أولاً: الأعمال السابقة والحالية:
الجانب الروسي:
يعيد الجيش الروسي تجميع قواته، ولا تزال العمليات الروسية حول “كييف” محدودة مع وصول الإمداد اللوجستي والتعزيزات لمعاودة الهجوم مرة أخرى. قال قادة عسكريون أوكرانيون إنهم استغلوا التوقف لتقوية دفاعات كييف والاستعداد للدفاع عن عاصمتهم بعمق.
صعد الجيش الروسي استخدامه للأسلحة الهجومية بما في ذلك المدفعية بعيدة المدى والمدفعية الصاروخية في مدينة خاركيف، مما زاد بشكل كبير من حجم الأضرار والخسائر في الجانب الأوكراني.
لا يزال التقدم الروسي في جنوب أوكرانيا أبطأ مما كان عليه في الأيام الأولى من الحرب، ربما بسبب الجهود الروسية لتركيز قوة قتالية كافية لإجراء عمليات حاسمة ضد ماريوبول وربما زابوريزهيا.
في المقابل، لا تزال المقاومة الأوكرانية فعالة بشكل ملحوظ، كما أن العمليات الروسية، خاصة على محور كييف، كانت ضعيفة التنسيق والتنفيذ، مما أدى إلى إخفاقات روسية كبيرة على هذا المحور وفي خاركيف. لا تزال مقارنة القوات العددية والنوعية للقوات والأسلحة التقليدية على الأرض لصالح الجيش الروسي،
استمرار تقدم القوات البرية الروسية على أربعة محاور رئيسية كالآتي:
محور كييف:
نشرت روسيا المزيد من القوات الثقيلة والمدفعية التي فشلت حتى الآن في توظيفها في هجمات على المدينة حتى النهج الغربي من كييف في 27-28 فبراير. من المحتمل أن تشن القوات الروسية هجوماً متجدداً على غرب كييف في الأول من مارس. فشلت هجمات القوات الروسية الخفيفة على مشارف المدينة في إحراز تقدم في 28 فبراير. ومن غير المرجح أن تستسلم القوات الأوكرانية.
محور خاركيف:
بدأت القوات الروسية في استخدام المدفعية الثقيلة ضد وسط خاركيف في 28 فبراير، مما يشير إلى انعكاس خطير في العمليات الروسية حيث اختار الكرملين استخدام الأصول الجوية والمدفعية التي احتفظ بها في الاحتياط حتى الآن. بالإضافة إلى ذلك، استأنفت القوات الروسية تقدماً محدوداً في شمال شرق أوكرانيا في 28 فبراير بعد توقف عملياتي في 26-27 فبراير.
محور دونباس:
استأنفت القوات الروسية والقوات بالوكالة هجماتها على القوات الأوكرانية التي تدافع عن ماريوبول من الشرق ونشرت المزيد من المدفعية والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات (ATGM) على خط ماريوبول الأمامي في 28 فبراير. ماريوبول في الأيام القادمة. من المحتمل أن تنوي القوات الروسية تثبيت القوات الأوكرانية في مكانها على خط التماس لتمكين القوات الروسية من الخروج من شبه جزيرة القرم لعزلها.
محور القرم:
واصلت القوات الروسية تقدماً محدوداً على محورين خارج شبه جزيرة القرم – شمالاً باتجاه زابروزهيا وغرباً باتجاه ميكولايف، وصولاً إلى ضواحي ميكولايف في 28 فبراير. قد تكافح روسيا لتزويد كلا محوري التقدم بشكل كامل وقد تضطر إلى الاختيار التي تتقدم لتحديد الأولويات.
وقد أعلنت روسيا عن وضع الأسلحة النووية على أهبة الاستعداد، في إشارة جديدة من نوعها نحو احتمالات تغير مسارات التعامل على الأرض.
النشاط السياسي والاقتصادي الروسي
جمد الكرملين إلى حد كبير التجارة في العملات الأجنبية ورفع أسعار الفائدة لوقف الانخفاض الحر للروبل في 28 فبراير بسبب فرض العقوبات الغربية. سيتم حظر مدفوعات الصرف الأجنبي اعتباراً من 1 مارس. حددت S&P الديون السيادية الروسية على أنها غير مرغوب فيها في 28 فبراير. انخفض الروبل بأكثر من 30% مقابل الدولار في 28 فبراير، مما أدى إلى خطوط ضخمة في أجهزة الصراف الآلي الروسية وسط مخاوف بشأن التضخم وتدفق البنوك. ذكرت تاس أن الروس طلبوا ما يقرب من 1.4 تريليون روبل نقداً في 25 فبراير، حيث شهد سبيربنك وتينكوف زيادة الطلب على عمليات السحب من أجهزة الصراف الآلي.
