رداً على سؤال: هل تتوقع انتهاء الحرب سريعاً هذا العام؟ أم أنها ستمتد للعام، القادم ولكم شهر؟
الإجابة:
أعتقد أن الحرب ستمتد للعام ٢٠٢٤، وبمتوسط عام حوالي 4 أشهر.
فإسرائيل ستضطر لتوسيع القتال على القسمين الآخرين من قطاع غزة وهما وسط وجنوب القطاع. الأمر الذي مفترض أن يشير لقرب إنتهاء الحرب سريعاً، لولا أن القتال في القسم الشمالي ما زال نشطاً للغاية، والسبب أن الفصائل الفلسطينية التي تقاتل داخل القطاع بشكل عام لا تتعدى بالفعل ثلث القوة، فما بالك بالثلثين الآخرين الذان على وشك التدخل؟
كل ذلك ينبئ بطول مدة الحرب نسبياً.
وفي نفس السياق، سيزداد اشتعال الموقف بالضفة الغربية وبالجبهة الشمالية أيضاً مع لبنان وسوريا.
وهو ما يشير إلى احتمال تزايد الضغط الدولي والداخلي على نتانياهو أو ربما احتمال إقالته لسرعة إيقاف الحرب وتغيير الأهداف السياسية والعسكرية المتخذة بواسطته.
وستكون هي الحالة الوحيدة التي قد تنهي الحرب سريعاً وليس لنصر اسرائيلي حاسم.
ولا شك أن الجيش الإسرائيلي بالفعل يفضل فكرة الحرب الخاطفة لمزاياها العديدة لظروفه وظرف مسرح الحرب، لكن الفصائل الفلسطينية خططت لجره لحرب أطول مما اعتادت إسرائيل خاصةً داخل قطاع غزة. ومن ثم تطور إسرائيل تخطيطها لحظة بلحظة لهذا الخيار الأصعب عليها من منطلق مجبرّ لا بطلاٌ.
والمقاومة الفلسطينية ربما كانت تحتمل ذلك ولكنه ربما كان السيناريو الأقل احتمالاً. ومن هنا تكمن فكرة إسرائيل على أساس مبدأ الهروب للأمام، أي سافعل ما تدفعني له بأقوى مما كنت تتوقعه مني.
ما سبق كان من منظور عسكري صرف، أما من المنظور الاقتصادي، فنجد أن الجيش الإسرائيلي هو جيش احتياطي في معظمه، وهذا يعني أنه طالما أنهم يقاتلون فإن الاقتصاد في حالة تدهور. ومن ثم، يمكن التحكم في هذا لمدة ثلاثة أشهر تقريبًا قبل أن يصبح الوضع الاقتصادي غير مقبول أيضًا بالنسبة للجنود الإسرائيليين الذين سيفقدون أعمالهم ووظائفهم، مع الوضع في الإعتبار أن إسرائيل تخسر ما يقرب من 2 مليار دولار شهرياً فضلاً عن
حوالي 6% من الناتج المحلي الإجمالي الأسبوعي، وفقا لتقرير صادر عن بنك إسرائيل يوم 16 نوفمبر 2023 بسبب الحرب ووقف العمل.
قد لا يصيب تقديري هذا، ولكني وضعت مبرراته من على أرض الواقع.