معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع:
القسم الأمني والعسكري
دكتور سَــــيد غُنــــيم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع
الأستاذ الزائر بالناتو والأكاديمية العسكرية الملكية ببروكسل
 
مع استمرار القوات الروسية القتال والتقدم في تشاسيف يار وتوريتسك وبوكروفسك في دونيتسك داخل الأراضي الأوكرانية، واصلت القوات الأوكرانية تقدمها بشكل طفيف جنوب شرق سودجا وسط استمرار العمليات الأوكرانية في منطقة كورسك. وقد تقدمت القوات الأوكرانية، جنوب شرق سودجا، شرق ميرني وجنوب سبالنوي، وتشير الصور الجغرافية وقد عملت القوات الأوكرانية مؤخراً داخل بوركي. كما أن القتال ما زال مستمر شمال سودجا قرب روسكوي بوريتشنوي، وشرق سودجا بالقرب من أغرونوم، وجنوب شرق سودجا على طول الخط المار بـ (جيري – كاميشنوي – كروبيتس – سبالنوي).
كما أن مجموعات متنقلة أوكرانية صغيرة واصلت هجمات محدودة خلف خط التماس الحالي في منطقة كورسك، وأن القوات الأوكرانية واصلت هجماتها بالقرب من كورينيڤو وغرب سناغوست (جنوب كورينيڤو).
وقد تمكنت القوات الروسية من صد هجوم مدرع أوكراني في اتجاه جورديفكا (جنوب كورينيڤو) وهجمات أوكرانية غرب أنستاسييڤكا وجنوب شرق كاوشوك (كلاهما شمال شرق كورينيڤو وعلى بعد حوالي 27 كم من الحدود الدولية). كما قامت القوات الروسية بضرب القوات الأوكرانية العاملة بالقرب من أوتروبا (جنوب غرب كورينيڤو وعلى طول الحدود الدولية).
وتواصل القوات الأوكرانية العمل في خط المهمة النهائية للقوات الأوكرانية داخل منطقة كورسك، بما في ذلك بالقرب من سودجا.
كما تمكنت الضربات الأوكرانية من تدمير جسرين في منطقة جلوشكوڤو وزڤانوي جنوب شرق كورينيڤو في كورسك بواسطة صواريخ HIMARS مما أدى لانهيار الجسرين بسبب الضربة.
ورد أن القوات الأوكرانية تقدمت إلى منطقة بيلجورود الغربية خلال الهجمات عبر الحدود الأخيرة بشكل أكبر عما سبق، لكن المصادر العلنية تشير إلى أن القوات الأوكرانية لم تعد تحتفظ بمواقع داخل منطقة بيلجورود اعتبارًا من 16 أغسطس.
من جانب آخر، تلاحظ أن مشغلي الطائرات المسيرة الروس يحدون من استخدام طائرات مافيك.
الرأي:
1- يبدو أن روسيا تركز الضربة الرئيسية (مجهودها الرئيسي) في إقليم دونيتسك في أوكرانيا وضربتها الأخرى (الثانوية) تجاه كورسك في الداخل الروسي. وذلك في محاولة لتحقيق أهدافها الرئيسي باستكمال احتلال إقليم دونباس وقناعتها أن قواتها في كورسك كفيلة بتدمير القوات الأوكرانية المخترقة.
2- أرى أن احتمالات تنفيذ توقعي الذي نشرته منذ 4 أيام بشأن احتمال قيام القوات الأوكرانية بتنفيذ اختراقات أخرى في الحدود الروسية، قابلة للتنفيذ بشكل أكبر.
3- تهدف القوات الأوكرانية من تدمير الجسرين تعقيد خطوط المواصلات البرية الروسية في المنطقة، وهو ما قد يدعم توقعي بشأن توغل القوات الأوكرانية في كورسك واحتمالات عزمها على تنفيذ اختراق آخر، ولكن ليس من الواضح حالة تنفيذه إن كان سينفذ في المدنية الروسية الحدودية شمالاً “بلوجرود” أم منطقة أخرى غيرها.
4- يبدو أن استمرار القوات الأوكرانية في التقدم في منطقة كورسك قد أجبر روسيا على التفكير في تبادل أسرى الحرب بسهولة أكبر. وفي حالة زيادة القوات الأوكرانية تقدمها في الأراضي الروسية ستجبر القيادة الروسية على تقديم تنازلات أخرى.
6- هناك معلومات أن القادة الروس يعاقبون المشغلين الروس للطائرات المسيرة المفقودة أو التي لم تحقق أهدافها، إما بإجبارهم على الدفع شخصيًا لتكلفة استبدال الطائرات المسيرة التي فقدوها خارج القتال، أو المخاطرة بإرسالهم إلى وحدة هجوم مشاة كعقاب على خسارة طائرة مسيرة.
شارك

administrator

استشاري الأمن الدوَلي والدفاع، رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع، الإمارات العربية المتحدة، وأستاذ زائر في العلاقات الدولية والأمن الدولي في أوروبا وشرق آسيا، (مصري)