أعلن الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي في تغريدة له مساء الخميس الموافق 13 أغسطس 2020: “تم التوصل إلى اتفاق لوقف المزيد من الضم الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية”، لكن القيادة الفلسطينية رفضت هذا المنطلق. أتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب: “هذا الإجراء الدبلوماسي التاريخي سيعزز السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهو دليل على الدبلوماسية الجريئة والرؤية للقادة الثلاثة وشجاعة الإمارات وإسرائيل لرسم مسار جديد من شأنه إطلاق الإمكانات العظيمة في الشرق الأوسط. وقال البيان “. وتواجه الدول الثلاث العديد من التحديات المشتركة وستستفيد بشكل متبادل من الإنجاز التاريخي اليوم.
أولاً: ردود أفعال مؤيدة:
1- بوريس جونسون: “إن قرار الإمارات وإسرائيل بتطبيع العلاقات بينهما هو أخبار جيدة جداً. كان أملي العميق ألا تمضي عملية الضم قدماً في الضفة الغربية واتفاق اليوم بتعليق تلك الخطط هو خطوة مرحب بها على طريق تحقيق المزيد من السلام في الشرق الأوسط”.
2- وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب في بيان رسمي: “هذه خطوة تاريخية تشهد تطبيع العلاقات بين صديقين كبيرين للمملكة المتحدة. نرحب بكل من قرار الإمارات العربية المتحدة تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وكذلك تعليق خطط الضم- وهي خطوة عارضتها المملكة المتحدة لأنها كان يمكن أن تأتي بنتائج عكسية على تحقيق السلام في المنطقة. في نهاية المطاف، ليس هناك من بديل عن المحادثات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل، والتي هي الطريق الوحيد للوصول إلى حل الدولتين والسلام الدائم”.
3- الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش: “أرحب بأي مبادرة من شأنها تعزيز السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط”.
4- عبدالفتاح السيسي رئيس مصر: “يعلن عن تقديره لاتفاق الولايات المتحدة والإمارات وإسرائيل على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، ويثمن جهود القائمين على هذا الاتفاق من أجل تحقيق الاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط وإحلال السلام”.
5- البحرين: “هذه الخطوة التاريخية ستسهم في توطيد الاستقرار والسلام في المنطقة”.
ثانياً: ردود أفعال الفلسطينيين:
1- وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي: استدعى على الفور السفير الفلسطيني لدى الإمارات، وهو يعتبر ذلك ردا على بيان ثلاثي أعلنت فيه الولايات المتحدة والإمارات وإسرائيل أن الأخيرين يعملان على تطبيع العلاقات، مما جعل أبوظبي ثالث حكومة عربية تقوم بذلك منذ حرب عام 1948 التي شردت عشرات الفلسطينيين.
2- نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس: الاتفاق الإسرائيلي ضربة لمبادرة السلام العربية وقرارات القمتين العربية والإسلامية، فضلا عن اعتداء على الشعب الفلسطيني.
3- نبيل أبو ردينة: “القيادة الفلسطينية ترفض ما قامت به الإمارات وتعتبره خيانة للقدس والمسجد الأقصى والقضية الفلسطينية”، واصفا إياه بأنه “اعتراف فعلي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وعلى الانسحاب من هذا الاتفاق “المشين”.
4- نبيل أبو ردينة: “ليس للإمارات ولا لأي جهة أخرى الحق في التحدث باسم الشعب الفلسطيني. ولن تسمح القيادة الفلسطينية لأحد بالتدخل في الشأن الفلسطيني أو اتخاذ قرار نيابة عنهم بشأن حقوقهم المشروعة في وطنهم”. لإدارة عباس.
5- حماس (خصم محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية) في بيان رسمي: “رفض هذه الاتفاقية المعلنة، معتبرين أنها اتفاقية غير ملزمة للشعب الفلسطيني، ولن يتم احترامها، وشددوا على أن جميع مكونات شعبنا تقف متحدة في رفض التطبيع أو الاعتراف بالاحتلال في فلسطين. على حساب حقوق شعبنا “بحسب بيان مشترك بين حماس.. وأنه لا يجوز لأحد أن يجعل فلسطين وشهدائها ومعاناة أبنائها جسراً للتطبيع مع العدو”. واتفقا على مواصلة التواصل المستمر وتعزيز التنسيق المشترك داخل الساحة الوطنية الفلسطينية لمواجهة تطورات هذا الوضع.
ثالثاً: ردود أفعال رافضة/ متحفظة:
1- الأردن: تبدي تحفظات على التقارب الإماراتي الإسرائيلي. حيث إن الأردن تعد شريك إقليمي وثيق للولايات المتحدة على حدود الضفة الغربية.
2- وزير الخارجية الأردني: ” إن هذا الاتفاق سيكون مرتبطاً بما ستقوم به إسرائيل فإن تعاملت معه كحافز لإنهاء الاحتلال وتلبية حق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة المستقلة القابلة للحياة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 ستتقدم المنطقة نحو تحقيق السلام العادل، لكن إن لم تقم إسرائيل بذلك ستعمق الصراع الذي سينفجر تهديداً لأمن المنطقة برمتها”.
