أولاًالأعمال السابقة والحالية

1- عام:

في بيئة من حرب التصريحات والاتهامات المتبادلة سواء بين روسيا وأوكرانيا فيما يخص جرائم تتعلق بحقوق الانسان، أو بين روسيا والولايات المتحدة بشأن اتهام روسيا لأوكرانيا بامتلاكها معامل بيولوجية أمريكية على أراضيها، تتزايد الاتهامات الموجهة من الناتو لروسيا بأنها تتحرش بدول أعضائها مثل بولاندا، كما أعلنت الولايات المتحدة أنها جاهزة هي والناتو لمواجهة عسكرية مع روسيا تنفيذاً للبند الخامس حالة قيام روسيا باستهداف أي دولة عضو بالناتو. من جانب آخر وعلى الصعيد الداخلي في أوكرانيا، بدأت وزارة الدفاع الأوكرانية في استخدام تقنية التعرف على الوجه بواسطة Clearview AI  مع حرية الوصول إلى محرك البحث القوي للشركة الأمريكية، مما يسمح بفحص الأشخاص عند نقاط التفتيش والكشف عن المهاجمين الروس اومكافحة المعلومات المضللة وتحديد هوية القتلى. وعلى صعيد مسرح العمليات، تستمر أعمال القتال في أوكرانيا مع بطء تقدم القوات الروسية.

ولأول مرة، صرح واحد من أوثق حلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن العملية العسكرية التي تنفذها روسيا في أوكرانيا لا تسير بالسرعة التي أرادها الكرملين في أقوى اعتراف علني حتى الآن من موسكو بأن الأمور لا تسير وفقا للخطة الموضوعة. وعزا فيكتور زولوتوف رئيس الحرس الوطني في كلمة ألقاها خلال قداس ترأسه بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية كيريل أمس الأحد الإيقاع الأبطأ من المتوقع إلى ما قال إنها قوى أوكرانية يمينية متطرفة تختبئ خلف المدنيين مكررا اتهاما شائعا بين المسؤولين الروس. وبدا أن تعليقاته تتناقض مع تقييم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو يوم الجمعة الذي أبلغ بوتين أن “كل شيء يسير وفق الخطة”. وقال زولوتوف الذي كان مسؤولا في فترة من الفترات عن أمن بوتين الشخصي “أود أن أقول نعم ليس كل شيء يسير بالسرعة التي نودها”. وأضاف “لكننا نمضي صوب هدفنا خطوة خطوة وسيكون النصر لنا”.

وعلى الأرض، خلال اليوم الـ(18) عمليات، 13 مارس، قامت القوات الروسية مرة أخرى بشن هجمات برية محدودة، فقط لتأمين مناطق جديدة في دونيتسك ولوهانسك أوبلاست. واعتباراً من ظهر يوم 13 مارس بالتوقيت المحلي لأوكرانيا قامت القوات الروسية بأعمال إعادة التجميع وإجراءات رفع الكفاءة القتالية. وتواصل القوات الروسية أعمال استعادة الكفاءة في اتجاه كييف وجنوباً.

ولم تنفذ القوات الروسية عمليات هجومية شمال غربي كييف لليوم الثالث على التوالي. كما لم تشن القوات الروسية هجمات باتجاه شمال شرق كييف، حيث أعطت الأولوية لتعزيز خطوط المواجهة مع القوات الأوكرانية وخطوط مواصلاتها لتسهيل الدعم اللوجيستي.

وخلال اليوم الثامن عشر عمليات 13 مارس، نجحت القوات الروسية والقوات الموالية لها في إقليم الدونباس في الاستيلاء على عدة بلدات شمال ماريوبول في دونيتسك، وهي العمليات البرية الهجومية الوحيدة في ذلك اليوم.

من المرجح أن تتوسع الاحتجاجات الأوكرانية في خيرسون المحتلة ضد الهجوم الروسي.

وفي تقارير خاصة، وردت معلومات أكثر تحديداً تشير إلى أن روسيا ستنشر وحدات سورية موالية للأسد في أوكرانيا ومعها عناصر مرتزقة ليبية موالية لروسيا.

