أولاًالأعمال السابقة والحالية
1- عام:

القوات الروسية تستكمل انسحابها من الضفتين الشرقية والغربية لنهر دنيبرو، إلا أن انسحابها لا يبدو بإجراءات تكتيكية تؤمن قواتها المنسحبة. حيث تواصل القوات الأوكرانية تطهير إقليم كييف من القوات الروسية المعزولة التي تركت وراءها في الانسحاب، والذي وصفه بعض المسؤولين الأوكرانيين بـ “العفاريت المفقودة”. حاولت القوات الروسية إجراء انسحاب منظم من مواقعها حول كييف بقوات تغطية محددة مدعومة بالمدفعية والألغام للسماح للهيئة الرئيسية بالانسحاب. انسحب الجزء الرئيسي من القوات الروسية من الضفة الغربية لنهر دنيبرو ويكمل انسحابه من الضفة الشرقية ، لكن التراجع كان غير منظم بدرجة كافية لدرجة أن بعض القوات الروسية تُركت في الخلف دون تأمين.

لا يزال خط الاحتلال الروسي الحالي في جنوب وشرق أوكرانيا مكسبًا كبيرًا في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا منذ بداية الحرب. إذا أدى وقف إطلاق النار أو اتفاق السلام إلى تجميد خط مثل خط الجبهة الحالي، فستكون روسيا قادرة على ممارسة ضغط أكبر بكثير على أوكرانيا مما كانت عليه قبل الغزو وقد تعيد بمرور الوقت تجميع قوة غزو أكثر فاعلية. وبالتالي، فإن انتصار أوكرانيا في معركة كييف مهم ولكنه ليس حاسماً، الأمر الذي سيدفع القوات الروسية لإلا استعواضه في الشرق والجنوب.

تحاول ايضاً القيادة العامة للقوات المسلحة الروسية إعادة تجميع الاحتياطيات التعبوية والاستراتيجية، حيث قامت بسحب بعد قواتها من المحاور في محيط مدينة “سومي” لتعزيز عملياتها الهجومية المحتملة تركيزها في شرق بإقليم دونباس، لكنها تواجه تحديات خطيرة في هذا الأمر. حيث ذكرت تقارير أن بعض الجنود الروس يحاولون التملص والهروب غير المباشر من الاستمرار في القتال. وأكدت تقارير أن مجموعني القتال كل بقوة كتيبة مشاة مدعمة اللتين انتقلتا من أوسيتيا الجنوبية باتجاه “دونباس” قبل أقل من أسبوع رفضتا القتال وأن خطط إعادتهما إلى أوسيتيا الجنوبية قيد الإعداد. وأن حوالي 25 جنديًا من اللواء الروسي الحادي والثلاثين المظلي المستقل رفضوا أوامر بالدخول مرة أخرى إلى القتال متذرعين بالخسائر الفادحة بين قواتهم وسوء التخطيط لقتالهم. كما أشارت التقارير أن القادة في مختلف المستويات في الفرقة الثالثة الروسية مشاة ميكانيكي، رفضوا المشاركة في العمليات القتالية. ولا يمكن التحقق من صحة هذه التقارير بسهولة، لكنها ذات مصداقية في ضوء الخسائر التي تكبدتها القوات الروسية والتقارير المستقلة التي تفيد بقتل الجنود الروس للقادة والقادة الذين انتحروا في وقت سابق من الصراع.

أحرزت الجهود الروسية للتقدم في عملياتها الهجومية في شرق أوكرانيا تقدمًا محدودًا خلال اليوم ال39 عمليات 03 مارس 2022. ويستمر القتال في ماريوبول وعلى محور إيزيوم سيفيرودونتسك بضراوة، مع تدمير حوالي 90% من بنية المدينة.

