أولاًالأعمال السابقة والحالية

1- عام:


يواصل الكرملين تصريحاته بأن أوكرانيا هي المعتدية، وأن العملية العسكرية في أوكرانيا تسير وفقاً للخطة الموضوعة والتي ستحقق أهدافها قريباً. وأن الكرملين حصل على أدلة على أن أوكرانيا تخطط لغزو دونباس وشبه جزيرة القرم. وأن روسيا انتظرت حتى آخر لحظة ممكنة لبدء عمليتها العسكرية. وأن الغرب لم يخطط قط لجعل أوكرانيا تتبع اتفاقيات مينسك الثانية أو إعادة دمج دونباس. وإن سكان دونباس عانوا من ثماني سنوات من الإبادة الجماعية، وأن الهجوم الأوكراني المحتمل على دونباس كان مجرد مسألة وقت. وإن العملية في أوكرانيا حالت دون اندلاع حرب عالمية ثالثة. وأن المرحلة الأولى من العملية الروسية – نزع السلاح من أوكرانيا – ستكتمل بحلول مايو، مع استنفاذ القوات المسلحة الأوكرانية مواردها. وإن المرحلة التالية ستشمل “إزالة النازية” من أوكرانيا و “تشكيل مستقبل جديد للبلاد”. وأن روسيا لديها ما يكفي من القوة “لوضع الأعداء في مكانهم” وأن روسيا “ستواصل القتال من أجل النظام العالمي” الذي يناسب روسيا.

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية رسمياً أن شركة تشغيل الأقمار الصناعية الأمريكية Terran Orbital تشارك بشكل مباشر صور عمليات نشر القوات الروسية في أوكرانيا. افاد تقرير للباحث الأمريكي Tom Cooper أظهر فيه طائرة هليوكبتر VKS الروسية مكتوب عليها عبارة بالروسية “Na Berlin” وتعني بالعربية “إلى برلين”.

وعلى الأرض، أكدت معلومات من مصادر متعددة أن القوات الروسية القائمة بالغزو قد فقدت حوالي 40% من أفرادها ما بين قتيل وجريح وأسير. وتواجه حالياً القوات الروسية صعوبات متزايدة في استعواض الخسائر في أوكرانيا، بما في ذلك تأكد مقتل قائد الفرقة الروسية 150 مشاة في محيط عمليات ماريوبول. وتتزايد حالياً الجهود الروسية لسحب قوات من أرمينيا والعناصر الموالية لها في جورجيا ووحدات الاحتياط في المنطقة العسكرية الشرقية لسد الخسائر في أوكرانيا، ذلك في الوقت الذي تتجنب فيه القيادة العامة للقوات المسلحة الروسية توسع استدعاء الاحتياط من الشباب الروس لأسباب سياسية داخلية. وذكرت تقارير أن القوات الأوكرانية قد أسقطت حتى 12 طائرة أنواع منها طائرات موجهة بدون طيار روسية يوم 18 مارس.

وتسحب روسيا بشكل متزايد قواتها من قواعدها الدولية وتعيد نشر الوحدات المتضررة التي تم تناوبها في وقت مبكر من غزو أوكرانيا لتحل محل الخسائر المتزايدة. ذكرت تقارير واردة، أن القوات الروسية تنشر احتياطيات إضافية من المنطقة العسكرية الشرقية في أوكرانيا اعتباراً من 16 مارس. وأن القيادة الروسية “رفضت” نشر عناصر من الجيش الخامس الميداني تجاه كييف بسبب الخسائر الفادحة في الجنوب. وردت تقارير تفيد بأن عناصر من الجيش 58 الروسي الميداني المتمركز في جورجيا وأوسيتيا الجنوبية، يعيدون انتشارهم في طريق العبور المحتمل إلى أوكرانيا. من قاعدتها في طاجيكستان. كما أفادت تقارير أن روسيا تقوم بتشكيل مجموعات قتال إضافية بقوة كتائب تكتيكية من خلال توحيد الوحدات التي تكبدت خسائر خلال الغزو الروسي وتخرج طلاب من التعليم العالي العسكري مبكراً لتحل محل خسائر الضباط.

وقد شنت القوات الأوكرانية هجوماً مضاداً رئيسياً ناجحاً حول ميكولايف في أيام العمليات الأربع حتى ليوم الـ22/ 23 عمليات، وواصلت القوات الروسية تأمين مكاسب إقليمية فقط حول ماريوبول في 18 مارس. تجنب النشر في أوكرانيا ونقص الذخائر الموجهة الرئيسية.

وصرحت هيئة الأركان العامة الأوكرانية بأن روسيا لم تحقق حتى الآن أهدافها الاستراتيجية في “تدمير تدمير القوات المسلحة الأوكرانية، والاستيلاء على كييف، وفرض السيطرة على أوكرانيا إلى الضفة الشرقية لنهر دنيبرو”، وهي المرة الأولى أدرجت هيئة الأركان العامة الأوكرانية هذا الغزو الإقليمي كهدف روسي واضح. ومن جانب آخر، دعا رئيس مكتب الرئيس زيلينسكي، أوليكسي أريستوفيتش، المدنيين إلى تدمير السكك الحديدية في الأراضي المحتلة لاستكمال قطع خطوط االإمداد الروسية.

