دكتور سَــــيْد غُنــــيْم

دكتوراه العلوم السياسية

زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا، ورئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع

يرى حلف الناتو أن انتشاره العسكري في الجزء الشرقي من الحلف جزءاً أساسياً من موقفه الدفاعي والردع، والذي تم تعزيزه في السنوات الأخيرة ليعكس الواقع الأمني ​​الجديد في المنطقة الأوروبية الأطلسية. ولقد أدى الغزو الروسي الجزئي لشرق أوكرانيا والاستحواذ على شبه جزيرة القرم عام ٢٠١٤، ثم الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا في فبراير 2022، إلى تغيير جوهري في البيئة الأمنية في أوروبا، واستجاب الناتو من خلال تعزيز استعداده لحماية جميع الحلفاء والدفاع عنهم. ويعتبر الناتو أن الإنتشار الأمامي لقواته شرقاً، انتشاراً دفاعياً، وهو يراه متناسب وشفاف، ويتماشى مع الالتزامات والتعهدات الدولية للحلف. وإنه يمثل التزاماً مهماً من قبل الحلفاء وهو تذكير ملموس بأن الهجوم على أحد حلفاء الناتو هو هجوم على جميع الدول الأعضاء.
يتألف الإنتشار العسكري الأمامي لحلف الناتو من ثماني مجموعات قتالية متعددة الجنسيات، يتم توفيرها من قبل الدول المسؤولة عن التشكيل وتنظيم انتشار القوات وغيرها من الحلفاء المساهمين على أساس طوعي ومستدام بالكامل وبالتناوب. تعمل مجموعات القتال بالتنسيق مع قوات الدفاع المحلية الوطنية لكل من الدول مناطق الانتشار (المضيفة) شرق أوروبا، وهي متواجدة بها بشكل دائم.
ومجموعات قتال الناتو المنتشرة شرق أوروبا ذات تنظيم غير متماثل. وقد تم إعداد هيكلها التنظيمي وتحديد حجمها وتكوينها وفقاً لعوامل وتهديدات جغرافية محددة. بشكل عام، تعتبر المتطلبات العسكرية هي الأساس في تشكيل كل مجموعة قتالية وحسب المهام المكلفة بها ومنطقة انتشارها المخططة. وتعمل القوات والأفراد من جميع دول التحالف ويتدربون ويمارسون التمارين التكتيكية معاً، مما يمثل يظهر وحدة التحالف وتضامنه. وتتناوب القوات من الدول المساهمة داخل وخارج مجموعات القتال، في أي وقت من الأوقات، قد يتم نشرهم في مجموعات القتال أو يتمركزون في بلدانهم الأصلية مع القدرة على تنفيذ الانتشار السريع، إذا لزم الأمر.
اعتبارًا من أكتوبر 2022، أي بعد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا بثمانية أشهر، تم تشكيل ونشر مجموعات القتال الثماني من الدول الحلفاء كالتالي:
1- الدولة المضيفة: بلغاريا (البحر الأسود)
الدولة المسؤولة عن تنظيم نشر القوات وتنفيذ المهام: إيطاليا
الدول المساهمة: ألبانيا واليونان ومقدونيا الشمالية وتركيا والولايات المتحدة
2- الدولة المضيفة: إستونيا (بحر البلطيق)
الدولة المسؤولة عن تنظيم نشر القوات وتنفيذ المهام: المملكة المتحدة
الدول المساهمة: الدنمارك وفرنسا وأيسلندا
3- الدولة المضيفة: المجر (حبيسة)
الدولة المسؤولة عن تنظيم نشر القوات وتنفيذ المهام: المجر
الدول المساهمة: كرواتيا وإيطاليا والجبل الأسود وتركيا والولايات المتحدة
4- الدولة المضيفة: لاتڤيا (بحر البلطيق)
الدولة المسؤولة عن تنظيم نشر القوات وتنفيذ المهام: كندا
الدول المساهمة: ألبانيا وتشيكيا وإيطاليا والجبل الأسود ومقدونيا الشمالية وبولندا وسلوڤاكيا وسلوڤينيا وإسبانيا
5- الدولة المضيفة: ليتوانيا (بحر البلطيق)
الدولة المسؤولة عن تنظيم نشر القوات وتنفيذ المهام: ألمانيا
الدول المساهمة: بلچيكا والتشيك ولوكسمبورغ وهولندا والنرويج
6- الدولة المضيفة: بولندا (بحر البلطيق)
الدولة المسؤولة عن تنظيم نشر القوات وتنفيذ المهام: الولايات المتحدة
الدول المساهمة: كرواتيا ورومانيا والمملكة المتحدة
7- الدولة المضيفة: رومانيا (البحر الأسود)
الدولة المسؤولة عن تنظيم نشر القوات وتنفيذ المهام: فرنسا
الدول المساهمة: هولندا ومقدونيا الشمالية وبولندا والبرتغال والولايات المتحدة
8- الدولة المضيفة: سلوڤاكيا (حبيسة)
الدولة المسؤولة عن تنظيم نشر القوات وتنفيذ المهام: التشيك
الدول المساهمة: ألمانيا وهولندا وسلوڤينيا
تخضع المجموعات القتالية الأربعة الشمالية الشرقية (في إستونيا ولاتڤيا وليتوانيا وبولندا) لقيادة الناتو من خلال مقر القيادة الشمالية الشرقية للفيلق متعدد الجنسيات في شتشيتسين ببولندا. ويقوم مقرين على مستوى الفرقة بتنسيق أنشطة التدريب والإعداد لمجموعات القتال الخاصة بكل منهما. يعمل المقر الرئيسي للشعبة متعددة الجنسيات في الشمال الشرقي الموجود في إلبلاغ ببولندا بشكل كامل منذ ديسمبر 2018. يعمل هذا المقر بشكل وثيق مع مجموعات القتال في بولندا وليتوانيا. قام الناتو بتفعيل مقر القيادة الشمالية للفرقة المتعددة الجنسيات التكميلية في أكتوبر 2020 ويتجه نحو القدرة التشغيلية الكاملة. تقع عناصره الأمامية في أدازي Adazi بلاتڤيا، بينما يقع باقي المقر الرئيسي في كاروب Karup بالدنمارك. ويتعاون هذا المقر بشكل وثيق مع مجموعات القتال في دولتي إستونيا ولاتڤيا.
يتم حالياً تشكيل مجموعات القتال الأربع الجديدة (في بلغاريا والمجر ورومانيا وسلوڤاكيا) ودمجها في هيكل قيادة الناتو.
بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من الأنشطة التي يقوم بها الحلفاء على المستوى الوطني – رغم أنها ليست جزءاً رسمياً من الوجود المتقدم لحلف الناتو – تساهم أيضاً في زيادة نشاط الحلفاء في الجزء الشرقي منه.
دكتور سَــــيْد غُنــــيْم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
أستاذ زائر بالناتو والأكاديمية العسكرية الملكية ببروكسل
شارك

administrator

استشاري الأمن الدوَلي والدفاع، رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع، الإمارات العربية المتحدة، وأستاذ زائر في العلاقات الدولية والأمن الدولي في أوروبا وشرق آسيا، (مصري)