أولاً: الأعمال السابقة والحالية
1- عام:
تقوم القيادة العامة للقوات الروسية بسحب بعض عناصر قواتها حول كييف إلى بيلاروسيا لإعادة انتشارها على الأرجح إلى محاور أخرى للتقدم ولم تقم بأي عمليات هجومية حول المدينة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
تمكنت القوات الأوكرانية من صد عدة هجمات روسية في ولايتي دونيتسك ولوجانسك خلال ي 35 ع، 30 مارس 2022، وتحاول القوات الأوكرانية في ماريوبول استعادة السيطرة على بعض أراض في المدينة.
تحتفظ القوات الروسية بمواقعها ولم تقم بعمليات هجومية في جميع أنحاء البلاد.
تحتفظ القوات حول كييف بمواقعها الأمامية وتستمر في الدفاع ضد الهجمات المضادة الأوكرانية المحلية المحدودة.
ولم تشن القوات الروسية أي عمليات هجومية في شمال شرق أوكرانيا خلال يوم 35 عمليات.
جاري إعادة تجميع وانتشار عناصر من الجيش 20 ميداني وقوات الحرس الجمهوري المدرعة لدعم العمليات الروسية في إيزيوم، ولكن من غير المرجح أن تستولي على المدينة في المستقبل القريب.
تقوم القوات الأوكرانية بصد الهجمات الروسية المستمرة في لوجانسك ودونيتسك. وتواصل القوات الروسية السيطرة على الأراضي في ماريوبول، لكن من المحتمل أن تتكبد خسائر كبيرة.
تحتفظ القوات حول كييف بمواقعها الأمامية وتستمر في الدفاع ضد الهجمات المضادة الأوكرانية المحلية المحدودة.
ولم تشن القوات الروسية أي عمليات هجومية في شمال شرق أوكرانيا خلال يوم 35 عمليات.
جاري إعادة تجميع وانتشار عناصر من الجيش 20 ميداني وقوات الحرس الجمهوري المدرعة لدعم العمليات الروسية في إيزيوم، ولكن من غير المرجح أن تستولي على المدينة في المستقبل القريب.
تقوم القوات الأوكرانية بصد الهجمات الروسية المستمرة في لوجانسك ودونيتسك. وتواصل القوات الروسية السيطرة على الأراضي في ماريوبول، لكن من المحتمل أن تتكبد خسائر كبيرة.
وردت تقارير أن القوات الروسية تقوم بشكل متزايد بتعبئة أفراد مقاتلين وفنيين وإداريين لدعم والوحدات وتعويض الخسائر القتالية. حيث إن القوات الروسية تقوم بدفع جنود من (وحدات الإمداد بالرجال)، بما في ذلك المنشآت التعليمية، لتعويض الخسائر القتالية.
ذكرت تقارير، أن ثلاث مجموعات قتال تكتيكية (كتائب مدعمة) فضلاً عن حوالي 2000 جندي من القواعد العسكرية الرابعة والسابعة لروسيا في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا قد تم نشرهم في مواقع متفرقة على محاور التقدم الروسية في أوكرانيا. كما رُصد وجود قوات أوسيتيا الجنوبية في منطقة دونباس في 29 مارس.
ذكرت تقارير خاصة أن روسيا تواجه مشكلات معنوية ومادية نتيجة لنقص الإمداد وطول فترة العمليات، خاصة من جانب صف ضباط المتطوعين في عدة وحدات، وذلك بناءً على تقارير أخرى تشير إلى تعطل بعض المعدات الدقيقة ولا توجد قطع غيار لإصلاحها لأنها من دول غربية أو حليفة للغرب.
2- استمرار تشكيل عمليات القوات الروسية على عدة محاور كالآتي:
- محور كييف:
كانت العمليات الروسية على محور كييف تهدف إلى تطويق المدينة من الشمال الغربي والغرب والشرق. من غير الواضح ما إذا كانت القوات على هذا المحور قد أعطيت مهمة جديدة.