سعى الكرملين إلى تجميد تبادل العملات الأجنبية والإقراض لوقف السقوط الحر للروبل. رفع البنك المركزي الروسي سعر الفائدة الرئيسي من 9.5 – 20% لاستيعاب انخفاض قيمة الروبل ومواجهة مخاطر التضخم، وأصدر بوتين تعليمات للبنوك بالحفاظ على أسعار الإقراض قبل هذه الزيادة. بالإضافة إلى ذلك، منع البنك المركزي الأجانب من بيع الأوراق المالية الروسية وأمر المصدرين بتحويل معظم احتياطياتهم من العملات الأجنبية إلى روبل. ألغى البنك المركزي تداول الأسهم وأغلق سوق المشتقات في بورصة موسكو في 28 فبراير. قام بنك الروسية مؤقتاً بإصدار الرهون العقارية والقروض الاستهلاكية وقروض السيارات وبطاقات الائتمان والسحب على المكشوف بسبب رفع سعر الفائدة الرئيسي للبنك المركزي. بالإضافة إلى ذلك، وقع بوتين مرسوماً خاصاً في 28 فبراير ينفذ عدة إجراءات لتجميد قدرة الروس على بيع العملات الأجنبية. سيتم حظر مدفوعات الصرف الأجنبي اعتباراً من 1 مارس، وقد حددت ستاندرد آند بورز الديون السيادية الروسية على أنها ذات وضع غير مرغوب فيه في 28 فبراير.
صرح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن روسيا ستتخذ إجراءات إضافية للرد على العقوبات الغربية بخلاف “الإجراءات الاقتصادية الخاصة”. حيث قال بيسكوف أن “العقوبات ستعزز فقط استبدال الواردات في روسيا” بسبب تدابير استبدال الواردات واسعة النطاق التي تم تطبيقها منذ عام 2014. وذكر بيسكوف أن “الاقتصاد الروسي مستقر تماماً وموجه إلى حد كبير نحو السوق المحلية”. أكد وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف أن وزارة المالية أعدت أحكاماً كبيرة للعفو عن رأس المال لضمان الاستقرار المحلي وحماية رأس المال الروسي في الخارج. من المرجح أن يواصل الكرملين التعتيم على الأثر المدمر للعقوبات الغربية.
رداً على الحظر الأوروبي والكندي على شركات الطيران الروسية، منعت روسيا شركات الطيران من 36 دولة من دخول المجال الجوي الروسي في 28 فبراير. منعت لوائح المجال الجوي للاتحاد الأوروبي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من السفر إلى جنيف بسويسرا لحضور قمة الحد من الأسلحة في 28 فبراير. وقللت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من أهمية العقوبات ووصف وسائل الإعلام لعشرات الطائرات الروسية التي تم إيقافها.
قلل المسؤولون الروس من أهمية قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 27 فبراير بوضع القوات الروسية النووية والصاروخية على أعلى أوامر الاستعداد القتالي ورفضت الولايات المتحدة تغيير مستويات التأهب الخاصة بها.
أخبر وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو الرئيس الروسي بوتين أن الصواريخ الاستراتيجية وأساطيل بحر الشمال والمحيط الهادئ والطيران بعيد المدى قد بدأوا تنفيذ مهامهم القتالية مؤخراً خلال يوم القتال الخامس.
وصدرت بينات عسكرية عن وزارة الدفاع الروسية تشير لنجاحات تقدمها على محوري القرم ودونباس، وأن روسيا قد اكتسبت تفوقاً جوياً على أوكرانيا في 28 فبراير، مما عزز التصورات المضللة للجمهور الروسي عن عملية عسكرية سهلة في أوكرانيا. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف أن روسيا حققت تفوقاً جوياً على أوكرانيا بأكملها في 28 فبراير. وقالت القنوات التلفزيونية الحكومية الروسية أن “الجيش الروسي لا يمكنه التراجع الآن”، خاصة بعد السيطرة على المجال الجوي الأوكراني – ومن المرجح أن يكون سبباً للمعلومات شروط لمزيد من التصعيد الروسي (وسقوط ضحايا) في أوكرانيا. وقال كوناشينكوف أيضاً أن القوات الجوية الروسية دمرت أكثر من 1000 قطعة من البنية التحتية العسكرية، مؤكداً رواية الكرملين للنجاح العسكري الروسي. كما قال كوناشينكوف قبل الأوان أن القوات الروسية استولت على إنيغودار ومحطة زابوريزهيا للطاقة النووية على محور القرم بينما ظلت إنيغودار وزابوريزهيا تحت السيطرة الأوكرانية. قال كوناشينكوف أن الجيش الأوكراني يستبدل الضباط بجنود احتياط وأن هؤلاء الاحتياط لا يزالون يستسلمون لقوات تعمل بالوكالة الروسية. كما قالت القنوات التلفزيونية الروسية أن “القوميين” الأوكرانيين ينهبون المدن الأوكرانية ويرتكبون جرائم حرب، ومن المرجح أن يهيئوا الظروف لتبرير استيلاء روسيا على المراكز الحضرية. كما أشار التلفزيون الروسي إلى أن القوات المسلحة الروسية مستعدة الآن لردع هجوم غربي على روسيا، وأن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي قد نسيا أن روسيا قوة نووية ولن تتفاوض مع روسيا إلا إذا أصابها “صاروخ نووي صغير”.
من جانبه، كرر الكرملين مطالبه المتطرفة ورفض أي احتمال لوقف إطلاق النار في الجولة الأولى من المفاوضات الروسية الأوكرانية في غوميل، بيلاروسيا في 28 فبراير. طالب الوفد الأوكراني بوقف إطلاق النار وانسحاب جميع القوات الروسية من أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم ودونباس. . طالب الوفد الروسي أوكرانيا بنزع السلاح، والتخلي عن حق الانضمام إلى حلف الناتو – وهي نفس المطالب المتطرفة التي قدمها الكرملين قبل غزوها غير المبرر. قال رئيس المندوب الروسي فلاديمير ميدينسكي أن كلا الجانبين وجدا “بعض النقاط للتنبؤ بالمواقف المشتركة” ولم يخض في التفاصيل. واتفق الجانبان على الاجتماع مرة أخرى “في الأيام المقبلة” لكنهما لم يحددا موعداً للجولة التالية من المفاوضات.
