معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع:
القسم الأمني والعسكري
دكتور سَــــيد غُنــــيم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع
الأستاذ الزائر بالناتو والأكاديمية العسكرية الملكية ببروكسل
أطلق الحزب 150 قذيفة ضد إسرائيل في عكا وحيفا وطبريه وكريات شمونة، مستهدفة تجمعات القوات ومصنع متفجرات وقيادة الدفاع الجوي شمال إسرائيل.
وردت إسرائيل بـ 78 هجوم جوي وقصفات بالمدفعية مستهدفةً 280 هدف للحزب، فضلاً عن مقر قوات الأمم المتحدة في لبنان “يونيفيل” في منطقة الناقوره للمرة الثالثة، مع إصرارها على سحب قوات يونيفيل 5 كم في عمق الجنوب اللبناني.
وتمكنت عناصر من وحدات الفرقة 91 دفاع إقليمية الإسرائيلية من التقدم والاستيلاء على أراض في منطقة جنوب لبنان، بهدف استكمال إنشاء “مناطق مغلقة” جديدة بالتعاون مع عناصر من التشكيلات التكتيكية (الفرق 36 مدرع و98 إبرار جوي و146 مدرع)، بعد” إخلائها” وتطهيرها من الأسلحة والمعدات.
لاحظنا منذ 10 أكتوبر 2024، أن القوات الإسرائيلية تعمل على التقدم في عمق قريب، لتسيطر على مناطق ريفية على طول التلال والمرتفعات داخل الجنوب اللبناني.
وقد رصدنا انتشار صحفيين إسرائيليين ومركبات غير مدرعة تعمل مع عناصر المهندسين العسكريين، ما يشير لأن القرى المتوغلين فيها مؤمنة جزئياً على الأقل من تهديد عناصر الحزب، حيث من المفترض أن الجيش الإسرائيلي يستخدم المركبات المدرعة، كما فعل في قطاع غزة، ولن يسمح للصحفيين المدنيين الإسرائيليين بالدخول أثناء عمليات كبرى قبل تطهير مناطق العمليات تماماً.
كما لاحظنا أن مقاتلي الحزب فضلوا الاشتباك مع القوات الإسرائيلية بكافة الأسلحة المتاحة لديهم دون اشتباك مباشر، وبما يمكنهم من إحداث أكبر خسائر ممكنة بالقوات الإسرائيلية التي تقاتلها.
ويعيدني ذلك لما يمكن أن تكون قد حققته الهجمات الجوية الإسرائيلية من تعطيل في منظومة القيادة والسيطرة العسكرية على المستويين الاستراتيجي والعملياتي في الحزب، وأعاقت قدرته على إدارة عمليات عسكرية متماسكة كما استطاعت الفصائل الفلسطينية في غزة لفترة طويلة.
ولذا تحاول العناصر التكتيكية الصغيرة للحزب القتال بفعالية بمفردها لأقصى مدة ممكنة. وربما أيضاً يعمل الحزب عمداً على تهدئة وتيرة العمليات، لحين استعادة قدرته على القيادة والسيطرة لو جزئياً على عناصره.