معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع:
القسم الأمني والعسكري
دكتور سَــــيد غُنــــيم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع
الأستاذ الزائر بالناتو والأكاديمية العسكرية الملكية ببروكسل
“سوريا بين تركيا وإسرائيل.. في الوقت الحالي”
1- كيف تفكر إسرائيل في سوريا؟
إسرائيل تستغل الوضع في سوريا لاحتلال المزيد من الأراضي في جنوب سوريا، وتتخذ إجراءات لتقليص أو في أفضل الأحوال القضاء على التهديدات من جانب السكان المحليين لمقاومة الاحتلال، إلى جانب مهمة ضرب البنية التحتية العسكرية السورية، من أجل إضعاف ما أمكن من القدرات المحتملة للقوات المسلحة المخطط إنشاؤها في سوريا لطرد الجيش الإسرائيلي من الأراضي المحتلة.
ومن المتوقع أن يحاول الجيش الإسرائيلي تدريجيا تحقيق الأهداف المذكورة أعلاه.
2- في المقابل، كيف يفكر الشرع من خلال السلطة السورية الجديدة؟
تتخذ السلطات السورية الجديدة إجراءات لتوحيد التشكيلات والمجموعات المسلحة السورية ومنع تفككها بشكل أكبر بسبب الصراع على السلطة في البلاد ودعمها من الخارج من قبل دول مختلفة.
وسيعتمد مستقبل سوريا على النتيجة، هل ستستمر عملية توحيد البلاد، أم سيكون هناك صراع على السلطة وتقسيم سوريا.
وبالطبع، لن تكون عملية التوحيد في قوة مسلحة واحدة سهلة بسبب محاولات ممثلي التشكيلات والمجموعات المختلفة احتلال مناصب رئيسية.
وفي الوقت الحاضر، لا توجد ضمانات بأن جميع التشكيلات والمجموعات المسلحة ستنضم إلى القوات المسلحة.
وتظل القضية الكردية واحدة من أكثر القضايا إشكالية.
واليوم وأثناء لقاءه مع وزير الخارجية التركي فيدان، ارتدى أبو محمد الجولاني، لأول مرة، رباط عنق، مؤهلاً نفسه ليكون الرئيس السوري المقبل أحمد الشرع.
3- وماذا عن تركيا؟
تركيا، عضو الناتو، والتي طالما كانت تطمح لعضوية الاتحاد الأوروبي، تريد سوريا دولة واحدة، ذات حكم إسلامي موائم لها، بدون حجم ذاتي كردي بها.
وأرسلت وزير خارجيتها حاقان فيدان ليلتقي بالشرع، تعبيراً عن وضوح موقف أنقرة وجديته، وذلك مقارنة بالوفود الأوروبية الأقل مستوى التي زارت سوريا والتقت بالشرع، الذي قابلهم بملابس أقل رسمية مقارنة باستقبال فيدان، ومن بعده في اليوم التالي وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي.
واتوقع قيام وزير الخارجية التركي بعدة زيارات عربية كالتي فعلها في أبوظبي لتهدئة مخاوف الدولة العربية الرافضة للتحول في سوريا ومخاوفها تجاه الحكومة السورية الجديدة، حيث ستحاول تركيا إقناع المسؤولين ببعض تلك الدول بدعم الحكومة السورية الجديدة وربما المشاركة بدور في تشكيل مستقبلها.
أما التحدي الأكبر للمشروع التركي في سوريا فهو المشروع الإسرائيلي والذي يزيد من وجوده بالقوة على الأراضي السورية جنوباً.