معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع:
القسم الأمني والعسكري
دكتور سَــــيد غُنــــيم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع
الأستاذ الزائر بالناتو والأكاديمية العسكرية الملكية ببروكسل
قوات سوريا الديمقراطية (قسد) سيطرت على قرى في ريف منبچ، والتي كانت تحت سيطرة الفصائل الموالية لتركيا، وتتقدم (قسد) حالياً باتجاه مدينة منبچ بمحافظة حلب.
يأتي ذلك في الوقت الذي تقدمت فيه القوات الإسرائيلية متجاوزة اتفاقية وقف إطلاق النار مع سوريا عام 1974، حيث تقدمت في القنيطرة تجاه مدينة البعث واحتلال جبل الشيخ المشرف على دمشق، فضلاً عن محاولة التقدم في اتجاه درعا، وبما يطوق الحكومة السورية الحالية ويهدد سلطتها.
وقد أشرنا من قبل إلى أن اسرائيل تدعم فكرة استقلال دولة كردية، حيث يبدو لي أن إسرائيل تنوي لتقديم دعم كبير لقوات سوريا الديمقراطية، الأمر الذي يزعج تركيا بشدة وقد يجبرها على التدخل ضد الأكراد حالة فشل القوات الموالية لهم في التغلب على الأكراد وتقويضهم.
وهو ما يتسق مع دعوة تركيا لقوات سوريا الديمقراطية لتسليم أسلحتهم والانضمام إلى الجيش العربي السوري في إطار ديمقراطي، وبما يخرج الأكراد من المعادلة العسكرية في التوازن بين القوى، حيث إن (قسد) يعلموا أنهم بعد نزع سلاحهم لن يلتحق معظمهم بالجيش السوري الجديد ولكن سيتم دمجهم اجتماعياً اقتصاديا فقط، خاصة مع سيطرة الأكراد على الموارد والنفط.
ذلك أيضاً أن هناك ضعف في قوات الفصائل السورية القائمة بالهجوم، خاصة وأن هناك أخبار عن استخدام الأكراد للطائرات بدون طيار في أعمال قتالها بكثافة، مما قد يكون قد أثر سلبًا على معنويات تلك الفصائل، خاصة مع عدم توفر دعم جوي كافي من تركيا على ما يبدو.
أما أهم ما يحضرنا، هو الهدف المعلن لنتانياهو، وهو “تغيير معادلة التوازن في القوى والتوازن في النفوذ في شرق أوسط جديد”. ويقصد نتانياهو بتغيير معادلة التوازن في النفوذ هنا ضرب كافة الميليشيات المسلحة الموالية لإيران، وضرب بعض من الميليشيات الموالية لتركيا حالة أن أثرت على الأمن القومي الإسرائيلي. أما تغيير معادلة التوازن في القوى فيقصد بها نتانياهو ضرب جميع إرتكازات القوة الإيرانية وعلى رأسها العسكري والنووي، وتقويض إرتكازات القوة الاقتصادية والأمنية التركية دون صدام عسكري مباشر بين البلدين.
ولذا، من المتوقع ظهور شقاق تركي إسرائيلي أساسه الأكراد والنفوذ الإسلامي في الداخل السوري، ولكن إسرائيل ستركز بشكل أكبر وأكثر وضوحاً على الأكراد ضد تركيا.