واصلت عناصر من القوات الروسية حول كييف، في الشمال الغربي وحول بروفاري، انسحابها إلى بيلاروسيا في 30 مارس، رغم أن القوات الروسية واصلت الدفاع عن خطوطها الأمامية في المنطقة وقصف أهداف مدنية. أفاد مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية دينيسنكو في 30 مارس أن روسيا لم تقلل من نشاطها العسكري بالقرب من كييف وأن الانسحابات الروسية المستمرة يبدو أنها تناوب بين الوحدات، وليس وقف الأعمال العدائية. يرى مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أن القوات الروسية المنسحبة من كييف ستتم إعادة انتشارها على الأرجح إلى محاور أخرى. في المقابل، ذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية ظهراً بالتوقيت المحلي يوم 30 مارس أنها أكدت تحرك رتل من القوات الروسية شمالاً عبر إيفانكيف باتجاه منطقة تشيرنوبل ولم تؤكد هوية الوحدة أو حجم هذا الانسحاب المبلغ عنه. ذكرت إدارة كييف أن القوات الروسية تركز على قصف مخزون الوقود الأوكراني لتعطيل الخدمات اللوجستية الأوكرانية وخلق أزمة إنسانية. ستواصل القوات الروسية حول كييف قصف المدينة، ومن المرجح أن يتم نشر القوات المنسحبة إلى بيلاروسيا في خطوط تقدم أخرى في الأسبوع المقبل.
- محور إيربين، غرب وشمال غرب العاصمة كييف على طول الضفة الغربية لنهر دنيبرو:
لا يبدو أن القوات الروسية والأوكرانية أجرت عمليات مهمة شمال غرب كييف خلال ي 35 ع. وأفادت سلطات كييف في 30 مارس أن القوات الأوكرانية تسيطر بشكل كامل على ماكاريف وأجزاء من بورودينكا. كان القتال مستمرا في إيربين وهوستوميل خلال يوم 35 عمليات، لكن القوات الأوكرانية لم تؤمن المزيد من الأراضي.
- محور تشيرينهيف:
لم تنفذ القوات الروسية أي عمليات كبيرة على طول محور تشيرنيهيف وسومي خلال يوم 35 عمليات، لكن تقارير أشارت إلى ان القوات الروسية لم تسحب قواتها من تلك المنطقة. وأكد ذلك تصريح رئيس إقليم تشيرنيهيف فياتشيسلاف تشاوس في 30 مارس قائلاً “إن المدينة لم تر أي دليل على انسحابات روسية حول المدينة وأن الطائرات الروسية تواصل قصف أهداف في المدينة ليلة 34/ 35 عمليات، 29/ 30 مارس.
- محور خاركيف:
لم ترد أي تقارير تشير لقيام القوات الروسية بتنفذ أعمال قتال كبيرة في خاركيف أو حولها مباشرة إلا أن هناك استمرار في قصف المدينة.
أشارت تقارير أن روسيا تعيد انتشار عناصر من الجيش 20 الميداني وقوات الرحرس الجمهوري المدرعة في سومي لتعزيز الوحدات الروسية حول إيزيوم. ولم تقم القوات الروسية بشن عمليات هجومية في إيزيوم أو كاميانكا، جنوب مدينة إيزيوم، خلال اليوم 35 عمليات.
- محور دونتيسك ولوجانيسك:
تواصل القوات الأوكرانية صد الهجمات الروسية في جميع أنحاء دونيتسك ولوجانسك خلال ي 35 ع. وقد تمكنت القوات الأوكرانية من صد أربع هجمات روسية في المنطقة خلال ي 35 ع ودمرت عدد (7) دبابة وعدد (7) عربة مدرعة روسية ومركبتين نقل أفراد. واستمر القصف ي والصاروخي والجوي الجوية الروسية استمرت على طول خط التماس بأكمله. قال دينيس بوشلين المعين في منصب رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، في 30 مارس، إن المهمة الرئيسية للقوات الروسية والقوات الموالية لها بالإقليم هي “الوصول إلى الحدود الدستورية” التي تطالب بها جمهورية دونيتسك ولوجانيسك.
- محور ماريوبول:
واصلت القوات الروسية إحراز تقدم مطرد ومكلف في ماريوبول خلال ي 25 ع، 30 مارس. وقد صور مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الاستخدام الروسي المستمر للذخائر الحرارية في ماريوبول والأضرار الواسعة النطاق التي لحقت بالمدينة.
