“ميرسك” تطلق أول سفينة حاويات عبر طريق القطب الشمالي
هل المسار الملاحي حلال القطب الشمالي بديلاً ناجحاً عن قناة السويس؟
اولاً: استخدام المسار الملاحي للقطب الشمالي حلم يراود شركات الملاحة في غرب أوروبا منذ عقود ليكون عوضاً نسبياً وبشكل محدود عن قناة السويس وبما يوفر جزء من الوقت والأموال ويتفادى المخاطر.. وتحاول شركة بواخر وحاويات النقل “مرسيك” أن تطلق أول ناقلة حاويات كتجربة مستغلة ظاهرة الاحتباس الحراري الحالية.. المشكلة تكمن دائماً في فترات استخدام طريق الشمال البحري المحدودة بحوالي شهرين فقط في السنة، وفي ارتفاع تكاليف التأمين واحتمالات التأخير التي قد تودي بالرحلة بالكامل، حيث مع التأخير في الحركة لأي سبب قد يأتي الخريف والشتاء ويتجمد الممر المائي مرة أخرى، أو على الأقل تصعب ممراته الملاحية.. وعلينا أن نلاحظ أن الصين (والتي تخطط لعقود قادمة) لم تضع طريق الشمال هذا في حسابات مبادرتها الإستراتيجية الجديدة “حزام واحد طريق واحد” والمخططة للنقل البحري والبري من شرق آسيا إلى أوروبا، حيث اعتمدت تحركاتها البحرية المخططة كلها على قناة السويس فقط.
ثانياً والأهم: الاحتباس الحراري من أهم ظواهر التغيرات المناخية والتي تُعد من أهم التحديات التي تواجه الأمن العالمي، فكيف تراهن شركة عالمية على نجاحها اعتماداً على أحد أخطر تهديدات الأمن العالمي؟ هل تنوي “ميرسك” أن تتصدى للجهود الدولية لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري مثلاً؟ بالتأكيد أراه موقف إنتهازي ومنافي لكل منطق ولن يبوء إلا بالفشل.
سيدغنيم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
إستشاري الأمن الدولي وأستاذ زائر بالناتو