وأفادت تقارير خاصة بأن الكرملين يخطط لعزل العقيد فاديم بانكوف، قائد اللواء 45 مظلي بسبب “إخفاقه في أداء مهمة قتالية في مطار هوستوميل”، في إشارة إلى فشل عملية إبرار جوي روسي في هوستوميل في أول 72 ساعة. من الحرب حيث تم استهداف طائرتين حمل الجنود المظليين في الجو والقضاء على كافة قواتها بالكامل. وقامت روسيا بتجنيد 1000 متطوع سوري بالفعل ممن لديهم خبر بالقتال في المدن فضلاً عن حوالي 500 من الشيعة اللبنانيين الذين يسيطر عليهم الحرس الثوري الإيراني موجودون بالفعل في روسيا، وهناك أخبار غير مؤكدة انه ربما بقيادة ضباط إيرانيون. إذا استمر الأمر على هذا النحو، فقد يرغب بينيت في السفر إلى موسكو مرة أخرى – هذه المرة لترتيب إجلاء يهود من روسيا. كما أفادت هيتقارير خاصة يوم 18 مارس أن القيادة العامة للقوات المسلحة الروسية قامت بتحويل المجمع الصناعي العسكري الروسي المعني بإنتاج ذخيرة الأعير الكبيرة والمدفعية الصاروخية إلى إنتاج على مدار الساعة بسبب استهلاك جميع ذخيرة المدفعية الصاروخية تقريباً، ما بين استخدامها بواسطة القوات الروسية أو استهدافها بواسطة القوات الأوكرانية.

وتقوم القوات الروسية بمحاولة استقطاب المدنيين بالمدن التي دخلتها بتوزيع الطعام عليهم في سبيل إلى معاملتهم بالتفسيم كما تم في إقليم الدونباس منذ حوالي سبع سنوات.

وأفادت تقارير أنه يوم 18 مارس استُهدفت الصواريخ الباليستية الروسية مدينة لفيف غرب اوكرانيا على الحدود البولندية مجدداً، وذلك بما لا يقل عن (5 – 6) صواريخ باليستية، ربما من طراز اسكندرز. تم إسقاط إحداها بواسطة إس -300 الأوكرانية، لكن حوالي (2 – 3) صواريخ أصابت منشآت إصلاح الطائرات في المطار المحلي بمدينة لفيف، ودمرت قاعتين وأضرمت النيران في حطامهما. تشير التقارير الواردة من بيلاروسيا إلى أن القوات الروسية تجلب المزيد من لونشرات صواريخ توشكا، وهي تعد الصواريخ ذات المدى الأقصر، ولكنها تمتاز بدقة تصويبها. مقارنة بصواريخ إسكندرز التي اثبتت عدم كفائتها في الحرب وتسببت في خسائر في القوات الروسية لسوء الاستخدام. ويبدوا أنه ليس لدى الروس أي وسيلة لتعقب واستهداف المركبات والقطارات التي تنقل الإمدادات الأوكرانية من الغرب إلى منطقة كييف. في الغالب، يمكنهم استهداف الجسور والسكك الحديدية والطرق بصواريخ باليستية وصواريخ كروز، ولكن ليس لديهم القدرة على استهداف وسائل النقل الفردية.

2- استمرار تشكيل عمليات القوات الروسية على عدة محاور كالآتي:

  • محور كييف:

أنشأت أوكرانيا مقراً عسكرياً جديداً مسؤولاً عن الدفاع عن كييف في 15 مارس. وعين الرئيس الأوكراني زيلينسكي قائداً للقوات المشتركة بالإنابة “أولكسندر بافليوك” رئيساً لـ “الإدارة العسكرية الإقليمية في كييف”، وهو منصب جديد، وعين إدوارد كوسكالوف قائداً جديداً القوات المشتركة. أعلن زيلينسكي أن بافليوك سيتولى السيطرة الموحدة على التحركات الأوكرانية حول كييف “لزيادة تعزيز الدفاع عن العاصمة” وسيدعمه الحاكم الإقليمي المدني في كييف، أوليكسي كوليبا. من المحتمل أن يكون زيلينسكي قد أنشأ هيكل القيادة هذا لتعيين جنرال متمرس مسؤولاً عن جميع الجهود للدفاع عن منطقة كييف. وشنت القوات الروسية مرة أخرى هجمات محدودة فقط شمال غرب كييف.

  • محور إيربين، غرب وشمال غرب العاصمة كييف:

ذكرت تقارير أن القوات الأوكرانية صدت هجمات روسية محدودة على فيشورد، على طول الضفة الغربية لنهر دنيبرو، خلال اليوم ال21 عمليات 16 مارس. وأعلنت وسائل الإعلام الروسية أن المظليين الروس عبروا نهر إيربين في مكان غير محدد خلال اليوم ال21 عمليات 16 مارس، الأمر الذي لم يتم تأكيده حتى الآن. وأفادت تقارير أن القوات الروسية تواصل إعادة تجميع صفوفها واستعادة القدرات القتالية واستخدمت طائرات بدون طيار Orlan-10 لاستكشاف المواقع الأوكرانية.

ولم تقم القوات الروسية بأي عمليات هجومية فعالة شمال غرب كييف. وذكرت تقارير أن القوات الروسية دافعت بشكل أساسي عن الأراضي التي تم الاستيلاء عليها سابقاً واستمرت في محاولة توحيد القوات لاستئناف العمليات الهجومية. وأن الخسائر الروسية الفادحة، والروح المعنوية المنخفضة، والافتقار إلى قادة الوحدات التكتيكية ذوي الخبرة ستمنع القوات الروسية من استئناف هجومها “في المستقبل القريب”. إضافية “وحدات غير منسقة” من المناطق العسكرية الوسطى والشرقية لتعزيز العمليات ضد كييف.

  • محور تشيرينهيف وسومي:

    أخرى لم تشن القوات الروسية عمليات هجومية باتجاه شمال شرق كييف، حيث أفادت تقارير أن القوات الروسية حول تشيرنيهيف ركزت على تنظيم الدعم اللوجستي التي لاقت استهداف أوكراني متكرر، كما تمكنت القوات الأوكرانية من صد محاولات تطويق مدينة سومي من الجنوب خلال اليوم ال21 عمليات 16 مارس.