3- العمليات النفسية والسيبرانية للجانبين:
– يستهدف الإعلام الغربي الهيبة الروسية بشدة وذلك بإظهار مواطن ضعف استخدام قواته على الأرض وتعثر تقدمها وزيادة حجم خسائر القادة الذي وصل إلى سبع جنرالات خلال شهر واحد من القتال، واستهداف الضباط الأصاغر وضعف القيادة والسيطرة وصعوبة الإمدادات وغيرها من أمور الأمر الذي أطال العملية العسكرية لأكثر من شهر وكان متوقع ألا تستمر سوى أيام أو أسبوعين على الأكثر. في الوقت الذي يعمل الإعلام الروسي وداعميه الدفاع عن هيبة جيشه وسمعة أداء قواته المسلحة وقيادته السياسية في هذا الصدد.
– تروج القيادة العامة للقوات المسلحة الروسية أنها قد حققت المرحلة الأولى من أهدافها بنجاح وطبقاً للمخطط في الوقت الذي تنتقل فيه للمرحلة الثانية وهي تحرير إقليم دونباس، في محاولة لإثبات تميز أداء القوات الروسية على الأرض والتخطيط المسبق بعناية.
– تعاني القوات الروسية من انخفاض في الروح المعنوية بسبب طول فترة القتال وزيادة نسب الخسائر وعدم وجود قطع غيار دقية لا تصنع في روسيا لبعض المعدات والأجهزة فضلاً عن تأخر الأمدادات لاستهداف أرتالها بواسطة القوات الأوكرانية. في المقبال ورغم معاناة القوات الأوكرانية من ارتفاع نسب الخسائر إلا ان روحها المعنوية أفضل نسبياً لأنها تدافع عن أرضها وعن الأهالي وأسر المقاتلين، مع انتشار اجماع في الإرادة على استكمال الحرب ضد عدوان يغزوا بلادهم.
– أعلنت مديرة الاتصالات في البيت الأبيض يوم الأربعاء 30 مارس إن الولايات المتحدة تعتقد أن بوتين يتم تضليله من قبل مستشاريه حول الأداء الضعيف لجيشه وأنهم خائفون من إخباره بالحقيقة. ليس فقط بشأن أداء الجيش ولكن أيضاً كيف كبلت العقوبات الغربية الاقتصاد الروسيي.
– قال كبير الجنرالات الأمريكية في أوروبا اليوم الثلاثاء إنه يمكن أن تكون هناك ثغرة في جمع المعلومات الاستخباراتية الأمريكية تسببت في المبالغة في تقديرنا للجيش الروسي، لأنه تعثر حول العاصمة كييف مع دخول الحرب شهرها الثاني و كإن مقدراً دخولها في أيام..
– نجح البنك المركزي الروسي في إنعاش الروبل من خلال الحد من البيع و إجبار الشراء به و بدأ في الاستقرار ويتم تداوله الآن عند حوالي 99 روبل مقابل الدولار أي أضعف بنحو 17٪ مما كان عليه قبل الحرب ولكنه أقوى من أدنى مستوى قياسي له عند 151 روبل مقابل الدولار في 7 مارس الماضي.
– هدد بعض الفنانين المشاهير المرشحين لجوائز الأوسكار بمقاطعة حفل توزيع الجوائز يزم 28 مارس علناً إذا لم تتم دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتحدث في حفل توزيع جوائز الأوسكار.
– صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن قائلاً “إن فلاديمير بوتين لا يمكن أن يبقى في السلطة”، الأمر الذيا أدى إلى تصعيد الخطاب ضد الزعيم الروسي و كأنه رئيس من العالم الثالث، وقد ألحق بايدن ذلك فيما بعد قائلاً أنه ما قاله يعبر عن مشاعره الشخصية وليس بصفته رئيس الولايات المتحدة.
