معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع:
القسم الأمني والعسكري
دكتور سَــــيد غُنــــيم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع
الأستاذ الزائر بالناتو والأكاديمية العسكرية الملكية ببروكسل
 
في صراعها ضد الفصائل الفلسطينية وحزب الله وردها على الحوثيين في الحديدة، استقرت إسرائيل، بعيداً عن البروباجندا، على فكرة “الهجمات المركزة” على أهداف محددة، سواء أهداف متحركة أو ثابتة. قيمة هذه الأهداف فيما توفره من قدرات لخصومها تمكنها من امتلاك عناصر المبادأة المفاجأة والتعاون، وبالتالي تفقدها مزايا القدرة على فرض الإرادة والتفوق والردع التأثير.
أمام الفصائل الفلسطينية في هذه الحالة “الجمود المتعمد” لفترة تقنع إسرائيل بالتحول للتركيز على الشمال ضد حزب الله، وبما يمكن الفصائل الفلسطينية في غزة من التقاط أنفاسها واستعادة قدراتها، ويحقق لها البقاء والقدرة على التأثير الحقيقي.
وأمام حزب الله والحوثيين استيعاب التفوق والتأثير الإسرائيلي المتزايد، بتنفيذ هجمات محدودة مركزة ضد مراكز الثقل الإسرائيلية ذات التأثير الحقيقي على قدراتها، وليس الاستمرار في تلك الأنشطة الدعائية التي تغازل جماهير القنوات الفضائية العربية ومواقع التواصل الاجتماعي. وكذا عليهما التخلي عن فكرة أن “عدم الهزيمة انتصار مبين وأن عدم انتصار العدو هزيمة نكراء له” كقناعة تتسق مع العقيدة الإيرانية التي تتلخص في “إنهاك العدو واستنزافه حتى ينهار”، واستبدالها بفكرة ضرورة التفوق والتأثير الحقيقيين أمام مراكز الثقل الإسرائيلية (ليس بالضرورة التفوق على القدرات الإسرائيلية). وأزعم أن الفصائل الفلسطينية قد اقتنعت بذلك تدريجياً مع شراسة القتال على الأرض لفترة طويلة في غزة.
أما إيران، فعليها إعادة تنظيف المنزل من الداخل بشكل جدي من الجواسيس والعملاء القابعين في المؤسسات الأمنية والعسكرية والحكومية الإيرانية، وعلى رأسها الحرس الثوري الإيراني وداخل الهلال الشيعي، مع إعادة رسم العلاقات الدبلوماسية مع أوروبا والولايات المتحدة من جانب والصين وروسيا من جانب آخر.
ولا بديل لإيران حاليآ عن سياسة خامنئي المعلنة “الصبر الاستراتيچي”، وإعادة التفكير بشكل أكثر واقعية في عقيدة “إنهاك العدو واستنزافه حتى ينهار” التي اثبتت عدم جدواها مع الوقت.
شارك

administrator

استشاري الأمن الدوَلي والدفاع، رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع، الإمارات العربية المتحدة، وأستاذ زائر في العلاقات الدولية والأمن الدولي في أوروبا وشرق آسيا، (مصري)