أفادت تقارير خاصة أن الخسائر في أفواج المشاة الروسية 33 و 255 و 294 التابعة للفرقة 20 مشاة/ الجيش الثامن الميداني المشتبك في القتال في دونباس وأزعم أن جزء في ماريوبول) بلغت 40٪ في الأفراد والأسلحة والمعدات. وتؤكد التقارير أنه قد تم الحصول على وثيقة موقعة من نائب قائد المنطقة العسكرية الجنوبية الروسي الجنرال “بيوتر جيبرت” تشير إلى أن الضباط الروس يعوضون قواتهم بوعد بأيام إجازة إضافية بسبب عدم القدرة على دفع الرواتب الشهرية الموعودة نقدًا حالياً.

كما ذكرت تقارير خاصة أن الكرملين بدأ إجراءات “التعبئة غير المُعلنة بشكل رسمي” لإرسال ما يقرب من 60 ألف فرد إلى الحرب في أوكرانيا. حيث يعطي الكرملين الأولوية لجنود الاحتياط من جميع الرتب الذين لديهم بالفعل خبرة قتالية ، لا سيما في كراسنودار كراي وبيرم أوبلاست وجمهورية داغستان وإنغوشيتيا وكالميكيا.

2- استمرار تشكيل عمليات القوات الروسية على عدة محاور كالآتي:

  • محور كييف:

تستمر القوات الروسية في الانسحاب مع ظهور اضطراب بين بعض القوات القائمة بالانسحاب تجاه بيلاروسيا والشرق لدرجة ترك بعض القوات ورائها وتعرضها لكمائن مضادة للدبابات.
تسيطر القوات الأوكرانية على كامل ولايتي كييف وجيتومير Zhytomyr
اعتبارًا من 4 أبريل، وأظهرت مصادر متعددة لوكالات أنباء دولية أعلنت بالفيديو مع الوصف التفصيلي على الأرض بواسطة مراسلين تلك الوكالات للدبابات المدمرة والجثث المتناثرة، أنه بواسطة كمين مضاد للدبابات مدعوم بقصفات نيران المدفعية الأوكرانية، تم تدمير رتل دبابات روسية في منطقة “ديميتريڤك  Dmytrivka” أثناء انسحابها من منطقة “جيتومير – Zhytomyr” في محيط العاصمة “كييڤ – Kyiv”، في طريقها تجاه “تشيرنوبل – Chornobyl”. حيث تبلغ مسافة المسير حوالي (250) كم عبر “ديميتريڤكا”، والتي تتطلب ما لا يقل عن (15) ساعة كاملة تحرك تكتيكي. وهو ما يعتبر خطأ فادح تم تكراره خلال العمليات مما عرض القوات الروسية لخسائر كبيرة، وهو ما يرجع إلى عدم تنفيذ إجراءات تأمين القوات أثناء “المسير”.

وهذا يتم في إطار ما تجريه القوات الأوكرانية من عمليات تطهير للقوات الروسية الذين تركوا وراءهم في الانسحاب أو يتم انسحابهم بدون إجراءات التأمين الكافية.

أفادت تقارير أن عناصر من وحدات المظلات الروسية التي انسحبت من شمال كييف طارت إلى مدينة بيلغورود جنوب روسيا خلال يوم الـ 40 عمليات، 04 أبريل. وتشير التقارير أن هذه الوحدات أصبحت منهكة وتعاني من نقص في المعدات وربما تفتقر للروح المعنوية.

  • محور تشيرينهيف وسومي:

تهدف القوات الروسية على المحور إلى سحب عناصرها بترتيب جيد لإعادة الانتشار في شرق أوكرانيا.

انسحبت القوات الروسية بالكامل تقريبًا من ولايتي تشيرنيهيف وسومي ومن المرجح أن تُخلي هاتين المنطقتين تمامًا في الأيام المقبلة.

  • محور خاركيف:

تهدف القوات الروسية على هذا المحور وفي إيزوم إلى دعم الاتجاه الجنوب الشرقي للعمليات الروسية في لوهانسك، وإعادة تجميع القوات أو سحبها في خاركيف.