4- الأطراف الدولية:
– شهدت الساعات الأخيرة تطورات مهمة على مستوى مسار الحرب الروسية في أوكرانيا، وسط مؤشرات سياسية واقتصادية وميدانية ذات دلالة لافتة على وجود ما وصفه مسؤول أميركي بتحول إستراتيجي في خطة الحرب الروسية. وأدّت الجولة الجديدة من المفاوضات الروسية الأوكرانية التي استضافتها إسطنبول يوم الثلاثاء 29 مارس 2022 إلى حالة من التفاؤل بقرب انتهاء الحرب الروسية التي اندلعت قبل شهر.
– انتهكت عد (4) طائرات سوخوي روسية مسلحة برؤوس نووية انتهكت المجال الجوي السويدي فيما وصف بأنه “عمل ترهيب متعمد” وأقلعت الطائرات من كالينينجراد اتجاه جزيرة جوتلاند السويدية ومهمة ذه الطائرات على الأرجح هي إجراء اختبار روتيني فترات استجابة القوات الجوية لدول الناتو والسويد وفنلندا.
– في إجراء أوربي تضامني يوم الثلاثاء 29 مارس، تم طرد ضباط مخابرات روس متنكرون في زي دبلوماسيين على حد إعلان تلك الادول، وهي هولندا (17)، وبلچيكا (21)، والتشيك (1)، وايرلندا (4)، وبولندا (45)
و في 28 مارس أمرت دول البلطيق الثلاث بطرد (10) من موظفي السفارة الروسية.
– أجرت روسيا تجري تدريبات على الجزر التي تطالب بها طوكيو بعد أيام من توقف موسكو عن محادثات السلام مع اليابان بسبب العقوبات الغربية عليه وتجري مناورات عسكرية على جزر الكوريل بأكثر من 3000 جندي ومئات المعدات العسكرية..
– أعلنت الولايات المتحدة يوم 25 مارس فرض عقوبات جديدة على الكيانات والأفراد الروس والكوريين الشماليين بسبب نقل المواد الحساسة إلى برنامج بيونج يانج الصاروخي و ستتخذ جميع التدابير لضمان أمن الوطن الأمريكي وكوريا الجنوبية والحلفاء اليابانيين.
– تبرعت الولايات المتحدة بمليار دولار للدول الأوربية التي تستقبل اللاجئين الأوكرانيين، ولقد شهدت أثر ذلك بنفسي في بولندا.
– أعلن رئيس لجنة الطاقة في مجلس الدوما الروسي يوم 24 مارس في مؤتمر صحفي أنه جاري دراسة قبول العملة الورقية الوطنية للمشتري الصديق (اليوان مقابل الروبل)، وكذلك البيتكوين كطرق بديلة لدفع ثمن صادرات الطاقة الروسية، (ارتفع البيتكوين إلى ما يقرب من 4٪ فور التصريحات). في الوقت الذي قال فيه قادة من بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس 24 مارس إن مطلب روسيا بأن تستخدم الدول “غير الصديقة” روبل لشراء النفط والغاز الروسي يعتبر انتهاك لعقود التوريد.
ثالثاً: الأعمال العسكرية المنتظرة:
1- مما سبق يمكن الخروج باستنتاجات مبدئية موجزة كالآتي:
– من غير المحتمل أن تتخلى القوات الروسية عن أراضيها المؤمنة حول كييف بشكل كامل، مع مواصلة حفر الخنادق الدفاعية.
– من غير المحتمل أن تؤدي جهود تشكيل القوات الروسية وإعادة انتشار الوحدات المتضررة من محور كييف إلى تمكين القوات الروسية من تحقيق مكاسب سريعة في منطقة دونباس، ألأمر الذي يتطلب استدعاء قوات جديدة لإقليم دونباس.
– يمكننا أن نؤكد أن روسيا تسحب بعض الوحدات حول كييف لاحتمال إعادة انتشارها إلى محاور أخرى للتقدم، لكن لا يمكننا تأكيد أي تغييرات في وضع القوة الروسية حول تشيرنيهيف اعتباراً من تاريخ إعداد التقدير.
