أولاًالأعمال السابقة والحالية
عام:
تعود القوات الروسية مجدداً لمحاولة الهجوم على العاصمة الأوكرانية “كييف” والسيطرة عليها. وبحسب تقارير واردة، تم دفع لواء روسي مدعم تجاه الضواحي الغربية لكييف، ولكنه لم يحرز تقدماً يُذكر. من جانب آخر تواصل القوات الروسية أعمال القتال التكتيكية ولكن بمعدلات قتال أبطأ من المفترض، في محاولة لتعزيز الخطوط المستولى عليها بهدف مواصلة اتساع حجم الأرض حول كييف من الاتجاه الجنوب الغربي لها. لا تزال أعمال القتال الروسية متوقفة على محاور الاقتراب الفرعية الشرقية لكييف ولم يرصد أي نشاط بها منذ يومي العمليات السابقين 08 و09 مارس، ربما لأن القوات الروسية تركز أعمال قتالها على تأمين خطوط المواجهة الواسعة والتي تمتد إلى تلك الضواحي من القواعد الروسية حول سومي وتشرنيهيف في مواجهة الدفاعات النشطة للقوات الأوكرانية عليها. ومن الواضح أن الجيش الروسي يقوم بأعمال تجهيز الاحتياطيات التعبوية من الأنساق الاستراتيجية الأولى، فضلاً عن استعواض الخسائر والإمداد وإعادة الملء للوحدات.

أشارت تقارير إلى تحركات قوات حفظ السلام الروسية المتمركزة في إقليم ناجورنو قره باخ بأزربيجان، والتي في رأيي ربما قد تم انسحابها من الإقليم للمشاركة في الحرب في أوكرانيا، أو على الأقل لتعزيز الاحتياطيات التعبوية/ الاستراتيجية الروسية في اتجاه الجبهة الأوكرانية، وفي حالة صحة تقديرنا هذا فهو يشير إلى المصاعب التي تواجهها القيادة العامة الروسية لإنشاء انساق احتياطية جديدة جاهزة للقتال في فترة زمنية قصيرة، وبما يحقق سرعة استكمال العمليات المتعثرة على محاور العمليات المختلفة، وهو ربما يتسق مع ما أعلنه بوتين منذ ثلاثة ايام أنه لن يستدعي القوات الاحتياطية من خارج الخدمة. من جانب آخر، لا تزال ماريوبول محاصرة وتحت القصف. وفي الجنوب، تواصل القوات الروسية الاستعداد للعمليات ضد مدينة زابوريزهيا، ولكنها لم تبدأها بعد على نطاق واسع نظراً لتأخر الإمدادات وعدم استعواض الخسائر من ناحية، وكذا للمواجهة العنيفة من جانب الأوكرانيين في مدينة كبرى من جانب آخر. وتقوم القوات الروسية المتقدمة من خيرسون جنوباً بتطويق “ميكولايف” من اتجاه الشرق لكنها لم تعبر بعد نهر بوغ الجنوبي. من غير المحتمل أن تبدأ العمليات الروسية ضد أوديسا، المدينة الجنوبية الرئيسية، قبل أن تنشئ روسيا خط سيطرة آمن من شبه جزيرة القرم عبر جنوب نهر بوغ.

تقدم القوات البرية الروسية مع زيادة عدد محاور التقدم مرة أخرى لتصبح ثمانية محاور رئيسية (في ضربات رئيسية ومعاونة وثانوية)

كالآتي:

محور كييف (اتجاه الضربة الرئيسية):

تُقدر الهجمات الروسية المستقلة، على هذا المحور، بحجم مجموعة قتال بقوة كتيبة مدعمة، وطبقاً لما ورد بتقديرنا ليومي العمليات السابقين لهذاالتقدير. لا تزال إمكانية شن هجوم أكبر وأكثر تماسكاً سواء لتطويق كييف أو لاجتياحها خلال حتى أربعة أيام عمليات قادمة أمراً ممكناً. إلا أنالإصرار على تكليف مجموعات القتال، المشكلة من مجموعتين إلى خمس مجموعات قتال تكتيكية كل بقوة كتيبة مدعمة، للهجوم في وقت واحددون قيادة موحدة واتجاه هجوم محدد، سيقلل من احتمالات تحقيق الاختراق اللازم في التوقيت المحدد واحكام الخناق على كييف.

