دكتور سَــــيْد غُنــــيْم دكتوراه العلوم السياسية زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا، ورئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع
لموقف الاستراتيچي:
أولاً: إسرائيل:
يشن الجيش الإسرائيلي هجمات جوية على قطاع غزة، والتي صورتها وسائل الإعلام الإسرائيلية على أنها تحضير للعملية البرية.
يشن الجيش الإسرائيلي هجمات جوية يومية ضد أهداف حزب الله والفصائل الفلسطينية على طول الحدود الشمالية لإسرائيل، مما قد يكون ساهم في انخفاض معدل الهجمات.
نفذت القوات الإسرائيلية ثالث توغل بقوات برية صغيرة داخل قطاع غزة وانسحبت بسرعة فور اكتشافها.
تحشد إسرائيل قواتها المكلفة باكتياح غزة شرق قطاع غزة من خارجه.
– في بيان صادر عن كتائب عز الدين القسام، حاولت القوات الإسرائيلية فجر اليوم الجمعة 27-10-2023م القيام بعملية إبرارٍ على شاطئ رفح جنوب قطاع غزة، حيث تم اكتشاف المحاولة من قبل مقاتلي حماس والتصدي لها والاشتباك معها، مما استدعى تدخل القوات الجوية الإسرائيلية لإنقاذ قوة الإبرار، وهيئت لها الظروف للانسحاب عن طريق البحر، تاركة خلفها كمية من الذخائر.
ثانياً إيران ومحور المقاومة والفصائل:
1- قطاع غزة:
تواصل الفصائل الفلسطينية هجماتها النيرانية من قطاع غزة إلى داخل إسرائيل.
تمكنت حماس من اسقاط درونز أطلقته إسرائيلي بهدف تنفيذ أعمال استطلاع في القطاع.
سافر وفد رفيع من حماس إلى موسكو والتقى بمسؤولين روس وإيرانيين.
2- الضفة الغربية:
استمرت الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية والاحتجاجات المناهضة لإسرائيل بمعدلها المعتاد في الضفة الغربية. وأصدر تنظيم “عرين الأسود” بياناً يشير إلى تزايد التحالف مع حماس.
3- جنوب لبنان ومرتفعات الجولان:
انخفضت الهجمات المسلحة المدعومة من إيران حول الحدود الإسرائيلية اللبنانية بشكل ملحوظ.
4- إيران ومحور المقاومة:
أعلنت المقاومة الإسلامية (المدعومة من إيران) في العراق، مسؤوليتها عن ثلاث هجمات على مواقع عسكرية أمريكية في العراق وسوريا.
وأعلنت المقاومة الإسلامية في العراق مسؤوليتها عن 20 من أصل 22 هجومًا، تم الإبلاغ عنها ضد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط منذ 18 أكتوبر.
يرفض المسؤولون ووسائل الإعلام الإيرانية الدعوات الأمريكية لإيران ومحور المقاومة بضبط النفس في الحرب بين حماس وإسرائيل.
تتردد أخبار أن إيران لا تستطيع السيطرة على وكلائها والفصائل المتحالفة في محور المقاومة.
ثالثاً: الولايات المتحدة:
نفذت الولايات المتحدة هجمات جوية ضد مستودعات ذخيرة وأهداف تابعة للحرس الثوري الإيراني في سوريا.
رابعاً: مصر:
رصد اسقوط صاروخ ودرونز على منشآت مدنية في كتابة ونوبيع.
خامساً: أوروبا:
تزايد عدد الدول الأوروبية التي تطالب بوقف فوري لإطلاق النار لخمس دول وهي: إسبانيا وأيرلندا ولوكسمبرج وبلچيكا وسلوڤينيا.
وطالبت فرنسا وهولندا اعلان هدنة مؤقتة لضمان وصول المساعدات الإنسانية.
وتستمر ألمانيا في موقفها أنه لا داعي لطلب الهدنة ولكن فقط فتح ممرات آمنة للمساعدات الانسانية.
الاستنتاجات:
– تهدف الهجمات الجوية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة قيادات حماس السياسية والعسكرية، وتهيئة مسرح القتال للهجوم الرئيسي لقواتها البرية.
تهدف الهجمات الإسرائيلية اليومية ضد أهداف حزب الله والفصائل الفلسطينية على طول الحدود الشمالية لإسرائيل، مما قد يكون ساهم لانخفاض معدل هجمات حزب الله ضدها. وأيضاً لكي تثبت أن الجيش الإسرائيلي يمكنه بقدراته الذاتية التصدي لخصومه على أكثر من جبهة.
