دكتور سَــــيْد غُنــــيْم دكتوراه العلوم السياسية زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا، ورئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع

هل استشعرت روسيا أخيراً بالخطر المحيط بها بالفعل؟

أولاً: طرحت إندونيسيا اليوم ٠٣ يونيو ٢٠٢٣ خطة سلام في أوكرانيا مفادها تثبيت الأوضاع على ما هو عليه، ثم طرح الأراضي المتنازع عليها للتصويت مستقبلاً على التبعية بواسطة الأمم المتحدة، ثم نشر قوات حفظ سلام أممية.
 
ثانياً: بالعودة لشهر مضى وتحديداً يوم ٠٢ مايو ٢٠٢٣ كتبت رؤية بعنوان “روسيا تواجه وضع عسكري مقلق للغاية” حول خسائر الجانبين وتوقعات قيام أوكرانيا بضربة مضادة وقلت: “من المحتمل وحالة أن القوات الأوكرانية، التي تكبدت خسائر فادحة أيضاً تقدر بحوالي حوالي ١٣٠ ألف مقاتل بين قتيل وجريح، حالة أن استكملت من القوات والعتاد الحجم المطلوب، أن تشن ضربة مضادة خلال شهر مايو/ يونيو في إتجاه: ١- زابارودچيا – ماليتوبول ٢- أو إتجاه خيرسون شرق نهر دنيبرو – القرم المتنازع عليها. ٣- أو إتجاه بيلغروود الروسية شمالاً وشرقاً وحتى العاصمة”.
ولا أنكر أنني كنت متردداً في كتابة الإتجاه المحتمل الثالث.
حالة تأكيد تنفيذ الاحتمال الثالث كاتجاه رئيسي للضربة المضادة الأوكرانية، والذي تظهر بوادر تنفيذه بالفعل مع قيام قوات أوكرانية بعبور الحدود الروسية واستهداف بيلغروود (بغض النظر عن أن موسكو هدف نهائي لها).. يبدو أن روسيا قد استشعرت أن أوكرانيا ستقوم بالفعل بتنفيذ مناورة Riposte والتي تنفذ “الاحتلال المعاكس” لأراضي العدو التي تفتقر للتأمين اللازم. وتخشى روسيا بشدة أن تصل لمرحلة تجلس فيها على طوالة المفاوضات للمقايضة على التنازل عن الأراضي التي احتلتها مقابل تنازل أوكرانيا عن الأراضي الروسية التي نجحت في الاستيلاء عليها.
شارك

administrator

استشاري الأمن الدوَلي والدفاع، رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع، الإمارات العربية المتحدة، وأستاذ زائر في العلاقات الدولية والأمن الدولي في أوروبا وشرق آسيا، (مصري)