3- أيمن الصفدي وزير خارجية الأردن: “إن تأثير ذلك الصفقة الإماراتية الإسرائيلية سيكون مرتبطاً بما ستفعله إسرائيل: إما إنهاء الاحتلال وتحقيق سلام عادل وشامل أو تعميق الصراع الذي سينفجر كتهديد لأمن المنطقة بأسرها”.
4- إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي: “إن التاريخ سيسجل بالتأكيد هزيمة أولئك الذين خانوا الشعب الفلسطيني”.
5- إيران: “إن الاتفاق الذي أعلن اليوم الخميس بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة بشأن تطبيع العلاقات بينهما يعتبر مخزياً”، وتدين القرار، معتبرة أن إدارة ترمب قد انحازت إلى إسرائيل، الأمر الذي يتعارض مع التوافق الدولي من خلال الاعتراف بمدينة القدس المقدسة المتنازع عليها كعاصمة لإسرائيل واعتراف إسرائيل بمرتفعات الجولان السورية المحتلة. قطع الفلسطينيون العلاقات بين البلدين، معتبرين نهج الولايات المتحدة تجاه السلام غير عادل. وترى إيران دولة الإمارات أنها قد انجرفت الإمارات العربية المتحدة نحو إسرائيل في السنوات الأخيرة، خاصة وأن نفوذ إيران المتزايد أصبح أولوية لكل من إسرائيل والدول العربية في الخليج العربي.
رابعاً: نقاط توضع في الاعتبار:
1- أن مصر والأردن يعتبرا أول بلدين لديهم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل منذ عقود.
2- أن دول الخليج ليس لديها أي علاقات دبلوماسية على الأرض مع إسرائيل.
3- أن محمود عباس (أبو مازن) رئيس السلطة الفلسطينية يشعر أن منصبه مهدد من قبل الإمارات الذي تعد على خلاف شديد معه.
4- رغم أن الإمارات تعتبر أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل يعتبر نافذ حالة تعليق إسرائيل قرار الضم، إلا أن السلطة الفلسطينية وحماس ترفضا كلا الأمرين بشدة، من منطلق أنهما يهدرا حق فلسطين والفلسطينيين، ويستغلا كفاحهم.
5- تسعى الإمارات للتعاون مع عدة دول بما فيها إسرائيل والصين في مجال التكنولوجيا بما في ذلك إيجاد حلول لمكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وفي المقابل توافق إسرائيل على وقف الضم بينما تتوسط الولايات المتحدة بينهما لصالح الاتفاق على التطبيع.
6- أن الإمارات في علاقاتها مع إسرائيل (وربما من بعدها)، لن تبدأ من الصفر، ولكنها تبدأ من أين وصلت إليه مصر والأردن في علاقاتها مع إسرائيل.
سادساً: التداعيات المحتملة:
1- قيام السعودية باتباع خطوات الإمارات. ترمب ساعد في الضغط من أجل الصفقة، في المقابل، ستقدم الولايات المتحدة / إسرائيل مساعدة للسعودية والإمارات بشأن إيران وتركيا. كما أعلن نتنياهو أن الإمارات ستستثمر في لقاح فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) الإسرائيلي. توقعات أخرى تشير إلى سلطنة عُمان والسودان والبحرين ليكونوا التالي الذين سيتبعوا خطوات الإمارات مع إسرائيل.. أما السعودية فربما يعطل الملك سلمان بلده عن ذلك في الوقت الحالي رغم ميل ولي العهد محمد بن سلمان لهذا الأمر.
2- الدعوة لتحرك شعبوي فلسطيني في الضفة وغزة للتظاهر ضد الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي برعاية أمريكية.
3- تحرك المعارضة الفلسطينية بقيادة محمد دحلان ضد قرارات محمود عباس بسحب السفير الفلسطيني من الإمارات.
4- استغلال قطر وتركيا وإيران الموقف كالآتي:
أ – لصالح نفوذ بلادهم في غزة وعلاقاتهم مع السلطة الفلسطينية ضد موقف الإمارات في الأساس (الخصم الأهم لتركيا وقطر)، وضد مصر التي أعلنت موقفها وكذا ضد السعودية المنتظر أن تكون هي القادمة في إعلان التطبيع مع إسرائيل.
ب- استغلال موقف الأردن، المتحفظة على الاتفاقية، بواسطة تركيا وقطر وكذا بواسطة الفلسطينيين.
جـ- الضغط على السلطة الفلسطينية لسحب سفرائها من دول أخرى كـ(السعودية – سلطنة عُمان – البحرين – السودان)، حالة إعلان موقفها المشابه للإمارات.
د – الضغط في اتجاه انقسام عربي بين داعمين ومؤيدين للاتفاق الإماراتي الإسرائيلي. أتوقع أن تكون المغرب وقطر أحد أهم الأطراف المناوئة للإمارات فيه.
5- تصعيب الموقف على جامعة الدول العربية، خاصة حالة قيام دولة مثل قطر بطرح موقف الإمارات على الجامعة لصالح انعقاد خاص.
6- أن يؤدي التطبيع بين الإمارات وإسرائيل إلى فتح أسواق كبيرة لإسرائيل في الإمارات أهمها السلاح والذكاء الإصطناعي وتكنولوجيا أمن السبراني.
د . ســـيد غنـــيم
شارك

administrator