السودان (٦)

مع تكرار حذر لحوادث استهداف البعثات الدبلوماسية وعمليات الإخلاء من مختلف الجنسيات في السودان، وأن أصابع الاتهام موجهة لميليشيات قوات الدعم السريع، فمن المرجح أن تكون بواسطة أحد ثلاث جهات:

الأول: بواسطة ميليشيات قوات الدعم السريع، مع علم حميدتي، مما يشير لاستعداء المجتمع الدولي، وهو الأقل ترجيحاً.

الثاني: بواسطة ميليشيات قوات الدعم السريع، ولكن بدون علم حميدتي، مما يشير لعدم السيطرة على عناصر من المليشيات، وهو أكثر ترجيحاً.

الثالث: بواسطة عناصر موجهة من القوات المسلحة السودانية، بهدف زيادة استعداء المجتمع الدولي تجاه ميليشيات قوات الدعم السريع، وهو أيضاً أقل ترجيحاً، حيث لا أعتقد أن القوات المسلحة السودانية ستخاطر بذلك، لأنه إذا تم الكشف عنها فسوف يفقدون أي فرص دعم حالية أو متوقعة

الرابع: بواسطة عناصر مجهولة بمحرك خارجي لاشتعال الموقف في السودان وطرد التواجد الدولي، وهو الأقل ترجيحاً، لأن معظم أصحاب المصلحة الخارجيين لديهم الكثير ليخسروه مع السودان مع استمرار عدم الإستقرار، فقط جماعة ڤاجنر هي التي يمكنها الاستفادة من بعض المزايا، ولكن لا يوجد دليل على مثل هذا الإجراء من جانبها.

الاستنتاجات:

ما سبق حسب المعلومات المتيسرة حتى الآن.. وهو لا يمنع أن الخيارات الثلاثة الأولى مرجحة نسبياً في مجال أو آخر، فهناك حقائق متباينة على الأرض.

حتى لو أصبحت السودان تحت سيطرة أحد أمراء الحرب، مع فترة الأزمة، سنرى المزيد والمزيد من إنشاء الفصائل الفرعية التي تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة لأنها لا تدفع أكثر. والتي يمكن أن تتطور إلى إعادة التنظيم مع الانتماء إلى القبائل السودانية، الأمر الذي يزيد خطورة عندما يكون هناك انتشار تحت القبائل عبر الحدود.

مصالح بعض أصحاب المصلحة متناقضة، مثل الإمارات.

مصر وإثيوبيا خصوم والسودان تعتبر أحد المفاتيح في هذه الخصومة. الإمارات تدعم كل من مصر وإثيوبيا على السواء في مجالات غير مرتبطة.

الإمارات مؤيدة للبرهان ولدوقلو (حميدتي)، ولكنها تدعم الثاني، وهو ما يأتي بالتأكيد ضد مصالح مصر.

والسعودية تدعم البرهان أكثر بالتأكيد.

الوضع معقد للغاية.