النشاط البيلاروسي:
في 28 فبراير ودعماً للقوات الروسية، وارتباطاً بتعثر تقدمها، تم نشر لواء 38 اقتحام جوي (مظلي) البيلاروسي في كوبرين، بالقرب من بريست في جنوب غرب بيلاروسيا،.
كما أنهى الدستور البيلاروسي المعدل وضع بيلاروسيا المحايد المنصوص عليه دستورياً في السابق. واعتقلت بيلاروسيا (800) مواطن لاحتجاجهم على الاستفتاء الدستوري في 27 فبراير.
النشاط الأوكراني:
زادت الحكومة الأوكرانية من أعداد المجندين والدعم المالي لجيشها، وأعربت عدة حكومات غربية عن دعمها لنية أوكرانيا لقبول متطوعين أجانب في 28 فبراير. وأعلن مجلس الوزراء الأوكراني أنه سيدفع مرتبات شهرية تزيد عن 3300 دولار للضباط ونحو 1000 دولار مقابل المجندين الجدد. كما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 28 فبراير أنه سيتم إطلاق سراح الأوكرانيين المسجونين من ذوي الخبرة القتالية من الحجز للقتال في الحرب. وأعلن وزير الدفاع الأوكراني أوليسكي ريزنيكوف أن أوكرانيا ستعرض على الجنود الروس عفواً كاملاً وخمسة ملايين روبل (حوالي 46800 دولار) للاستسلام، والتي أراها رشوة عسكرية مدروسة جيداً رغم أنها تعرض من يقبل من الجنود الروس للإعدام من جانب بلاده فضلاً عن الضرر الذي سيقع على أهله في روسيا، الأمر الذي سيثير فتنة كبيرة في الداخل الروسي في ظل تصعيب الظروف الاقتصادية بها. صوت برلمان لاتفيا بالإجماع على السماح لمواطني لاتفيا بالقتال في أوكرانيا في 28 فبراير. وأكدت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس في الأصل دعمها لمواطني المملكة المتحدة الذين يريدون القتال من أجل أوكرانيا في 27 فبراير، لكن المملكة المتحدة عكست موقفها في 28 فبراير. ويتوتر أخبار أن العديد من الأوكرانيين يعودون من الخارج لبلادهم للقتال، حيث صرح حرس الحدود البولندي أن 22000 مواطن أوكراني دخلوا أوكرانيا اعتباراً من 27 فبراير. وقال عشرة من القوات الخاصة الأمريكية والمملكة المتحدة وقدامى المحاربين في الناتو إنهم سينضمون إلى وحدة زيلينسكي الجديدة المقترحة من المقاتلين الأجانب. وصرحت نائبة وزير الدفاع الأوكرانية آنا ماليار أن أوكرانيا تلقت عدة آلاف من الطلبات من الرعايا الأجانب الذين يرغبون في الانضمام إلى الوحدة الأجنبية. وأعلنت وزارة المالية الأوكرانية بشكل منفصل أنها ستعرض سندات حرب لتمويل النشاط العسكري الأوكراني، وذلك بالاعتماد بشكل أساسي على المشترين الأوكرانيين.
العمليات النفسية والسيبرانية:
يستمر الجانبان الروسي والأوكراني في استخدام وسائل العمليات النفسية الإعلامية والوسائل السيبرانية، وأزعم أن الولايات المتحدة وأوروبا تشاركا في ذلك ضد روسيا بقوة وخفاء كبير.
كما يستمر الجانبان الروسي والأوكراني في تبادل الاتهامات الإنسانية بهدف تيهيئة محكمة العدل الدولية والأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى لمحاكمة الطرف الآخر. حيث تتهم موسكو زلينسكي وأنصاره الأوكرانيين بأنهم النازيين الجدد الذي يمثل اليمنين المتطرف الأوربي، والذ ينفذ أعمال إباداه لخصومه. حيث استغل بوتين موقف قيام أوكرانيا بفتح باب التطوع للأجانب، باعتباره منفذ محتمل للمرتزقة من التنظيمات الإرهابية وبما يخالف القوانين الدولية. في المقابل بدأت الصحف الغربية فجأة ودون سابقة لها إدعاء أن زلينسكي من آباء يهود رغم أنه مسيحي أرثوذوكس وكما وضح دبلوماسي أوكراني خلال حوار شخصي معه بشأن ديانة الرئيس الأوكراني، وأي دار عباده اعتاد أن يزور خلال حياته. الأمر الذي يشير إلى قيام الإعلام الغربي بشن حملات إدعائية مضادة معظمها كاذب رداً على الإدعاءات الروسية، خاصة وأن روسيا اعتادت إمتلاك آلة إعلامية ماهرة قادرة على نشر الأخبار غير المدققة وبما يؤثر في الوعي الجمعي للشعوب.