    في المقابل، تركز القوات الروسية على تعزيز المواقع الحالية. مع الاستمرار في مواصلة قصف مدينة تشيرنيهيف. وأن القوات الروسية بالقرب من سومي استطلعت المواقع الأوكرانية وجددت الإمدادات لكنها لم تقم بعمليات هجومية نشطة.

    تعرضت المباني السكنية في تشيرنيهيف وسومي وخاركيف للقصف طوال اليوم، مما تسبب في سقوط عشرات الضحايا بين المدنيين هناك. ويواصل الأوكرانيون إجلاء المدنيين من جميع المدن الأربع … ويزعم رجال شرطة الأوكرانيين أن القوات الروسية بدأت في استخدام صواريخ الفرط الصوتي عالية التأثير، ربما بواسطة صواريخ توشكا الجديدة دقيقة الإصابة، والتي تم إطلاقها بواسطة طائرات ميج 31 المعدلة ضد مستودع ذخيرة تحت الأرض في أوكرانيا، في إشارة لتعديل التكتيكات الروسية التي لم تحقق النجاحات اللزمة خلال ما يقرب من أرعة أسابيع من العمليات.

    • محور خاركيف:

    تواصل القوات الروسية إعادة تجميع القوات وتجديد مخزونها من الذخيرة والوقود، وذكرت تقارير أن روسيا تركز لدعم محور خاركيف. زتمكنت القوات الأوكرانية من الاستمرار في صد الجهود الروسية لتطويق مدينة إيزيوم، جنوب شرق خاركيف خلال اليوم ال21 عمليات. أفاد حرس الحدود الأوكراني باحتجاز اثنين من الروس في خاركيف في 16 مارس.

    وقد أوقفت القوات الأوكرانية محاولة روسية للتقدم جنوب شرقي خاركيف خلال اليوم ال23 عمليات. وشنت القوات الروسية عدة هجمات على مدينة إيزيوم (جنوب شرق خاركيف) ابتداء من ليلة 22 عمليات 17 مارس، ولا تزال القوات الأوكرانية مسيطرة على وسط المدينة حتى تاريخه. وأفاد مجلس مدينة إيزيوم في 17 مارس أن القوات الروسية عبرت النهر بالقرب من الطريق السريع باركينجفيسكي، ولكن أوقفتها القوات الأوكرانية بعد ذلك. وأفادت تقارير بعد ظهر يوم 18 مارس أن القتال كان مستمراً في ضواحي إيزيوم وأن قوات الدفاع الإقليمي كانت تقوم بإجلاء المدنيين. وذكرت تقارير ظهر يوم 18 مارس بالتوقيت المحلي أن الهجمات الروسية على إيزيوم استمرت طوال اليوم وأن القوات الروسية تنشر وحدات وإمدادات إضافية. وبحسب ما ورد ادعى مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية أن القوات الروسية سيطرت على إيزيوم في 17 مارس، والذي أراه إدعاء غير صحيح ارتباطاً بالتقارير المتباينة على الأرض.

    وقد حاولت فرقة المشاة 144 إعادة مهاجمة المواقع الدفاعية الأوكرانية في الجبهة، لكنها تعرضت مراراً وتكراراً لكمين وخسرت عدد من العربات المدرعة والخفيفة. ويشير هذا إلى أن العمليات الروسية في الشمال قد تستغرق وقتاً أطول لعدة أيام.

    يواصل اللواء 92 مشاة ميكانيكي دفاعه النشط في شكل مداهمة للجانب الجنوبي، وتحرير قريتي بيزروكي و ديرناتش، في اليومين الأخيرين: أي أنها دفعت الروس لمسافة 10 – 15 كم أخرى من مدينة خاركيف.

    • محور لوهانسك:

    صدت القوات الأوكرانية عدة هجمات روسية على روبيزن وسيفيرودونتسك وليسيتشانسك. وصرحت وزارة الدفاع الروسية في 16 مارس أن قوات جمهورية لوهانسك الشعبية (LNR) تشن هجوماً على سيفيرودونيتسك.

    استولت القوات الروسية على أجزاء من روبيزني، شمال شرق سيفيرودونتيسك، في 17 و18 مارس ومن المحتمل أن تهاجم المدينة نفسها في غضون يومي عمليات قادمين. وذكرت تقارير في 17 مارس أن القوات الروسية والقوات الموالية لها في الإقليم تستعد لاستئناف العمليات الهجومية ضد سيفيرودونيتسك. وواصلت قوات جمهورية لوهانسك الشعبية قصف المواقع الأوكرانية في المدينة على مدار اليوم. وصرحت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها استولت على أكثر من 90٪ من منطقة دونيتسك في ظهر يوم 18 مارس بالتوقيت المحلي. وصرحت وزارة الدفاع الروسية أن قوات لوهانيسك “تقضي” على القوات الأوكرانية المتبقية جنوب روبيزني، ونشر مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي لقطات لقوات لوهانيسك وهي ترفع علم الجمهورية المنفصلة فوق مبنى إدارة مدينة روبيزني في 17 مارس.

    • محور ماريوبول:

    واصلت القوات الروسية هجومها على ماريوبول من الشرق والغرب. وتقول تقارير أن أسوأ وضع عسكري في أوكرانيا لا يزال ماريوبول، لكن القوات الروسية تتكبد خسائر فادحة وقدمت تعزيزات من لواء المشاة البحري المنفصل 810 في أواخر يوم 15 مارس.

    كما زعم زيلينسكي في خطاب له وكذا بيان للقوات المسلحة الأوكرانية عن مقتل الجنرال الروسي أوليج ميتيايف، قائد الفرقة الـ 150 مشاة التابعة للجيش الثامن الميداني. أفادت مصادر أوكرانية مستقلة عن وفاة ميتاييف ونشرت صورا لجثته المزعومة. وفي حالة تأكيد مقتل الجنرال ميتاييف فيعتبر ابع جنرال روسي يقتل في أوكرانيا ؛ ستكون وفاته بمثابة ضربة كبيرة للفرقة 150 مشاة، والتي تعتبر فرقة الضربة الرئيسية الروسية في إقليم دونباس.

