*الصورة من Gulf News

أعلنت رويترز يوم الإثنين 17 يناير 2022 عن انفجار ثلاث شاحنات وقود مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وذلك حوالي الساعة 11 صباح نفس اليوم، حيث اندلع حريق بالقرب من مطار أبوظبي يوم الاثنين فيما وصفته جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران بأنه هجوم بواسطتها في عمق الإمارات العربية المتحدة.

وقد ردت أبوظبي بشأن خبر الحادث بتوضيحات مؤكدة أنه قد انفجرت ثلاث ناقلات بترول في أبوظبي بعد اندلاع حريق بالقرب من صهاريج أدنوك يوم الاثنين، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ستة. حيث وقعت الانفجارات في آيكاد 3 بمصفح قرب مدينة محمد بن زايد. وأكدت شرطة أبوظبي ، اندلاع حريق صباح اليوم ، أدى إلى انفجارات داخل ثلاث ناقلات بترول. وأسفر الحادث عن مقتل باكستاني وهنديين وإصابة ستة آخرين. وقالت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) إن إصاباتهم كانت خفيفة إلى متوسطة. كما تم الإبلاغ عن حريق أصغر في منطقة البناء الجديدة لمطار أبوظبي الدولي. وقد هرع أفراد خدمات الطوارئ إلى الكواليس وعملوا على إخماد الحرائق. وذكرت وام أن التحقيقات الأولية تشير إلى سقوط أجسام طائرة صغيرة، ربما تتعلق بطائرات بدون طيار، في المناطق وبدأت الحرائق. وقد بدأت السلطات تحقيقا في السبب.

التقدير:

أولاً: نقاط وجب وضعها في الاعتبار:

1- أن جميع عمليات الحوثيين في العمق كانت تستهدف السعودية فقط.

2- أن الاستهداف السابق للإمارات كان في مياه الخليج العربي أو في المياه المجاورة خارجه بالقرب من موانئ الفجيرة وكان ضد السفن ناقلات النفط.

3- أن الإمارات تعتبر واحة الإزدهار والأمن والاستقرار وسط منطقة الخليج، وبجوار السعودية التي لا تنجو بشكل متكرر من هجمات داخل أراضيها.

4- أن الإمارات من خارج اليمن تدعم كتائب العمالقة في جنوب اليمن ضد الحوثيين في شبوة وانها قد أضاعت جهد الحوثيين خلال عام ٢٠٢١.

5- أن وزير الخارجية الإيراني الجديد حسين أمير عبداللهيان يؤمن بدبلوماسية “القوة”، وهو ما أعلنته رويترز بتاريخ 25 سبتمبر 2021.

6- أن الحادث تم أثناء عقد مفاوضات الاتفاقية النووية بجنيف، مع تردد ظهور بوادر أمل للوصول لاتفاق.

ثانياً: الرأي:

الوقت مبكر للغاية لإبداء أي رأي حالياً، ولكن من الممكن أن يكون رأيي المبدئي أن هناك احتمالين، إما أن الحادث بتصرف منفرد من الحوثيين بهدف الرد على دعم الإمارات للجنوب ضدهم.
أو أن إيران هي من وراء دفع الحوثيين لتنفيذ هذه العملية في هذا التوقيت ضد الإمارات بهدف الآتي:

1- نقل العمليات العسكرية غير المباشرة من البحر إلى داخل الأراضي الإماراتية كما يتم مع السعودية.

2- إظهار نوع من الخلل في منظومة الدفاع الجوي والأمن الإماراتية التي لم يتم مسها من الداخل منذ إندلاع الحرب في اليمن.

3- محاولة ردع الإمارات عن دعم إسرائيل في أي عمل عسكري ضد إيران حالة التوصل لحل في مفاوضات الاتفاقية النووية، بل توجيهها لاقناع إسرائيل بعد التورط في عمل عسكري ضد إيران.

4- زيادة عدم ثقة الإمارات في الولايات المتحدة ضامن الأمن الأساسي لها.

وربما كل ذلك قد يبدو في صالح السعودية، التي تعتبر الإمارات قد خرجت مبكراً من العملية العسكرية للتحالف داخل اليمن.

ثالثاً: السيناريوهات المحتملة:

1- استمرار الحوثيين في شن هجمات عسكرية داخل الإمارات مستهدف أهداف حيوية أخرى مثل إكسبو بدبي، كما تنفذ هجمات داخل السعودية.

2- اكتفاء الحوثيين بتنفيذ هذه العملية مؤقتاً لحين ظهور رد فعل الإمارات وبما قد يحقق أهداف العملية.

3- أصعب الاحتمالات في رأيي وأشدها خطورة هو عودة الإمارات للتدخل العسكري ضد الحوثيين في اليمن، أو على الأقل تنفيذ ضربة عسكرية ضد مواقع الحوثيين التي قامت بتنفيذ العملية داخل الإمارات.

دكتور سٓــــيٍْد غُنــــيٍْم

زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا، دكتوراه العلوم السياسية

رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع

شارك

administrator