يواصل الروس قصف ، لكن هيئة الأركان العامة الأوكرانية ذكرت في 2 أبريل أن قد انخفضت شدة القصف على خاركيف. وتسببت القوات الأوكرانية في خسائر بنسبة تخطت الـ 50٪ في الفوج 59 دبابات الروسي بالقرب من خاركيف.

تركز القوات الروسية غرب خاركيف وحول سومي على تغطية انسحاب القوات من شرق كييف. ذكرت تقارير أن مجموعة قتال بفوة كتيبة مدعمة من الجيش الأول الحرس مدرع كانت تغطي تراجع عناصر الجيش الثاني الميداني الروسي من بروفاري عبر سومي. وتشير تقارير إلى أن القوات الروسية لا تزال تعمل من بيلوبيليا إلى كونوتوب خلال اليوم الـ38 عمليات، 02 إبريل.

تستأنف القوات الروسية المتقدمة من محور خاركيف استعداداتها للاتصال مع القوات الروسية الأخرى في دونباس ومحاصرة المدافعين الأوكرانيين. استولت القوات الروسية على إيزيوم (جنوب شرق خاركيف) خلال اليوم الـ37 عمليات، أول أبريل، وأجرت استعدادات نشطة لاستئناف العمليات الهجومية خلال الأيام الثلاثة الماضية (تخزين الإمدادات ، واستعادة كفاءة الوحدات، وإصلاح الجسر المتضرر في إيزيوم ، وإجراء عمليات استطلاع بقوة باتجاه الجنوب الشرقي. ومن المحتمل أن تشن القوات الروسية هجوماً باتجاه سلوفانسك ، على بعد 50 كيلومترًا جنوب شرق إيزيوم ، في الأيام المقبلة.

  • محور دونتيسك ولوجانيسك:

أعلن الحاكم في لوهانسك أن رؤساء بلدات روبيزني وميلوف وستانتسيا لوهانسكا وماركيفكا يعملون مع لوهانسك. وأعلن مسؤولو لوهانسك بشكل منفصل أنهم قاموا بتطهير روبيزني وإجلاء المدنيين ، بينما ألقوا باللوم على القوات الأوكرانية في إلحاق الضرر بالمدينة (من خلال الدفاع عنها على الأرجح). من غير الواضح ما إذا كانت مدن لوهانيسك تستند إلى سيطرة عسكرية روسية فعلية عليها أو على التعاون المعلن عنه بين رؤساء المدن. وأشارت تقارير إلى أن القوات الروسية لم تؤمن روبيزني بعد.

ورد أن الوحدات الروسية هاجمت مواقع أوكرانية مختلفة في جميع أنحاء دونيتسك أوبلاست لكنها طبقاً للتقاير حققت القليل من المكاسب ، ووفقًا للتقارير، تم رصد قتالاً عنيفاً خلال الأيام القليلة الماضية في دونتيسك.

  • محور ماريوبول:

أشارت تقارير واردة في 3 أبريل إلى أن القوات الروسية ما زالت تستعد لاستكمال سيطرتها على المدينة. ويواصل المدافعون الأوكرانيون عن ماريوبول محاولات التمسك بالمدينة والسيطرة على المدينة. من غير المرجح أن تزيد الجهود الروسية لتوليد بدائل من جنود الاحتياط وإطعام الوحدات المتضررة من شمال شرق أوكرانيا في الهجمات الأمامية في شرق أوكرانيا من فرص نجاحهم.

  • محور خيرسون:

تهدف القوات الروسية على هذا المحور إلى التصدي للهجمات المضادة الأوكرانية، ومحاولة استعادة الأراضي التي فقدتها أمام تلك الهجمات المضادة. حيث وردت معلومات أن القوات الأوكرانية قد نفذت هجمات مضادة محلية ناجحة في إقليم خيرسون خلال اليوم الـ 40 عمليات.

