إجراءات الدفاع.
اسمحوا لي أن أختم بإيجاز بالحديث عن حوارنا الهام مع الرئيس زيلينسكي على الغداء. تحدثنا عن كيفية تحقيق سلام عادل ودائم. لم يكن دعمنا للقوات المسلحة الأوكرانية أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. لذلك، سنعمل بشكل وثيق مع أوكرانيا وقطاع الدفاع لضمان تلبية احتياجاتها العسكرية. هذه المناقشة مهمة للدول الأعضاء ولشركائنا. ولذلك، سنعقد غدًا صباحًا، بعد هذا المجلس الأوروبي، جلسة استماع مع شركائنا.
الجزء الثاني:
نتائج اجتماع الوفدين الأوكراني والأميركي في الرياض:
قدم الوفد الأوكراني تقريرًا عن الاجتماع مع الفريق الأمريكي، تضمن الاقتراح الأوكراني لهذا الاجتماع مع الأمريكيين ثلاث نقاط:
1. صمت في الجو: أي عدم استخدام الصواريخ أو القنابل أو الطائرات المسيرة بعيدة المدى.
2. الصمت في البحر: اي عدم القتال بكل الوسائل ضد أي أهداف بحرية في البحر الأسود.
3. الصمت في البر: وذلك بوقف القوات البرية للجانبين القتال على طول خط المواجهة بأكمله.
الإجراءات الثلاثة المزمع تنفيذها تأتي بناءً على اقتراح من الجانب الأمريكي بالتحرك الفوري والمباشر نحو تحقيق وقف إطلاق نار شامل لمدة 30 يومًا، ليس فقط فيما يتعلق بالصواريخ والطائرات المسيرة والقنابل، ليس فقط في البحر الأسود، بل أيضًا على طول خط المواجهة في البر. ولذلك باتخاذ إجراءات حقيقية لبناء الثقة في هذا الوضع برمته، حيث لا تزال الدبلوماسية مستمرة، وهذا يعني في المقام الأول إطلاق سراح السجناء.
ودون موافقة موسكو ومبادرتها بالتنفيذ تصبح أوكرانيا بالتالي غير ملزمة بالتنفيذ.
ويرى زلينسكي أن الجانب الأمريكي يتفهم حجج أوكرانيا ويقبل مقترحاتها، وهو ما اتضح في الشكر الذي قدمه زلينسكي لترمب نظير ما اعتبره حوارًا بناءً.
والكرة الآن في الملعب الروسي، حيث ترفض موسكو وقف إطلاق نار مؤقت، بل إنهاء للحرب بشكل كامل وبكامل شروط موسكو وبدون أي شروط من كييڤ.
في المقابل، ومن العناصر المهمة في مناقشات اليوم بين الوافدين الأمريكي والأوكراني في الرياض، بدى استعداد أميركا لإعادة تقديم الدعم الاستخباراتي لأوكرانيا كما سبق، ويسعى زلينسكي لاستعادة الدعم الدفاعي الأميركي أيضًا.
وبشأن اتفاق معادن الأرض النادرة قد يعلن عنه قريبًا.. وإن كان يفترض على واشنطن توقيع اتفاقية مع أوكرانيا تستفيد من إنتاجها الهائل المتقدم للغاية في مجال المسيرات الجوية والبحرية والأرضية، والتي تعد الأقل تكلفة والأكثر تأثيرًا في العالم في ساحات الحرب.
شارك

administrator

استشاري الأمن الدوَلي والدفاع، رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع، الإمارات العربية المتحدة، وأستاذ زائر في العلاقات الدولية والأمن الدولي في أوروبا وشرق آسيا، (مصري)