– تستمر المفارز والدوريات الإسرائيلية في محاولات التوغل داخل القطاع بهدف جس النبض وتنفيذ أعمال الاستطلاع وجمع المعلومات، وتطهير محاور الاقتراب للمقدمات والقوات الرئيسية قبل قيامها بشن الهجوم الرئيسي.
– يشير حشد القوات الإسرائيلية شرق القطاع إلى تركيز المجهود الرئيسي للهجوم من الشرق، إلا أن وضع هذا الحشد قد يهدف أيضاً لوضع الفصائل الفلسطينية في حيرة من اتجاه الهجوم الرئيسي الذي قد يتسم بالمرونة من الشمال أو جنوب القطاع منطلقاً من الشرق.
إلا أن الاحتمال الأكبر يشير لتركيز الهجوم من الشرق والشمال، وبما يدفع الفلسطينيين للنزوح جنوباً.
– الإنزال البحري الإسرائيلي الفاشل، الذي تصدت له الفصائل الفلسطينية في غزة، من المرجح أن هدفه كان الإستيلاء على مناطق حيوية بحذا الساحل وتأمين رأس شاطئ، لوصول مقدمات من البحر أكثر تسليحاً وقوة بمهمة عمليات نوعية تستهدف الاستيلاء على مراكز مقاومة ونقاط محصنة وتحييد القناصة الفلسطينيين واكتشاف مداخل الأنفاق، ثم الاتصال بالقوات البرية الناجحة في التوغل إلى القطاع من اتجاهات الشرق والشمال لاستكمال إحكام السيطرة عليه بواسطة القوات الإسرائيلية.
– تهدف الهجمات النيرانية الفلسطينية الموجهة من داخل قطاع غزة ضد أهداف إسرائيلية إلى إثبات فكرة أن الفصائل الفلسطينية قادرة على الاستمرار في امتلاك المبادأة واستهداف العمق الإسرائيلي وأن الضربات الاسرائلية لها داخل القطاع غير مؤثرة، بل وعلى عكس ما تعلنه إسرائيل بأنها أحدثت خسائر جسيمة في عناصر حماس.
– تستمر حماس في محاولة الاتصال بعرين الأسد والقوى الشعبية في الضفة الغربية.
– يشيى الانخفاض الحاد لهجمات حزب الله إلى تأثرها بالهجمات الإسرائيلية ضدها، أو أنه توقف استراتيچي إعداداً للتصعيد مع قرب احتمال اجتياح قطاع غزة. إلا أن الاحتمال الأول أكثر ترجيحاً مع إصرار رفض المسؤولون ووسائل الإعلام الإيرانية الدعوات الأمريكية لإيران ومحور المقاومة بضبط النفس.
– من المرجح أن الرواية القائلة بأن إيران لا تستطيع السيطرة على وكلائها والفصائل المتحالفة في محور المقاومة هي عملية معلوماتية إيرانية تهدف إلى توليد إنكار معقول للأعمال التي تقودها إيران في الشرق الأوسط والتعتيم على مسؤولية طهران.
– في تنسيق مع إسرائيل التي تستهدف حزب الله في لبنان، تهدف الولايات المتحدة التي تستهدف أصول الحرس الثوري الإيراني في سوريا، إلى ردع وإسكات قوى الأذرع التابعة لإيران على الاتجاه الاستراتيچي الشمالي لإسرائيل.
– لحين صدور نتائج التحقيق بشأن سقوط صاروخ/ درونز على منشآت مصرية في طابا ونوبيع، من المحتمل أنها قد تم إطلاقها بواسطة حماس أو الحوثيون، وحسب المدى، ضد أهداف إسرائيلية في إيلات ومحيطها، إلا أنها قد فقدت اتجاهها وسقطت في المدينتين المصريتيين القريبتين، ربما بسبب قيام الولايات المتحدة بتعطيل نظام GPS فوق إسرائيل بالتنسيق معها في فترات معينة لغير صالح الذخائر الموجهة من جانب الفصائل الفلسطينية، وبما يحدث تغييرات في الاحداثيات الدقيقة لاتجهات مساراتها، ومواقع سقوطها بشكل عشوائي، وبما قد يعرض هذا الأمر للتكرار.
– يزداد الموقف الأوروبي تدريجياً في الإبتعاد عن دعم الموقف الإسرائيلي.