وقد وردت تقارير تفيد بأن روسيا تعمل على تخفيف انتشارها الدولي في أرمينيا وناغورنو كاراباخ لتعزيز العمليات في أوكرانيا فضلاً عن سحب قوات إضافية من أقصى شرق روسيا لصالح القتال في أوكرانيا. حيث أشارت التقارير إل أن روسيا قامت بسحب 800 فرد من القاعدة 102 لروسيا في أرمينيا وقامت بإعادة نشرهم في مكان غير معروف في روسيا يومي 9 و 10 مارس استعداداً للانتشار في أوكرانيا. وأن روسيا تستدعي عناصر من قوات حفظ السلام التابعة لها في ناغورنو كاراباخ لتعويض الخسائر في أوكرانيا.

خلال اليوم الثامن عشر عمليات قدمت المخابرات الأوكرانية مزيداً من التفاصيل حول مبادرة روسيا لنشر وحدات موالية للأسد في أوكرانيا وتجنيد مرتزقة سوريين وليبيين إضافيين. وفي تقارير خاصة، ورد أن روسيا تقوم بتجنيد متطوعين/ مرتزقة من سوريا وليبيا وستدفع لهم المال مقابل ذلك. 300 دولار – 600 دولار شهريا. حيث أفادت التقارير أن روسيا فتحت 14 مركزاً للتجنيد في سوريا، وستنقل المتطوعين/ المرتزقة إلى قاعدة تشكالوفسكي الجوية في موسكو بعد تلقيهم التدريب اللازم. وذكرت التقارير أن روسيا جمعت بالفعل آلاف من القوات السورية، وخاصة تلك المتخصصة في المدفعية الثقيلة وأفراد القناصة، ومعظمهم من قوات الدفاع الوطني والفيلق الخامس السوري – وهما وحدتان مواليتان للأسد تدعمهما روسيا.

ما زالت بيلا روسيا لم يؤكد احتمال مشاركتها بقوات بجانب روسيا ضد أوكرانيا، ويأتي هذا في القوقت الذي تقول فيه التقارير أن القوات الروسية أنشأت قاعدة لإصلاح وتجديد المعدات العسكرية في كوليشيخا، بيلاروسيا، على بعد حوالي (17 كم) من الحدود مع أوكرانيا.

طبقاً لمعلومات المصادر العلنية، خلال اليوم الثامن عشر عمليا 13 مارس، قامت القوات الروسية باستخدام الصواريخ الباليستية بضرب مركز يافوريف للتدريب العسكري، شمال غرب لفيف، على بعد أقل من (10) كيلومترات من الحدود البولندية، وقتلت ما لا يقل عن 35 فرداً (تقول وسائل الإعلام الأوكرانية أن القتلي أوكرانيين، وتقول وسائل الإعلام الروسية أنهم من المتطوعين/ المرتزقة المتدربين).، وتعتبر منطقة يافاروف مسرح التدريب الرئيسي لمناورات عسكرية كبرى قد أجريت عليها بواسطة قوات كبيرة تابعة للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.

وتستخدم القوات الروسية بشكل متزايد الطائرات الموجهة بدون طيار (UAV) في أوكرانيا، بما في ذلك طائرة Forpost-R UCAV المسلحة و34 مقاتلة قاذفة، هذا بجانب طائرات السوخوي مجهولة الهوية وطائرتان بدون طيار اللتي أعلن في تقرير خاص أنها هاجمت قوات بيلاروسية خلال أيام سابقة.

2- استمرار تشكيل عمليات القوات الروسية على عدة محاور كالآتي:

محور كييف:

لم تنفذ القوات الروسية عمليات هجومية شمال غربي كييف لليوم الثالث على التوالي وذلك اعتباراً من اليوم السادس عشر عمليات. وتفيد تقاري أن القوات الروسية أعطت الأولوية لاستطلاع المواقع الأوكرانية استعداداً لاستئناف الهجمات على كييف في أي وقت خلال سبعة أيام عمليات قادمة.