موقف الأطراف الدولية:
الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والحلفاء:
أعلنت الولايات المتحدة وحلفاؤها فرض عقوبات على روسيا لإعاقة وصول روسيا إلى الاحتياطيات الدولية واستهداف الأصول التي يمكن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين استخدامها كصندوق طوارئ لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد الروسي. ملاذات ضريبية انضمت سويسرا وموناكو إلى العقوبات الأمريكية والأوروبية على روسيا. كما انضمت سويسرا إلى الاتحاد الأوروبي في حظر جميع شركات الطيران الروسية من المجال الجوي الأوروبي. تمنع العقوبات الأمريكية الجديدة وحلفائها بوتين من استخدام أكثر من 600 مليار دولار من الاحتياطيات المالية الروسية لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد الروسي بعد العقوبات الأخرى التي فرضها المجتمع الدولي. كما سنت الشركات ومؤشرات السوق واللجان في جميع أنحاء العالم شكلها الخاص من العقوبات على الشركات الروسية والسندات والفرق الرياضية والشراكات التجارية في 28 فبراير.
نفذت وزارة الخزانة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة عقوبات منسقة ضد روسيا في 28 فبراير جمدت أصول البنك المركزي الروسي داخل بلادهم. ومنعت العقوبات المواطنين الأمريكيين والأوروبيين من المشاركة في أي معاملات تتعلق بالبنك المركزي الروسي أو صندوق الثروة الوطني الروسي أو وزارة المالية الروسية.
في المقابل، صرح المسؤولون الأمريكيون بأنهم مستعدون لمعاقبة بيلاروسيا بالنظر إلى الاحتمال الكبير بأن الجنود البيلاروسيين سينضمون إلى روسيا في غزو أوكرانيا في 28 فبراير.
وأعلن حلف الناتو والاتحاد الأوروبي عن استعدادهما لفرض عقوبات على بيلاروسيا بعد تقييمات استخباراتية تفيد بأن بيلاروسيا ستنضم على الأرجح إلى الغزو الروسي لأوكرانيا واعتماد بيلاروسيا لدستور روسي جديد مواتٍ لروسيا يسمح بنشر أسلحة نووية روسية داخل بيلاروسيا.
وعلقت وزارة الخارجية الأمريكية جميع العمليات في سفارة الولايات المتحدة في مينسك، بيلاروسيا، وأذنت بالمغادرة الطوعية لجميع الموظفين غير الطارئين من السفارة الأمريكية في موسكو في 28 فبراير.
قال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي لرويترز إن الاتحاد يخطط لفرض عقوبات على الصادرات البيلاروسية والأقلية الحاكمة والبنوك المركزية. قد يقطع الاتحاد الأوروبي البنوك البيلاروسية عن نظام الدفع SWIFT بين البنوك لمساعدة روسيا في غزو أوكرانيا.
رفضت الدول الأوروبية بما في ذلك ليتوانيا ولاتفيا وفرنسا والمملكة المتحدة، نتائج الاستفتاء على الدستور البيلاروسي باعتبارها غير شرعية وغير ديمقراطية.
أفاد البنك المركزي الأوروبي (ECB) في 28 فبراير أن بنك سبيربنك الروسي الذي تديره الدولة والشركات التابعة له في جنوب شرق ووسط أوروبا من المرجح أن يفشل لأن سبيربنك غير قادر على سداد ديونه أو التزاماته الأخرى. استهدفت الولايات المتحدة وحلفاؤها سبيربنك في حزم عقوبات سابقة ومنعت البنك من نظام الدفع سويفت في 27 فبراير. سبيربنك هو أكبر بنك في روسيا.
فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على صندوق الاستثمار المباشر الروسي، وشركة إدارته، واثنتين من الشركات التابعة له، والرئيس التنفيذي كيريل ديميترييف في 28 فبراير.
صرحت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس أن المملكة المتحدة ستنسق “التجميد الكامل للأصول على جميع البنوك الروسية في غضون أيام” بالتنسيق مع الحلفاء الغربيين خلال خطاب ألقاه في البرلمان يوم 28 فبراير. قال تروس إن هذه الخطوة ستمنع روسيا من زيادة الديون في المملكة المتحدة وتعزل أكثر من ثلاثة ملايين شركة روسية عن الوصول إلى أسواق رأس المال في المملكة المتحدة.
حظر الاتحاد الأوروبي جميع الطائرات الروسية من الهبوط أو الإقلاع أو التحليق فوق أراضي الاتحاد الأوروبي في 28 فبراير. وقد حظرت هذه الخطوة شركات التسويق والطائرات المسجلة في روسيا والطائرات غير المسجلة في روسيا المملوكة أو المستأجرة من قبل شخص طبيعي المولد أو قانوني. مواطن روسي.
قال وزير النقل البريطاني جرانت إن المملكة المتحدة ستحظر دخول جميع السفن الروسية إلى موانئها. وصرحت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل أن المملكة المتحدة ستقود الجهود الدولية لتعليق عضوية روسيا في وكالة الشرطة العالمية الإنتربول بناءً على طلب الحكومة الأوكرانية.
كرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المطالب الدولية لروسيا بوقف هجومها في أوكرانيا خلال مكالمة هاتفية في 28 فبراير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن المفاوضات. تزعم القراءات الفرنسية أن بوتين وافق على وقف جميع الضربات على الأهداف المدنية والحفاظ على وصول المدنيين الآمن إلى الطرق خارج كييف. قال بوتين إن الاعتراف غير المشروط بالمصالح الأمنية الروسية، بما في ذلك السيادة الروسية على شبه جزيرة القرم، والحياد الأوكراني، و “نزع السلاح ونزع السلاح” من الحكومة الأوكرانية، سيؤدي إلى تسوية. كما تحدث ماكرون مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل المفاوضات في 28 فبراير وشدد على الحاجة إلى “وقف فوري لإطلاق النار”.
صرح الرئيس السويسري إجنازيو كاسيس أن سويسرا ستنضم إلى عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا، والتي ستجمد الأصول المالية للرئيس الروسي ورئيس الوزراء ووزير الخارجية في سويسرا وتستهدف الاحتياطيات المالية لروسيا. وصرح كاسيس بأن سويسرا ستغلق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية باستثناء الرحلات الإنسانية أو الدبلوماسية.
وقال كاسيس إن سويسرا ستنضم إلى عقوبات الاتحاد الأوروبي اللاحقة “على أساس كل حالة على حدة”. وأقرت سويسرا بابتعادها عن تقليدها القديم المتمثل في الحياد في النزاعات الدولية. ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن بيانات البنك الوطني السويسري أظهرت أن الشركات والأفراد الروس يمتلكون أكثر من 11 مليار دولار من الأصول في البنوك السويسرية اعتبارًا من عام 2020.
أعلنت موناكو أنها ستطبق عقوبات أحادية الجانب تستهدف الأصول الروسية “المماثلة” لممتلكات الاتحاد الأوروبي. وقال الأمير ألبرت إنه يؤيد “كل الجهود” لإحلال السلام وتشجيع انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا.
انضمت كوريا الجنوبية إلى عقوبات الولايات المتحدة وحلفائها التي تمنع البنوك الروسية من نظام الدفع الدولي SWIFT وحظرت تصدير “العناصر الاستراتيجية” إلى روسيا في 28 فبراير. أعلنت كوريا الجنوبية عزمها على حظر الإمدادات من الإلكترونيات وأشباه الموصلات وأجهزة الكمبيوتر وأجهزة الاستشعار والليزر والملاحة وإلكترونيات الطيران والمعدات البحرية والفضائية والمعلومات والاتصالات إلى روسيا.
وانضمت اليابان إلى العقوبات الدولية على البنك المركزي الروسي وفرضت عقوبات على المنظمات والأفراد البيلاروسيين في 28 فبراير. أعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أن اليابان ستحد أيضًا من الصادرات اليابانية إلى بيلاروسيا.
وفرضت سنغافورة عقوبات أحادية الجانب على روسيا منعت البنوك والمعاملات المالية في 28 فبراير. وصرح وزير الخارجية السنغافوري فيفيان بالاكريشنان أن سنغافورة ستنفذ ضوابط تصدير على المواد التي يمكن استخدامها كأسلحة في الحرب الروسية. يمثل هذا الإجراء المرة الثانية فقط في التاريخ التي توافق فيها سنغافورة على عقوبات دون موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
دعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الحلفاء الأوكرانيين إلى فرض حظر روسي على النفط والغاز. وصرح كوليبا أن شراء النفط والغاز الروسي يدفع ثمن قتل الرجال والنساء والأطفال الأوكرانيين.
طلب وزير الخارجية الليتواني غابريليوس لاندسبيرجيس من الاتحاد الأوروبي حظر السفن الروسية في موانئ الاتحاد الأوروبي وفي المياه الإقليمية الأخرى في مؤتمر عبر الفيديو للاتحاد الأوروبي.
وقالت شركة شل جلوبال في إنها ستنهي المشاريع المشتركة مع شركة الطاقة الروسية المملوكة للدولة غازبروم وستنهي مشاركتها في تمويل مشروع خط أنابيب نورد ستريم 2.
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في 28 فبراير أن جي بي مورجان تشيس وشركاه ستزيل السندات الروسية من مؤشرات السندات بالعملة المحلية (ESG GBI-EM) والسندات الدولارية (ESF EMBI) التي قد “تقود الصناديق التي تتعقب المؤشرات إلى بيع ممتلكاتهم “.
أوقفت بورصة نيويورك (NYSE) وبورصة ناسداك تداول العديد من الأسهم الروسية المدرجة في الولايات المتحدة في 28 فبراير. ذكرت بورصة نيويورك أنها أوقفت تداول شركة الاتصالات الروسية Mobile TeleSystems ، وشركة التعدين والصلب الروسية Mechel ، والروسية الحقيقية على الإنترنت. -شركة Cian المصنفة في الدولة “بسبب مخاوف تنظيمية”. أوقفت ناسداك تداول مشغل محرك البحث الروسي Yandex ، ومتاجر التجزئة الروسية عبر الإنترنت Ozon Holdings ، والعديد من الشركات الروسية الأخرى.
وأعلنت اللجنة الأولمبية الدولية في 28 فبراير أنها جردت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من وسام الأولمبياد الذهبي الذي منحه له عام 2001 ، وشجعت المنظمين الرياضيين على منع الرياضيين والمسؤولين الروس والبيلاروسيين من المشاركة في المسابقات الدولية.
أوقف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) منتخبات وأندية كرة القدم الوطنية الروسية من المنافسة في 28 فبراير / شباط. أنهى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم اتفاق رعايته مع شركة الطاقة الروسية المملوكة للدولة غازربوم في جميع المسابقات.