    وتزعم القيادة العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أن القوات الروسية تواصل ارتكاب جرائم حرب واستهداف البنية التحتية المدنية في ماريوبول في محاولة محتملة لإجبار المدينة على الاستسلام. وورد أن القوات الروسية استولت على مستشفى ماريوبول الإقليمي للعناية المركزة في 15 مارس. كما أفاد مجلس مدينة ماريوبول أن الطائرات الروسية دمرت عمداً مسرح ماريوبول للدراما في 16 مارس. كان مئات المدنيين يحتمون بالمبنى في ذلك الوقت، على الرغم من أن عدد الضحايا غير معروف حالياً.

    من المحتمل أن تكون القوات الروسية والقوات الموالية لها في الدونباس قد قامت بتأمين مزيد من الأراضي شمال ماريوبول في دونيتسك. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قوات دونتيسك سيطرت على ميخائيلوفكا وستافكا وبوتمانكا وفاسيليفكا. في المقابل وردت تقارير أن القوات الروسية تشن هجوماً على فيليكا نوفوسيلكا دون أن تذكر أن القوات الأوكرانية أوقفت الهجمات، مما يشير على الأرجح إلى أن القوات الروسية حققت بعض المكاسب الإقليمية.

    وتواصل القوات الروسية احتلال أراضي في ماريوبول في 18 مارس، حيث استولت على مبنى إداري على الضفة (الشرقية) لماريوبول على بعد أقل من 10 كيلومترات من وسط المدينة في 18 مارس. وشوهدت القوات الشيشانية “روزجوفارديا” تعمل في ضواحي المدينة. ولم تشن القوات الروسية عمليات هجومية كبيرة شمال المدينة في 18 مارس.

    وهناك قتال مرير من منزل إلى منزل في وسط غرب المدينة. في الشرق، وتعاني الفرقة ال50 مشاة الروسية من خسائر فادحة حيث تم إيقافها على طول الطريق السريع M14 بين منطقة كالميوسكي في الشمال ومنطقة ليفوبيريزني في الجنوب. قبل يومين إلى ثلاثة أيام عمليات، حيث نفذ لواء مشاة الأسطول 810 وقوات الانفصاليين هذا الهجوم من الغرب باتجاه ميدان الحرية، لكن تم تدميرهم بالكامل وقتل قائدهم. بطبيعة الحال، فإن مدينة ماريوبول تتعرض طوال الوقت للضربات الجوية والمدفعية.

    وقد قال مستشار المكتب الرئاسي الأوكراني، أريستوفيتش، إن العملية العسكرية لرفع الحصار عن ماريوبول أمر مستحيل حالياً. وقد حدد أن أقرب الوحدات الأوكرانية تقع الآن على بعد حوالي 100 إلى 150 كيلومتراً، وبناءً على ذلك، هناك استنتاج مفاده أن الفرق 54 و 56الميكانيكية ومعهما لواء مشاة آخر قد انسحبوا باتجاه الشمال، إلى خط يربط هولياليبول مع فيليكا نوفوسيلكا، ثم إلى مارتينكا. وأضاف أريستوفيتش أن جميع محاولات تقديم الدعم الجوي لماريوبول المحاصرة باءت بالفشل، ولا تملك أوكرانيا حالياً أي وسيلة للتغلب على التفوق الجوي الروسي في تلك المنطقة.

    وذكرت تقارير خاصة حديثة أنباء عن مقتل جنرال روسي (فريق أندريه موردفيشيف) يوم 18 مارس. كما تكبد كل من اللواء 810 مشاة أسطول واالواء 150 التابع ربما للشيشان أو الإنفصالين خسائر فادحة. 

    • محور خيرسون والغرب:

    يوم 20 عمليات 15 مارس، قام الجيش الروسي بسحب قوات الجيش الميداني الروسي كاملاً من ميكولايف إلى خيرسون لتجنبه خسائر أكبر خاصة مع عدم إمكانية توفير القوات لتنفيذ الإبرار البحري على أوديسا وعدم هزيمة القوات الأوكرانية في ميكولايف، حيث لا يمكن تنفيذ أي هجوم بحري على أوديسا دون ضمان قوات برية مؤمنة في ميكولايف بعد الاستيلاء عليها لدعم عمليات الإبرار البحري من البر، والحال أن ميكولايف متماسكة بل وتنفذ القوات المكلفة بالدفاع عنها هجمات مضادة ضد الروس. وقام القيادة العامة للجيش الأوكراني بدفع اللواء 28 مشاة ميكانيكي جنوباً من ميكولايف، بمهمة تدمير القوات الروسية في مواجهته في مدينة بوساد-بوكروفسكي على الطريق السريع M14 (أي حوالي 40 كيلومتراً فقط خارج خيرسون) وتحريرها، وقد نجح اللواء الأوكراني في تنفيذ مهامه وأحدث خسائر فادحة في القوات الروسية في مواجهته والتي كانت تعاني من نقص الإمداد.

    كما أوقفت القوات الأوكرانية الهجمات الروسية المستمرة شمال شرق خيرسون في 16 مارس. وذكرت تقارير أن القوات الأوكرانية أوقفت التقدم الروسي نحو فيليكا كوستروما ومالا كوستروما وكريفي ريه اعتباراً من ظهر يوم 16 مارس بالتوقيت المحلي. وصرحت وزارة الدفاع الروسية أنها استولت على مستودع كبير للصواريخ وأسلحة المدفعية في خيرسون. وأفادت تقارير بأن هجمة جوية أوكرانية على مطار بالقرب من خيرسون دمرت ما لا يقل عن سبع طائرات هليوكبتر روسية. حيث ضربت الطائرات الأوكرانية سابقاً هذا المطار خلال البوم ال13 عمليات 8 مارس، ومن المحتمل أن يؤدي استمرار فشل القوات الروسية في منع القوات الجوية الأوكرانية إلى إبطاء العمليات الروسية تجاه ميكولايف. واصلت القوات الروسية قصف ضواحي ميكولايف.

