دكتور سيد غنيم، دكتوراه الفلسفة في العوم السياسية – رئيس IGSDA
تعتبر الصين تضرر دول الشرق الأوسط ضد التدخل الأمريكي والأوروبي في الشؤون الداخلية لدولهم باستخدام حقوق الإنسان والديمقراطية والحريات، …، كأوراق ضغط وازدواجية للمعايير تتعارض مع الديمقراطية والأعراف الدولية؛ مع الأخذ في الاعتبار أن الصين أعلنت تضررها أيضاً أكثر من مرة ضد ما اعتبرته محاولات التدخل الأجنبي في شؤونها الداخلية من قبل الولايات المتحدة وأوروبا بل واليابان أحيانًا، باستخدام نفس القيم الغربية كأوراق ضغط على الصين. وفي السياق ذاته، تعتبر الصين أن هذا التدخل الأمريكي إلى جانب التنافس الأمريكي في الشرق الأوسط من الأسباب الرئيسية لعدم الاستقرار في دول المنطقة.
لا شك أن هذا الاعتبار سيدعم الوجود والمشاركات الصينية بصورة تجعلها تحل محل الولايات المتحدة أو على الأقل تقاسمها هيمنتها على المنطقة، ولكن من خلال مقاربات اقتصادية وثقافية؛ هذا النوعية من المقاربات الناعمة تبدو مثمرًة؛ ومع ذلك، فإن الزمن هو الحكم الحقيقي على العواقب الاجتماعية والاقتصادية المتوقعة في الشرق الأوسط ومناطق أخرى على الأمد البعيد.
تستخدم الصين تعبيرين رئيسيين؛ (التنمية) والتي تُعد أمراً مرغوباً للغاية من قبل جميع المجتمعات، ثم (مجتمع ذو مصير مشترك للبشرية) الذي يبدو لي جزءً رئيسياً من عنوان النظام العالمي الجديد برؤية صينية.
أعتقد أن الصين ترى أن الولايات المتحدة 1) لا تحترم قيم وخصوصيات الدول الأخرى ؛ 2) وأنها دولة غير عادلة، وتتبع سياسات الكيل بمكيالين؛ 3) وأنها لا تعرف لغة الحوار المشترك، ولكنها تعرف لغة العقوبات والضغوط فقط. 4) وأن الولايات المتحدة تُعد السبب الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة. 5) وأنها تشكل بسياساتها الخاطئة المعوقات الرئيسية للتنمية في الشرق الأوسط ومناطق أخرى في جميع أنحاء العالم.
ولا شك أن معظم دول الشرق الأوسط إن لم يكن جميعها الأوسط لديها نفس التصورات تجاه الولايات المتحدة.
يأخذني ذلك إلى المحاور الخمسة لمبادرة الصين في الشرق الأوسط التي أعلنها وزير الخارجية الصيني السيد “وانغ يي” خلال مقابلته الحصرية مع قناة العربية في 26 مارس 2021 وهي: 1) الدعوة إلى الاحترام المتبادل؛ 2) دعم الإنصاف والعدالة؛ 3) تحقيق منع الانتشار النووي، وتشجيع الولايات المتحدة على رفع عقوباتها الشديدة على إيران؛ 4) تعزيز الأمن الجماعي بشكل مشترك؛ 5) تسريع التعاون الإنمائي.
ومن الواضح أن كلتا الفقرتين السابقتين مشتركتان في جميع النقاط.
أتذكر عندما دُعيت للتحدث في مؤتمر أمن الشرق الأوسط الذي عُقد في بكين يومي 27 و 28 نوفمبر 2019 ، انقسم المؤتمر إلى خمس جلسات، كل منها كانت تدور حول محور من المحاور الخمسة لمبادرة الصين تجاه الشرق الأوسط. وكانت الجلسة الأولى بعنوان “أهمية العدالة والإنصاف لتحقيق الأمن المستدام في الشرق الأوسط”، حيث طُلب مني عرض وجهة نظري حول أهم التحديات التي تواجه الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ارتباطاً بعدم العدالة والإنصاف.
كنت مستعدا بكلمة نمطية تتضمن خطورة التدخل الخارجي والهيمنة من قبل دول تجاه أخرى من جانب، ومن جانب آخر الدول التي تقودها حكومات رديئة. لكن شيئًا حدث حثني على تغيير كلمتي؛ إنها تلك الخطابات المفوهة التي ألقاها أمامي بعض كبار المسؤولين السابقين (رؤساء وزراء ووزراء سابقون) من إيران وتركيا والعراق وموريتانيا، حيث ركزت على شيطنة الغرب وملائكية وعدالة الصين. بصراحة، لقد بدا لي أنهم لم يتعلموا من التاريخ، كما لو أنهم انضموا إلى المؤتمر للاستمتاع بالسفر وبتناول الطعام الصيني.
تجاهلت كلمتي القصير التي كنت قد قمت بإعدادها باللغة الإنجليزية، وألقيت كلمة أخرى من رأسي وبشكل مباشر دون تحضير باللغة العربية تعكس انطباعي الحقيقي ولي مجرد كلام نمطي تم اعتياده في المؤتمرات، رابط كلمتي باللغة العربية في الأسفل.
في الواقع، تحتاج الصين إلى أن تكون جزءًا من الحلول وليس جزءًا من المشاكل في المنطقة، والصين تعرف ذلك جيدًا، ولا ينبغي لها أن ترتكب نفس الخطأ الذي تشكو منه، وهو “التنافس الدولي” في منطقة ملتهبة. يجب أن تتجنب أن تكون منافسًا في مسرح للصراعات؛ حيث يعتبر التنافس الدولي أحد الأسباب الرئيسية لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
نص المقابلة الحصرية لعضو مجلس الدولة ووزير الخارجية وانغ يي مع قناة العربية بتاريخ 2021/03/26:
نسخة مكتوبة باللغة العربية من الكلمة الأصلية باللغة العربية (فيديو) لسيد غنيم خلال مؤتمر أمن الشرق الأوسط الذي عقد في بكين يومي 27 و 28 نوفمبر 2019: