“الصين والهند والإمارات يمتنعون عن التصويت على مشروع القرار الأمريكي في مجلس الأمن، وروسيا تستخدم حق النقض فيتو ضد القرار الأمريكي المقدم لإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا”
الرأي:
بشكل مباشر يمكن اعتبار أن امتناع الإمارات عن التصويت قد يكون للأسباب التالية:
1- إدانة روسيا للهجوم الحوثي في عمق الإمارات.
2- عدم دعم الأمم المتحدة لموقف التحالف في اليمن.
3- أن روسيا لها نفوذ على إيران، والإمارات تريد إبقاء هذه القناة الآمنة للاستفادة منها في الضغط على إيران.
4- نظراً للعلاقات الشخصية الجيدة بين بوتين ومحمد بن زايد.
وبالنظر للأمر أكثر عمقاً لتصرف الإمارات المنفرد بعيداً عن النسق الخليجي حليف الغرب، أرى أن الإمارات تظهر نفسها للمرة الأولى ضمن المعسكر الشرقي (الصين وروسيا) المضاد للغرب، رسمياً وعلى أعلى مستوى دولي، في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة والجمعية العامة للأمم المتحدة.
فقد اعتادت الإمارات أن تكون في جانب المعسكر الغربي في أي تصويت مماثل خاصة في الأزمة السورية، التي تُعد مركز الثقل الرئيسي لروسيا، وأتوقع أن تواصل الإمارات دعمها لروسيا في عدة مواقف أخرى مقبلة في الأمم المتحدة.
أرى أن الإمارات تراقب الشراكة الاستراتيجية التي تقوى مع الوقت بين الصين وروسيا، وأعتقد أن الإمارات ستقترب أكثر من القوتين العظمتين في المستقبل القريب، وبما يضمن لها الأمن والاستقرار وتحقيق استراتيجيتها في الشرق الأوسط وعبر الأقاليم المجاورة.
كما أتوقع تصويت إماراتي مؤيد للصين (على الأقل امتناع عن التصويت حالة محاولة إدانة الصين بواسطة الولايات المتحدة) في أمور متعددة في المستقبل القريب، ربما أمور تتعلق بتايوان أو أي قضية أخرى أعتاد أن يستخدمها الغرب لإدانة الصين.
أعتقد أن الإمارات بدأت بوضوح في تغيير ديناميات دبلوماسيتها الدولية بشكل جذري وبحذر شديد.
دكتور سَــــيْد غُنــــيْم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
أستاذ زائر بالناتو والأكاديمية العسكرية ببروكسل