نشاط الناتو والاتحاد الأوروبي
عزز الاتحاد الأوروبي والقيادة الأوكرانية من مساعيهما لانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي في 28 فبراير. أعرب العديد من قادة الاتحاد الأوروبي عن رغبتهم في انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي. ضغط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وثمانية رؤساء دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي من أجل اتخاذ خطوات “فورية” لتحقيق العضوية الأوكرانية.
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في 27 فبراير إن أوكرانيا “واحدة منا” ويجب أن تنضم إلى الاتحاد الأوروبي دون الالتزام بجدول زمني محدد.
حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاتحاد الأوروبي على قبول انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي “فورًا” خلال خطاب ألقاه في 28 فبراير ووقع طلبًا رسميًا لأوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
أصدر رؤساء بلغاريا والتشيك وإستونيا ولاتفيا وبولندا وسلوفاكيا وسلوفينيا بيانًا مشتركًا يحث الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي على تمكين مؤسسات الاتحاد الأوروبي من منح أوكرانيا وضع الدولة المرشحة “فورًا” وبدء مفاوضات العضوية في 28 فبراير.
صاغت المجموعات السياسية الرئيسية في البرلمان الأوروبي اقتراحًا يحث الاتحاد الأوروبي على منح وضع مرشح أوكرانيا في 28 فبراير. وسيصوت أعضاء البرلمان الأوروبي على الاقتراح في 1 مارس.
وأعلن الناتو والاتحاد الأوروبي عن عدة حزم مساعدات مالية وعسكرية لأوكرانيا في 28 فبراير.
واجتمع وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي تقريبًا في 28 فبراير لمناقشة تنسيق تسليم الأسلحة والمساعدات المالية لأوكرانيا. تبنى المجلس الأوروبي في 27 شباط (فبراير) إجراءين للمساعدة تبلغ قيمتهما حوالي 560 مليون دولار لتمويل المعدات والإمدادات الدفاعية ، بما في ذلك الأسلحة الفتاكة لأول مرة في تاريخ الاتحاد الأوروبي.
أخبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن المملكة المتحدة ستقدم مساعدة عسكرية إضافية لأوكرانيا في “الأيام المقبلة” خلال مكالمة هاتفية يوم 28 فبراير.
أعلنت الحكومة الفنلندية في 28 فبراير أنها ستوفر معدات دفاعية لأوكرانيا بما في ذلك البنادق والأسلحة المضادة للدبابات وحصص الإعاشة القتالية.
صرح مسؤول دفاعي أمريكي كبير أن المساعدة الأمنية الأمريكية استمرت في الوصول إلى أوكرانيا حتى 27 فبراير. وتشمل المساعدة “القدرات الدفاعية البرية والجوية”.
المنظمات الدولية:
زادت الجهود الدولية للتحقيق في جرائم الحرب الروسية المزعومة من الغرب، ارتباطاً بإدعاءات مفادها أن القوات الروسية بدأت في قصف مناطق سكنية في خاركيف في 27 فبراير.
دعت أوكرانيا وحلفاؤها إلى إجراء تحقيق أممي في جرائم الحرب الروسية خلال جلسة للأمم المتحدة في 28 فبراير، مستشهدين بالهجمات الروسية على المدارس ودور الأيتام والمستشفيات والمنازل. وافق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على اقتراح بإجراء مناقشة عاجلة حول الغزو الروسي والنظر في مشروع قرار للتحقيق في 3 مارس. وصوتت الصين وروسيا وكوبا وفنزويلا وإريتريا ضد الاقتراح. سيحقق خبراء الأمم المتحدة في جميع الانتهاكات المزعومة للقانون الدولي في شبه جزيرة القرم وجمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الشعبية منذ عام 2014 إذا استمر التحقيق.
قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان أن المحكمة الجنائية الدولية ستطلب موافقة المحكمة للتحقيق في جرائم حرب مزعومة في أوكرانيا تعود إلى 2014.
من المرجح أن تؤدي الهجمات الروسية على المناطق الحضرية ونقص الغذاء المتزايد إلى تدفقات إضافية من اللاجئين إلى أوروبا ، على الرغم من استمرار المنظمات الدولية في حشد شحنات المساعدات الإنسانية إلى أوكرانيا.
ووسع مجلس الوزراء الأوكراني قائمته للواردات الحيوية لتشمل المزيد من المواد الغذائية وبعض السلع العسكرية مع تفاقم نقص الغذاء. وكافح سكان كييف للحصول على الطعام بعد انتهاء حظر التجول الذي استمر 36 ساعة في عطلة نهاية الأسبوع في 28 فبراير. أغلقت العديد من المتاجر بعد بدء التفجيرات في كييف في 25 فبراير. تقوم بعض المتاجر الكبرى في أوكرانيا بتقنين كمية الطعام التي يمكن للعملاء شراؤها.
وتتواتر أخبار أن ما يقرب من (250000) شخص، من الساعين للفرار من أوكرانيا، عالقون عند المعابر الحدودية اعتبارًا من 28 فبراير. وصرح رئيس أركان رئيس الوزراء البولندي ميشال دوورتشيك أن شرطة الحدود البولندية سمحت للأشخاص الذين ليس لديهم وثائق بدخول بولندا وأن بولندا وأوكرانيا تناقشان تبسيط إجراءات الدخول لتسريع عملية الدخول. معالجة اللاجئين.
