معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع:
القسم الأمني والعسكري
دكتور سَــــيد غُنــــيم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع
الأستاذ الزائر بالناتو والأكاديمية العسكرية الملكية ببروكسل
1- حدد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن حزب الله يستعد لإطلاق الصواريخ والقذائف باتجاه الأراضي الإسرائيلية في توقيت محدد صباح اليوم 25 أغسطس 2024.
2- بناءً على ذلك، وقبل التوقيت المتوقع لضربة حزب الله بنصف ساعة بالضبط، نفذت 100 طائرة قتال إسرائيلية ضربة نيرانية استباقية ضد أهدافًا محددة لحزب الله في لبنان، والتي كان يخطط لشن هجماته منها على أهداف إسرائيلية مختلفة.
3- وفي التوقيت المتوقع بالفعل، أطلق حزب الله حوالي 320 صاروخ وعدد من الطائرات المسيرة تجاه الأراضي الإسرائيلية، وتصدى لها النظام الدفاعي الإسرائيلي ضد الصواريخ والطائرات المسيرة، وتمكن من اعتراض معظمها، خاصة الموجه منها تجاه جنوب إسرائيل.
4- لدينا الآن روايتين لحزب الله وجيش الاحتلال، وكلاهما يؤكد تحقيق أهدافه دون وضوح كامل للحقائق.
الرأي:
يلفت النظر 5 أمور:
الأول: أن الضربة الاستباقية الاسرائيلية سبقت ضربة حزب الله المخططة بنصف ساعة فقط، وهو توقيت قاتل، يصعب على عناصر حزب الله إخفاء نوايا وتوقيت ومواقع إطلاق مصادر الضربة، ما يدل على توفر معلومات دقيقة للغاية بواسطة الوسائل الإسرائيلية وأظن وسائل حلفائها.
الثاني: أن القوات الإسرائيلية نفذت ضربتها بقوة 100 طائرة قتال ذات قدرات نيرانية وتكنولوچية عالية، ما يؤكد اهتمام إسرائيل بأنه لا بديل عن إنجاح الضربة الاستباقية وتحقيق كافة أهدافها.
الثالث: أن حزب الله ورغم ذلك أصر على تنفيذ الهجوم النيراني.
الرابع: اثبتت الهجمة الصاروخية لحماس يوم 7 أكتوبر بما يقرب من 2200 صاروخ خلال 20 دقيقة فقط، أن نظام القبة الحديدية غير فعال مع هذا الكم من الهجمات بصواريخ قصيرة المدى. ويرجح أحد أمرين:
– إما أن حزب الله رغم أنه يملك أضعاف هذه القدرة إلا أنه لا يريد استخدامها حتى الآن، وهو الأقل احتمالاً.
– أو أن الضربة الاستباقية الإسرائيلية مخططة وبما لا يمكن حزب الله من ذلك، حيث من المحتمل أن الضربة الاستباقية الإسرائيلية أفشلت هجمة حزب الله بقصف منصات صاروخية كانت معدة لإطلاق حوالي 6000 صاروخ ضمن موجات صاروخية يرجح أنها كانت ستتخطى نظام القبة الحديدية.
الخامس: التشكك أن هدف حزب الله كان يستهدف تل أبيب، لأنه لو كانت هذه نيته ولو حتى نجح حتى 1% من جميع الصواريخ المخطط إطلاقها في الأساس في الوصول إلى تل أبيب من إجمالي 6000 صاروخ، فهذا يعني أن 60 صاروخاً كانوا سيسقطوا على تل أبيب. وكرد فعل، ستقوم إسرائيل بقصف بيروت بشدة، وبالتالي وضع كل اللبنانيين الآخرين ضد حزب الله وإلقاء اللوم عليهم في التصعيد.