– من المحتمل أن تستولي القوات الروسية على ماريوبول في الأيام المقبلة، لكن من المحتمل أن تُحدث خسائر فادحة في المدينة، الأمر الذي ربما تحضر له لإعادة إعمارها. في المقابل، من المرجح أن تتكبد الفرقة 150 مشاة الروسية خسائر بشرية فادحة في الأرواح والأسلحة والمعدات نظراً لقتالها المستمر دون توقف في ماريوبول، ومن جانب آخر، من المحتمل أن تستمر القوات الأوكرانية في تكبد خسار بشرية كبيرة، ومحتمل أن تسقط ماريوبول في غضون أيام.
– وأتوقع تزايد سقوط ضحايا من الضباط الروس. وسيزيد قرار تجريد المنشآت التعليمية ووحدات التدريب الروسية من الأفراد من صعوبات تدريب المجندين الجدد وعناصر الاستعواض خاصة الوظائف الحرجة بالقوات الروسية.
– أتوقع أن المشتريات العسكرية الروسية ستتأثر بشدة أو تنهار بسبب العقوبات الغربية وأن روسيا لا تستطيع إنتاج أسلحة ومعدات حديثة بدون إلكترونيات أجنبية محظور شرائها حالياً.
2- الهدف الاستراتيجي السياسي العسكري من العملية:
- دولياً:
– الحفاظ على هيبة الدولة الروسية وسمعة قواتها المسلحة الروسية من خلال تصدير فكرة نجاح القوات الروسية في تحقيق المرحلة الأولى من الهدف السياسي العسكري الروسي وطبقاً للمخطط في الوقت الذي تنتقل فيه للمرحلة الثانية داخل إقليم دونباس، في محاولة لإثبات تميز أداء القوات على الأرض – التخطيط المسبق بعناية.
– دعم مبادرة لإدانة تكثيف التواجد العسكري لقوات الناتو والقوة العسكرية الأوروبية في الدول المحيطة بروسيا من اتجاه البلطيق والبحر الأسود وعلى الحدود الغربية الأوكرانية، والتي زادت ارتباطاً بالعملية العسكرية في أوكرانيا، في محاولة لتحريك الرأي العام الداخلي لبعض دول أوروبا ضد الحشد العسكري المستفز على الحدود الروسية، وبما يكسر أيضاً من حدة التقارب الأوروبي الأمريكي المنزايد حديثاً على حساب روسيا.
– خلق كافة التدابير لتصدير الإزعاج وعدم الاستقرار لأوروبا، سواء من خلال المقاتلين بالوكالة أو نقل عدم الاستقرار لدول أوروبية خارج الناتو.
- في أوكرانيا:
– خلق الظروف لربط روسيا وإقليم دونباس بمدن جنوب أوكرانيا وبما يعزل غرب وشمال أوكرانيا عن جنوبها وشرقها.
– اتمام تأمين جمهوريتي “دونتيسك” و”لوجانيسك” المنفصلتين حديثاً من جانب واحد، والاستيلاء على باقي أراضيهما داخل العمق الأوكراني.
– نزع السلاح الأوكراني بكافة مستوياته وإحلال قواتها المسلحة بقوات روسية.
• تركيز الجهود على مثلث ماريوبول وميليتوبول وميناء بيرديانيسك ثم ميناء هينيتشيسك لاستكمال السيطرة على بحر أزوف، مع استمرار استهداف ميكولايف وأوديسا والتمسك بها.
– خلق الظروف لربط روسيا بالمدن جنوب أوكرانيا مروراً بجنوب إقليم الدونباس وحتى شبه جزيرة القرم وبما يعزل أوكرانيا تماماً عن بحر أزوف ويؤكد السيطرة التامة لروسيا على مضيق أزوف.
– استمرار محاولات اسقاط العاصمة كييف، وإعلان اسقاط النظام الأوكراني الحاكم أو تنحيه، واستبداله بنظام موالي لروسيا.
– استكمال الاستيلاء على العديد من المدن الحيوية وإعلان انفصال بعضها (مايروبول – خيرسون – ميكولايف – أوديسا) بهدف تفتيت الدولة وتحويلها إلى “لا دولة”، مع احتمال ضم بعض تلك الجمهوريات المنفصلة من جانب واحد إلى روسيا الاتحادية مستقبلاً، وحرمان أوكرانيا من الإطلال على البحر الأسود وجعلها دولة حبيسة، الأمر الذي يقسم ويضعف الدولة الأوكرانية من جانب ويحرمها من كافة المزايا الجيوستراتيجية من جانب آخر.
