دكتور سَــــيْد غُنــــيْم دكتوراه العلوم السياسية زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا، ورئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع
“الموقف الاستراتيجي لإيران ومحور المقاومة المتمثل في الفصائل الفلسطينية وأذرع إيران”
1- في قطاع غزة
خلال اليوم الـ 19 قتال، تواصل الفصائل الفلسطينية هجماتها ضد القوات الإسرائيلية بالمعدل المعتاد من قطاع غزة إلى إسرائيل. حيث أطلقت حماس صاروخين بعيدي المدى طراز “حيفا” و”إليات” كجزء من جهودها الرامية إلى تقويض إرادة المؤسسة السياسية الإسرائيلية في دعم عملية برية داخل غزة.
2- في الضفة الغربية
قام سكان الضفة الغربية بالتظاهر، كما حملوا السلاح ضد الجيش الإسرائيلي ردا على دعوات من جماعة “عرين الأسود” (فصيل فلسطيني في الضفة الغربية).
3- في جنوب لبنان ومرتفعات الجولان
شن الجيش الإسرائيلي هجمات جوية ضد موقعين عسكريين سوريين في جنوب غرب سوريا في 24 أكتوبر، وهجمة جوية ضد الممرات في مطار حلب الدولي يومي 24 و25 أكتوبر.
4- إيران وأذرعها:
أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق مسؤوليتها عن هجومين استهدفا القوات الأمريكية المتمركزة في مطار أبو حجر بمحافظة الحسكة بسوريا يومي 24 و25 أكتوبر.
الاستناجات:
1- تحاول إيران ومحور المقاومة، بما فيها أذرعها في سوريا ولبنان والعراق واليمن، إظهار قدرتها واستعدادها للتصعيد ضد الولايات المتحدة وإسرائيل من جبهات متعددة وبما يوسع القتال في عدة دول بالشرق الأوسط.
2- الهدف:
تحاول إيران ومحور المقاومة العمل في تنسيق مع كافة الفصائل الفلسطينية بهدف تحقيق الآتي:
“حرمان القوات الإسرائيلية من انتزاع المبادأة ووضعها في حيرة وتردد شديدين بين خيارين مكلفين للغاية (إما الجلوس على مائدة التفاوض والمساومة والتراجع عن فكرة اجتياح غزة برياً، أو المخاطرة بتوسيع رقعة القتال في المنطقة حالة تنفيذ إسرائيل الاجتياح. مع تأكيد فكرة ان القوات الإسرائيلية حالة الغزو ستتورط في مستنقع يصعب الخروج منه”.
3- ولتحقيق هذا الهدف، من المؤكد أن كل من حماس وحزب الله والجهاد الإسلامي في فلسطين تقوم حالياً بالتنسيق البيني واتخاذ الاستعدادات النهائية للطوارئ لمواجهة الغزو الإسرائيلي المحتمل لغزة برياً.
إلا أن إيران وكافة عناصر “محور المقاومة” في المقابل تتبع استراتيجية منسقة من أجل: – ردع إسرائيل عن محاولة تدمير حماس في قطاع غزة. – منع إسرائيل من تدمير حماس إذا فشل الردع. – ردع إسرائيل عن توفير القدرات اللازمة للعملية البرية لاجتياح قطاع غزة. – ردع الولايات المتحدة عن تقديم الدعم العسكري لها.
4- حالة إذا شنت إسرائيل عملية برية كبيرة في قطاع غزة، سيحتاج القادة الإيرانيون وقادة محور المقاومة إلى تعديل استراتيجيتهم واستراتيجيات قتال الفصائل التابعة لهم، حيث ستعمل بشكل أكثر تنسيقاً واتساقاً في تصعيد متتالي محسوب للغاية وبما يفرض حالة من التشتت لتل أبيب والوليات المتحدة والوقوع الدائم تحت ضغط وبما لا يسمح لإسرائيل من انتزاع المبادأة باي شكل، ودون قيام فصائل المقاومة باستخدام كافة أوراق التصاعد مبكراً. (وتشتيت قدرات الولايات المتحدة بتكثيف استهداف قواعدها العسكرية في المنطقة بما فيها الدول التي لم تدين إسرائيل أو تتوسط لصالح الفلسطينيين في الأزمة. وكذا دفع أوروبا للتراجع التام عن دعم إسرائيل، بل وممارسة أوروبا الضغط عليها وعلى الولايات المتحدة ودفعهما لعدم الاستمرار في التورط وتوسيع رقعة القتال في المنطقة).
5- تكتيكياً، من المرجح أن يتم الرد على الهجمات الجوية التي استهدفت المطارين السوريين بهجمات غير مباشرة من مناطق أخرى بواسطة عناصر من محور المقاومة، كنمط رد ثابت على الهجمات الجوية الإسرائيلية في سوريا منذ ذلك الحين، وبما يشير إلى بدء الحرب.
6- هدف إسرائيل:
بشكل عام تهدف إسرائيل للسيطرة على قطاع غزة بشكل جزئي أو كامل مع ضمان القضاء على قيادات وعناصر حماس والجهاد والبنية التحتية العسكرية لحماس في القطاع.
ولكن لم يظهر هدفاً عسكرياً استراتيجياً واضحاً لإسرائيل فمع اجتياح القطاع. هل ستقوم بالفعل باحتلال القطاع ووضع قيادة إدارية موالية لها؟ وهل ستحاول إسرائيل القضاء على حماس باستخدام ضربات جوية والاقتران بهجمات موجهة؟ أم اقتحام غزة بالدبابات والمشاة، والقوات الخاصة والتوغل فيها؟ تلك الأسئلة تجعل الهدف العسكري الإسرائيلي غير واضحاً أو مكتملاً.
وعلى أي حال، ستحاول إسرائيل تكرار دخول القطاع بعناصر محدود وبشكل محسوب للغاية، بهدف الحصول على أكبر قدر من المعلومات التي تفتقدها، وبما يؤهل قواتها الرئيسية لتنفيذ اجتياح شامل.