محور خيرسون (اتجاه ضربة رئيسية رقم “2”):

فشلت الهجمات الروسية المحدودة على طول الطريق من ميكولايف نحو “نوفي بوه” لصغر حجم قواتها. وقامت القوات الروسية بإعادة تجميع ما يصل إلى عدد (17) مجموعة قتال روسية تابعة للجيش التاسع والأربعين الميداني، والفيلق الثاني والعشرين، والفرقة 20 مشاة التابعةللجيش الثامن الميداني، وقوات المظلات المحمولة جواً شمال شبه جزيرة القرم من خيرسون إلى روزيفكا، والاي تقع على مسافة حوالي47كيلومتراً شمال غرب ماريوبول. خلال اليوم الرابع عشر عمليات 9 مارس تم رصد قوات روسية بأحجام كبيرة، يحتمل ان تكون تعزيزاتلخيرسون. وتم رصد أفراد يرتدون ملابس مدنية (محتمل أن يكونوا جنود روس ينتقلون من خيرسون باتجاه ميكولايف)، ومن المحتمل أن تقومالقوات في خيرسون بتفادي القتال في ميكولايف والتقدم تجاه أوديسا. وقد يقوم جزء من القوات الروسية على محور خيرسون بتطويق ميكولايف على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو. من المحتمل أن تحاول القوات الروسية تنفيذ أعمال مناوشة تجاه ترانسنيستريا بدولة ميلدوفا(الدولة غير العضو في الناتو والاتحاد الأوروبي).

محور إيربين، غرب وشمال غرب العاصمة كييف (اتجاه ضربة رئيسية رقم “2”):

على طول الضفة الغربية لنهر دنيبرو، وردت تقارير في 8 مارس أن ما يصل إلى خمس مجموعات قتال، كل بقوة كتيبة مدعمة، قد شنت هجمات بالقرب من بابينتسي باتجاه بوشا، على بعد حوالي 25 كيلومتراً شمال غرب كييف، ولكن تم صدها بواسطة القوات الأوكرانية. كانت هذه المنطقة مسرحاً لقتال متكرر لعدة أيام، وقال العمدة السابق لإيربين في 8 مارس أن الروس يسيطرون على جزء كبير منها. في يوم 8 مارس، قامت القوات الروسية بدفع أربع مجموعات قتال (مجموعتين قتال من اللواء الخامس المدرع المستقل، ومن اللواء 37 مشاة مستقل)، تجاه ياسنوهورودكا، على بعد حوالي 37 كيلومتراً جنوب غرب كييف. وعلى الرغم من أنها تقع على طول طريق محدب مؤدي من بيشيف إلى كييف. وتعيد القوات الروسية تجميعها على هذا المحور. ولم تقوم القوات الروسية بتنفيذ أي أعمال قتال بالقرب من ديمر.

– محور تشيرينهيف (اتجاه ضربة أخرى رقم “1”):


واصلت القوات الروسية جهودها للسيطرة على مدينة تشيرنيهيف واستكمال التقدم على الاتجاهين الجنوب الشرقي والشرق. وقامت عناصر من الجيشين الروسيين الثاني والـ41، والفرقة 90 المدرعة بمحاولة معاودة الهجوم نحو تشيرنيهيف وكييف من الشمال، وفي نفس التوقيت تواصل القوات الأوكرانية التمسك بمدينة تشيرنيهيف.

محور سومي (اتجاه ضربة أخرى رقم “2”):


واصلت القوات الروسية قصف خاركيف لكنها لم تجدد محاولاتها للسيطرة على المدينة من خلال هجوم بري واسع النطاق. من المحتمل أن يكون الروس قد حولوا قدراً كبيراً من القوة القتالية من خاركيف للتركيز على القبض على سومي، خاصة وأن القيادة العامة للقوات المسلحة الروسية قد ركزت هجماتها الجوية لدعم العمليات المحمولة جواً كجزء من استعدادات أكبر لمهاجمة سومي. وتؤكد تقارير أن هناك قتالاً كبيراً حول سومي. كما واصلت القوات الروسية، على الأرجح من محور خاركيف، عملياتها إلى الجنوب الشرقي. وتواصل القوات الروسية جهودها للاستيلاء على إيزيوم، على بعد حوالي 110 كم جنوب شرق خاركيف، وعبور نهري دونيتس الشمالي وبيريكا. وقد تم رصد قصفات مدفعية وصاروخية روسية على بالاكليا في منتصف الطريق تقريباً بين خاركيف وإيزيوم، وذلك خلال اليوم الرابع عشر عمليات 9 مارس.

