دكتور سَــــيْد غُنــــيْم دكتوراه العلوم السياسية زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا، ورئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع
اعتباراً من يوم ٤ يونيو ٢٠٢٣ ولمدة عشرة أيام قتال قامت وحدات مشاة ميكانيكي أوكرانية بشن هجمات على الإتجاه التعبوي الجنوبي الشرقي في زابورودچيا في محاولة للتغلب على عناصر نطاقات الأمن الروسية في المنطقة الدفاعية الأمامية دون تماس حقيقي مع الحد الأمامي للدفاعات الرئيسية، حيث قاتلت على الموانع الني تؤمن المنطقة الأمامية وفي داخل المواقع التعطيلية لتلك المنطقة.. وهو ما بدا للبعض أن القوات الأوكرانية كانت تحاول إحداث اختراقات في الدفاعات الرئيسية الروسية دون تحقيق ذلك.
اعتباراً من منتصف شهر يونيو وحتى الأسبوع الرابع من شهر يوليو تحولت القوات الأوكرانية لتنفيذ عمليات أكثر دقة، حيث ركزت على البعد النيراني بعيد المدى مستهدفة قوات النسق الأول وعمق الدفاعات الرئيسية الروسية بضربات دقيقة.
اعتباراً من منتصف شهر يونيو وحتى الأسبوع الرابع من شهر يوليو تحولت القوات الأوكرانية لتنفيذ عمليات أكثر دقة، حيث ركزت على البعد النيراني بعيد المدى مستهدفة قوات النسق الأول وعمق الدفاعات الرئيسية الروسية بضربات دقيقة.
وفي يوم ٢٦ يوليو ٢٠٢٣ بدأت القوات الأوكرانية مرحلة تالية من هجومها (مرحلة الهجوم الرئيسية) بهدف إختراق الحد الأمامي للدفاعات الرئيسية الروسية غرب زابورودچيا، حيث بدأت القتال على الموانع الرئيسية وتحديداً موانع الدبابات التي يطلق عليها “أنياب التنين” بهدف اختراق الحد الأمامي للدفاعات، وفتح طريق يؤدي إلى بحر آزوف، وهو ما سيستهلك وقت وخسائر كبيرة في القوات الأوكرانية.
كيف تفكر أوكرانيا لتحقيق ذلك؟
كيف تفكر أوكرانيا لتحقيق ذلك؟
يبدو أن أمام القوات الأوكرانية ثلاث خيارات:
١- تركيز جهود وحدات مشاة ميكانيكي في الأساس في قطاع اختراق واحد مع تثبيت باقي المواجهة، مع تنفيذ عملية إسقاط مظلي تعمل كمفارز متقدمة على قوات النسق الثاني في عمق الدفاعات لإرباك قيادة القوات الروسية وتشتيت الاحتياطيات مع أحداث حجم من الخسائر في الجانبين، ولكنه قد يسرع من إنهيار الدفاعات الروسية.
٢- الإستمرار في شن هجمات سريعة غير حادة خارج الحد الأمامي للدفاعات الرئيسية مع الاستمرار في استغلال البعد النيراني لاستهداف القوات المدافعة على الأنساق المختلفة، وبما يكون له أثر سلبي كبير على الروح المعنوية للقوات الروسية ويسبب ارتباك لقواتها في النسق الأول، الأمر الذي يكسر إرادة القوات المدافعة ويجبرها على الانسحاب غير المنظم تحت الضغط المستمر.
