بقـــلم: ســـيد غنــيم


تحيي الصين طريق تجارة الحرير التاريخي الذي يمتد بين حدودها حتي أوروبا، والذي أعلن عنه عام 2013 من قبل الرئيس “شي جين بينغ” وذلك من خلال ممرين أحدهما بري والآخر بحري، والذان سيكونا بمثابة متنفساً، خاصة مع تراجع السوق المحلى الصينى، وفتح أسواق تجارية جديدة يمكن أن تقطع شوطا طويلا نحو الحفاظ على الاقتصاد الوطني المزدهر.. فأي طرق وأي بحار وقنواة في طريق مرورها؟ وما أهمية ذلك؟

أولاً: طريق الحرير البري:

يخرج من إقليم (جيان) في الصين ليمتد غرباً مروراً بكازاحيستان وأوزباكستان وتركمانستان وباكستان ثم إيران فدول (الشام وتركيا وإسرائيل)، ثم اليونان فروسيا ففرنسا منتهياً بأيطاليا.

ثانياً: طريق الحرير البحري:

يبدأ من “فيوجو” بالصين فيتجه غرباً عبر بحر الصين إلى فيتنام ثم جنوباً عبر بحر “جافا” إلى إندونيسيا، فغرباً إلى ماليزيا وسنغافورا فالهند وسيريلانكا، لتسافر غرباً مرة أخرى عبر المحيط الهندي إلى كينيا، لتتجه شمالاً عبر البحر الأحمر وقناة السويس إلى مصر، ومنها عبر المتوسط إلى اليونان ثم إيطاليا عبر “البحر الأدرياتيكي” ثم إلى فرنسا.

ومما سبق قد نخرج بنتائج عدة أهمها ما يلي:

  • لا شك أن المارد الأصفر يستيقظ بعد أن أصبح عبارة عن حاوية إنتاج ومصدراً للمال وعنواناً للإقتصاد العالمي، والذي من خلال طريقيه البري والبحري سيغزوا شرق وجنوب شرق ووسط آسيا، فضلاً عن الشرق الأوسط، وشرق أفريقيا، وشرق وغرب أوروبا، محققاً ضربة إقتصادية (مضادة) مثمرة، مقابل التمدد السياسي والعسكري غير المثمر وربما المدمر والذي بالتأكيد قد أنهك قوة الغول الغربي نسبياً.
  • هل في الطريق الإستراتيجي الصيني البحري ما يشير ولو بذَرَة لطؤيق الشمال (قناة القطب الشمالي) الذي أفتانا به الخبراء أن الصين ستلجأ له قريباً متجاهلةً قناة السويس؟ أو أن هناك ما يشير إلى إستغلال قناة بنما أو قناة البحرين الإسرائيلية التي (دوشنا) بهما المضللون؟ أكرر مؤكداً أننا نضع رؤوسنا في إتجاه، والعالم يتحرك في إتجاهات أخرى.
  • لا شك أن بتزايد قوافل الصين التجارية المحتمل عبر قناة السويس سيعود على مصر بفوائد زيادة نسبية في عائد القناة والذي ستحتويه بالطبع التوسعات التي تمت في أغسطس 2015.
  • إستجابة مصر لدعوة الصين لحضور مؤتمر الـ20 المنعقد في أوائل سبتمبر القادم أصبح أمراً هاماً وإستمراراً لتطوير العلاقات المصرية الصينية والتي ستفتح أفاقاً تجارية وإقتصادية وأيضاً أفاقاً سياسية هامة سيكون لها الأثر الإيجابي مع بدء إنحصار محتمل للدور الأمريكي في المنطقة، مع الوضع في الإعتبار أن العلاقات المصرية الإستراتيجية مع أي من القوى عظمي وتحديداً الصين أو روسيا، فما هي إلا علاقة مكملة لعلاقتها مع أمريكا وليس بديلة لها.

————————————————————————————————————

مصدر الخبر: وورلد إيكونوميك فورم –  World Economic Forum

الرابط: https://www.weforum.org/agenda/2016/06/why-china-is-building-a-new-silk-road/

شارك