محور لوهانسك (اتجاه معاون رقم “3”):
طبقاً لإعلان المتحدث باسم لوهانسك، في 8 مارس، تسيطر حالياً قوات لوهانسك على معظم ولاية لوهانسك أوبلاست. وفي اليوم التالي عمليات، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه قد تم تحقيق مكاسب متواضعة بلوهانسك.

محور ماريوبول (اتجاه هجوم معاون رقم “4”):
تواصل القوات الروسية تطويق وقصف ماريوبول، مما أدى إلى تدمير مستشفى للولادة في المدينة على نطاق واسع. ولم يتغير الوضع العسكري حول ماريوبول مادياً خلال يومي الثالث عشر والرابع عشر عمليات.

العمليات النفسية والسيبرانية للجانبين:
لا اختلاف عن التقديرات السابقة.

موقف الأطراف الدولية:
تستمر الأطراف الدولية في مواقفها كما في التقدير السابق، مع ملاحظة الآتي:
طلبت روسيا الحصول على ضمانات من الولايات المتحدة بأن العقوبات الغربية التي تستهدف موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا لن تؤثر على أعمالها مع إيران، الأمر الذي قد يعقد ترتيبات مفاوضات الاتفاق النووي مع إيران.

تم الموافقة على اقتراح أمين المجلس العام للحزب الحاكم في روسيا بتأميم المصانع المملوكة للأجانب التي أغلقت عملياتها في البلاد بسبب ما يسميه الكرملين عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا، حيث إن إغلاق العمليات يعتبر حرب ضد مواطني روسيا. وضمن هذه الشركات (تويوتا اليابانية للسيارات، وكيا الكورية للسيارات، ونايكي الأمريكية للرياضة، …).

يحاول البيت الأبيض ترتيب مكالمات تليفونية بين الرئيس بايدن وقادة السعودية والإمارات لتمسكهما بعدم المساعدة في تخفيف ارتفاع أسعار النفط.

زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيت موسكو يوم السبت والتقى ببوتين ثم موجة من المكالمات الهاتفية مع بوتين وزيلينسكي و ماكرون و شولتز ويبدو أن هناك تقدم في هذا الاتجاه. وقد أعلنت روسيا أنها فقط تريد تجريد منطقة دونباس من السلاح، ويتردد أخبار عن احتمال تخلي زلينسكي عن انضمام بلاده للناتو.

وفقاً لرسالة بالبريد الإلكتروني، أرسلتها شركة تسلا إلى الموظفين، أعلن إيلون ماسك مالك الشركة، أن موظفو تسلا الأوكرانيون (في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا) الذين يُطلب منهم العودة للدفاع عن بلادهم، سيحصلون على رواتب لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.

طلبت الولايات المتحدة من بولندا إمداد أوكرانيا بالطائرات المقاتلة المتوفرة لديها منذ فترة الاتحاد السوفيتي على أن يتم استبدالها بطائرات F-16 بدون مقابل. فقامت بولندا بإخطار الولايات المتحدة أن جميع الطائرات المطلوبة ستتواجد بالقاعدة العسكرية الأمريكية بألمانيا على أن تسلمها هي بمعرفتها إلى أوكرانيا. الأمر الذي تم رفضه من قبل الولايات المتحدة.

قرر البيت الأبيض تخفيف العقوبات على فنزويلا لإمكانية قيامها بتصدير النفط عوضاً عن روسيا، الأمر الذي قوبل بترحاب من فنزويلا. وقد قررت الحكومة الفنزويلية الإفراج عن أمريكيين مسجونين وهي نقطة تحول في علاقة إدارة بايدن بأقوي حليف لروسيا في نصف الكرة الغربي. وقد جاء قرار الإراج بعد زيارة نادرة قام بها وفد أمريكي رفيع المستوى لمقابلة رئيس فنزويلا منذ أيام.

ثالثاًالأعمال العسكرية المنتظرة (لا اختلاف عن التقدير السابق):
الهدف السياسي العسكري من العملية:
دولياً:
تقويض التهديد العسكري للناتو والولايات المتحدة تجاه المجال الحيوي الروسي في منطقة البحر الأسود والبلقان، وتأكيد فكرة قدرة روسيا الاتحادية على التصدي لإستراتيجية الانتشار التدريجى لحلف الناتو في هذا الاتجاه.