ووردت تقارير أيضاً أن القوات الروسية قد أعطت الأولوية لرفع كفائة المواقع الدفاعية حول خيرسون وسعت إلى استئناف العمليات الهجومية للسيطرة على الإقليم بأكمله. من المحتمل أن تكون الهجمات الروسية في خيرسون التي تمت في أواخر مارس/ أوائل أبريل كانت تهدف إلى استعادة الأراضي التي تشكل حد أمامي جيد للدفاعات يمكن استناد القوات الروسية عليها بدلاً من أن تكون محاولات لاستئناف العمليات الهجومية الرئيسية تجاه ميكولايف.

قصفت القوات الروسية في شمال إقليم خيرسون مواقع أوكرانية في نوفوفورونتسوفكا وماريانسكي خلال اليوم الـ 40 عمليات، 04 أبريل لكنها لم تقم بأي عمليات هجومية تجاه كريفي ريه.

3- العمليات النفسية والسيبرانية للجانبين:

  • تحاول كل من القوات الروسية والأوكرانية اتهام أخرى في جرائم انسانية في مدينة بوتشا.
  • المخابرات الغربية و الأمريكية تظهر صور للجيش الروسي أن قزاته متعثرة وتظهر على حركة القوات الارتباك مع ارتفاع نسب الخسائر الواضحة في الصور. وفي الوقت نفسه تروج أن الزعيم الروسي معزول عن الأرض وواقع تحت ضغط نفسي كبير يزيد من توتره، وأنه يفتقر إلى معلومات استخباراتية حقيقية عن مدى سوء وضع القوات الروسية في الحرب.
  • نشرت وزارة الدفاع الروسية وثائق تؤكد تورط هانتر بايدن نجل الرئيس الأمريكي في أنشطة بيولوجية عسكرية واتهمت موسكو الولايات المتحدة بممارستها في أوكرانيا و نشرت وثائق تؤكد انخراط صندوق Rosemont Seneca الاستثماري الذي يقوده هانتر في تمويل هذه الأنشطة.

4- الأطراف الدولية:

  • تتعرض ألمانيا لضغوط لحظر الغاز الطبيعي والنفط من روسيا، لكن الرئيس التنفيذي لدويتشه بنك يقول إن خفض الإمدادات سيرسل البلاد إلى ركود”لا مفر منه إلى حد ما، ويتباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
  • يعتزم البنتاجون تزويد أوكرانيا بـ(10) طائرات مسيرة طراز Switchblade 600المتطورة والانتحارية والقادرة على تدمير دبابات ومدفعية العدون و كان قد تم منح أوكرانيا (100) طائرة طراز Switchblade 300 الشهر الماضي وهي طائرات مضادة للأفراد و المركبات.
  • ‎إدارة بايدن ستعمل مع الحلفاء لنقل الدبابات السوفيتية الصنع من دول الناتو بأوروبا الشرقية لتعزيز الدفاعات الأوكرانية إستجابة لطلب من زيلينسكي وهذه هي المرة الأولي التي تساعد فيها الولايات المتحدة في نقل الدبابات حتي تستطيع أوكرانيا الاستمرار في شن هجمات مضادة قوية. 

ثالثاًالأعمال العسكرية المنتظرة:

1- مما سبق يمكن الخروج باستنتاجات كالآتي:

  • لم تنته الحرب بعد، وما زالت الفرصة لدى روسيا أن تعدل خططها شرط الاستخدام السليم للقوات في المسرح الأوكراني.
  • يشير الاضطراب وعدم حرفية الانسحاب الروسي إلى أن بعض الوحدات التي أُعيد تمركزها حديثاً في بيلاروسيا وغرب روسيا، أنها لن تكون ذات كفاءة عالية في القتال لفترة طويلة. من المحتمل أن تضطر القوات الروسية التي تحاول رفع كفائتها بعد الانسحاب من جميع أنحاء كييف إلى إعادة تجميعها، ومراجعة الخسائر في الأرواح والأسلحة والمعدات، وحساب القوات والعتاد المتبقي، للخروج بتقييم دقيق لاستعدادهم القتالي قبل تكليفهم بأي مهام جديدة. ومن غير المرجح أن تحتفظ القوات الروسية المنسحبة بأي مواقع دفاعية متماسكة.
  • من المحتمل أيضًا أن تتخلى القوات الروسية عن الضفة الشرقية لنهر دنيبرو تماماً، وتنسحب من حول تشيرنيهيف في الشمال ومن بروفاري إلى الشرق. من المرجح أن تسعى القوات الروسية إلى السيطرة على كونوتوب وسومي لفترة كافية للسماح لقواتها بإكمال انسحابه من محيط كييف، لكنها ستنسحب على الأرجح إلى روسيا من جميع مواقعها تقريباً غرب خاركيف.
  • يبدو أن القوات الروسية تواصل جهودها لحشد الجهود لاستئناف الهجوم من إيزوم باتجاه الجنوب الشرقي. من المحتمل أن تكون الجهود التي تبذلها القوات الروسية التي تتقدم من إيزيوم للاستيلاء على سلوفيانسك هي المعركة المحورية التالية في الحرب في أوكرانيا. وأزعم أن القوات الروسية تفكر في عزل القوات الأوكرانية في شرق أوكرانيا وستحتاج إلى اتخاذ سلوفيانسك كخطوة أولى لتنفيذ هذا الهدف. إذا استولت القوات الروسية على سلوفيانسك، فسيكون لديها خيار التقدم شرقًا مباشرة للربط مع القوات الروسية التي تقاتل في روبيزني، أو التقدم نحو هورليفكا ودونتيسك لمحاولة تطويق الأوكرانيين على نطاق أوسع. يمكن لكلا الخيارين تمكين اختراق روسي محدود على الأقل في لوهانسك. إذا كانت القوات الروسية غير قادرة على الاستيلاء على سلوفيانسك على الإطلاق ، فمن غير المحتمل أن تؤدي الهجمات الأمامية الروسية في دونباس إلى اختراق الدفاعات الأوكرانية بشكل مستقل ، ومن المحتمل عدم النجاح بشكل كامل للهجمات الروسية للسيطرة على ولايتي لوهانسك ودونيتسك بأكملها.
  • من المحتمل أن تتخلى القوات الروسية في نهاية المطاف عن كونوتوب ومعظم أو كل مواقعها غرب خاركيف بمجرد اكتمال انسحابها من محور بروفاري.
  • من المحتمل أن تقوم القوات الروسية بتأمين ماريوبول في الأيام المقبلة ، وقد تحاول شن عمليات هجومية متجددة شمال غرب المدينة. ومن المحتمل أن تقوم القوات الروسية بإظهار سيطرتها النهائية على المدينة لأغراض دعائية رغم عدم إحكام سيطرتها على ماريوبول بالفعل. ومن غير المحتمل أن تزيد الجهود الروسية لاستعواض الخسائر بجنود الاحتياط.

2- الهدف الاستراتيجي العسكري خلال (10) يوم عمليات قادمة:

في إطار المفاوضات الجارية حاليا بين الجانبين الروسي والأوكراني في تركيا، وما أعلنته القيادة العامة للقوات المسلحة الروسية بشأن التحول للتركيز داخل إقليم دونباس شرق أوكرانيا، من المنتظر تنفيذ الآتي:

“استغلال المفاوضات الجارية والهدوء الحذر النسبي للأطراف، وقيام القيادة العامة للقوات المسلحة الروسية في الاستمرار في سحب/ تقليص قواتها التي تقاتل غرب إقليم دونباس في كييف وخاركيف وإعادة تجميعها سواء في روسيا وشرق دونباس والاستمرار في تنفيذ مرحلة القضاء على المقاتلين المتشددين/ القوميين الأوكرانيين في إقليم دونباس شرق أوكرانيا، مع الاستمرار في التركيز جنوباً في ماريوبول زميلوتوبول وبرديانيسك حتى خيرسون إن أمكن “

3- تسلسل الأعمال المنتظرة:

ينتظر قيام لقوات الروسية باستغلال أعمال الاستطلاع الجوي والإلكتروني والبشري لجمع المعلومات الدقيقة عن تشكيلات وعناصر القوات الأوكرانية في منطقة دونباس بمحيط لوجانيسك ودونتيسك وحتى دنيبرو وزابرزاجيا وخيرسون، ثم تنفيذ قصفات نيران المدفعية والصواريخ والقوات الجوية لتدمير مراكز القيادة والسيطرة وكافة مصادر النيران القوات الأوكرانية المكتشفة ضلاً عن المقذوفات الموجهة المضدة للدبابات والطائرات بدون طيار، مع تركيز هجوم القوات الروسية المتقدمة لتدمير الدبابات والعربات المدرعة وقوات المشاة وأسلحة الدعم بالتجميعات القتالية الرئيسية للقوات الأوكرانية خاصة في محيط خاركيف شمالاً وقلب دونباس ودنيبرو وزابرزاجيا غرباً وماريوبول وماليتوبول وخيرسون جنوباً، بهدف إحكام السيطرة بشكل كامل على تلك المدن بشكل الكامل والاستيلاء على الخط (خاركيف – دنيبرو – خيرسون) خلال 7 إلى 10 يوم عمليات. وإجبار القوات الأوكرانية في شرق أوكرانيا على الاستسلام ونزع سلاح جميع الأفراد بالإقليم، وبما يمكن من اتمام السيطرة على كافة أراضي جمهوريتي “دونتيسك” و”لوجانيسك” المُعلنتين من جانب واحد. وإحلال القوات الأوكرانية بقوات حماية روسية تحت مسمى “قوات حفظ السلام” في العمق الاستراتيجي الروسي الجنوبي الغربي لروسيا.

الإجراءات:

  • تركيز نيران الصواريخ والأسلحة الزكية على مخازن الذخيرة والمؤن والوقود والمعدات الطبية والأسلحة الأوكرانية، وكذا مراكز القيادة والسيطرة ومصادر النيران بتشكيلاته.
  • انسحاب القوات الروسية الحذر من المحاور كييف ومحيطها تجاه دنيبرو وزابرزاجيا وشرقاً وبما يطوق القوات الأوكرانية شرق دنيبرو وزابرزاجي.
  • تركيز الجهود الروسية للاستيلاء على مدينة دنيبرو، وعلى التوازي مدينة ماريوبول وسرعة اسقاطها وخفض الروح المعنوية للقوات الأوكرانية بواسطة قوات من قيادة المنطقة الجنوبية، ثم إعادة إعمارها وفرض السيادة الروسية عليها.
  • استمرار القتال جنوباً بواسطة قوات من المنطقة الجنوبية ومن وحدات المظلات، وفرض السلطة الروسية على مدن (خيرسون – ميليتوبول – بيرديانيسك)، وجميعها جنوب شرق أوكرانيا مع دفع مرتبات الموظفين بالعملة الروسية.
  • استهداف مدينة أوديسا بنيران صواريخ أرض/ أرض وسطح/ أرض الموجهة من قطع بحرية روسية في بحر أزوف.
  • الاستمرار في إصلاح خطوط السكك الحديدة خاصة الجنوبية ثم الشمالية لتسهيل نقل الإمدادات اللوجيستية.
  • تمسك القوات الروسية بالأراضي المستولى عليها والتوسع شرق وجنوب شرق أوكرانيا وتعزيز النجاحات.
  • وبتحقيق كل ما سبق يتم تهيئة الظروف السياسية والأمنية والإدارية لفصل شرق أوكرانيا عن غربها وكذا جزئها الجنوبي المطل على بحر أزوڤ ومضيق أزوڤ والبحر الأسود، وربط مدن إقليم دونباس بمدن جنوب أوكرانيا وأهمها (ماريوبول – ميليتوبول – برديانيسك – خيرسون).

دكتور سَــــيْد غُنــــيْم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع – أستاذ زائر بالناتو والأكاديمية العسكرية ببروكسل 

المصادر:
مصادر معلنة دولية.
مصادر خاصة.

 
شارك

administrator