محور إيربين، غرب وشمال غرب العاصمة كييف:


كذلك أيضاً لم تنفذ القوات الروسية عمليات هجومية شمال غربي كييف لليوم الثالث على التوالي. حيث تفيد تقارير أن القوات الروسية ركزت على أعمال الاستطلاع لاكتشاف وتحديد المواقع العسكرية الأوكرانية شمال غرب كييف وهو تغير مؤقت في الاستراتيجية الروسية التي كانت تهاجم دون استطلاع كافي مسبق. أما في أربين، إحدى ضواحي كييف الغربية، فقد استمر القتال، وأفادت المصادر العلنية عن مقتل الصحفي الأمريكي “برنت رينو” في أربين بواسطة القوات الروسية خلال اليوم الثمن عشر عمليات، في 13 مارس 2022.

محور تشيرينهيف وسومي:
أفادت تقارير أن القوات الروسية شمال شرق كييف قد تحولت للدفاع خلال اليوم الثامن عشر عمليات 13 مارس، حيث ركزت على أعمال استعادة الكفاءة وإجراء الاستطلاع. وقامت القيادة العامة للقوات المسلحة الروسية بنشر وحدات إضافية متقدمة من المنطقة العسكرية المركزية الروسية. من المحتمل أن تنوي القوات الروسية تعزيز خط المواجهة في شمال شرق أوكرانيا والمكشوف أمام الهجمات المضادة الأوكرانية قبل التحول لاستئناف العمليات الهجومية باتجاه شمال شرق كييف.

محور خاركيف:
خلال اليوم الثامن عشر عمليت، شنت القوات الروسية هجوماً على منطقة إيزيوم، جنوب شرق خاركيف، إلا أن الهجوم لم يحقق النجاح المطلوب.

كما أفادت تقارير واردة ظهر يوم 13 مارس بالتوقيت المحلي أن مجموعة قتال روسية بقوة كتيبة مدعمة تابعة للجيش السادس الميداني الروسي قد انسحبت إلى مدينة بيلغورود الروسية شمال خاركيف لاستعادة الكفاءة بعد القتال في مدينة خاركيف.

محور لوهانسك:
أفادت تقارير خاصة أن القوات الروسية تجمع الاحتياطيات في لوهانسك أوبلاست لشن هجوم متجدد على سيفيرودونيتسك. في الوقت وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الروسية أن القوات الروسية استولت على الضواحي الشرقية والجنوبية لسيفيرودونتسك خلال اليوم الثمن عشر عمليات 13 مارس.

محور ماريوبول:
شنت القوات الروسية والقوات بالوكالة عدة هجمات ناجحة شمال ماريوبول في دونيتسك أوبلاست في 13 مارس. وأكدت تقارير أن القوات الروسية استولت على ستاروملينيفكا، ويفينيفكا، وبافليفكا، ويغوريفكا خلال اليوم الثالث عشر عمليات وتحديداً اعتباراً من ظهر يوم 13 مارس، وهو ما يتسق مع ما أعلنته القيادة العامة للقيادة الروسية أن قواتها تقدمت (14) كيلومتر في مناطق القتال المذكورة. وذكرت تقارير خاصة أن القوات الروسية قامت بقصف مكثف للبنية التحتية المدنية في دونيتسك أوبلاست خلال يومي (17 و18) عممليات 12 و13 مارس.

وواصلت القوات الروسية هجماتها المتفرقة على ماريوبول في 13 مارس. في الوقت الذي تدعي فيه القوات الأوكرانية أنه قتلت 15 جندياً روسياً وقالت إن القوات الأوكرانية لا تزال في حالة معنوية عالية على الرغم من ضعف القيادة والسيطرة، أي أن القوات الأوكرانية المدافعة تقاتل مستقة إلى حد كبير في هذا المحور.

محور خيرسون والغرب:


لم تقم القوات الروسية بأي أعمال هجومية تجاه ميكولايف أو زابوريزهيا خلال اليوم الـ18 عمليات، 13 مارس. وأفادت تقارير أن القوات الروسية تقوم بتجميع الاحتياطيات بما في ذلك قوات محمولة جوا، جنوب زابوريزهيا لشن هجوم محتمل على المدينة، لكنها لم تنفذ أي هجمات خلال اليوم الـ18 عمليات 13 مارس. ومن المحتمل أن تقوم القوات الروسية على هذا المحور بالتقدم لمحاصرة زابوريزهيا، ولكن من غير المرجح أن تمتلك القوات اللازمة للقيام بذلك بينما تظل القوات الروسية في الجنوب ملتزمة بتطويق ماريوبول. ومن المحتمل أيضاً أن تجمع أيضاً حجم كبير من القوات في محاولة لاستهداف أوديسا.

