معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع:
القسم الأمني والعسكري
دكتور سَــــيد غُنــــيم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع
الأستاذ الزائر بالناتو والأكاديمية العسكرية الملكية ببروكسل
 
بعد انتهاء القمة الأوروبية التي شارك فيها زلينسكي، وبدء محاولته المناورة على ترمب بالإزعان لقيادته القوية كما وصفها وتلبية مطالبه مقابل عدم وقف موافقة الولايات المتحدة على قبول الضمانات الأمنية لأوكرانيا، واستمرار دعمها، والتخلي عن فكرة إزاحته من رئاسة أوكرانيا.. أتوقع أن يعمل بوتن بكل قوته على إقناع ترمب بمد يده له بـ (الجزرة) وليس بـ (العصا)، والاستمرار في رفع العصا على زلينسكي دون منحه أي جزرة، وذلك من خلال الإجراءات التالية:
1. إقناع ترمب بعدم قبول مناورة زلينسكي، والتي سيعتبرها مناورة “خبيثة”، وذلك بعدم منحه أي ضمانات أو قبول إزعانه هذا بأي شروط.
2. سيحاول جاهدًا لإقناع ترمب ياستمرار تعليق المساعدات الأمريكية لأوكرانيا.
3. سيستمر، مستغلاً تغريدة زلينسكي، في تشويهه إعلامياً في إطار البروباجندا والتواصل الاجتماعى في الداخل الأوكراني والروسي والأمريكي والأوروبي.. لعدم رجوع ترمب عن فكرة عقد انتخابات رئاسية للإطاحة بزلينسكي.، بل ومحاولة إقناع أوروبا والصين بذلك.
4. سيهيء الظروف للحصول على الضمانات اللازمة من الولايات المتحدة تدريجيًا للتحول من “تخفيف العقوبات الأمريكية على روسيا” إلى رفع دائم للعقوبات، بل التحول لشراكات في مجالات اقتصادية مختلفة. لن يكون لترمب السلطة المطلقة لتخفيف العقوبات على روسيا أو رفعها بشكل كامل بشكل تام، حيث سيضطر ترمب لأن يصطدم بالكونجرس حتى لو معه أغلبية من الحزب الجمهوري. ولكن قد يمكنه المناورة بتخفيف أو رفع العقوبات المتعلقة بتقييد قدرات روسيا على إنتاج وتصدير المواد الغذائية الأساسية مثل القمح والذرة، وذلك من خلال السماح مثلاً للشركات الزراعية الروسية بتجاوز عقوبات العزل من نظام سويفت المصرفي وشراء معدات وقطع غيار بذريعة الحفاظ على الأمن الغذائي الدولي.
5. إقناع ترمب بالاستمرار في تعليق البنتاجون العمليات العسكرية السيبرانية ضد روسيا، والتي أمر ترمب بوقفها بالفعل. مع إمكانية تقييد التعاون الاستخباراتي الأميركي مع أوكرانيا.
6. تكثيف الجهود الدبلوماسية الروسية مع نظيرتها الأمريكية وبما يجعلها لا تصوت ضد روسيا في الجمعية العامة أو مجلس الأمن التابعين للأمم المتحدة، وأن تعترض على أي قرار يدين روسيا.
7. سيستكمل جهوده لمحاولة تفكيك الاتحاد الأوروبي وزرع الانقسام في داخل الدول الأوروبية، كل على حدة.
من جانب آخر:
8. سيستمر بوتن في العمل على طمأنة الصين نفسها بأن أى تقارب روسي أمريكي لن يشكل خطر على المصالح الصينية،
حيث اعتقد إن هناك تخوف صيني من التفاهمات الروسية الأمريكية على كافة الأصعدة، على حساب العلاقات الروسية الصينية.
9. سيتحرك بشكل أسرع لإعادة محاولة تثبيت أقدامه في الداخل السوري، وبما يضمن ثبات وجوده شرق المتوسط لصالح نفوذه في أفريقيا امام فرنسا وأوروبا.
10. سيعمل على تهدئة الأجواء بين الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران وبما يضمن استعادة إيران لهدوئها والاستمرار في دعمها لروسيا.
شارك

administrator

استشاري الأمن الدوَلي والدفاع، رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع، الإمارات العربية المتحدة، وأستاذ زائر في العلاقات الدولية والأمن الدولي في أوروبا وشرق آسيا، (مصري)