    وأفادت تقارير بأن سفن حربية روسية غير محددة قصفت المستوطنات الساحلية في ليبيديفكا وسانشيكا وزاتوكا وبيلينكي في أوديسا في 16 مارس. صور الأقمار الصناعية سابقاً صورت 14 سفينة حربية روسية تعمل قبالة ساحل أوديسا في 15 مارس، وهي تمتلك القدرة على إجراء إبرار بحري على طول ساحل البحر الأسود. ومع ذلك، من غير المرجح أن تشن روسيا عملية برمائية غير مدعومة ضد أوديسا حتى تؤمن القوات الروسية خط اتصال أرضي للمدينة – وهو ما من غير المرجح أن تنفذه خلال أربع أيام عمليات قادمة.

     

    شنت القوات الأوكرانية عدة هجمات مضادة محلية ناجحة ضد القوات الروسية حول ميكولايف في أيام العمليات الأربعة الماضية. وورد أن القوات الأوكرانية دفعت القوات الروسية إلى مسافة 10 كيلومترات من ميكولايف بحلول 18 مارس. وكانت القوات الروسية قد تجاوزت في السابق ميكولايف إلى عمق 90 كم. وصرح المستشار الرئاسي الأوكراني أليكسي أريستوفيتش بأن القوات الروسية تراجعت “بشكل جماعي” من ميكولايف في أواخر يوم 17 مارس. وذكرت تقارير ظهر يوم 18 مارس بالتوقيت المحلي أن القوات الروسية لم تقم بأي عمليات هجومية غرب خيرسون في 18 مارس. ونجح القوات الأورانية في تحرير مالا شيستيرنيا الواقعة على الضفة الغربية لدنيبر جنوب كريفي ريه) أيضاً.

    وحديثاً في ميكولايف، ضرب الروس القاعدة الرئيسية للواء الهجوم الجوي 79 الأوكراني بصواريخ كروز، مما أسفر عن مقتل 40 جندياً أوكرانياً. هذه هي ثاني قاعدة عسكرية أوكرانية رئيسية تتعرض لضربة صاروخية وتعاني من خسائر فادحة.

    أُجبرت فرقة الحرس السابع المحمولة جواً الروسية على الانسحاب من نوفو أوديسا، وفي الوقت نفسه طُردت الفرقة العشرين الروسية من شيهوريفكا (حوالي 100 كيلومتر شمال خيرسون). تتعقب القوات الأوكرانية القوات المنسحبة، ويبدو أنها أطاحت بجميع صواريخ سام الروسية التي تتركها ورائها عادة القوات المنسحبة.

    في خيرسون، كان الروس منشغلين بإخلاء طائرات الهليكوبتر المتضررة التي نجت من وابل المدفعية الأوكراني في المطار المحلي. من بين تلك التي تم إحضارها، كانت هناك طائرة واحدة على الأقل من طراز Mi-8، واثنتان من طراز Mi-28، وطائرة Mi-35 (الثلاثة الأخيرة جميعها مطلية باللون الرمادي بشكل عام). لجميع الأغراض العملية، وانتهى حصار الروس لميكولايف تماماص، حتى لو كان الروس لا يزالون يحتفظون بالمطار المحلي، شمال شرق خارج المدينة.

    3- العمليات النفسية والسيبرانية للجانبين:

    • في أعقاب ظهور بوتين في ملعب كرة القدم الأولمبي في موسكو بسعة 80 ألف حاضرين المشهد صباح يوم 18 مارس “للاحتفال رسمياً” بضم شبه جزيرة القرم والتهنئة بالعملية الناجحة في أوكرانيا، تم قطع البث التليفزيوني فجأة دون أسباب واضحة، مما يشير لاحتمال تدخل سيبراني من طرف خارجي.
    • زاد الكرملين من إجراءات الرقابة ضد وسائل الإعلام الروسية والدولية في الفترة من 14 إلى 16 مارس، وشهد معارضة محلية في 15 مارس. كانت الخطوات “مجرد بداية إجراءات انتقامية” في حرب إعلامية أعتقد أن الولايات المتحدة وبريطانيا بالتعاون مع حلفائهم يشنوها بضراوة وتخطيط محكم ضد روسيا. كما قدم مكتب المدعي العام الروسي اقتراحاً بتصنيف شركة فيسبوك الأم “ميتا” كمنظمة متطرفة في 16 مارس.
    • تواصل وسائل الإعلام الروسية إظهار المسؤولين الحكوميين و”الخبراء” الذين يقولون إن الولايات المتحدة تستعد لشن حرب بيولوجية أو كيميائية على روسيا. اقترح بوتين في 16 مارس أن أوكرانيا “تحاول جاهدة التستر عليها”. وتقول روسيا إن المعامل البيولوجية التي يرعاها البنتاجون تبني مكونات أسلحة بيولوجية في أوكرانيا بالقرب من الحدود الروسية. وأعلنت وسائل الإعلام الروسية في 16 مارس ما قاله خبير عسكري روسي إن المعامل البيولوجية الأمريكية في أوكرانيا تنتهك اتفاقية عدم إنشاء أسلحة بيولوجية.
    • واصل الكرملين استخدام الخطاب العدائي ضد ردود الفعل الغربية على غزو أوكرانيا في 16 و 17 مارس، واصفاً الغرب على أنه يقف إلى جانب “النازيين”. وقارن بوتين الإجراءات الغربية ضد روسيا بـ “الميول المعادية للسامية” والمذابح في ألمانيا النازية خلال خطاب ألقاه في 16 مارس. وأدان السكرتير الصحفي للكرملين ديمتري بيسكوف بيان الرئيس الأمريكي جو بايدن في 16 مارس الذي وصف فيه بوتين بمجرم حرب بأنه “غير مقبول ولا يغتفر”. وصرحت الخارجية الروسية إن “النازيين” الأوكرانيين يستخدمون المدنيين في ماريوبول كدروع بشرية. واتهمت زاخاروفا الناتو بالتلاعب في مقاطع فيديو تصور قصفاً روسياً للبنية التحتية المدنية، وقالت إن “كل من يقول إن القذائف الروسية أصابت أهدافاً مدنية في أوكرانيا يكذب”.
    • أفادت تقارير خاصة عن إنشاء موقع إلكتروني رسمي لـ “مركز المقاومة الوطنية الأوكرانية” بمهمة دعم وتنسيق جهود المتطوعين المحليين والأجانب، ويدير هذا الأمر قوات العمليات الخاصة الأوكرانية. ويتضمن الموقع إرشادات حول القتال في المدن ومعلومات أخرى للمقاتلين والمدنيين الأوكرانيين في الأراضي المحتلة.