وأفادت وسائل الإعلام الأوكرانية أن القوات الروسية أطلقت النار يوم 13 مارس رداً على احتجاج أوكراني كبير في خيرسون، لكنها لم تبلغ عن أي خسائر. كما احتج السكان الأوكرانيون في بيرديانسك ومليتوبول المحتلتين في نفس التوقيت (جاري تدقيق المعلومات). أعلن عمدة خيرسون إيغور كوليخاييف أنه رفض محاولة روسية لإجبار سكان خيرسون على تمرير استفتاء يعلن “جمهورية خيرسون الشعبية”. إذا تم تأكيد هذا الجهد الروسي.

3- العمليات النفسية والسيبرانية للجانبين:

في تقرير من طرف واحد، إدعت صحيفة الديلي ميل البريطانية والتي تدعي أنها تمتلك تقارير طبية عالمية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مصاب بعدة أمراض، بعضها نفسي والآخر عقلي، حيث شملت عدة أمراض مثل الجنون العقلي، السرطان، وآخرها تعاطي المخدرات، التي تسبب في انتفاخ وجهه، حسب الادعاءات. وقالت تفصيلاً أنه وفقاً للتلك التقارير الطبية، أن بوتين قد أُصيب باضطراب دماغي ينتج عن الخرف أو مرض باركنسون. كما أكدت أنه مريض بالسرطان، حيث أنه يعاني أيضاً من الغضب اللفظي الناتج عن تلقي علاج الستيرويد، المضاد لمرض السرطان. وحسبما ذكرت مصادر من الكرملين للصحيفة، تم كشف التفسير الفسيولوجي الخاص بقرار الرئيس الروسي بضرب أوكرانيا. وحسب الديلي ميل أيضاً، أوضحت  التقارير الطبية أن سلوك الرئيس الروسي غير منتظم بشكل ملحوظ، خاصة مع ظهور انتفاخات في وجهه في الصور الأخيرة المتداولة له. وأفادت المصادر، أن قرار بوتين بعزل نفسه جسديًا عن الضيوف خلال اللقاءات دليل على الخوف من الأمراض المصاحبة، أو استخدام الأدوية التي تثبط جهاز المناعة، مما تزيد من مخاطر حالته الأمر الذي يرفضه الكرملين برمته.

4- موقف الأطراف الدولية:

تستمر الأطراف الدولية في مواقفها كما في التقدير السابق، مع ملاحظة الآتي:

  • حذرت الحكومة الصينية من أن أي دولة ستدعم تايوان عسكرياً ستواجه “أسوأ العواقب ولن يتمكن أي أحد من إيقاف الحزب الشيوعي إذا اتخذ إجراءات ضد الدولة الجزيرة. ربما يشير ذلك إى أن علاقة الصين مع تايوان قد أصبحت موضع تركيز ارتباطاً بالغزو الروسي لأوكرانيا، حيث عززت تايوان دفاعها وتتوسع في التدريب العسكري المتخص وفي التدريبات على الدفاع عن المدن.
  • أصدر المدعي العام في روسيا تحذيرات قوية للشركات الغربية التي تنسحب من البلاد أو تنتقد حكومتها، أنه يمكن القبض على مديري هذه الشركات حالة أن انتقدوا روسيا. ومن المحتمل أن يتم تأميم أصول الشركات الأجنبية التي تغلق عملياتها في روسيا.
  • إخراج إتش أند إم من التجارة الإلكترونية والخرائط والسوشيال ميديا في الصين، ولم تقدم الصين أي تبرير لذلك. ويحتمل أن يكون بسبب قرارها بعدم استخدام القطن الصيني منذ عام في منتجاتها، أو بسبب مقاطعة الشركات الغربية لروسيا. علماً بأن كل الماركات العالمية تقريباً قد قاطعت روسيا.

