خطة العمليات للغزو الروسي وانتشار القوات الروسية في أوكرانيا تبدو مشتتة للغاية، حيث تم دفع القوات على محاور كثيرة دون تركيز على قوات رئيسية، كما تفتقر إلى حد كبير لميزة القتال المشترك والقدرة على الهجوم بقوة دافعة كبيرة.

ولتحديد مدى نجاح أي تخطيط عسكري لابد من مقارنته بالهدف الإستراتيجي العسكري من الخطة.
في البداية، أعتقد أن الهدف الاستراتيجي العسكري الروسي كان مقتصراً على السيطرة الكاملة على إقليم دونباس، وإجبار المواطنين الأوكرانيين، غير الموالين لروسيا والمتواجدين بولايتي دونتيسك ولوجانسك، على النزوح غرباً تجاه العاصمة كييف وبما يؤمن قرار إعلان جمهوريتي دونتيسك ولوجانسك دولتين مستقلتين موالين لروسيا وربما يتم إعلان انضمامها لاحقاً للاتحاد الروسي بجانب القرم التي تم ضمها للاتحاد الروسي عام 2014، وتصبح الجمهوريتان الجديدتان ذات حدود دولية مؤمنة في الإقليم.

وبنجاح القوات الروسية في تحقيق هذا الهدف، تتأثر خطط الناتو بشدة في البحر الأسود، وبما يجبر النانو على إعادة تشكيل النفوذ السياسي والعسكري بشكل موسع في المنطقة.
أما هدف بوتين الحالي، وكما ذكرت من قبل، هو تغيير النظام الأوكراني الحاكم، سواء من خلال إجبار الرئيس الأوكراني زلينيسكي على الهروب لأحد دول أوروبا، أو إجباره على تغيير سياسته تجاه روسيا.
وبناءاً على ذلك، أرى أن تشتت جهود القوات الروسية لا يأتي في صالح تحقيق الهدف الأول من العملية المحدودة ، كما قد يتأثر هذا التخطيط المشتت حالة تدفق المساعدات الأمريكية والأوروبية لأوكرانيا، علماً بأن بايدن قد أعلن تقديم 600 مليون دولار دعماً عاجلاً لأوكرانيا بجانب المساعدات الأوروبية الموازية.

دكتور سَــــيْد غُنــــيْم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
أستاذ زائر بالناتو والأكاديمية العسكرية ببروكسل

شارك

administrator

استشاري الأمن الدوَلي والدفاع، رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع، الإمارات العربية المتحدة، وأستاذ زائر في العلاقات الدولية والأمن الدولي في أوروبا وشرق آسيا، (مصري)