دكتور سَــــيْد غُنــــيْم دكتوراه العلوم السياسية زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا، ورئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع
قتال عنيف شرق نهر باخموتكا (شرق باخموت) بين القوات الروسية بالتعاون مع عناصر فاجنر (بعد الدمج بينهما) وبين القوات الأوكرانية التي ما زالت تقاتل شرق النهر.
القيادة العامة للقوات الأوكرانية والتي تقوم بإعداد وحشد حوالي 50 ألف مقاتل جاري تدريبهم حديثاً في أفواج في الولايات المتحدة وبريطانيا وبولندا والتشيك. تقوم حالياً بحشد حوالي ألف مقاتل داخل باخموت، مع سحب مقاتلين أوكرانيين من داخل باخموت إلى خطوط دفاعية ومناطق قتال محددة أخرى، وبعض هذه القوات تم سحبه للعلاج ويعود أو للعلاج ولا يعود.
تواترت معلومات للقيادة العامة الأوكرانية أن القوات الروسية وفاجنر تواجها مشكلة في استعواض الذخائر.
أتوقع قيام القوات الأوكرانية بالآتي:
– مضاعفة حجم المعلومات التفصيلية الدقيقة والموقوتة التي يقدمها دون توقف الجانب الغربي والقيادة الأوكرانية على السواء للقوات الأوكرانية.
– سرعة قيام الدول الغربية برفع معظم القيود المفروضة من حيث حجم الوقت المطلوب أو طبيعة ونوعية وحجم الأسلحة المطلوبة منها بواسطة الجانب الأوكراني.
– استخدام القوات الأوكرانية المكثف لعنصر النيران (الصواريخ والمدفعية بأنواعها والدرونز) ضد مخاذن الذخيرة الروسية في محيط باخموت وفي العمق في المخاذن التعبوية والاستراتيجية، وكذا استهداف مراكز القيادة والسيطرة الروسية، وذلك لتأكيد عدم إمداد القوات الروسية وفاجنر بالذخيرة خاصة المدفعية، وكذا فقدان عنصر السيطرة على القوات الروسية أو إمكانية التعاون بينها.
– وباستغلال نيران المدفعية والصواريخ والدرونز وأعمال قتال الحرب الإلكترونية للإعاقة والشوشرة تقوم بحصر وتثبيت القوات الروسية المخترقة لأطول فترة ممكنة تصل لأسابيع، لتهيئة الظروف للقوات التي تم حشدها مؤخراً بالتعاون مع عناصر الدبابات والمشاة ووسائل النيران الأخرى لشن هجوم مضاد في اتجاه القوات الروسية من غرب نهر باخموتا مستخدمة الكباري المحملة على عربات لعبور قوات الهجوم المضاد.
– على أن تعمل وسائل الدفاع الجوي لتحييد القوات الجوية الروسية حالة اكتشافها، وتقديم دعم محدود للغاية من القوات الجوية الأوكرانية لدعم الهجوم المضاد.. وهو ما يزيد من صعوبة تنفيذ مهامها.
– السبب في هذا التقدير هو حجم المعلومات التي تحصلت عليها القيادة العامة الأوكرانية عن القوات الروسية في باخموت، وإصرار الأوكران على حث الدعم الغربي في الازدياد، فضلاً عن أنني أزعم أن القيادة الأوكرانية ترى أن معركة باخموت، ورغم انها ليست الأهم عملياتياً في مسير القتال لصعوبة الوصول للمدن ذات الأهمية التعبوية في العمق التعبوي الأوكراني المكمل لإقليم دونباس، إلا أنها تراها الأهم على الإطلاق لروسيا والتي باجتيازها تحقق روسيا اول نصر حاسم لها في مدينة كبيرة نسبياً منذ أكثر ستة أشهر، ومن ثم ترى القيادة الأوكرانية ضرورة تضييع أي نجاح يذكر لروسيا مهما كلف الجيش الأوكراني.. إلا أن الأهم، هو دفع الدعم الغربي لأوكرانيا بهدف قيام الدول الغربية برفع كافة القيود المفروضة من حيث حجم الوقت المطلوب أو طبيعة نوعية الأسلحة المطلوبة من الجانب الأوكراني، وهو ما أظنه قد نجح فيه زلينيسكي بموقفه هذا في باخموت بالفعل.
ولذا أتوقع قيام القوات الروسية بالآتي:
ستعمل القوات الروسية على سرعة السيطرة على مشارف نهر باخموتا الشرقية وأجزاء من الضفة الغربية، مع قطع طرق الإمداد لها الواصلة من الغرب إلى باخموت لتوقف الإمدادات سواء بالقوات أو بالذخائر، وبما يجبر القوات الأوكرانية على الإرتداد غرباً تجنباً للوقوع في الحصار الكامل مع توقف الإمدادات، ويحرمها القدرة على إعادة التجميع داخل باخموت، وبما لا يهيئ الظروف لشن أي هجوم مضاد.
وتبقى فرص تحقيق النجاحات في جانب القوات التي تتمكن قيادتها من تقديم الدعم اللازم لها من المعلومات والقوات والأسلحة والذخائر في التوقيت والمكان المناسبين.