3- الهدف الاستراتيجي العسكري خلال (10) يوم عمليات قادمة:
في إطار المفاوضات الجارية حاليا بين الجانبين الروسي والأوكراني في تركيا، وما أعلنته القيادة العامة للقوات المسلحة الروسية بشأن التحول للتركيز داخل إقليم دونباس شرق أوكرانيا، ومن متابعة ما يتم على الأرض (وهو مخالف لذلك)، هناك إحدى احتمالين للقوات الروسية أن تعمل على تنفيذهما، كالآتي:
– الاحتمال الأول (الأكثر تفضيلاً):
“استغلال المفاوضات الجارية والهدوء الحذر النسبي للأطراف، وقيام القيادة العامة للقوات المسلحة الروسية بسحب/ تقليص قواتها التي تقاتل غرب إقليم دونباس في كييف وخاركيف وإعادة تجميعها سواء في روسيا أو شرق دونباس لتفيذ مرحلة القضاء على المقاتلين المتشددين/ القوميين الأوكرانيين وإنهاء العملية”
– الاحتمال الثاني (الأكثر خطورة):
“مع احتمال تعثر المفاوضات الروسية الأوكرانية، استمرار القتال على كافة المحاور من الأجناب والمنتصف بهدف الاستيلاء على الطريق الاستراتيجي العرضي (كييف – أوديسا) خلال حتى (10) يوم عمليات واسقاط النظام الحاكم وإعلان تقسيم أوكرانيا إلى دوليات”
4- تسلسل الأعمال المنتظرة:
– الاحتمال الأول (الأكثر تفضيلاً):
“استغلال المفاوضات الجارية والهدوء الحذر النسبي للأطراف، وقيام القيادة العامة للقوات المسلحة الروسية بسحب/ تقليص قواتها التي تقاتل غرب إقليم دونباس في كييف وخاركيف وإعادة تجميعها سواء في روسيا أو شرق دونباس لتفيذ مرحلة القضاء على المقاتلين المتشددين/ القوميين الأوكرانيين وإنهاء العملية”
ولتحقيق هذه الهدف تقوم القوات الروسية باستغلال أعمال الاستطلاع الجوي والإلكتروني والبشري لجمع المعلومات الدقيقة عن تشكيلات القوات الأوكرانية في منقة دونباس بمحيط ولايتي لوجانيسك ودونتيسك ومراكز القيادة والسيطرة ومصادر النيران، ثم تنفيذ قصفات نيران المدفعية والصواريخ والقوات الجوية لتدمير القوات الأوكرانية المكتشفة وإجبارها على الاستسلام ونزع سلاح جميع الأفراد بالإقليم على كافة المستويات بهدف اتمام السيطرة على كافة أراضي جمهوريتي “دونتيسك” و”لوجانيسك”. وإحلال القوات الأوكرانية بقوات حماية روسية تحت مسمى “قوات حفظ السلام” في العمق الاستراتيجي الروسي الجنوبي الغربي.
– الاحتمال الثاني (الأكثر خطورة):
“مع احتمال تعثر المفاوضات الروسية الأوكرانية في تركيا، أنوقع استمرار القتال على كافة المحاور من الأجناب والمنتصف بهدف الاستيلاء على الطريق الاستراتيجي العرضي (كييف – أوديسا) كمهمة نهائية خلال حتى (10) يوم عمليات واسقاط النظام الحاكم وإعلان تقسيم أوكرانيا إلى دوليات”
ولتحقيق ذلك، من المنتظر أن تقوم القوات الروسية بتنفيذ نفس الإجراءات السابقة التي ذكرتها في الاحتمال الأول بالإضافة إلى ما يلي:
• تركيز الصواريخ والأسلحة الزكية على مخازن الذخيرة والمؤن والوقود والمعدات الطبية والأسلحة الأوكرانية.
• استمرار القتال تجاه كييف ومحيطها بواسطة قوات من المنطقة المركزية والمنطقة الغربية الروسية وعناصر من وحدات المظلات.
• استمرار القتال تجاه خاركيف بقوات من قيادة المنطقة الغربية.