في أوكرانيا:

  • تحويل أوكرانيا من منطقة عازلة لصالح الناتو، إلى منطقة عازلة في صورة (نطاق أمن استراتيجي) لروسيا الاتحادية في الاتجاه الجنوبي الغربي.
  • اسقاط النظام الأوكراني الحاكم أو تنحيه، واستبداله بنظام موالي لروسيا.
  • إعلان انفصال المدن الحيوية الهامة المستولى عليها (خيرسون – مايروبول – خاركيف) بهدف تفتيت الدولة وتحويلها إلى “لا دولة”، ثم ضم تلك الجمهوريات المنفصلة من جانب واحد إلى روسيا الاتحادية مستقبلاً.
  • حرمان أوكرانيا من كافة المزايا الجيوستراتيجية التي يسعى الناتو لتوسعه استناداً عليها أو للاستفادة منها.

الهدف الاستراتيجي العسكري من العملية:

  • تأمين جمهوريتي “دونتيسك” و”لوجانيسك” المنفصلتين حديثاً من جانب واحد، والاستيلاء على باقي أراضيهما داخل العمق الأوكراني.
  • الاستيلاء على الأهداف الحيوية الأوكرانية الرئيسية على رأسها محطات الطاقة بالمفاعلات النووية، والمعامل البيولوجية الأمريكية (غير المعلن عنها من الجانب الأوكراني والأمريكي)، والمنشآت الإعلامية، والمالية، والمراكز الصناعية الكبرى بالدولة الأوكرانية.
  • نزع السلاح الأوكراني بكافة مستوياته وإحلال قواتها المسلحة بقوات حماية روسية تحت مسمى “قوات حفظ السلام” في العمق الاستراتيجي الروسي الجنوبي الغربي.
  • على أن يتم تحقيق تلك الأهداف خلال مدة لا تتجاوز 06 – 08 يوم عمليات يمكن أن يتخللهم وقفة تعبوية قصيرة.

الهدف الاستراتيجي العسكري خلال (4) يوم عمليات قادمة:
سرعة الاستيلاء على مدينة أوديسا وعزلها إدارياً وعملياتياً عن العاصمة كييف، وفرض السيطرة الجوية على سماء أوكرانيا لسرعة حسم وإنهاء العمليات في خيرسون وميكولايف وماريوبول وخاركييف والعاصمة كييف وإعلان السيطرة على كافة الأاهداف الحيوية شرق أوكرانيا، وعرزل شرق أوكرانيا عن غربها.

تسلسل الأعمال المنتظرة:
على محور كييف:
من المنتظر قيام القوات الروسية بمحاولة تطويق كييف من الشرق والغرب و/ أو الاستيلاء على وسط المدينة نفسها خلال حتى أربعة أيام عمليات قادمة، إلا أنه من المحتمل أن تستمر معركة كييف لفترة زمنية أكبر من اللازم ما لم يتمكن الروس من شن هجوم أكثر تركيزاً وتماسكاً مما أظهروا حتى الآن القدرة على القيام به.

من المحتمل أن تحاول القوات الروسية شرق دنيبرو بالقرب من كييف تعزيز خطوط اتصالها ضد الهجمات المضادة الأوكرانية الكبيرة والتعطيل لتهيئة الظروف لمهاجمة العاصمة من الشرق.

على محور خيرسون:
محاولة القوات الروسية القيام بتنفيذ أعمال الإبرار البحري في أي مناطقة مناسبة على طول ساحل البحر الأسود من أوديسا إلى مصب نهر بوغ الجنوبي خلال يومي العمليات القادمين بهدف سرعة الاستيلاء على مدينة أوديسا وميكولايف.

على محور إربين:
من المحتمل أن يكون هجوم مجمعوتي القتال الدبابات والمشاة على هذا المحور جزءاً من محاولة لتعزيز السيطرة الروسية على طرق الاقتراب الجنوبية الغربية نحو كييف، لتهيئة الظروف لتركيز هجوم القوات الروسية بالقرب من كييف من هذا الاتجاه.

ومن المحتمل أن تقوم القوات بإعادة الهجوم على فاستيف، للاستيلاء على تقاطع طرق الرئيسي جنوب غرب كييف، حوالي 22 كيلومتراً جنوب التقدم الروسي الأكثر تقدماً على هذا المحور في بيشيف.

على محور تشيرنهيف:
ومن المحتمل أن ينضم على الفرقة 90 مدرع قوات احتياطية إضافية كل بقوة مجموعة قتال مدعمة من الفرقة 55 مشاة لتطوير أعمال الهجوم على كييف.