ثالثاًالأعمال العسكرية المنتظرة:

1- الهدف السياسي العسكري من العملية:

– دولياً:

* تقويض التهديد العسكري للناتو والولايات المتحدة تجاه المجال الحيوي الروسي في منطقة البحر الأسود والبلقان، وتأكيد فكرة قدرة روسيا الاتحادية على التصدي لإستراتيجية الانتشار التدريجى لحلف الناتو في هذا الاتجاه.
* إمكانية نقل الحرب بالوكالة إلى مسرح أوروبا الشرقية من غير دول الناتو أو بإحدي دوله الأعضاء إن أمكن، وبما يجعلها أكثر اتساعاً وتعقيداً، دون مواجهة روسية حقيقيةمع الناتو والولايات المتحدة. 
– في أوكرانيا:
* تحويل أوكرانيا من منطقة عازلة لصالح الناتو، إلى منطقة عازلة في صورة (نطاق أمن استراتيجي) لروسيا الاتحادية في الاتجاه الجنوبي الغربي.
* اسقاط العاصمة كييف، وإعلان اسقاط النظام الأوكراني الحاكم أو تنحيه، واستبداله بنظام موالي لروسيا. والعمل على تحول الحرب إلى حرب بالوكالة مع الوقت داخل الجزء الغربي في أوكرانيا تمهيداً لنقلها لدول شرق أوروبا دون مواجهة روسية مع الناتو.
* استكمال الاستيلاء على المدن الحيوية وإعلان انفصال بعضها (كييف – خاركيف – مايروبول – خيرسون – ميكولايف – أوديسا) بهدف تفتيت الدولة وتحويلها إلى “لا دولة”، مع احتمال ضم تلك الجمهوريات المنفصلة من جانب واحد إلى روسيا الاتحادية مستقبلاً، وحرمان أوكرانيا من الإطلال على البحر الأسود وجعلها دولة حبيسة، الأمر الذي يقسم ويضعف الدولة الأوكرانية من جانب ويحرمها من كافة المزايا الجيوستراتيجية التي يسعى الناتو لتوسعه استناداً عليها أو للاستفادة منها.
* السيطرة على مراكز الأبحاث البيولوجية الأوكرانية/الامريكيه لاستخدام ذلك في تبرير غزوها لاوكرانيا واستخدام تلك الورقة في الضغط على الولايات المتحدة وأوروبا، بل وإتخاذ إجراء روسي مضاد مماثل.
 

2- الهدف الاستراتيجي العسكري من العملية:

* اتمام تأمين جمهوريتي “دونتيسك” و”لوجانيسك” المنفصلتين حديثاً من جانب واحد، والاستيلاء على باقي أراضيهما داخل العمق الأوكراني.
* الاستيلاء على الأهداف الحيوية الأوكرانية الرئيسية على رأسها محطات الطاقة بالمفاعلات النووية، والمعامل البيولوجية الأمريكية (غير المعلن عنها من الجانب الأوكراني والأمريكي)، والمنشآت الإعلامية، والمالية، والمراكز الصناعية الكبرى بالدولة الأوكرانية.
* نزع السلاح الأوكراني بكافة مستوياته وإحلال قواتها المسلحة بقوات حماية روسية تحت مسمى “قوات حفظ السلام” في العمق الاستراتيجي الروسي الجنوبي الغربي.
* فصل شرق أوكرانيا عن غربها وذلك بتحقيق المهمة النهائية للجبهة بالاستيلاء على الخط المار بالمدن (كييف – تشيركاسي – كيروفوجراد – أوديسا)، وتأمين الطريق العرضي الدولي الرئيسي الواصل من كييف شمالاً إلى أوديسا جنوباً.
  • فصل شرق أوكرانيا عن غربها وذلك بتحقيق المهمة النهائية للجبهة بالاستيلاء على الخط المار بالمدن (كييف – تشيركاسي – كيروفوجراد – أوديسا)، وتأمين الطريق العرضي الدولي الرئيسي الواصل من كييف شمالاً إلى أوديسا *جنوباً.