قال رئيس المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ، فيليبو غراندي ، في 28 فبراير، إن أكثر من 500 ألف شخص فروا بالفعل من أوكرانيا منذ بدء القتال. قال غراندي إن فرق المفوضية تكثف جهودها الإنسانية بسبب تزايد انتهاكات حقوق الإنسان.
قال مسؤولون كبار في الاتحاد الأوروبي لرويترز إن الاتحاد يستعد لتقديم إقامة وعمل لمدة ثلاث سنوات للأوكرانيين النازحين.
ادعى المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ، الميجور جنرال إيغور كوناشينكوف ، أن القوات الروسية تركت ممر خروج “مفتوحًا وآمنًا” من كييف على طول الطريق السريع كييف-فاسيلكوف (فاسيلكوف) ، الذي يمتد جنوبًا ولكن ليس خارج البلاد مباشرة. ISW لا يمكن التحقق من هذا الادعاء الروسي.
وقالت حكومة كوريا الجنوبية في 28 فبراير إنها ستقدم 10 ملايين دولار كمساعدات إنسانية طارئة لمساعدة أوكرانيا حكومة وشعبا ولاجئين “في مواجهة أزمة حادة بسبب الغزو غير القانوني من قبل روسيا”.
وقدم المتبرعون عبر الإنترنت للجيش الأوكراني ما مجموعه 33 مليون دولار منذ 25 فبراير. وتبرع المواطنون الأوكرانيون بما لا يقل عن 14 مليون دولار.
وأعلنت بولندا أنها ستتبرع بمبلغ 545 ألف دولار لدعم عمل أوكرانيا الذي تقوم به اللجنة الدولية للصليب الأحمر في 28 فبراير.
الصين الشعبية:
ما زال الصين على وضعها في دعم أوكرانيا سياسياً، إلا أنه تتواتر أخبار حول إمكانية زيادة أنشطة الصين في بحر الصين الجنوبي.
ثانياً: الأعمال المنتظرة:
الهدف الاستراتيجي للقوات الروسية:
“سرعة حسم العمليات العسكرية على كافة المواجهة والأعماق، واستسلام القيادة السياسية والقوات العسكرية الأوكرانية”، والذي يمكن أن يتحقق وكما ذكرت في تقديري السابق، حالة “تغيير النظام الأوكراني الحاكم، سواء من خلال إجبار الرئيس الأوكراني زلينيسكي على الهروب لأحد دول أوروبا، أو إجباره على تغيير سياسته تجاه روسيا”.
تسلسل أعمال القتال المنتظرة:
من المنتظر أن تقوم القوات الروسية بفور إعادة تجميع قواتها قرب كييف باستمرار الهجوم نح العاصمة في محاولة لاتمام السيطرة عليها وذلك خلال اليوم أول مارس 2022، والتي حالة زيادة القوات الروسية وزيادة معدلات هجومها، لن يتمكن الجيش الأوكراني من من مقاومة استمرار اجتياح كييف، أو على الأقل لن يتمن من إيقاف القوات الروسية عن تطويق كييف. ولكن في المقابل أتوقع أن المقاومة الأوكرانية لو استمرت بنفس الأسلوب ستجعل الجهود الروسية للسيطرة على المدينة نفسها مكلفة للغاية وربما غير كاملة النجاحات. وفي هذا الإطار، من المرجح أن تبدأ المرحلة الرئيسية التالية من العمليات الهجومية الروسية في غضون اليوم أول مارس وتستمر خلال 48 – 72 ساعة التالية.
ونظراً لأن موسكو تتحسب لذلك، فمن المحتمل أن تستعد القوات الروسية والبيلاروسية لخط تقدم إضافي من بيلاروسيا إلى غرب أوكرانيا. حيث انتشر لواء الهجوم الجوي الثامن والثلاثون البيلاروسي في كوبرين، بالقرب من بريست في جنوب غرب بيلاروسيا، في 28 فبراير. ذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في 28 فبراير أن هناك احتمالية كبيرة بانضمام القوات البيلاروسية إلى العمليات الروسية. ذكرت ISW سابقاً أن رتل مدرع روسي يتجمع في ستولين، بيلاروسيا، في 25 فبراير لدعم تقدم محتمل في ريفني أوبلاست في غرب أوكرانيا. من المرجح أن يسعى الهجوم الروسي في غرب أوكرانيا إلى قطع أوكرانيا عن الشحنات البرية للمساعدات الغربية عبر بولندا وسلوفاكيا والمجر. ومع ذلك، من المرجح أن تواجه القوات البيلاروسية المحمولة جواً صعوبات مماثلة للعمليات الروسية المحمولة جواً السابقة والفاشلة ضد كييف إذا حاولت الإنزال الجوي.
التلويح الروسي باستخدام الأسلحة النووية قد يشير إلى مسرحين استراتيجيين كالآتي:
الأول: ردع قوات الناتو التي تعيد أوضاعها رغم عدم تدخلها.
الثاني والأخطر: إخراج أوكرانيا من المواجهة العسكرية، خاصة مع تعثر تقدم القوات الروسية غرباً وتكبدها خسائر أعلى من المتوقع في وقت قصير.