على محور سومي:
على هذا المحور، تعتبر المنطقة المحيطة بكوزليتس رطبة لدرجة كبيرة، مع وجود العديد من الأنهار الصغيرة التي من المحتمل أن تتطلب الجسور العائمة، على الرغم من أنه من المحتمل أن الروس يعتزمون استخدامها لعبور ديسنا نفسها.

على محور خاركيف:
من غير المرجح أن تحاول روسيا الاستيلاء على خاركيف من خلال هجوم بري في الأيام المقبلة، لكنها على الأرجح ستواصل الجهود لتطويقها و / أو تجاوزها.

على محور لوهانيسك:
الاستمرار على أوضاع القوات في لوهانيسك.

على محور ماريبول:
استمرار ضرواة القتال في منطقة ماريوبول.

رابعاً: “تصور للسيناريوهات المتوقعة في “الأزمة الروسية الأوكرانية”:
السيناريو الأول الأقل خطورة والأكثر تفضيلاً (وساطة صينية):
تدخل الصين بصورة أكثر عملية وتحديداً، مقارنة بالوساطة الإسرائيلية الجارية، حيث تقوم بكين بالوساطة بين موسكو وكييف وواشنطن، في محاولة لإيجاد حلول فاصلة وتنازلات حقيقية لإيقاف العمليات العسكرية.

السيناريو الثاني الأكثر احتمالا ً والأكثر خطورة (إطالة زمن العملية):
حالة فشل جهود السيناريو الأول، سيتم تكثيف العمليات العسكرية الروسية تجاه كييف وخاركيف وأوديسا، مع استمرار الدعم الخارجي لأوكرانيا وتشديد الضغوط والعقوبات على روسيا والدول التي تعاونها، والذي يرافقه استمرار المقاومة العسكرية والشعبية الأوكرانية. الأمر الذي قد يطيل من مدة العمليات العسكرية، وهو ما لا يأتي في صالح روسيا، وقد تكون عواقبه شديدة الخطورة، ارتباطاً بـ “الضغط على قوة كبرى وهي روسيا وظهرها للحائط”، حيث قد تلجأ روسيا أخيراً لمذابح موسعة أو تنفيذ عمل متهور يتحسب له العالم.

السيناريو الثالث (احتمال التمني بالدفع من الجانبين):
تنحي أو انهيار أحد النظامين الحاكمين، الأوكراني أو الروسي، وحسم الكفة لصالح روسيا أو الغرب.

خامساً: ملاحظات بشأن حول فعالية الأرتال الطويلة جدآ للقوات الروسية:
رغم أن طول رتل الدبابات وعربات القتال المدرعة وأسلحة الدعم الروسية المتقدمة تجاه العاصمة “كييف” وصل طوله إلى حوالي 60 كم مما يشير لحجم قوات هائلة فما سبب عدم نجاح هذا الحجم من القوات من الإستيلاء على كييف حتى الآن؟

ولتحري الدقة تواصلت مع مصادر موثوقة متضادة، وبعد مقارنة الردود توصلت الآتي:
لإمداد هذه القوات بالوقود والطعام والشراب والذخيرة وغيرها من مواد تتطلب استعواض دائم، تعتمد القيادة العامة للقوات المسلحة الروسية على أسلوبين لتدفق الإمدادات، الأول وهو الرئيسي سكك الحديد، والثاني الطرق البرية. وكانت القوات الأوكرانية على علم بذلك فقامت عناصر القوات الخاصة والمتطوعين المدنيين بتدمير أجزاء كبيرة جداً من قضبان السكك الحديدية الواصلة لتلك القوات بصفتها الوسيلة الرئيسية للنقل. من جانب آخر قامت بنشر الكمائن على الطرق الرئيسية لتصيد الإمدادات رغم سدة صعوبة النقل البري الإمدادات.

المشكلة الأكبر، أن عدم وحدة القيادة وتوزيع القوات لمجموعات قتال تعمل منفصلة، ليس فقط في تشتيت الجهود في الهجوم، بل أنه أيضاً يصعب الإمداد بدرجة أكبر، لتصبح أرتال القوات الروسية الطويلة عبء كبير للغاية على قيادة القوات الروسية.

دكتور سَــــيْد غُنــــيْم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع – أستاذ زائر بالناتو والأكاديمية العسكرية ببروكسل

المصادر:


مصادر معلنة دولية.

مصادر خاصة.

شارك

administrator

استشاري الأمن الدوَلي والدفاع، رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع، الإمارات العربية المتحدة، وأستاذ زائر في العلاقات الدولية والأمن الدولي في أوروبا وشرق آسيا، (مصري)