٣- شن هجمات أوكرانية متفرقة على الحد الأمامي للدفاعات وبما يحدث عدة ثغرات غير عميقة في الحد الأمامي للدفاعات الرئيسية للقوات الروسية، الأمر الذي يمكن القوات الأوكرانية من استغلالها في البداية محلياً، ثم اختيار قطاع الاختراق الأكثر اتساعاً وعمقاً وتطوير الهجوم من خلاله لعمق الدفاعات للتشكيلات التكتيكية والتعبوية، واظنه الأسلوب الأكثر احتمالاً حيث إن تحقيقه يُعد أضمن واحتمالات نجاحه أكبر ولكنه أبطأ نسبياً. ونجاح هذا الأسلوب يعتمد على تزايد الدعم المقدم من الناتو وضمان تدفقه بكثافة خلال الأشهر القادمة وبما يضمن الحفاظ على استمرار الضغط على القوات الروسية والعمل على إحداث الثغرات في الحد الأمامي لها. وهذا الأسلوب في القتال يتسم بأعمال المناورة ويختلف عن قتال الاستنزاف لأنه يستهدف الاختراق والاستيلاء على الأرض بجانب إحداث خسائر في العدو بإجباره على الخروج من تحصيناته الدفاعية وتنفيذ مناورات مضادة في العراء، وليس تكبيد العدو خسائر فقط. كما أن هذا الأسلوب يقلل نسبياً من خسائر القوات الأوكرانية المهاجمة.
محور التقدم المحتمل في زابوردچيا:
زابوردچيا – ڤاسيليڤيكا – توكماك – ميليتوبول على سواحل بحر آزوڤ.
“الشكل التوضيحي المرفق من كتاب حرب أوكرانيا صراع الدب والغزالة الصادر ف يوليو 2023″، وهو يوضح تصوري للهيكل التنظيمي للدفاعات الروسية على الاتجاه التعبوي الجنوبي الشرق في زابورودجيا.
٢- الإستمرار في شن هجمات سريعة غير حادة خارج الحد الأمامي للدفاعات الرئيسية مع الاستمرار في استغلال البعد النيراني لاستهداف القوات المدافعة على الأنساق المختلفة، وبما يكون له أثر سلبي كبير على الروح المعنوية للقوات الروسية ويسبب ارتباك لقواتها في النسق الأول، الأمر الذي يكسر إرادة القوات المدافعة ويجبرها على الانسحاب غير المنظم تحت الضغط المستمر.
٣- شن هجمات أوكرانية متفرقة على الحد الأمامي للدفاعات وبما يحدث عدة ثغرات غير عميقة في الحد الأمامي للدفاعات الرئيسية للقوات الروسية، الأمر الذي يمكن القوات الأوكرانية من استغلالها في البداية محلياً، ثم اختيار قطاع الاختراق الأكثر اتساعاً وعمقاً وتطوير الهجوم من خلاله لعمق الدفاعات للتشكيلات التكتيكية والتعبوية، واظنه الأسلوب الأكثر احتمالاً حيث إن تحقيقه يُعد أضمن واحتمالات نجاحه أكبر ولكنه أبطأ نسبياً. ونجاح هذا الأسلوب يعتمد على تزايد الدعم المقدم من الناتو وضمان تدفقه بكثافة خلال الأشهر القادمة وبما يضمن الحفاظ على استمرار الضغط على القوات الروسية والعمل على إحداث الثغرات في الحد الأمامي لها. وهذا الأسلوب في القتال يتسم بأعمال المناورة ويختلف عن قتال الاستنزاف لأنه يستهدف الاختراق والاستيلاء على الأرض بجانب إحداث خسائر في العدو بإجباره على الخروج من تحصيناته الدفاعية وتنفيذ مناورات مضادة في العراء، وليس تكبيد العدو خسائر فقط. كما أن هذا الأسلوب يقلل نسبياً من خسائر القوات الأوكرانية المهاجمة.
محور التقدم المحتمل في زابوردچيا:
زابوردچيا – ڤاسيليڤيكا – توكماك – ميليتوبول على سواحل بحر آزوڤ.
“الشكل التوضيحي المرفق من كتاب حرب أوكرانيا صراع الدب والغزالة الصادر ف يوليو 2023″، وهو يوضح تصوري للهيكل التنظيمي للدفاعات الروسية على الاتجاه التعبوي الجنوبي الشرق في زابورودجيا.