معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع:
القسم الأمني والعسكري
دكتور سَــــيد غُنــــيم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع
الأستاذ الزائر بالناتو والأكاديمية العسكرية الملكية ببروكسل
 
الصومال (المسرح)، مفصل القرن الافريقي ومدخل البحر الأحمر من الجنوب، عانت من الحرب الأهلية، ثم الميليشيات المسلحة المصنفة إرهابية. فضلاً عن انشقاق ما تسمى بدولة أرض الصومال (صومالي لاند).
إثيوبيا (اللاعب الأساسي)، والتي تتطلع لمنفذ دائم على البحر الأحمر ساهمت في الحرب ضد المتمردين في الصومال من خلال قوات تأمين منفصلة بقوة 5000 إلى 7000 جندي متمركزين في عدة مناطق بموجب اتفاقيات ثنائية بعد أشهر من عبور القوات الإثيوبية الحدود للمساعدة في محاربة المتشددين الإسلاميين من حركة الشباب، الذين سيطروا آنذاك على العاصمة الصومالية، فضلاً عن قوات حفظ سلام بقوة 3000 جندي في عملية دعم السلام مطلع عام 2007.
بشكل سنوي يجدد الاتحاد الأفريقي التفويض الذي ينشر بصدده قوات في الصومال مروراً بعملية دعم السلام الثانية في الصومال.
في يناير 2024، دون إعلان رسمي لوحت إثيوبيا بإمكانية اعترافها بدولة أرض الصومال المنشقة عن دولة الصومال، وأبرمت معها صفقة الموانئ التي استفزت الصومال بشدة.
مصر، بجانب ما تعلنه من تهديد مائي لحصتها من نهر النيل بسبب سد النهضة الإثيوبي، تنظر لمضيق باب المندب والبحر الأحمر جزءً رئيساً لا يتجزأ ضمن دوائر أمنها القومي على الاتجاه الاستراتيچي الجنوبي.. أي أن مصر تعتبر إثيوبيا التهديد الأكبر لمحوري الأمن القومي المصري جنوباً (نهر النيل والبحر الأحمر).
استثمرت مصر موقف دولة الصومال الناتج عن تحرك إثيوبيا لدعم انفصال إقليم أرض الصومال عن دولة الصومال، لتحل قوات مصرية بقوة 5000 جندي الـ3000 جندي إثيوبي في مهمة دعم السلام الثالثة في الصومال، فضلاً عن قوة 5000 جندي مصري آخرين تحل محل قوة التأمين المنفصلة 5000 – 7000 جندي إثيوبي.. وبما يطرد النفوذ الإثيوبي من الصومال ويضعف موقف إثيوبيا في أرض الصومال، وبما يمثل ضغط بفرض الأمر الواقع على إثيوبيا في ملف سد النهضة.
أتوقع الآتي:
أولاً: تزايد حدة التوتر في القرن الأفريقي، خاصةً مع التواجد الفعلي لقوات مصرية بحجم كبير تجعل من اتفاقيات الدفاع المبرمة بين مصر ودول مجاورة لإثيوبيا قابلة للتنفيذ على الأرض.
ثانياً: تخوف دول مثل چيبوتي وأريتريا من أي تصعيد غير مرغوب فيه، مما قد يدفع أحدهما (الأرجح چيبوتي) لتقديم خدمات بحرية تجارية أوسع لإثيوبيا لتراجعها عن الاعتراف بانفصال إقليم أرض الصومال عن دولة الصومال وإلغاء الصفقة البحرية معه، مما يزيل ذريعة الصومال لدعوتها قوات مصرية على أراضيها مقابل طرد إثيوبيا.
دكتور سَــــيْد غُنــــيْم
زميل الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية
أستاذ زائر بالناتو والأكاديمية العسكرية الملكية ببروكسل
شارك

administrator

استشاري الأمن الدوَلي والدفاع، رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع، الإمارات العربية المتحدة، وأستاذ زائر في العلاقات الدولية والأمن الدولي في أوروبا وشرق آسيا، (مصري)