دكتور سَــــيْد غُنــــيْم دكتوراه العلوم السياسية زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا، ورئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع
“الموقف الروسي حتى نهاية يوم ٢٤ يونيو ٢٠٢٣”
أولاً: حقائق:
١- طوقت مجموعة ڤاجنر مقر المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية في “روستوڤ أون دون” وحرك يفجيني بريجوچين، ممول الجماعة وقائدها، قواتها إلى مسافة تقرب من موسكو ٣٣٠ كم دون مقاومة روسيا، وذلك قبل الإعلان عن (صفقة) لتهدئة الموقف.
٢- أعلن الكرملين مساء ٢٤ يونيو ٢٠٢٣ أن ألكسندر لوكاشينكو رئيس بيلاروسيا قد تفاوض على (صفقة) يتوجه بموجبها ممول مجموعة ڤاجنر يفجيني بريجوچين إلى بيلاروسيا دون مواجهة اتهامات جنائية في روسيا، وسيوقع جزء من مقاتلي مجموعة ڤاجنر عقوداً مع وزارة الدفاع الروسية، ولن يتم اتهام أي من أفراد ڤاجنر بتورطهم في تمرد مسلح.
ثانياً: الاستنتاجات:
١- اهتزت بشكل كبير هيبة ومكانة الرئيس الروسي ڤلاديمير بوتين، وأعتقد أن ما حدث هو أول مسمار ظاهر في نعش نظامه الحاكم الذي سيسقط أو سيتغير لا محالة حالة استمرار الوضع الروسي الداخلي والحرب في أوكرانيا بهذا الشكل خلال هذا العام أو العام القادم على الأكثر.
٢- يواجه الكرملين الآن توازناً هشاً نظراً لأن الصفقة التي تفاوض عليها لوكاشينكو تعد حل قصير الأمد وليس نهائياً للأزمة أو الأزمات الروسية المتتالية جراء تمرد بريجوچين الذي كشف عن نقاط ضعف شديدة في الكرملين ووزارة الدفاع الروسية.
٣- على صعيد الأمن الداخلي الروسي، ظهرت نقاط ضعف شديدة، من المحتمل أن تكون بسبب المفاجأة وتأثير الخسائر الفادحة في أوكرانيا.
٤- كما توقعنا، لم ينجح تمرد بريجوچين، حيث راهن على دعم الجيش له ولكن كما توقعنا لم يكن هذا محتملاً مع إعلان سوروڤيكين شجبه لموقفه.
٥- نتائج وساطة رئيس بيلاروسيا (حليف روسيا) تعطي دلالة على عدم ضلوع الولايات المتحدة أو الغرب بشكل عام أو أوكرانيا في التواطؤ مع بريجوچين.
٦- ستؤدي الصفقة التي تمت بوساطة لوكاشينكو إلى تقويض جماعة ڤاجنر بشكل تام باعتبارها جهة فاعلة مستقلة بقيادة بريجوچين.