دكتور سَــــيْد غُنــــيْم دكتوراه العلوم السياسية زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا، ورئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع
 
انتهجت الفصائل الفلسطينية تكتيكات متطورة ضد القوات الإسرائيلية في قطاع غزة منذ انتهاء الهدنة الإنسانية أول ديسمبر. حيث استخدمت العبوات الناسفة الخارقة خمس مرات منذ انقضاء الهدنة وهو ما يعتبر استخدام متزايد نسبياً لتلك العبوات مقارنة بما تم خلال أربعة أسابيع قتال قبل بدء الهدنة، حيث تم استخدامها مرتين فقط وطبقاً لما أعلنته كتائب القسام نفسها. بينما أعلنت سرايا القدس عدم استخدامها تلك العبوات الناسفة الخارقة قبل 2 ديسمبر.
ونفذت حماس بشكل منفصل كميناً استهدف القوات الإسرائيلية شمال شرق خان يونس في 3 ديسمبر. ونشرت حماس أيضًا مقطع فيديو في 2 ديسمبر يظهر قيام عناصر تابعة لها بإطلاق ثلاث طائرات موجهة هجومية في اتجاه واحد تستهدف القوات الإسرائيلية شمال قطاع غزة.
في المقابل لم يعلن الجيش الإسرائيلي بأي شكل أن حماس تستخدم هذه الأنظمة أو التكتيكات ضد قواته.
وأرى أن أسباب التحول المحتملة لهذه التكتيكات المتطورة تتلخص في الآتي:
1- التحول من تنفيذ قتال تعطيلي إلى إجراء دفاع شرس يحاول التصدي للتوغلات الإسرائيلي بهدف استنزاف القوات المتوغلة ويضعف من إرادتها وبما يعوق مواصلة تنفيذ عمليتها البرية في قطاع غزة.
من الواضح أن الفصائل الفلسطينية مجتمعة بنت استراتيجيتها القتالية على أساس تجنب الهزيمة الحاسمة من خلال الاستعداد لحرب ممتدة تجبر القوات الإسرائيلية على الموافقة على وقف دائم لإطلاق النار، وبما يهيئ الظروف لحركة حماس الاحتفاظ بمكانتها كقوة عسكرية قادرة على إدارة القطاع والدفاع عنه.
2- تلاحظ أن القوات الإسرائيلية لا تستخدم الطرق الرئيسية عند تقدمها، بل تختار بدلاً من ذلك إنشاء طرق جديدة للتحرك، ويبدو أن الفصائل الفلسطينية تفهمت هذا النهج الإسرائيلي وقررت التعامل معه بشكل أكثر فعالية.
شارك

administrator

استشاري الأمن الدوَلي والدفاع، رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع، الإمارات العربية المتحدة، وأستاذ زائر في العلاقات الدولية والأمن الدولي في أوروبا وشرق آسيا، (مصري)