    4- موقف الأطراف الدولية:
    تستمر الأطراف الدولية في مواقفها كما في التقدير السابق، مع ملاحظة الآتي:

    • أصدرت الصين تصريحات رسمية تحذر الولايات المتحدة وأوروبا من أي عقوبات قد تطول الصين، ويتردد معلومات أن الصين تدرس إمكانية دعم روسيا لوجيستياً ودعمها اقتصادياً لتخطي العقوبات، الأمر الذي دفع بايدن للتحدث تليفونياً مع نظيره شي محذراً من أي دعم لروسيا يفسد ما تخطط له أمريكا حالياً.
    • قلل الكرملين من تأثير العقوبات على الاقتصاد الروسي واتخذ خطوات إضافية للتخفيف من آثارها والتصدي لها. رفض الكرملين ومسؤولون في وزارة الخارجية الروسية قولهم إن العقوبات شلت الاقتصاد الروسي، وقالوا إن روسيا لديها الأموال اللازمة لتجنب التخلف عن السداد، وحذروا من أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيعانيان من أضرار متبادلة. وإن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تخلفا عن الوفاء بالتزاماتهما المالية تجاه روسيا وأن احتياطيات روسيا “يمكن ببساطة أن تُسرق” بعد أن جمدت العديد من الدول الغربية الأصول الخارجية الروسية. أعلنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي عن عقوبات جديدة ضد الأفراد والأصول والصادرات الروسية. و أن الكرملين سيستثمر 40 مليار روبل لتعزيز التوظيف في روسيا. وأن بعض الشاحنين الروس يرفضون توريد البضائع إلى دول “غير صديقة” وأعادوا توجيه إمدادات التصدير إلى آسيا بدلاً من ذلك. كما منعت وزارة الخارجية الروسية الرئيس الأمريكي جو بايدن، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، و 12 مسؤولاً أمريكياً آخر من دخول روسيا رداً على العقوبات المتزايدة.
    • طلبت أوكرانيا من تركيا العمل كضامن لأي اتفاق سلام أوكراني روسي بعد الزيارات الدبلوماسية التركية إلى موسكو وكييف. ناقش وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو وقفا محتملا لإطلاق النار ومحادثات دبلوماسية مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في موسكو وروسيا في 16 مارس ووزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في لفيف بأوكرانيا في 17 مارس. واقترح أن تكون تركيا و ألمانيا دول ضامنة في “اتفاقية الأمن الجماعي” المقترحة وأضافت أن روسيا لم تعترض على الاقتراح. كرر أردوغان عرضه لاستضافة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تركيا لإجراء محادثات حول خفض التصعيد خلال مكالمة هاتفية مع بوتين في 17 مارس. صرح أردوغان في 28 فبراير أن تركيا لا يمكنها التخلي عن العلاقات مع روسيا أو أوكرانيا. على الرغم من دعم تركيا العسكري والسياسي للأخيرة. وبدلاً من ذلك، وضع المسؤولون الأتراك تركيا كقناة دبلوماسية بين روسيا وأوكرانيا للتفاوض على فرص محتملة لوقف التصعيد ووقف إطلاق النار. من المرجح أيضاً أن يستفيد الكرملين من تركيا كوسيلة لإصدار مطالب أوكرانيا.
    • بناءً على تصريحات رسمية لوزارة الخارجية الروسية في 15 مارس، أعلنت وسائل الإعلام الروسية أن المعامل البيولوجية الأمريكية في أوكرانيا تهدد العالم بأسره. كما ذكرت أن المعامل البيولوجية الأوكرانية تشكل خطراً على أوروبا، وطالبت المجتمع الدولي بالتحقيق فيها في إطار اتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية. وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في 17 مارس أن الكرملين يدعم تعزيز اتفاقية الأسلحة البيولوجية وهدد باستخدام المادتين 5 و 6 من اتفاقية الأسلحة البيولوجية، اللتين تتطلبان تعاوناً متعدد الأطراف في التحقيق في انتهاكات اتفاقية الأسلحة البيولوجية المزعومة وحلها.

    في المقابل، حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين في 17 مارس من أن الولايات المتحدة تعتقد أن روسيا قد تستخدم أسلحة كيميائية أو بيولوجية في أوكرانيا.

    ووصفت وسائل الإعلام الروسية بيان بلينكين بشأن المخاوف بشأن استخدام روسيا للأسلحة الكيميائية بأنه انحراف عن المزاعم الروسية بوجود برامج بيولوجية عسكرية تدعمها الولايات المتحدة في أوكرانيا.

