دكتور سامح رفعت


يعرف السلاح الإستراتيجي بأنه السلاح القادر
على توجيه ضربة للقوة الإقتصادية أو العسكرية للعدو عن بعد
وتمتلك إسرائيل  عدة منظومات لإيصال أسلحتها الإستراتيجية لمحيطها

المنظومة الأولي وهي سلسلة صواريخ أريحا الباليستية والتي تأتي في ثلاث نسخ

أريحا-1 بمدي 500كم

أريحا-2 بمدي 3000كم وهو تقريبا نفس الصاروخ الذي تستعمله إسرائيل لإطلاق أقمارها الصناعية التجسسية للفضاء ولكن يحمل اسم شافيت-2

أريحا-3 وهو صاروخ عابر للقارات يأتي بمدى يتراوح بين 4500- 6000كم

المنظومة الثانية والأهم هي سلسلة غواصات الدولفين

وتتمتع الغواصات بميزة لا تتوفر لدى الصواريخ الباليستية ألا وهي التخفي، فالغواصة قاتل صامت يستطيع الوصول لشواطئ العدو دون أن يدرك العدو أن الخطر يدق بابه عكس الصاروخ الباليستي العامل بالوقود السائل الذي يأخذ وقتا كبيرا لنصبه وإطلاقه ويمكن رصده بالقمر الصناعي أو حتى بالرادارات بسهولة

تعود قصة غواصات الدولفين الإسرائيلية لحرب الخليج الثانية حينما قام الرئيس العراقي الراحل (صدام حسين) بقصف المدن الإسرئايلية ب42 صاروخ عراقي من طراز (الحسين) ورغم أن تلك الصواريخ تعتبر نسخ محسنة من الصاروخ السوفيتي الشهير (سكود بي) إلا أن (إسرائيل) اتهمت (ألمانيا الغربية) بمساعدة العراق في تطوير تراسنته الصاروخية اثناء حرب الخليج الأولى مع (إيران) بالمخالفة لإتفاقية MTCR للحد من تداول تكنولوجيا الصواريخ.

ومع الضغط السياسي وافق مستشار (ألمانيا) (هيلموت كول) على صفقة لتزويد (إسرائيل) بثلاث غواصات مع تمويل اثنتين من الثلاث بواسطة الحكومة الألمانية

واختارت (إسرائيل) الغواصة تايب-209 مع طلب بعض التعديلات عليها أهمها زيادة الحجم الخاص بالغواصة مع إضافة أربع أنابيب طوربيد عيار 650مم بجوار الأنابيب الست عيار 533مم

والعيار 650مم عيار غير موجود في الغواصات الغربية ولا تجده إلا في الغواصات السوفيتية وهو في الغالب مخصص لإطلاق صواريخ الكروز التي قد تكون محملة برؤوس نووية

استلمت (إسرائيل) الغواصات الثلاث بحلول عام 2000م

وفي 2002م ذكر مراقبون أن إسرائيل قامت بإطلاق صاروخ كروز من طراز (بوب أي) محلي الصنع وقادر على حمل رؤوس نووية من المحيط الهندي وأصاب الصاروخ هدفه على بعد 1500كم

ومع وجود مثل هذا السلاح في حوزة الجيش الإسرائيلي أصبحت (إسرائيل) الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك القدرة على الضربة الثانية

وضربة الثانية مصطلح إستراتيجي يعني القدرة على شن هجوما نوويا رغم تلقى الضربة الأولي والتي في الغالب ستكون موجهة ضد قواعدك الجوية وقواعد الصواريخ النووية

فوجود سلاح خفي مثل الغواصة خارج نطاق رصد العدو يمكنك من رد العدوان تحت أي ظرف

ومع إعجاب (إسرائيل) بتلك المنظومة قامت في 2006م بتوقيع عقدا جديدا مع (ألمانيا) للحصول على ثلاث غواصات أخرى أكبر في الحجم مع تزويدها بمظومات الدفع اللاهوائي Air Independent Propulsion تعمل بواسطة خلايا وقود تستطيع إستخلاص الكهرباء من بعض المكونات الكيميائية وبالتالي العمل تحت الماء دون صوت مما يصعب من مهمة الكشف عن الغواصة بواسطة القوات المعادية.

وفي 5 يوليو 2013م ذكرت تقارير عدة أن الهجوم الإسرائيلي الذي تم على ميناء اللاذقية السوري تم بواسطة غواصات الدولفين وكان الغرض منه تدمير صواريخ الياخونت البحرية التي أرسلتها (روسيا) لسوريا

وبدأت إسرائيل في استلام الغواصات الجديدة في 2014 وتم تركيب أجهزة إسرائيلية هذه المرة على متن الغواصة أهمها سونار الأعماق وصواريخ البوب اي ذات القدرة على حمل رؤوس نووية

وفي يناير 2022 قامت (إسرائيل) بطلب ثلاث غواصات جديدة لتحل محل الغواصات الثلاث الأولى

اشتهرت إسرائيل منذ 1967 بأن قواتها الجوية هي يدها الطولى التي تستطيع أن تقصف بها أعداءها

ولكن دخول غواصات الدولفين الألمانية في الخدمة جعل اليد الطولى لإسرائيل تحت مياه البحار والمحيطات

مصادر

https://nationalinterest.org/blog/the-buzz/israel-has-submarine-could-destroy-entire-nations-armed-23520?page=2

https://web.archive.org/web/20130716081504/http://debka.com/article/23116/

https://www.iiss.org/blogs/analysis/2021/08/israel-ballistic-missile-programme

شارك

administrator