• تركيز الجهود للاستيلاء على مدينة ماريوبول وسرعة اسقاطها وخفض الروح المعنوية للقوات الأوكرانية بواسطة قوات من قيادة المنطقة الجنوبية، ثم إعادة إعمارها وفرض السيادة الروسية عليها.
• استهداف مدينة أوديسا بنيران الصواريخ أرض/ أرض وسطح/ أرض الموجهة من القطع البحرية الروسية في بحر أزوف.
• استمرار القتال جنوباً بواسطة قوات من المنطقة الجنوبية ومن حدات المظلات، وفرض السلطة الروسية على مدن (خيروسن – ميليتوبول – بيرديانيسك)، وجميعها جنوب شرق أوكرانيا مع دفع مرتبات الموظفين بالعملة الروسية الروبل.
• استمرار استهداف ميكولايف وأوديسا والتمسك بخيرسون بقوات من المنطقة الجنوبية ومن حدات المظلات. وحالة صعوبة اسقاط ميكولايف، قد تلجأ القوات الروسية لاستهداف محيط مدينة كوربيفينتسكي لدعم القتال تجاه طريق كييف أوديسا الاستراتيجي العرضي.
• إصلاح خطوط السكك الحديدة خاصة الجنوبية ثم الشمالية لتسهيل نقل الإمدادات اللوجيستية.
• الإصرار على عدم انسحاب أي قوات روسية من شرق وجنوب شرق أوكرانيا وتعزيز كافة النجاحات.
• وبتحقيق كل ما سبق يتم تهيئة الظروف السياسية والأمنية والإدارية لفصل شرق أوكرانيا عن غربها وكذا جزئها الجنوبي المطل على بحر أزوڤ ومضيق أزوڤ والبحر الأسود، وربط مدن إقليم دونباس بمدن جنوب أوكرانيا وأهمها (ماريوبول – ميليتوبول – بريجاتيسك – خيرسون – ميكولايف – أوديسا).
رابعاً: نقاط وجب وضعها في الاعتبار وقد وصلنا لبداية اليوم الـ(36) عمليات:
1- لن تتراجع روسيا بسهولة عن مكتسباتها مما يرجح استمرارها في محاولة الاستيلاء على العاصمة كييف وعلى الجنوب بالكامل حتى أوديسا.
2- استمرار الولايات المتحدة والناتو وحلفاؤهم في تقديم الدعم لأوكرانيا في كافة المجالات، في المقابل سنجد إصرار روسيا على تحقيق كافة أهدافها، مما قد يؤدي لقيام روسيا بعمل كمتهور قد يصل لقيام بوتين باصدار أوامره بتنفيذ ضربة نووية أو إثنين من العيار التكتيكي المحدود نسبياً على مناطق محددة في أوكرانيا، بهدف ردع الغرب وتعزيز فكرة اللاعودة والتصعيد لما هو أسوأ.
3- استمرار المقاومة الأوكرانية في التمسك بالمدن وتقاطعات الطرق الرئيسية، سيزيد من صعوبة عمل القوات الروسية بالاحتمال الثاني.
4- استمرار الإعلام الغربي في استهداف معنوبات بوتين وقادته من خلال استهداف هيبة الدولة الروسية وسمعة قواتها المسلحة. هذا بجانب استمرار العقوبات وتغليظها على روسيا.
5- استمرار العقوبات الأمريكية والغربية وحلفائهم وتغليظها على روسيا لفترات طويلة سيؤدي لنتائج صعبة للغاية على روسيا وعلى العالم كله خاصةً أوروبا، وقد يؤدي ذلك لعودة الفجوة بين أوروبا والولايات المتحدة، وربما تدفع بوتين للتهور بشكل غير محسوب، كتنفيذ ضربات نووية تكتيكية في أوكرانيا، ومهاجمة دول أخرى خارج الإتحاد الأوروبي والناتو كجورجيا والبوسنة ومولدوفا.
دكتور سَــــيْد غُنــــيْم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع – أستاذ زائر بالناتو والأكاديمية العسكرية ببروكسل
المصادر:
مصادر معلنة دولية.
مصادر خاصة.