    • ألقى بوتين باللوم على أوكرانيا لأنها طورت أسلحة نووية بمساعدة أجنبية، وقال إن أوكرانيا تخطط لشن هجوم نووي ضد روسيا. ووصف بوتين نية “النظام النازي كييف” لتطوير أسلحة نووية بأنها “تهديد حقيقي” لروسيا وقال إن أوكرانيا كانت تنوي تطوير أسلحتها النووية لاستهداف روسيا قبل الغزو الروسي لأوكرانيا.
    • صرح الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو “االجنود البيلاروسيين لن يدخلوا أوكرانيا، وإن أوكرانيا تسعى لجر بيلاروسيا إلى الحرب، وإن القوات الأوكرانية أطلقت صاروخ توشكا يو باتجاه الأراضي البيلاروسية وأن روسيا أطلقت صاروخ توشكا يو باتجاه الأراضي البيلاروسية. واعترضت القوات البيلاروسية الصاروخ فوق بريبيات بأوكرانيا. وإن القوات البيلاروسية لن تدخل الحرب لأن بيلاروسيا لن تكون قادرة على تقديم مساهمة “فريدة” للعمليات الروسية.
    • ووافق وزراء دفاع الناتو على نشر قوات إضافية على الحدود الشرقية للناتو وأشاهد حالياً تواجد قوات أمريكية في مدينة كراكوف البولندية القريبة من الحدود الأوكرانية خلال زيارتي الحالية في بولندا والتي تتوافق مع إصدار تقديري هذا، دون نية لإنشاء منطقة حظر جوي أو إرسال قوات لأوكرانيا. وأدت حوادث الطائرات بدون طيار الأخيرة في بولندا وكرواتيا ورومانيا إلى تضخيم مخاوف الناتو من أن الحرب قد تمتد دون قصد إلى البلدان المجاورة، خاصةً وأن قيادة القوات الجوية الأوكرانية أعلنت في 15 مارس أن طائرة بدون طيار روسية دخلت المجال الجوي لحلف شمال الأطلسي في بولندا ثم عادت إلى المجال الجوي الأوكراني، حيث أسقطتها الدفاعات الجوية الأوكرانية. وهناك أخبار عن تحطم طائرة بدون طيار مجهولة الهوية كانت تحمل قنبلة كبيرة حيث انفجرت بالقرب من العاصمة الكرواتية في 13 مارس ودخلت طائرة بدون طيار أخرى مجهولة الهوية المجال الجوي الروماني في 14 مارس. وتواصل دول الناتو والاتحاد الأوروبي تقديم مساعدات عسكرية مميتة وغير مميتة لأوكرانيا والدول المجاورة لها.
    • دعا نائب رئيس الوزراء البولندي ياروسلاف كاتشينسكي إلى إرسال بعثة دولية لحفظ السلام في أوكرانيا بعد اجتماعه في 15 مارس مع قادة من التشيك وبولندا وسلوفينيا وأوكرانيا في كييف بأوكرانيا.
    • أعلن بايدن في 16 مارس أن الولايات المتحدة ستقدم 800 مليون دولار إضافية كمساعدة أمنية لأوكرانيا، تتضمن هذه الحزمة عمليات النقل المباشر للمعدات من وزارة الدفاع الأمريكية إلى الجيش الأوكراني، بما في ذلك 100 طائرة بدون طيار من طراز Switchblade، و 800 نظام مضاد للطائرات من طراز Stinger، و 2000 صاروخ Javelin، و 1000 سلاح خفيف مضاد للدروع، و 6000 نظام مقذوفات موجهة مضادة للدبابات طراز AT-4، فضلاً عن الأسلحة الصغيرة والذخيرة وغيرها من المعدات. كما تلقت أوكرانيا بالفعل أنظمة دفاع جوي ذاتية الحركة تعود إلى الحقبة السوفيتية SA-8 و SA-10 و SA-12 و SA-14.
    • وافقت سلوفاكيا مبدئياً على إرسال أنظمة دفاع جوي من طراز (S-300)
      من الحقبة السوفيتية إلى أوكرانيا في 16 مارس، لكنها طلبت من الناتو تعويضها بأنظمة دفاع جوي لتجنب حدوث فجوة أمنية في خطة الناتو بأراضيها.
    • أعلنت وزارة الدفاع البريطانية في 17 مارس أنها ستنشر نظام الدفاع الجوي Sky Sabre الخاص بها في بولندا إلى جانب 100 جندي لتشغيله للدفاع عن المجال الجوي البولندي.
    • أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك في 16 مارس أن برلين ستنهي المساعدة المباشرة للأسلحة لأوكرانيا لكنها تفكر في تمويل مشتريات الأسلحة الأوكرانية.

    ثالثاًالأعمال المنتظرة:
    الهدف الاستراتيجي العسكري من العملية:

    “تدمير تدمير القوات المسلحة الأوكرانية، والاستيلاء على كييف، وفرض السيطرة على أوكرانيا إلى الضفة الشرقية لنهر دنيبرو”

    1- الأعمال المنتظرة:

    ويبدو من تصريحات الكرملين المتكررة حديثاً إشارة لأسباب شن العملية العسكرية على أوكرانيا أن روسيا تهيئ نفسها مجدداً أمام المجتمع الدولي وأنها لن تتراجع عن موقفها أمام تعثر تقدم القوات الروسية الملحوظ ووابل الاحباط المتعمد من الغرب جراء حملته الإعلامية الممنهجة ضد روسيا.

    من المرجح أن تستولي القوات الروسية على ماريوبول أو تجبر المدينة على الاستسلام في غضون سبعة ايام عمليات قادمة إذا ركزت القوات الروسية جهودها عليه واستخدمت قواتها بشكل أكثر حرفية على هذا الاتجاه الأنجح لها في مسرح العمليات.