هدف بوتين هو: “سرعة حسم العمليات العسكرية على كافة المواجهة والأعماق، واستسلام القيادة السياسية والقوات العسكرية الأوكرانية”، وذلك ارتباطاً بأهمية عامل الوقت لروسيا وإطالة زمن العمليات تأتي لمصلحة أوكرانيا. أعتقد أن بوتين توقع كسح أوكرانيا خلال 72 – 96 ساعة وهو ما لم يحدث.
حالة قبول وساطة إسرائيل بين روسيا وأوكرانيا، فسيكون العامل الأهم هو التنسيق أيضاً بالنيابة عن تركيا والمعسكر الغربي.
ثالثاً: أهم ملاحظاتي على الحرب في الأزمة الأوكرانية وطبقاً للمعلومات المتاحة
رغم تطور وتفرع أنواع الحروب والأسلحة غير التقليدية، إلا أنه لا غنى عن نظيرتها التقليدية.
ما زال أمراً لا يمكن إنكاره، أن التمسك بالأرض في الحروب مستحيل أن يتم بدون قوات المشاة المدعمة، وأن كسب الأرض لا يتم إلا بالقوات المدرعة المزودة بقوة نيرانية عالية.
أنه مهما تطورت وسائل النيران الذكية سواء الموجهة من الطائرات أو المدفعية المتطورة بعيدة المدى أو الصواريخ الباليستية أو الدرونز أو غيرها، فإن وسائل الدفاع الجوي الأرضية المضادة تحدث تطور مناظر هائل، ربما أصبح أكثر تفوقاً على تلك الوسائل النيرانية في أجيال الأسلحة.
عند الدفاع عن أراضي دولة مهما كان ضعف قدراتها مقارنة بالقوات الغازية، فإن القوة الفعلية للقوات المسلحة على الأرض تتضاعف مع وجود ظهير شعبي متماسك ومتلاحم مع تلك القوات.
أن أكبر خطأ بل والأشد خطورة والذي يقع فيه الزعماء والقادة العسكريين هو التقدير غير الدقيق للموقف بمشتملاته، خاصة مع التهوين من قدرات العدو والتهويل من القدرات الذاتية.
أن من أشد مخاطر الاجتياح العسكري الروسي الدولة القوية عسكرياً لدولة أضعف كأوكرانيا مع عدم إمكانية مشاركة تحالف قوي لحمايتها عسكرياً كالناتو، أن تلجأ تلك الأضعف لفتح حدودها لأي متطوعين. الأمر الذي قد يستقطب أفراد أو ميليشيات مرتزقة يحولوا أوكارنيا لمستنقع يغرق فيه الجميع، مما يتسبب في تحويل كافة أنحاء المنطقة إلى جحيم يهدد دول الإقليم بالكامل، وهو ما يعتبر تهديداً خطيراً أمام الدولة المهيمنة على الإقليم وتحديداً روسياً.
أنه يمكن دعم نظام دولة كأوكرانيا بواسطة قوى عظمى كأمريكا وأوروبا في مواجهة قوى كبرى مناظرة كروسيا دون تدخل عسكري دولي أو إقليمي، وذلك من خلال عدة أنساق كالآتي:
جسور دعم لوجيستي يشمل الأسلحة والذخائر والمعدات.
تنفيذ هجمات سيبرانية مضادة غير معلومة الهوية (شديدة التأثير) ضد روسيا نيابة عن أوكرانيا.
التمويل المادي المفتوح.
فرض عقوبات اقتصادية شديدة على الخصم.
الدعم الجيوساسي بخلق التدابير لغلق المسارت الملاحية أمام الخصم في مرحلة معينة.
أن انفراد الولايات المتحدة بالسيادة التكنولوجية في مجالات الانترنت والسيطرة على تطبيقات حيوية هامة كخرائط جوجل ومواقع التواصل الاجتماعي وقنوات يوتيوب وغيرها أفقد الروس الانفراد بالسيادة الكاملة والمتواصلة على سير أعمال القتال داخل الأراضي الأوكرانية، كما أفقدها ميزة سرعة حسم أعمال القتال.
انفردت روسيا لسنوات بامتلاكها آلة إعلامية تطلق الأخبار والشائعات التي تخلق صور ذهنية شديدة التأثير على الخصوم من جانب، وعلى الشعوب الوسيطة خاصة شعوب المنطقة العربية وأفريقيا ووسط آسيا من جانب آخر، بل أثرت في الانقسام الداخلي داخل العديد من دول أوروبا وبين بعض دول أوروبا نفسها. إلا أن اليوم تفاجئ العالم بآلية إعلامية غربية مضادة في تنسيق منظم غير مسبوق، تعمل على تكذيب وتشتيت الآلة الإعلامية الروسية ومعظمها بالكذب المضاد.
أن أسوأ وسيلة لاسقاط نظام دولة معادية هي القوة العسكرية، خاصة عندما يكون هناك قطب آخر قوي يساند نفس النظام الحاكم بأدوات غير عسكرية.
أن السلاح النووي رغم قدمه وشبه استحالة استخدامه، ما زال يعتبر أهم وأقوى أسلحة الردع الاستراتيجي في العالم.
لواء دكتور د. سَــــيْد غُنــــيْم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع – أستاذ زائر بالناتو
المصادر:
مصادر معلنة دولية.
مصادر خاصة.
