دكتور سيد غنيم، دكتوراة الفلسلفة في العلوم السياسية، رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع – أونلاين.
عند دراسة الموقف الأمريكي الحالي تجاه أزمات المنطقة علينا أن نتوقف أمام استراتيجيات الأمن القومي الأمريكي وعقائد السياسات الخارجية للرؤساء الأمريكيين وما هي دوائر صنع القرار الأمريكي وأسلوب عملها، كما وجب التوقف أمام الموقفين الصيني والروسي الحاليين وتأثيرهما على الأمن القومي الأمريكي، وكذا حقيقة العلاقات الأمريكية التركية التي إزدادت سوءاً عاماً بعد عام خلال السنوات العشر الماضية، وغيرها من أمور.
أمريكا لا تطارد من تعتبرهم الدكتاتورين العرب كما يعتقد البعض، فأمثال عبد الناصر وصدام في نظر أمريكا موجودين بالفعل بالمنطقة، وهم لا يمثلوا أي مشكلة لها، فهي تمارس معهم سياسة التوازن بين القيم والمصالح.
المشكلة الحقيقية لأمريكا حالياً ليست أفغانستان ولا العراق الدولتين الفاشلتين، المشكلة الحقيقية اليوم والتي تركز عليها معظم جهودها هي الصين، وباقي تركيز الجهود ينصب على روسيا وربما إيران.. وهم يعتبروا السبب الحقيقي في التردد الأمريكي المتكرر بين الاستمرار أو الإنسحاب من أي عملية عسكرية أمريكية في المنطقة، وعلى رأسها التي في أفغانستان والعراق.. مع ملاحظة أننا نعتبر التواجد الأمريكي في أفغانستان والعراق غزو أما أمريكا فتعتبره (تورط) مضطرة له من أجل الانفراد بصياغة النظام الإقليمي للشرق الأوسط وبما يحقق النجاح الاستراتيجيات الأمريكية، وكجزء رئيسي من النظام العالمي الذي تحاول أمريكا استمرار الهيمنة عليه في ظل نجاحات مساعي الصين وروسيا في مشاركتها في بعض قراراته.
وأي عملية عسكرية أمريكية في العالم، وافق عليها الكونجرس، لها حالة فتح وحالة إنهاء مشروطين بمحددات مسبقة تخص الأمن القومي الأمريكي، ويتم التصديق بصددها على الميزانية المخصصة للعملية وليس بالمزاج.
جدير بالذكر أن السيطرة العسكرية الأمريكية على النظام العالمي ليست بالدرونز ولا بالجيل الرابع من الحروب كالاعتقاد الساذج للبعض، ولكنها بالأساطيل البحرية الضخمة وحاملات الطائرات ومجموعات قتالها المسلحة بقدرات تكنولوجية متفوقة.. وبالمناسبة الصين وروسيا تمتلك قدرات سيبرانية شديدة القوة ولكنها لا تمتلك قوة الأساطيل البحرية الأمريكية المهيمنة على الممرات الملاحية حول العالم.
لا أناقش في حقيقة نوايا الإدارات الأمريكية المتعاقبة ولكن ما ذكرته جزء من كيف تفكر الولايات المتحدة أو كما أعتقد.