3- الهدف الاستراتيجي العسكري خلال (7) يوم عمليات قادمة:

سرعة الاستيلاء على مدينة أوديسا وعزلها إدارياً وعملياتياً عن العاصمة كييف، وفرض السيطرة الجوية على سماء أوكرانيا لسرعة حسم وإنهاء العمليات في خيرسون وميكولايف وماريوبول وخاركييف والعاصمة كييف وإعلان السيطرة على كافة الأهداف الحيوية شرق أوكرانيا، وعزل شرق أوكرانيا عن غربها، ونقل الحرب بالوكالة إلى الغرب.

4- تسلسل الأعمال المنتظرة:

من المرجح أن تسحب روسيا المزيد من القوات من انتشارها الدولي في أرمينيا وطاجيكستان وسوريا لتعويض الخسائر في أوكرانيا. حيث من المنتظر أن تقوم روسيا بنشر 1500 جندي من لواء المشاة البحري 40 الروسي (لأسطول المحيط الهادئ) إلى بيلاروسيا عبر السكك الحديدية خلال السبع أيام عمليات المقبلة، ويشير توجه روسيا لتجميع قواتها الدولية في الخارج وفي شرق روسيا وحشدها على الجبهة الأوكرانية إلى احتمال ترجيح توجه روسيا لشن اجتياح كبير أكثر شمولاً، كذا استعواض الخسائر وتعزيز المقدرة على تطوير الهجوم على المحاور الهامة. وبالنظر لأعداد القوات التي تقوم روسيا بسحبها من الخارج مسرح العمليات لصالح الحرب الدائرة نجد أن عمليات إعاد نشر القوات الروسية هذه من غير المرجح أن تغير ميزان القوات في الأسبوع المقبل، حيث وطبقاً للتقديرات تحتاج روسيا لحولي 250 ألف مقاتل لإمكانية استكمال عملية اجتياح أوكرانيا بالكامل بشرط إحداث كبيرة في البنية العسكرية الأوكرانية التي تستقبل إمداد وتعويضات لوجيستية ومالية مستمرة.

ومن المحتمل أن تعيد روسيا نشر قوات سورية التي تعمل بالوكالة في ميليشيا الدفاع الوطني والفيلق الخامس في غضون مهلة قصيرة نسبياً، اعتماداً على قدرتها على النقل الجوي. ومع ذلك، فمن المرجح أن يستغرق نشر المرتزقة السوريين والليبيين المدربين بسرعة أسابيع أو شهوراً لنشرهم في أوكرانيا. وأتوقعأن تكون تلك العناصر أقل كفاءة من القوات الروسية العاملة حالياً في أوكرانيا. ولذا أتوقع أن يكون سرعة الإمداد بالقوات سيأتي على حساب الكفاءة المرجوة منهم، وهو ما يؤكد أن روسيا تحتاج لوقت أكبر لحسم العمليات، في مقابل أن مد فترة العمليات ليس في صالحها نظراً للتكلفة الكبيرة والخسائر التي تتكبدها.

من المرجح أن يسعى الكرملين إلى الضغط على بيلاروسيا للانضمام إلى الحرب في أوكرانيا وسيقوم بنشر مقاتلين سوريين في أوكرانيا في المستقبل القريب. وفي حالة توجه بيلاروسا لهذا الخيار ربما تحت الضغط الروسي، ستسعى القيادة العامة للقوات المسلحة الروسية للسيطرة المباشرة على الوحدات البيلاروسية التي ستكلف بمهام المساندة والتدخل، لنشرها في أوكرانيا. وأتوقع محاولة بيلاروسيا الهروب من التدخل العسكري في ازكرانيا تفادياً لعقوبات شديدة تنتظرها.

تستخدم أوكرانيا معسكر يافوريف كمنصة انطلاق رئيسية لتسليم المساعدات العسكرية عبر بولندا، مما يرجح احتمال محاولة اعتراض شحنات المساعدات الغربية إلى أوكرانيا، خاصة مع إعلان الكرملين في 12 مارس أنه سيعامل شحنات المساعدات الدولية الغربية وغيرها كأهداف عسكرية مشروع. بل أتوقع أن تشن روسيا المزيد من الضربات على غرب أوكرانيا في الأسبوع المقبل لاعتراض كافة الإمدادات الأوكرانية.

