دكتور سَــــيْد غُنــــيْم دكتوراه العلوم السياسية زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا، ورئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع

يتداول على تويتر أن مجموعة جنود من الفوج 12 والفوج 52 من منطقة أوليانوڤسكي يتركون مواقعهم تحت قيادة الجيش الروسي وينضمون إلى قيادة ڤاجنر، لأن القيادة الروسية على حد قولهم “لا تقوم بإمدادهم بالمؤن والذخيرة ونقل الجرحى في الوقت المحدد”.
ويقولون: “نريد جميعا الدفاع عن وطننا ولكن كجزء من ڤاجنر”.

وقد قمت بالتحقق من المعلومة الواردة في مقطع الڤيديو المتداول باللغة الروسية ومترجم باللغة العربية، وتوصلت للآتي:

هذا الحدث حقيقي، حيث تم حشد هؤلاء الجنود من الفوجين 12و52 من منطقة أوليانوڤسك، وسجلوا رسالة ڤيديو طلبوا فيها نقلهم إلى الحملة العسكرية الخاصة ڤاجنر. قالوا إنهم يفتقرون إلى المؤن، سواء الطعام والماء والذخيرة. فضلاً عن ذلك، لم تقم القيادة الروسية بإخلاء الجرحى من أفراد الفوج.

اقتباس من الڤيديو: “مرحبًا بالجميع! لقد تمت تعبئتنا من الفوجين 12و52 (منطقة أوليانوڤسك). في الوقت الحالي، تم إلحاقنا من الفوجين 12و52 إلى الفوجين 4 و37 مشاة مستقلة مسلحة بالبنادق الآلية. لقد اجتمعنا هنا نظراً لأن قيادتنا لا تقوم بإمدادنا بالمؤن والمياه والذخيرة في الوقت المناسب، ولا يتم إخلاء الجرحى. لقد جئنا جميعاً طواعية للدفاع عن وطننا، ولكن بسبب الوضع الحالي، نريد الدفاع عن الوطن الأم ولكن ضمن وحدات ڤاجنر. نحتاج إلى معرفة أن هناك سنداً لظهورنا، سيتم إخلاءنا في أي وقت وسيتم إمدادنا بالذخيرة هنا في مواقعنا. لقد جئنا للدفاع عن الوطن الأم، نريد القتال، وألا يتم التخلى عننا مثل القطط الصغيرة ثم نُنسى”.

التحليل:
1- بدايات إنشقاق واضح في القوات المسلحة الروسية، تذكرني بالانشقاقات في بعض الجيوش العربية الهشة إبان الثورات.

2- يدفع هذا الانشقاق لإضعاف القيادة العامة للقوات المسلحة الروسية ويزيد من من كارثة عدم احتكار الاتحاد الروسي للقوة، وبما يفقد النظام الروسي الحاكم شرعيته.

3- ظهور هدف رئيس جماعة ڤاجنر يڤجيني بربجوچين تدريجياً، وهو تعاظم قوة ڤاجنر على حساب القوات المسلحة الروسية والاستقواء بعناصرها، وبما يضعف موقف وزير الدفاع الروسي شويجو ورئيس الأركان قائد العملية العسكرية جراسيموڤ بل وبوتين نفسه، ويربك القرارين السياسي والعسكري الروسي.

4- احتمال انشقاق قوات أخرى قريبة من ڤاجنر في مسرح العمليات، والخطورة تزيد حالة انشقاق عناصر من القوات الجوية بأسلحتهم الجوية.

5- من الواضح أن بريجوچين كان يبالغ في المطالبة بالاحتياجات من دعم القيادة الروسية لإضعاف موقفها بالضغط على وتر ضعف الإمدادات في محاولة لاستغلال تقصيرها تجاه القوات التابعة لها، والدليل انشقاق عناصر من الفوجين المشار لهما لضعف الإمدادات الروسية والانضمام لقوات ڤاجنر لتوفر الإمدادات وليس العكس. وأزعم أن أكبر تأثير معنوي على القوات الروسية المنشقة هو ڤيديوهات بريجوچين المتكررة والتي استهدفتهم وعناصر آخرين.

6- تفادياً لمزيد من الانشقاقات واحتمالات الاقتتال بين القوات الروسية وقوات ڤاجنر، سيكون على بوتين إتخاذ إجراءات حاسمة وسريعة لمعالجة هذا الانشقاق ومنع تمدده وسرعة احتواء قائد ڤاجنر واقتراب القيادات العسكرية الروسية أكثر من جنودهم، مع ضرورة توفير كافة احتياجاتهم.

7- سيكون على القيادة الروسية أيضاً تقليص مسرح العمليات وتقليص حجم القوات، وبما يمكن القيادة العامة الروسية من توفير الإمدادات اللازمة لهم، مع إعادة النظر في كيفية التعامل مع الروح المعنوية للجنود الروس.

رابط الڤيديو المترجم على تويتر:
https://twitter.com/Roaastudies/status/1657730470057000960?t=oVatuT1zUhFkZ7CkGRwNEA&s=08

شارك

administrator

استشاري الأمن الدوَلي والدفاع، رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع، الإمارات العربية المتحدة، وأستاذ زائر في العلاقات الدولية والأمن الدولي في أوروبا وشرق آسيا، (مصري)