دكتور سَــــيْد غُنــــيْم دكتوراه العلوم السياسية زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا، ورئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع

اتجاه المجهود الرئيسي (الضربة الرئيسية) في الهجوم هو الاتجاه الذي يخصص له الحجم الأكبر من القوات والوسائل وبما يساعد على تحقيق مهمة المستوى الأعلى.. ويأتي بعده اتجاه المجهود الثانوي/ اتجاه الضربة الأخرى.
أما اتجاه الهجوم المعاون فهو الاتجاه الذي يخصص فيه حجم مناسب من القوات والوسائل وبما يعاون في نجاح مهمة اتجاه المجهود الرئيسي.
ولقائد الوحدة المكلفة بشن الهجوم الحق والقدرة على المناورة بقوات الدعم لتحويلها من اتجاه المجهود الرئيسي المخطط إلى اتجاه آخر، سواء كان ثانوي أو معاون أو غيره، وذلك حالة نجاح أي من الاتجاهات غير المجهود الرئيسي في تحقيق نجاحات أكبر تؤدي لتحقيق الهدف الرئيسي للوحدة وفي اتجاه الهدف الرئيسي للمستوى الأعلى.
وسأوضح العلاقة بين اتجاه المجهود الرئيسي واتجاه الهجوم المعاون ارتباطاً بالهجوم الأوكراني في زابورودچيا وباخموت.
أولاً: اتجاهات الهجوم:
تمثل القوات الأوكرانية المكلفة بالهجوم على الدفاعات الروسية في محوري أورخيف للوصول إلى ميليتوبول ونوڤا ڤيسيلكا للوصول إلى بيرديانسك اتجاه المجهود (الضربة) الرئيسي/ الثانوي.
وتمثل القوات المهاجمة على محور باخموت شمالاً في بودانيڤيكا وجنوباً في كيشيشيڤكا وكورديوميڤيكا وأڤديڤيكا ومارينكا اتجاه الهجوم المعاون.
ثانياً: المهام:
1- مهمة القوات الرئيسية على محوري زابورودچيا:
سرعة اختراق الدفاعات والوصول إلى العمق التعبوي والاستراتيچي حتى مشارف آزوف، وأهم ما قد يتعرض لها هي القوات الروسية الاحتياطية التي ستتصدي للقوات المخترقة وتدمرها بالهجمات المضادة.
2- مهمة الهجوم المعاون في محيط باخموت وجنوبها:
جذب الاحتياطيات الروسية من زابورودچيا لصد وتدمير القوات الأوكرانية المخترقة في باخموت وجنوباً.
وحالة وقوع القوات الروسية في هذا الفخ، يسهل من مهمة القوات الأوكرانية الرئيسية المهاجمة في زابورودچيا على محوري أورخيف ونوڤا ڤيسيليكا، وتزداد معدلات اختراقها وتقدمها في العمق.
ويبقى ثلاثة أسئلة تطرح نفسها:
الأول: لو الأمر كذلك، لماذا قد تنخدع القوات الروسية وتقوم بنقل الاحتياطيات من زابورودچيا إلى باخموت؟
والإجابة ببساطة الأهمية الإعلامية والمعنوية التي فرضتها ڤاجنر خلال نجاحها الوحيد في هذا الحرب، والتي بسقوطها سيكون لها تأثير معنوي كبير على القوات والشعب الروسي.
الثاني: لماذا لا تأتي روسيا باحتياطيات من القوات المعبأة حديثاً أو من اتجاهات تعبوية أخرى بدلاً من زابورودچيا؟
والإجابة هي عدم توفر الاحتياطيات (الجاهزة) اللازمة، وبما لا يخل بالاتزان الدفاعي الاستراتيچي للقوات الروسية. ومن ثم، فالاحتياطيات الموجودة في زابورودچيا وبالرغم من عدم قربها لباخموت إلا أنها الأكثر خبرة بطبيعة الميدان التعبوي ومن ثم الأقدر على التنفيذ.
الثالث: ماذا إذاً على القوات الروسية أن تفعل؟
والإجابة هي:
1- إعلان التعبئة العامة بأسرع وقت، وهو أمر مقلق للداخل الروسي.
2- استمرار القوات الروسية في زابورودچيا في الاستماتة في الدفاع كل على محوره، والاستمرار في استعادة كفاءة التجهيزات الهندسية، مع تكثيف كافة الوسائل النيرانية ضد القوات الأوكرانية المهاجمة على كافة المحاور في زابورودچيا، واستماتة القوات الروسية في باخموت بالقدرات الذاتية في تثبيت القوات الأوكرانية بأي ثمن.
3- زيادة جهود تأمين السواحل في شبه جزيرة القرم وسواحل بحر آزوف.
شارك

administrator

استشاري الأمن الدوَلي والدفاع، رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع، الإمارات العربية المتحدة، وأستاذ زائر في العلاقات الدولية والأمن الدولي في أوروبا وشرق آسيا، (مصري)