قد تنوي القوات الروسية تنفيذ هجمات واسعة النطاق على كلا محوري كييف وجنوباً خلال أربع أيام عمليات قادمة والتي قد تطول لأكثر من ذلك أو لا تفعل ذلك لتركيز الجهود الكافية لإستكمال تطويق كييف. إلا أنه من غير المرجح أن تمكّن هذه القوات روسيا من تغيير ميزان القوى حول كييف بشكل إيجابي في الأسبوع المقبل.

من المحتمل أن تسعى القوات الروسية لتجاوز خاركيف من الجنوب الشرقي والتقدم نحو دنيبرو وزابوريزهيا، لكن من غير المرجح أن تحقق تقدماً جوهرياً دون الالتزام بمزيد من القوات وأسلحة الدعم الكافية.

من غير المرجح أن تستولي القوات الروسية على ماريوبول من خلال هجوم مباشر دون تركيز أكبر للقوات (التي لا يزال من غير المحتمل أن يكون لديها القدرة على تجميعها في وقت قصير). ومن المرجح أن تستمر روسيا في قصف مدينة ماريوبول ومواصلة الهجمات البرية التدريجية لإجبار المدينة على الاستسلام.

من المرجح أن تتوسع الاحتجاجات الأوكرانية في خيرسون (المنتظر إعلان انفصالها عن أوكرانيا من جانب واحد). وفي المقابل، من المحتمل قيام القوات الروسية في خيرسون باتخاذ نفس النهج في لوجانيسك ودوتيسك بالتفرقة بين الشعب الأوكراني لتقسيمه إلى عدة جماعات موالين لروسيا.

رابعاً: “تصور للسيناريوهات المتوقعة في “الأزمة الروسية الأوكرانية”:

السيناريو الاول (الأفضل):

تزايد فرص وساطة دولة كبرى مثل الصين، وقبول للولايات المتحدة الدخول في تفاوض إيجابي من الولايات المتحدة وروسيا للوصول لحل نهائي يحافظ على عالم متوازن، ليس فقط في القوة ولكن في الإرادة.

السيناريو الثاني (الأكثر احتمالاً):

حالة فشل جهود السيناريو الأول أو عدم اللجوء إليه، ومع استمرار الدعم الخارجي إلى أوكرانيا وإصرارهم على المقاومة، واستمرار الضغوط الإعلامية والعقوبات على روسيا، تقوم القوات الروسية باستغلال أعمال قتال قوات الشيشان (وباستغلال المرتزقة السوريين أو بدونهم) بتكثيف العمليات العسكرية الروسية غرباً بهدف  الاستيلاء على العاصمة الأوكرانية والمدن المهمة بها، وتأمين شرق أوكرانيا بالكامل من خلال السيطرة على الخط المار بغرب المدن (كييف – تشيركاسي – كيروفوجراد – أوديسا)، تقوم روسيا بالاستمرار في دفع المرتزقة السوريين لمواجهة الجيش الأوكراني والمرتزقة الموالين له في غرب أوكرانيا، وبما يحول المنطقة إلى مستنقع حرب بالوكالة  يطيل من مدة العمليات العسكرية، وهو ما لا يأتي في صالح روسيا، وقد تكون عواقبه شديدة الخطورة، ارتباطاً بـ “الضغط على قوة كبرى وهي روسيا وظهرها للحائط”، حيث قد تلجأ روسيا أخيراً لمذابح موسعة أو تنفيذ عمل متهور يتحسب له العالم.

السيناريو الثالث (بالتمني أو التنازلات):

تنحي أو انهيار أحد النظامين الحاكمين سواء الأوكراني أو الروسي، أو تراجع أحدهما عن موقفه لأي سبب، وحسم الكفة لصالح روسيا أو الغرب.

دكتور سَــــيْد غُنــــيْم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع – أستاذ زائر بالناتو والأكاديمية العسكرية ببروكسل

المصادر:
مصادر معلنة دولية.
مصادر خاصة.

شارك

administrator

استشاري الأمن الدوَلي والدفاع، رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع، الإمارات العربية المتحدة، وأستاذ زائر في العلاقات الدولية والأمن الدولي في أوروبا وشرق آسيا، (مصري)