    واصلت تقارير متفرقة الإشارة عن وجود احتمال كبير للاستفزازات التي تهدف إلى إشراك بيلاروسيا في الحرب في أوكرانيا، على الرغم من استمرار تقديري أن بيلاروسيا من غير المرجح أن تفتح خطاً جديداً للتقدم في أوكرانيا.

    تهدد الهجمات المضادة والعمليات الأوكرانية التي تقوم بها قوات الدفاع الإقليمية في شمال شرق أوكرانيا خط الاتصال الروسي المكشوف، مما يتطلب من روسيا إعادة نشر القوات بعيداً عن الهجوم باتجاه شرق كييف.

    من المحتمل أن تمثل الهجمات على مستوى السرية والكتائب شمال غرب كييف أكبر نطاق من العمليات الهجومية التي يمكن للقوات الروسية القيام بها حالياً لإكمال تطويق المدينة.

    2- أين يكمن “النصر الحقيقي” لروسيا في هذه الأزمة؟

    نصر روسيا على أوكرانيا أمر لا نقاش فيه ارتباطاً بالمقارنة العددية والنوعية للقوات العسكرية والمقارنة الاستراتيجية العامة في عناصر القوى الشاملة بين البلدين، ورغم ذلك، وطبقاً للتقارير الواردة من جميع الأجناب واعتراف قادة روس، فالقوات الروسية متعثرة على معظم محاور التقدم، ووصل حجم الخسائر في القوات القائمة بالغزو حتى الآن حوالي 40٪ ما بين قتيل وجريح وأسير، مما دفع روسيا لاستعواض الخسائر بواسطة قواتها في أرمينيا وجورجيا وغيرها، والنصر المحسوم لروسيا منذ قبل الخرب لا يمنع المقاومة المستميتة بواسطة القوات والشعب الأوكراني ولا الخسائر الفادحة التي يحدثها في القوات الروسية. أما أوكرانيا في حرب ضد روسيا مثل هذه، فهي خاسرة منذ بدأها وليس لديها ما تفعله سوى مقاومة القوات الروسية وتعطيلها وإحداث أكبر خسائر بها.

    ولكن هل هذا هو أكبر ما يزعج روسيا؟ بمعنى أدق، هل هدف روسيا الحقيقي والنهائي هو تحقيق النصر على أوكرانيا، الأمر الذي من المفترض أن يحدث عاجلاً أو آجلاً، أم أن هدف روسيا الحقيقي هو تحقيق النصر على الولايات المتحدة والناتو ألد أعدائها؟

    نصر روسيا الحقيقي يكمن هنا، في قدرتها على إجبار الولايات المتحدة وحلف الناتو على تنفيذ مطالبها الثلاثة التي طرحتها موسكو في ديسمبر الماضي، وهي توقيع الناتو على إقرار كتابي يؤكد عدم محاولة ضم أوكرانيا أو دولة أوروبية أخرى للحلف، وعدم قيام الناتو والولايات المتحدة بإجراء أي أنشطة عسكرية في أوروبا الشرقية، وقيام الناتو والولايات المتحدة بسحب قواتهم العسكرية من شرق أوروبا وطبقاً لما كانت عليه الأوضاع قبل عام 1997.. دون ذلك أو حالة تنازل روسيا عن مطالبها الثلاثة فهي لم تحقق نصراً حقيقياً في المسرح الدولي.

    من جانب آخر، رفضت روسيا في البداية دولة مثل تركيا كوسيط بينها وبين أوكرانيا لأسباب معلنة وأخرى غير معلنة، واليوم، وكما يبدو أنه ربما قد يحدث، احتمال رجوع روسيا عن رأيها وقبول تركيا كوسيط، وهو دلالة خطيرة على تأزم الموقف الروسي.

    أما الصين فأمامها ثلاث خيارات:

    • الحياد والوقوف على مسافة ثابتة بين الجانببن، وهو ما تتمناه الولايات المتحدة وبريطانيا ولا تتمناه روسيا.
    • الوساطة الفعلية في الأزمة من خلال مقايضة مع الولايات المتحدة في قضايا بينهما ربما على حساب روسيا وأوكرانيا، وهو ما تتمناه الولايات المتحدة وترفضه روسيا تماماً.
    • قيام الصين بدعم روسيا لوجيستياً في حربها ضد أوكرانيا ومساندتها في التصدي للعقوبات، وهو ما تتمناه روسيا وترفضه الولايات المتحدة قطعياً حتى لا تفسد خططها الجارية في القضاء التام على النظام الروسي الحاكم من خلال الضغوط والعقوبات على المتجددة على موسكو والدعم الذي لا ينتهي لأوكرانيا والضغوط المستمرة على الدول وبما يزيد من عزلة روسيا ويصعب أزمتها.

    وهنا ربما تبقى الورقة الأخيرة في يد زلينسكي رئيس أوكرانيا، بأن يخضع ولو لجزء مقبول من شروط بوتين وبما يحقق النصر السريع على أوكرانيا ويجعل بوتين يكتفي به، ويريح زلينسكي الجميع، دون إطالة الأزمة التي تنهك روسيا، ولكن ذلك أيضاً دون تحقيق النصر الحقيقي لروسيا على الغرب.

    ولكن، حالة حدوث ذلك، هل سترضى الولايات المتحدة بهذا الخيار الاستثنائي؟ أم أنها ستعتبره منفذاً لبوتين لتفادي ما تقوم بالتخطيط له بالتعاون مع بريطانيا وأوروبا ضده؟

    دكتور سَــــيْد غُنــــيْم
    زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
    رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع – أستاذ زائر بالناتو والأكاديمية العسكرية ببروكسل

    المصادر:
    مصادر معلنة دولية.
    مصادر خاصة.

شارك

administrator

استشاري الأمن الدوَلي والدفاع، رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع، الإمارات العربية المتحدة، وأستاذ زائر في العلاقات الدولية والأمن الدولي في أوروبا وشرق آسيا، (مصري)