دكتور سَــــيْد غُنــــيْم دكتوراه العلوم السياسية زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا، ورئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع

“السودان: الوضع الأمني وفرص الحل”

1- الوضع غير آمن في السودان:

من الواضح أن الإتحاد الإفريقي يواجه ظروف صعبة، حيث طُلب من الاتحاد الأوروبي توفير وسيلة نقل جوي لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي د. موسى فقي محمد، لكن هناك شكوك في أن الاتحاد الأوروبي سيلبي الطلب.

يجب على رؤساء دول كينيا وجيبوتي وجنوب السودان القيام بمهمة وساطة مشتركة وليست منفردة، ولكن لا أحد يعرف كيف يمكنهم الوصول بشكل آمن إلى الخرطوم.

يتزامن ما سبق مع تعرض سفير الاتحاد الأوروبي في السودان أيدان أوهارا لهجوم على منزله في الخرطوم يوم 17 أبريل 2023.

فهل يستطيع آبي أحمد رئيس إثيوبيا أن يزور السودان اليوم؟ أراه أمر صعب مؤقتاً، فحتى الآن، يُعتقد أن المشكلة بين رجلي الصراع في السودان خارجة عن السيطرة.

بعض الناس يعتقدون أن مهمة الأمم المتحدة في السودان تتركز في العمل ضامن للأمن بها، ولكن الشكوك تدور حول إمكانية تنفيذ مهمتهم على الوجه الأكمل. وذلك بسبب طبيعة تفويض الأمم المتحدة والمقيد للقوات بالمهمة بشكل كبير، كما أن عناصر هذه القوات ليسوا مسلحين بالقدر الكافي مقارنة بأطراف الصراع.

2- فرص الحل

الجهات الفاعلة الرئيسية في الوساطة حتى الآن هي الولايات المتحدة، والسعودية والإمارات. كما يمكن أن تلعب المملكة المتحدة دوراً مؤثراً.

لا شك أن مصر لها مصالحها في السودان، ولكنها مع عدم اعترافها بقوة الدعم السريع رغم تواصلها معها، وعدم امتلاك مصر الأدوات الكافية مقارنة بالدول الأخرى المعنية بالوساطة، مما يصعب تدخلها بنفس القوة المؤثرة للوساطة، أو التدخل العسكري الخشن كأداة لحل الأزمة. إلا أن مصر تستطيع أن تقوم بالوساطة حالة قبول الطرفين، وأن تأتي بالمبادرات وتقترح الحلول بصفتها الدولة الأقرب للصراع والتي لها تواجد بالفعل في الداخل السوداني.. المهم قبول الطرفين.

3- فرص المقايضة:

لا شك أن مصر تحتاج البرهان للسيطرة على ذمام الأمور في السودان، والولايات المتحدة تدرك ذلك، ولا شك أيضاً أن واشنطن تحتاج لمن يتصدى لجماعة ڤاجنر في السودان. وواشنطن تعلم أن حميدتي قائد قوات الدعم السريع لديه موائمات مع روسيا، فلا حل أمام واشنطن سوى الوعد بدعم البرهان سياسياً للسيطرة على ذمام الأمور في السودان وبما يضمن تأمين الحدود المصرية مقابل تصدي البرهان، بدعم مصري، ضد جماعة ڤاجنر في السودان.. وهو ما ستؤيده بريطانيا وفرنسا بشدة بالتأكيد. ما سبق يأتي من فكرة أن التركيز الرئيسي للولايات المتحدة هو ڤاجنر في أفريقيا، والتركيز الرئيسي لمصر هو الأمن والاستقرار في مصر (وبالتالي الحكومات المتحالفة في البلدان المجاورة لها)، وتحديداً السودان وليبيا. ويبقى السؤال: كيف يمكن لمصر التأثير بطرد مجموعة ڤاجنر من السودان وربما ثم ليبيا؟ وإلا ستبقى الحدود المصرية رهن عدم الإستقرار.

يأتي ذلك في وقت تشعر جميع الدول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والقرن الإفريقي بالقلق إزاء الوضع في السودان لأنه قد يزعزع استقرار القرن الأفريقي والساحل في شمال إفريقيا في نفس الوقت.

دكتور سَــــيْد غُنــــيْم

شارك

administrator

استشاري الأمن الدوَلي والدفاع، رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع، الإمارات العربية المتحدة، وأستاذ زائر في العلاقات الدولية والأمن الدولي في أوروبا وشرق آسيا، (مصري)